20 يوليو 2018
التصنيف : مقالات قرآنية، منبر الجمعة
التعليقات : 1
3٬240 مشاهدة

السياق القرآنيّ حجّةٌ قاطعة

(الجمعة 20 / 7 / 2018م)

تمهيد

يختلف العلماء في حجّية السياق القرآني، فيرى بعضُهم أنّه ليس بحجّة، ويرى آخرون حجّيته في مقام الاستدلال على المعنى المستفاد من الآية.

وبعيداً عن تفاصيل ذلك الاختلاف وتشعُّباته، وأسبابه، التي منها الاعتقادُ بأنّ ترتيب كثيرٍ من آي القرآن الكريم قد تمّ بعد النبيّ(ص)، وباجتهادٍ مَحْضٍ من الصحابة الكرام، فإنّه ممّا لا ينبغي الشكّ فيه حجّية السياق القرآني في الآيات المترابطة، والتي لا يُحتَمَل نزولها متفرِّقة، وإنّما نزلت كمقطعٍ واحد مترابط الأجزاء، وبالتالي من المحتوم أنّه لم يحصل فيها تقديمٌ أو تأخير أو إقحامٌ لنصٍّ آخر، ومن هنا يكون هذا الترابط الوشيج بين تلك الآيات وَحْياً سماويّاً، ومراداً إلهيّاً، ولا بُدَّ من الاستفادة منه في تحديد المعنى المراد من النصّ القرآنيّ الكريم.

وهذا ما يمكن أن نستفيد منه في أكثر من موضعٍ من القرآن الكريم، ونكتفي بذكر ثلاثةٍ منها:

آية النجوى

1ـ في الآية الكريمة المتَّفَق على أنّها من الناسخ والمنسوخ، وهي قوله تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نَاجَيْتُمْ الرَّسُولَ فَقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيْ نَجْوَاكُمْ صَدَقَةً ذَلِكَ خَيْرٌ لَكُمْ وَأَطْهَرُ فَإِنْ لَمْ تَجِدُوا فَإِنَّ اللهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ﴾ (المجادلة: 12)؛ فإنّ ظاهرها وجوب التصدُّق قبل الحديث مع النبيّ(ص). فهل هذا هو الواجب فِعْلاً على مَنْ يخاطبون النبيّ(ص) اليوم، ولو في مرقده الشريف؟

لا، فما تقدَّم من وجوب التصدُّق منسوخٌ بآيةٍ أخرى أبطلت هذا الحكم وألغَتْه، ألا وهي قوله تعالى: ﴿أَأَشْفَقْتُمْ أَنْ تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيْ نَجْوَاكُمْ صَدَقَاتٍ فَإِذْ لَمْ تَفْعَلُوا وَتَابَ اللهُ عَلَيْكُمْ فَأَقِيمُوا الصَّلاَةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَأَطِيعُوا اللهَ وَرَسُولَهُ وَاللهُ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ﴾ (المجادلة: 13).

وهنا تتبيَّن لنا أهمّية السياق القرآنيّ، فالآيتان متتاليتان، ولو قرأناهما معاً لعرفنا أنّ الحكم الأوّل قد نُسِخ وبَطُل.

سلامٌ على إلياسين: هل هو إلياس النبيّ أو هم آل محمد(ص)؟

2ـ وفي هذا المجال نشير إلى خطأٍ شائع بين المؤمنين، ألا وهو اعتقادهم بأنّ قوله تعالى في سورة الصافّات، الآية 130، تُقرأ بهذا الشكل: (سلامٌ على آل ياسين)، وهم أهل بيت النبيّ المصطفى محمد(ص)، بناءً على أنّ من أسمائه(ص) (ياسين).

