11 يناير 2013
التصنيف : سلسلة (سؤال وجواب)
لا تعليقات
2٬700 مشاهدة
الزواج للنجاة من المعصية

1111

(بتاريخ: 10 ـ 1 ـ 2013م)

أخٌ مؤمن مبتلى برؤية الأفلام المحرَّمة (الأفلام الخلاعيّة المثيرة للشهوة)، وهو يريد التخلُّص جذريّاً من هذه المشكلة، لكنّه لا يستطيع الزواج؛ لأنه مريض، ولا يستطيع الصيام. وقد نصحناه بأن يُشغِل نفسَه برؤية المحاضرات والأفلام والمسلسلات الإسلاميّة. ونودّ معرفة العلاج الشافي لهذا الأخ.

هذه آفةٌ تحتاج إلى حلِّ جذريّ. وليس الكلام في ما يشغل به نفسه، ومن هنا لا يكفي دعوته إلى حضور الأفلام الإسلاميّة، وإنّما الكلام في الخطوات الكفيلة بتخليصه من التعلُّق بتلك الأفلام المحرَّمة.

فنقول: إنّ حبّ الشهوات من النساء من جِبِلّة الإنسان السويّ، وقد قال تعالى: (زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَوَاتِ مِنْ النِّسَاءِ وَالْبَنِينَ وَالْقَنَاطِيرِ الْمُقَنْطَرَةِ مِنْ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ وَالْخَيْلِ الْمُسَوَّمَةِ وَالأَنْعَامِ وَالْحَرْثِ ذَلِكَ مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَاللَّهُ عِنْدَهُ حُسْنُ الْمَآبِ). كما نلاحظ أنّ الأنبياء عليهم السلام لم يأنفوا من هذا العمل، بل فعلوه كبقيّة البشر، واعتبروه حاجةً طبيعيّة، كالطعام والشراب، لا بدّ منها؛ لاستمرار الحياة، ولسدّ حاجةٍ طبيعيّة في داخل الإنسان.
أكمل قراءة بقية الموضوع ←

9 يناير 2013
التصنيف : مقالات فكرية
لا تعليقات
3٬266 مشاهدة
سيرة النبيّ محمد صلّى الله عليه وآله وسلّم وأثرها في حياة الشباب


541013_406167406131019_2087549363_n

Copy of 72840_533785839979403_445185649_n

19011_132596610235237_594466864_n

(بتاريخ: 9 ـ 1 ـ 2013م)

في ليلة رحيل منقذ البشريّة من الضلالة، والمبعوث رحمةً للعالمين، نبيّنا وحبيبنا وطبيبنا وشفيع ذنوبنا أبي القاسم المصطفى محمّد صلّى الله عليه وآله وسلّم، نتقدَّم من المسلمين جميعاً بأسمى آيات العزاء، سائلين الله عزّ وجلّ أن يجعلنا من أتباعه وأنصاره.

ميِّزات مرحلة الشباب

الشباب مرحلةٌ من عمر الإنسان تتَّسم بعدّةٍ من الميِّزات والصفات؛ فهي مرحلة المَرَح والفَرَح، وهي مرحلة الطموح والأَمَل، وهي مرحلة القوّة والعطاء.

فكيف نستطيع الاستفادة من هذه العناصر كلّها لتنشئة جماعةٍ صالحة من الناس؟

هذا هو السؤال المحوريّ في أيّ عمليّة إصلاحٍ اجتماعيّ بنّاء وهادف، ويتوخّى الاستمرار والدوام.

قد تحصل إصلاحات جزئيّة في زمن معيَّن، ولكنْ إذا لم تكن مستندةً إلى الكيفيّة الصحيحة في الاستفادة من العناصر التي ذكرناها فلن يكون لها دوامٌ واستمرار.