والصحيحُ أنّ الآية الكريمة هي: ﴿سَلاَمٌ عَلَى إِلْ يَاسِينَ﴾ (الصافّات: 130)، وهي تخصّ نبيَّ الله إلياس(ع)؛ إذ (إلياسين) لغةٌ في (إلياس)، كسينا وسينين([1])؛ وقد جاء في القرآن الكريم: ﴿وَشَجَرَةً تَخْرُجُ مِنْ طُورِ سَيْنَاءَ تَنْبُتُ بِالدُّهْنِ وَصِبْغٍ لِلآكِلِينَ﴾ (المؤمنون: 20)، وهو يعني شجرة الزيتون، وفي آيةٍ أخرى: ﴿وَالتِّينِ وَالزَّيْتُونِ * وَطُورِ سِينِينَ﴾ (التين: 1 ـ 2).

والآيةُ الكريمة ﴿سَلاَمٌ عَلَى إِلْ يَاسِينَ﴾ في سياق الحديث عن أنبياء الله وجهودهم، وسلامِ الله عليهم: ﴿وَلَقَدْ نَادَانَا نُوحٌ فَلَنِعْمَ المُجِيبُونَ * سَلاَمٌ عَلَى نُوحٍ فِي الْعَالَمِينَ * وَإِنَّ مِنْ شِيعَتِهِ لإِبْرَاهِيمَ * …سَلاَمٌ عَلَى إِبْرَاهِيمَ * وَلَقَدْ مَنَنَّا عَلَى مُوسَى وَهَارُونَ * سَلاَمٌ عَلَى مُوسَى وَهَارُونَ *وَإِنَّ إِلْيَاسَ لَمِنْ المُرْسَلِينَ * …سَلاَمٌ عَلَى إِلْ يَاسِينَ * …وَإِنَّ لُوطاً لَمِنْ المُرْسَلِينَ * …وَإِنَّ يُونُسَ لَمِنْ المُرْسَلِينَ﴾ (الصافّات: 75 ـ 148).

ولا علاقة لها من قريبٍ أو بعيد بأئمّة أهل البيت(عم)، حتّى لو وردَتْ رواياتٌ تؤكِّد علاقتها بهم([2])؛ فهي روايات ضعيفةٌ، ومخالفةٌ للقرآن الكريم، أي مخالِفةٌ لما يُفهَم منه بلحاظ سياقه.

وتقلُّبك في الساجدين: هل جميع آباء النبيّ(ص) موحِّدون؟

3ـ ومن التفسير الذي يُخالِف السياق القرآنيّ، ونردُّه لذلك، ما ذكره الشيخ المفيد فقال: واتَّفقَتْ الإماميّة على أنّ آباء رسول الله(ص)، من لدُنْ آدم إلى عبد الله بن عبد المطّلب، مؤمنون بالله عزَّ وجلَّ، موحِّدون له. واحتجّوا في ذلك بالقرآن والأخبار، قال الله عزَّ وجلَّ: ﴿الَّذِي يَرَاكَ حِينَ تَقُومُ * وَتَقَلُّبَكَ فِي السَّاجِدِينَ﴾ (الشعراء: 218 ـ 219)([3]). وقال أيضاً: قال الله تعالى: ﴿الَّذِي يَرَاكَ حِينَ تَقُومُ * وَتَقَلُّبَكَ فِي السَّاجِدِينَ﴾ يريد به  تنقُّلَه في أصلاب الموحِّدين([4]).

ولعلّهم اعتمدوا في هذا التفسير على ما جاء في بعض الروايات من تنقُّله(ص) من صلب نبيٍّ إلى صلب نبيٍّ، أي في أصلاب الأنبياء(عم)، وهم أهل التوحيد([5]).

ولكنّ الصحيحَ؛ بلحاظ السياق القرآني، وهو قولُه تعالى: ﴿الَّذِي يَرَاكَ حِينَ تَقُومُ﴾ أي في الصلاة؛ وبلحاظ الروايات التي تشير إلى طهارة آبائه وأمّهاته(ص) من السِّفاح والزنى([6])، الصحيح هو ما ذكره المازندراني حيث قال: ﴿وَتَقَلُّبَكَ فِي السَّاجِدِينَ﴾ أي تردُّدك وحركاتك فيما بين المصلّين بالقيام والقعود والركوع والسجود([7]).