الشباب يحتاجون مَنْ يعيش همومهم في مشاكل الزواج، والضائقة المعيشيّة، والعلاقات الاجتماعيّة والعاطفيّة، فيجترح لهم الحلول المناسبة والواقعيّة، بدل اللوم والعتاب، فضلاً عن التعنيف والتوبيخ.
أكمل قراءة بقية الموضوع ←

7 يناير 2013
التصنيف : سلسلة (سؤال وجواب)
لا تعليقات
2٬654 مشاهدة
جلسات السهر طريقٌ إلى جهنّم

(بتاريخ: 7 ـ 1 ـ 2013م)

4444

قال النبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم: «يا أبا ذرّ، إنّ الرجل يتكلَّم بالكلمة في المجلس ليُضحكهم بها، فيهوي في جهنّم ما بين السماء والأرض». ما الهدف من هذا القول؟ هل ليخبرنا أنّ الكلمة الجارحة، أو المقصود بها إيذاء الغير، هي تسكننا جهنم بين السماء والأرض؟ أرجو التوضيح هذا، ولكم جزيل الشكر.

بالنسبة لما جاء في هذا الحديث فإنّ الكلام هو مرآة نفس الإنسان، يعكس من خلاله رضاه وسخطه، فرحه وحزنه، التزامه وانضباطه الأخلاقيّ والدينيّ وعكسهما.

وما دام الإنسان لم يتكلَّم فلا حساب عليه، ولا ممسك لأحدٍ عليه، فكما قال أمير المؤمنين عليّ عليه السلام: «الكلامُ في وثاقك، فإذا نطقت به صرتَ في وثاقه»، أي أسيراً له، وتؤاخَذ به.

وعندما تكثر السهرات وجلسات الفراغ والبطالة، وما أكثرها هذه الأيام، يعمد الساهرون إلى قضاء وقتهم في الحديث المتشعِّب، ولا تحلو السهرات سوى بالأخبار الجديدة والطازجة.
أكمل قراءة بقية الموضوع ←

1 يناير 2013
التصنيف : سلسلة (سؤال وجواب)
التعليقات : 2
7٬461 مشاهدة
ألقاب العلماء، تقييمٌ وتوجيه

(بتاريخ: 1 ـ 1 ـ 2013م)

1111

درجت عادة المؤمنين في ذكر مراجع الدين والمجتهدين، بل والعلماء، على أن يذكروا قبل أسمائهم بعض الألقاب، من قبيل: (آية الله)، أو (آية الله العظمى)، أو (حجّة الإسلام والمسلمين)، أو (العلاّمة)، أو (المرجع الدينيّ)، وما إلى ذلك من الألقاب. فما هو مدى صحّة استخدام هذه الألقاب بهذا الشكل؟

أمّا قولهم: (آية الله) فكلّ الخلق آيةٌ لله، وعلامةٌ على قدرته وحكمته ولطفه و… وبالتالي ليست ممّا يتمايز به إنسانٌ عن إنسان، فاستعمالها لفئةٍ من الناس حصراً لا معنى له.

وأمّا قولهم: (آية الله العظمى) فقد ورد في دعاء الافتتاح، المرويّ عن مولانا الحجّة بن الحسن المهديّ عجّل الله تعالى فرجه الشريف: (اللهم وصلٍّ على عليٍّ أمير المؤمنين، ووصيّ رسول ربّ العالمين، عبدك، ووليّك، وحجّتك على خلقك، وآيتك الكبرى، والنبأ  العظيم). وقد جاء في كتب اللغة أنّ الكبر بمعنى العظمة (راجع: الفراهيدي، العين 5: 361؛ الزبيدي، الصحاح 2: 801 ـ 802؛ مقاييس اللغة 5: 153 ـ 154؛ الطريحي، مجمع البحرين 4: 9)، فيكون قوله: (آيتك الكبرى) بمعنى آيتك العظمى. فإذا كان أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب عليه السلام آية الله العظمى فهل يليق بنا أن نطلق هذا اللقب على غيره؟! وماذا يمثِّل فلانٌ أو فلان ـ مع احترامنا لكلّ العلماء الأبرار ـ أمام عظمة وفضل وعلم عليّ بن أبي طالب عليه السلام؟!
أكمل قراءة بقية الموضوع ←

15 ديسمبر 2012
التصنيف : سلسلة (سؤال وجواب)
التعليقات : 1
3٬482 مشاهدة
هل للثياب دورٌ في الفساد الاجتماعيّ؟

(بتاريخ: 15 ـ 12 ـ 2012م)

4444

يحرم على المرأة أن ترتدي من الثياب ما يكشف شيئاً من جسدها، أو يبرز مفاتنها، أو يلفت أنظار الرجال إليها. إنّها كلماتٌ يردِّدها علماء الدين على مسامعنا كثيراً، فما هي الحكمة من ذلك الحكم؟ أو فقُلْ: هل صحيحٌ أنّ الثياب التي ترتديها المرأة قد تؤدّي إلى فسادٍ اجتماعيّ، وانحلالٍ خُلُقيّ؟  

من الواضح جدّاً أنّ للباس دوراً كبيراً في لفت النظر، ولذا تعتني الفتيات والسيّدات باختيار ملابسهنّ، حيث يعرفْنَ ما لذلك من تأثير في الطرف المقابل، سواءٌ كان رجلاً أو امرأة، فتكون الفتاة أو السيّدة ذات الثياب الجميلة محطّ إعجاب. وكذلك يفعل الرجال، وإنْ باهتمامٍ أقلّ من اهتمام النساء.

وكذلك هي حال الثياب التي تكشف شيئاً من الجسم، فإنّها تكون سبباً مباشراً في لفت نظر الجنس الآخر إلى ما يحبّونه ويعجبهم فيه، فتثور كوامنُ الغرائز، وتشتهي ما لا يحقّ  لها تناوله، ويُستَرَق البصرُ إلى شيءٍ من ذلك؛ فتكون الخيانة، دون شبعٍ أو ارتواء.

وميلُ الرجل إلى جسد المرأة ورغبته فيه، وكذا ميلُها إلى جسد الرجل ورغبتها فيه، أمرٌ ضروريّ وفطريّ ـ بل إنّ عدمه يُعتبر مرضاً وعيباً ونقصاً ـ، وينبغي إشباعه، ولكنْ بالطريقة المشروعة، ألا وهي الزواج، وليس من خلال علاقاتٍ عاطفيّة عابرة ودنيئة، فيها من الأنانيّة الكثير الكثير، حيث يقضي الرجل شهوته، ثم يَدَعُ الفتاة أو السيّدة تكابد من جرّاء فعلته الشنيعة.
أكمل قراءة بقية الموضوع ←

13 ديسمبر 2012
التصنيف : سلسلة (سؤال وجواب)
لا تعليقات
2٬685 مشاهدة
هل ينتهي العالم هذا العام؟

(بتاريخ: 13 ـ 12 ـ 2012م)

3333

نسمع بين حينٍ وآخر من ينذر الناس بأنّ القيامة ستقوم يوم كذا في سنة كذا، أو أنّ نهاية العالم ستكون في اليوم الفلاني من السنة الفلانيّة، فما هو موقف الدين الحنيف من هذه الإشاعات؟ وهل يمكن أن تكون صحيحة؟

نحن المؤمنون لا تخيفنا هذه التوقُّعات؛ لا لأنّنا نؤمن بأنّنا سننتقل إلى حياةٍ أفضل من هذه الحياة فحسب؛ بل لأنّنا على يقينٍ بأنّ القيامة لن تقوم قبل ظهور القائم من آل محمّد المهديّ المنتظر عليه السلام، يطلب بثارات دين الله من البغاة والكفرة، وسيحكم العالَمَ أجمع، ويعمّ العدلُ في دولته، ويُؤخَذ الحقُّ للمظلوم من الظالم.

ومدّة حكمه على أقلّ تقدير ـ كما في الروايات ـ سبع سنين، ونحن ـ ومن موقعنا الشرعيّ ـ نبشِّر كلّ الخائفين من نهاية العالم ونقول: لا نهاية للعالم قبل سبع سنوات من اليوم.

وهكذا دائماً أضيفوا على تاريخكم سبع سنوات، واعلموا أنّه لا قيامة ولا نهاية للعالَم قبل ذلك.

هذا تحدٍّ منّا لكلّ مَنْ يروِّج هذه الدعايات، وهدفُهم منها ـ في ما نعتقد ـ تشكيك الناس في القيامة، فعندما لا يصيب توقُّعهم في المرّة الأولى والثانية والثالثة وهكذا مَنْ ذا سيصدِّق بعد ذلك ما يقوله علماء الدين، المبشِّرين والمنذرين، عن وجود يوم قيامة وحساب. أوّلُ ما سيواجهونه ضحك وسخرية الناس من هكذا كلام، بعد أن ثبت كذب مثله لمرّات ومرّات.