**********

الهوامش

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

([1]) البيضاوي، أنوار التنزيل 5: 26.

([2]) فقد روى الصدوق في الأمالي: 558 ـ 559، وفي معاني الأخبار: 122، عن محمد بن إبراهيم بن إسحاق رضي الله عنه، عن أبي أحمد عبد العزيز بن يحيى بن أحمد بن عيسى الجلودي البصري، عن محمد بن سهل، عن الخضر بن أبي فاطمة البلخي، عن وهيب بن نافع، عن كادح، عن الصادق جعفر بن محمد، عن أبيه، عن آبائه، عن عليّ(عم)، في قوله عزَّ وجلَّ: ﴿سَلاَمٌ عَلَى إِلْ يَاسِينَ﴾، قال: ياسين محمد(ص)، ونحن آل ياسين.

وروى أيضاً، في المصدرَيْن المتقدِّمين، عن محمد بن إبراهيم، عن عبد العزيز بن يحيى، عن الحسين بن معاذ، عن سليمان بن داوود، عن الحكم بن ظهير، عن السدّي، عن أبي مالك، في قوله عزَّ وجلَّ: ﴿سَلاَمٌ عَلَى إِلْ يَاسِينَ﴾، قال: ياسين محمد(ص). وفي معاني الأخبار زيادة: ونحن آل ياسين.

وروى أيضاً، في المصدرَيْن المتقدِّمين، عن أبيه(ر)، عن عبد الله بن الحسن المؤدّب، عن أحمد بن عليّ الأصبهاني، عن محمد بن أبي عمر النهدي، عن أبيه، عن محمد بن مروان، عن محمد بن السائب، عن أبي صالح، عن ابن عبّاس، في قوله عزَّ وجلَّ: ﴿سَلاَمٌ عَلَى إِلْ يَاسِينَ﴾، قال: على آل محمد(ص).

وروى الصدوق في الأمالي: 615 ـ 623، عن عليّ بن الحسين بن شاذويه المؤدّب وجعفر بن محمد بن مسرور رضي الله عنهما، عن محمد بن عبد الله بن جعفر الحميري، عن أبيه، عن الريّان بن الصلت، عن مولانا الرضا(ع)، أنّه قال في مجلس المأمون بمَرْو، وقد اجتمع في مجلسه جماعةٌ من علماء أهل العراق وخراسان…: (سَلاَمٌ عَلَى آلِ يَاسِينَ)، يعني آل محمد(ص).

وروى الصدوق في معاني الأخبار: 122، عن عبد الله بن محمد بن عبد الوهّاب، عن أبي محمد عبد الله بن يحيى بن عبد الباقي، عن أبيه، عن عليّ بن الحسن بن عبد الغني المغاني، عن عبد الرزّاق، عن مندل، عن الكلبي، عن أبي صالح، عن ابن عبّاس، في قوله عزَّ وجلَّ: (سَلاَمٌ عَلَى آلِ يَاسِينَ) قال: السلام من ربّ العالمين على محمد وآله صلى الله عليه وعليهم، والسلامة لمَنْ تولاّهم في القيامة.

وروى الصدوق في معاني الأخبار: 123، عن محمد بن إبراهيم بن إسحاق الطالقاني رضي الله عنه، عن عبد العزيز بن يحيى الجلودي، عن محمد بن سهل، عن إبراهيم بن معمر، عن عبد الله بن داهر الأحمري، عن أبيه، عن الأعمش، عن يحيى بن وثّاب، عن أبي عبد الرحمن السلمي، أنّ عمر بن الخطاب كان يقرأ: (سلام على آل ياسين). قال أبو عبد الرحمن السلمي: آل ياسين آل محمد(عم).

وقال المجلسي في بحار الأنوار 23: 168: روى الشيخ شرف الدين النجفي(ر) في كتاب تأويل الآيات الباهرة، [نقلاً] من تفسير الشيخ محمد بن العبّاس، عن الشيخ محمد بن القاسم، عن حسين بن حكم، عن حسين بن نصر بن مزاحم، عن أبيه، عن أبان بن أبي عيّاش، عن سُلَيْم بن قَيْس، عن عليّ(ع) قال: إنّ رسول الله(ص) اسمه ياسين، ونحن الذين قال الله: (سَلاَمٌ عَلَى آلِ يَاسِينَ).

[وكذلك نقلاً من تفسير الشيخ محمد بن العبّاس]، عن محمد بن الحسين الخثعمي، عن عبّاد بن يعقوب، عن موسى بن عثمان، عن الأعمش، عن مجاهد، عن ابن عبّاس، في قوله عزَّ وجلَّ: (سَلاَمٌ عَلَى آلِ يَاسِينَ)، قال: نحن هم آل محمد.

[وكذلك نقلاً من تفسير الشيخ محمد بن العبّاس]، عن عليّ بن عبد الله بن أسد، عن إبراهيم بن محمد الثقفي، عن زريق بن مرزوق البجلي، عن داوود بن عليّة، عن الكلبي، عن أبي صالح، عن ابن عبّاس، في قوله عزَّ وجلَّ: (سَلاَمٌ عَلَى آلِ يَاسِينَ)، قال: أي على آل محمد.

وروى الطبراني في المعجم الكبير 11: 56، عن عبد الرحمن بن الحسين الصابوني التستري، عن عباد بن يعقوب، عن موسى بن عمير [هذا تصحيفٌ، والصحيح: موسى بن عثمان]، عن الأعمش، عن مجاهد، عن ابن عبّاس: ﴿سَلاَمٌ عَلَى إِلْ يَاسِينَ﴾: قال: نحن آل محمد(ص).

وفي تفسير فرات بن إبراهيم الكوفي: 356، عن عبيد بن كثير، معنعناً، عن ابن عبّاس رضي الله عنه، في قوله تعالى (سَلاَمٌ عَلَى آلِ يَاسِينَ)، قال: هم آل محمد(ص).

وعن أحمد بن الحسن، عن عليّ بن محمد بن مروان، عن أحمد بن نصر بن الربيع، عن محمد بن مروان، عن أبان بن أبي عيّاش، عن سُلَيْم بن قَيْس العامري قال: سمعتُ عليّاً يقول: رسولُ الله(ص) ياسين، ونحن آله.

([3]) المفيد، أوائل المقالات: 45.

([4]) المفيد، تصحيح اعتقادات الإماميّة: 139.

([5]) ومن ذلك:

1ـ ما رواه عليّ بن إبراهيم القمّي في التفسير 2: 125، عن محمد بن الوليد، عن محمد بن الفرات، عن أبي جعفر(ع) قال: ﴿الَّذِي يَرَاكَ حِينَ تَقُومُ﴾ في النبوّة، ﴿وَتَقَلُّبَكَ فِي السَّاجِدِينَ﴾ قال: في أصلاب النبيّين.

ولا يُعتَمَد على هذا التفسير؛ لعدم صحّة نسبته بتمامه إلى عليّ بن إبراهيم القمّي، مضافاً إلى عدم ثبوت وثاقة محمد بن الوليد ومحمد بن الفرات.

2ـ وقال الكشّي في رجاله ـ على ما جاء في اختصاره من قِبَل الطوسي في اختيار معرفة الرجال 2: 488 ـ: وجدتُ في كتاب محمد بن الحسن بن بندار القمّي بخطّه: حدَّثني الحسين بن أحمد المالكي وعليّ بن إبراهيم بن هاشم وعليّ بن الحسين بن موسى، عن عبد الله بن جعفر الحميري، عن محمد بن الوليد، عن محمد بن فرات، عن أبي جعفر(ع)، قال: سألتُه عن قول الله عزَّ وجلَّ: ﴿وَتَقَلُّبَكَ فِي السَّاجِدِينَ﴾؟ قال: في أصلاب النبيّين، وفي رواية الحسن بن أحمد قال: من صلب نبيٍّ إلى صلب نبيٍّ.