غير أنّ هذا حقٌّ ثابت في القرآن والروايات، بل يحكم به العقل؛ ليجازى المسيء، ويثاب المحسن، وإلاّ كان ظلماً لمَنْ عمل الصالحات أن يكون مع الذي أساء وجنى ما جنى من الموبقات.

إذاً نعتقد أنّ هذه التوقُّعات صنيعة مخابراتٍ ثقافيّة تريد أن تشكِّكنا في يوم القيامة والحساب، ولكنّ إيماننا يفضحها ويكذِّبها.

وليت بعض العلماء الكبار ـ أمثال المراجع والمجتهدين المعروفين ـ يدخلون في مثل هذا التحدّي لهذه التنبّؤات، ما يقلب المشهد من تشكيك الناس في المعتقدات الإلهيّة إلى إيمانٍ راسخ بهذه المعتقدات، ولكنْ من دون توقيتٍ محدَّد لزمانها.

17 نوفمبر 2012
التصنيف : مقالات فكرية
لا تعليقات
3٬994 مشاهدة
خطوات على طريق الإصلاح (1): عاشوراء الحسين عليه السلام عَبْرةٌ وعِبْرةٌ

(بتاريخ: 15 ـ 11 ـ 2012م)

السلام عليك يا سيّدي ويا مولاي يا أبا عبد الله الحسين، السلام عليك يا ابن رسول الله، السلام عليك يا ابن أمير المؤمنين عليّ ابن أبي طالب وليّ الله، السلام عليك يا ابن فاطمة الزهراء سيّدة نساء العالمين، السلام عليك يا أخا الحسن الشهيد المسموم، السلام عليك وعلى ولدَيْك العليَّيْن الشهيدَيْن، السلام عليك وعلى أخيك أبي الفضل العبّاس، السلام عليك وعلى أختك الحوراء زينب، السلام عليك وعلى سائر المستشهدين معك، يا ليتنا كنّا معكم فنفوز فوزاً عظيماً.

تمهيدٌ

وتعود ذكرى عاشوراء، ذكرى أبي عبد الله الحسين عليه السلام كما في كلّ عام حيّة غضّة طريّة، فتتلقّاها قلوب المؤمنين بحرارةٍ لن تبرد أبداً.

تعود الذكرى حزينةً، ذكرى الحزن والأسى لمقتل الأخيار الأبرار من آل محمّدٍ الأطهار.

تعود ذكرى الإصلاح، الهدف الرئيس للحسين عليه السلام من ثورته المباركة، الإصلاح في أمّة جدّه رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم، من خلال الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.

تعود الذكرى؛ ذكرى الأكباد الحرّى، والأطفال العطشى؛ ذكرى الشفاه الذابلات، والعيون الغائرات، والجسوم المقطَّعات، والنساء المسبيّات، وأيُّ نساء؟ زينب الحوراء، وبضعة الزهراء، تُسبى من بلدٍ إلى بلدٍ، فهل رأَتْ عيناك أو سمعَتْ أذناك أنّ امرأةً مسلمةً سُبِيَت قبل يوم عاشوراء؟


أكمل قراءة بقية الموضوع ←

7 نوفمبر 2012
التصنيف : مقالات سياسية
لا تعليقات
2٬534 مشاهدة
(أوباما) و(رومني) وجهان لعملةٍ صهيونيّةٍ واحدة

(بتاريخ: 7 ـ 11 ـ 2012م)

ها قد وضعت حرب الرئاسة أوزارها بين (أوباما) و(رومني)، وفاز (باراك أوباما)، وفرح المتخلِّفون من الأعراب بهذا النصر المؤزَّر.

ويُسأل بعض حاملي الجنسيّة الأمريكية، من ساسة هذا  الدهر النَّكِد، عمَّنْ سينتخب فأجاب بكلّ صراحةٍ ووقاحة: طبعاً (باراك أوباما)؛ إذ تعجبه سياساتُه الخارجيّة.

ولا أدري ما الذي يُعجبه فيها؟!