وهذا الإسناد ضعيفٌ؛ لعدم ثبوت وثاقة محمد بن الوليد ومحمد بن فرات.

3ـ وقال الهيثمي في مجمع الزوائد 7: 86: قوله تعالى: ﴿وَتَقَلُّبَكَ فِي السَّاجِدِينَ﴾: عن ابن عبّاس: ﴿وَتَقَلُّبَكَ فِي السَّاجِدِينَ﴾ قال: من صلب نبيٍّ إلى صلب نبيٍّ، حتّى صرْتُ نبيّاً. رواه البزّار والطبراني، ورجالُهما رجال الصحيح، غير شبيب بن بشر، وهو ثقةٌ .

4ـ وقال الهيثمي في مجمع الزوائد 8: 214: عن ابن عبّاس: ﴿وَتَقَلُّبَكَ فِي السَّاجِدِينَ﴾ قال: من صلب نبيٍّ إلى نبيٍّ، حتَى صرْتُ نبيّاً. رواه البزّار، ورجاله ثقاتٌ.

([6]) ومنها:

1ـ ما رواه الطبراني في الأوسط، عن عليٍّ، أنّ النبيّ(ص) قال: خرجْتُ من نكاحٍ، ولم أخرُجْ من سفاحٍ، من لدُنْ آدم إلى أن وَلَدَني أبي وأمّي. وفيه محمد بن جعفر بن محمد بن عليّ، صحَّح له الحاكم في المستدرك، وقد تُكُلِّم فيه، وبقيّة رجاله ثقاتٌ.

2ـ وعن ابن عبّاس قال: قال رسول الله(ص): ما ولدني من سفاح الجاهليّة شيءٌ، وما ولدني إلاّ نكاحٌ كنكاح الإسلام. رواه الطبراني، عن المديني، عن أبي الحويرث، ولم أعرف المديني ولا شيخه، وبقيّة رجاله وُثِّقوا.

([7]) المازندراني في شرح أصول الكافي 4: 75.