هل يظنّ أنّ خروجه من العراق كان طوعاً، وحبّاً منه للعرب والمسلمين، واحتراماً منه لحرّيّتهم وإنسانيّتهم؟!


أكمل قراءة بقية الموضوع ←

14 أكتوبر 2012
التصنيف : مقالات فكرية
لا تعليقات
6٬584 مشاهدة
«فاطمة» اسمٌ جاهليّ بامتياز، قراءةٌ تاريخيّة

(بتاريخ: 18 ـ 5 ـ 2011م)

تنويه

أثارت مقالةٌ لي تحت عنوان: ««فاطمة» اسمٌ جاهليٌّ بامتياز، قراءةٌ تاريخيّة» حفيظة جمعٍ من أصحاب العمائم (المشايخ والسيّاد) في إيران ولبنان، متَّهمين لي بأني أقول عن مولاتي الزهراء(عليها السلام) أنّها جاهليّةٌ ـ أعوذ بالله السميع العليم من كلّ شيطان رجيم وجاهل لئيم ـ.

وهنا كان لا بدّ من القول:

مَنْ أنا، ومَنْ أكون، حتّى أتناول شخص الزهراء بالوصف والنعت، وهي بضعة المصطفى رسول الله محمّد(صلّى الله عليه وآله وسلّم) المعصومة الطاهرة البتول ـ ولكنْ لا كما يزعم الكثيرون في تفسيرها، وسيكون بين يديك أيّها  القارئ قريباً إنْ شاء الله ما يوضِّح ذلك بالدليل القاطع والحجّة الدامغة ـ؟!

مَنْ أنا ومَنْ أكون حتّى أتناول جوهر وكنه تلك الشخصيّة العظيمة والدرّة الثمينة والحجّة البالغة؟!

لكنّها أكاذيب يتقنها كثيرون، واعتَدْنا عليها، ولا نعيرها اهتماماً يذكر، ولا نشغل أنفسنا بها كثيراً، فهي كالزبد يذهب جفاءً، وأمّا ما ينفع الناس فيمكث في الأرض.

ما تناولَتْه هذه المقالة هو الاسم (فاطمة)، ولا علاقة لها بالمسمّى، الذي هو أجلّ وأسمى من أن يتناوله أحدٌ بوصفٍ أو نعتٍ وقد نعتَتْه السماء نعمةً إلهيّة عظمى تستحقّ شكراً خاصّاً، فقال جلّ وعلا: (إِنّا أَعْطَيْنَاكَ الكَوْثَرَ (فاطمةَ وبنيها) * فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ (حمداً وشكراً) * إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ الأَبْتَرُ).

لقد تناولت هذه المقالة الاسم (فاطمة) بالبحث والتدقيق في اشتقاقه ومبدئه، حيث يدّعي بعض قرّاء العزاء ـ الذين لا يفقهون كثيراً ممّا يقولون، وقد تحوّل المنبر الحسيني عند هؤلاء إلى مجرّد مهنة يعتاشون منها ـ أنّه صُكّ لمولاتنا فاطمة صكّاً خاصّاً لا يشاركها فيه أحدٌ، واختُرع من أجلها، وأنّ الله عزّ وجلّ اشتقّ لها هذا الاسم الخاصّ والمختصّ من أسمائه الحسنى، فهو الفاطر وهي فاطمة، ويصدحون بذلك من على المنابر الشريفة، مؤكِّدين دعواهم بالأيمان المغلَّظة والمنامات والرؤى، وتلك حِرْفة العاجز، التي لا تنفعه في ستر عيبه، وبيان عجزه وضعفه، وقلّة حيلته وذات يده.

ويفرح المؤمنون ممَّنْ يجلس تحت المنابر لتلك الدعاوى، وليسوا بالقادرين على تمييز غثّها من سمينها، وصحيحها من سقيمها، ولكنّ الأدهى من ذلك حين يحضر ـ وللأسف الشديد ـ تحت منابر هؤلاء الكثير من المعمَّمين ـ على اختلاف درجاتهم العلميّة ـ في صمتٍ مريبٍ، صمتِ الخائف الوجل والحريص على المقام والهيبة، ولْتُهتَكْ كلُّ المقدَّسات، ولْتُزَيَّفْ كلُّ الحقائق، ولْيُضَلَّلْ الناسُ بمقولاتٍ خاطئة ومغلوطة، فالمهمّ أن لا يغضب الناس «العوام» منّا، ولو تكلّمنا لهتكنا الناس ـ على حدّ تعبير أحد أساتذتنا ـ!!

هنا كان لا بدّ من الكلام وبيان الحقيقة وإظهار الواقع كما هو، فإذا ظهرت البدع فعلى  العالِم (أي يجب عليه، لا أنّه يجوز أو يباح أو ينبغي له) أن يظهر علمه، ومَنْ لم يفعل فعليه لعنة الله، ومَنْ كتم علماً ألجمه الله يوم القيامة بلجام من نار، صدق رسول الله(صلّى الله عليه وآله وسلّم)، فكانت هذه المقالة، لا أكثر ولا أقلّ، فمَنْ قبلنا بقبول الحقّ فالله أولى بالحقّ، ومَنْ ردّ علينا نصبر حتّى يحكم الله بيننا وهو خير الحاكمين.

وعلى خطى سيّدي ومولاي رسول الله محمّد بن عبد الله(صلّى الله عليه وآله وسلّم) في مسيرة حياته، من الحقّ ومع الحقّ وإلى الحقّ، عازماً على المضيّ قُدُماً، صابراً على الأذى في جنب الله ، أجدِّد معه قسماً وعهداً لا أخلفه ولو قطعوا منّي الوتين ـ وهم أعجز وأوهى من ذلك ـ: واللهِ، لو وضعوا الشمس في يميني والقمر في يساري على أن أترك هذا الأمر ما فعلتُه حتّى يظهره الله أو أهلك دونه.

ومع وصيّه وخليفته أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب(عليه السلام) أرددّها صرخة تحدٍّ وكرامة ـ في زمن عزّ فيه الكرام ـ: إنّي واللهِ لو لقيتُهم فرداً وهم ملءُ الأرض ما باليتُ ولا استوحشتُ ، وإنّي من ضلالتهم التي هم فيها والهدى الذي نحن عليه لعلى ثقةٍ وبيِّنةٍ ويقينٍ وصبر، وإنّي إلى لقاء ربّي لمشتاقٌ، ولحسن ثواب ربّي لمنتظر.

ومن هذا المنطلق أنشر هذه المقالة بنفس العنوان:


أكمل قراءة بقية الموضوع ←

25 سبتمبر 2012
التصنيف : مقالات فكرية
لا تعليقات
5٬412 مشاهدة
«من زار الرضا(عليه السلام) فأصابه في طريقه قطرةٌ من السماء حرَّم الله جسده على النار»، دراسة تحقيقيّة

(بتاريخ: 19 ـ 5 ـ 2011م)

تمهيد

يعمد بعض الذين يرتقون المنبر الحسينيّ، ويرافقون المؤمنين الزائرين للنبيّ(صلّى الله عليه وآله وسلّم) والأئمّة(عليهم السلام)، إلى طرح مقولات حول الثواب الجزيل الذي يناله الزائر في زيارته.

وهذا أمرٌ حسنٌ؛ إذ فيه تشجيعٌ للمؤمنين على زيارة مشاهد النبيّ(صلّى الله عليه وآله وسلّم) وأهل بيته(عليهم السلام)، وذلك أمر مستحبٌّ ومطلوب.

غير أنّ بعض هؤلاء يطرح الموضوع بطريقةٍ بعيدةٍ عن الأمانة العلميّة في النقل والآليّة الصحية للفهم، ما يوجب الوقوع في بعض المحاذير العقائديّة، فينقلب فعله الحسن إلى قبيحٍ.

ذكر بعضهم أنّه قد ورد في بيان ثواب زوّار الإمام الرضا(عليه السلام) أنّه إذا أمطرت عليهم السماء وأصابتهم قطرة من الماء فإنّ الله سبحانه وتعالى يحرِّم أجسادهم عن النار، ويغفر لهم ذنوبهم كلّها، فيعودون كيوم ولدتهم أمّهاتهم.

فهل هذا صحيحٌ؟
أكمل قراءة بقية الموضوع ←

Pages: Prev 1 2 3 ... 54 55 56 57 58 59 60 61 62 63 64 Next