عدد التعليقات : 1 | أكتب تعليقك

  • السبت 11 أغسطس 2018 | الساعة 20:23
    1

    The Quranic Context as Conclusive Proof
    Introduction
    Scholars have differed about whether Quranic context constitute evidence. Some scholars do not consider it as hujjah (proof), while others see Quranic context as hujjah to determine the meaning of the verse.
    Apart from the details of these differences, its ramifications and causes – which includes a belief that the arrangement of verses of Quran was done by honorable companions after the demise of Prophet (saw) – there should be no doubt with regards to constituting evidence from the context of connected verses that are impossible to have revealed on separate occasions and were revealed as single passage of connected parts (verses), and there is certainty that they were not revealed in advance or delay or in relation to other text. The close connection between these verses is divine revelation and therefore this close connection (i.e. context of the verses) must be used to determine the meaning intended from the text of Quran.
    The above can be derived from many places in the noble Quran, however, we have mentioned only three which are as follows:
    1. Verse of Al-Najwa
    The verse of Quran for which there is a consensus that it is from nasikh (the abrogating) and mansukh (the abrogated) is:
    يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نَاجَيْتُمْ الرَّسُولَ فَقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيْ نَجْوَاكُمْ صَدَقَةً ذَلِكَ خَيْرٌ لَكُمْ وَأَطْهَرُ فَإِنْ لَمْ تَجِدُوا فَإِنَّ اللهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ
    “O you who have believed, when you [wish to] privately consult the Messenger, present before your consultation a charity. That is better for you and purer. But if you find not [the means] – then indeed, Allah is Forgiving and Merciful.” (Al-Mujaadila:12)
    The verse apparently means that giving sadaqa (charity) is obligatory before speaking with Prophet(saw). So, is it really obligatory on those who address Prophet (saw) today, even in his Holy Shrine?
    No. What is mentioned about obligation of saqada in this verse is abrogated by the next ayah which nullify this ruling, which is:
    أَأَشْفَقْتُمْ أَنْ تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيْ نَجْوَاكُمْ صَدَقَاتٍ فَإِذْ لَمْ تَفْعَلُوا وَتَابَ اللهُ عَلَيْكُمْ فَأَقِيمُوا الصَّلاَةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَأَطِيعُوا اللهَ وَرَسُولَهُ وَاللهُ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ
    “Have you feared to present before your consultation charities? Then when you do not and Allah has forgiven you, then [at least] establish prayer and give zakah and obey Allah and His Messenger. And Allah is Acquainted with what you do.” (Al-Mujaadila:13)
    The above example shows the importance of Quranic context. The two verses are consecutive and if we recite them together we would know that the first ruling is abrogated and nullified.
    2. “سلامٌ على إلياسين” (“Peace upon il yasin”)
    Is it referring to Prophet Ilyas or Family of Prophet Muhammad (saw)?
    In this regard, we refer to a common mistake among believers regarding the verse 130 of Surah As-Saffat recited in this form:
    سلامٌ على آل ياسين
    Peace upon family of Yasin
    It is believed that the verse is referring to Ahl al-Bayt of Prophet Muhammad (saw), based on “Yasin” being one of the names of Prophet Muhammad(saw).
    The correct form of the verse is:
    سَلاَمٌ عَلَى إِلْ يَاسِينَ
    Peace upon il yasin
    and the verse is related to Prophet Ilyas, as “ilyas” is written as “ilyasin” in another dialect, like سينا وسينين i.e. sina is written as sineen.
    It is mentioned in the Qur’an:
    وَشَجَرَةً تَخْرُجُ مِنْ طُورِ سَيْنَاءَ تَنْبُتُ بِالدُّهْنِ وَصِبْغٍ لِلآكِلِينَ
    And [We brought forth] a tree issuing from Mount Sina which produces oil and food for those who eat. (al-Mu’minoon:20)
    The tree here means olive tree. And in another verse:
    وَالتِّينِ وَالزَّيْتُونِ * وَطُورِ سِينِينَ
    I swear by the fig and the olive,
    And the Mount Sineen (at-Tin:1-2)

    The context of the verse (سَلاَمٌ عَلَى إِلْ يَاسِينَ) (Peace upon il yasin) is about Prophets and their efforts.
    وَلَقَدْ نَادَانَا نُوحٌ فَلَنِعْمَ المُجِيبُونَ

    سَلاَمٌ عَلَى نُوحٍ فِي الْعَالَمِينَ

    وَإِنَّ مِنْ شِيعَتِهِ لإِبْرَاهِيمَ

    سَلاَمٌ عَلَى إِبْرَاهِيمَ

    وَلَقَدْ مَنَنَّا عَلَى مُوسَى وَهَارُونَ

    سَلاَمٌ عَلَى مُوسَى وَهَارُونَ

    وَإِنَّ إِلْيَاسَ لَمِنْ المُرْسَلِينَ

    سَلاَمٌ عَلَى إِلْ يَاسِينَ

    إِنَّ لُوطاً لَمِنْ المُرْسَلِينَ

    وَإِنَّ يُونُسَ لَمِنْ المُرْسَلِينَ
    {And Noah had certainly called Us, and [We are] the best of responders.

    Peace upon Noah among the worlds.

    And indeed, among his kind was Abraham,

    Peace upon Abraham.

    And We did certainly confer favor upon Moses and Aaron.

    Peace upon Moses and Aaron.

    And indeed, Elias was from among the messengers,

    Peace upon Elias.

    And indeed, Lot was among the messengers.

    And indeed, Jonah was among the messengers.} (As-Saffat,75-148)
    The verse is not related to Imams of Ahl al-Bayt (as) directly or indirectly, even if there are narrations stressing that the verse is related to them (Imams). These narrations are daeef (weak) and opposes Quran and they are contradicting to what is understood from the context of the verse.
    3. Were all the ancestors of Prophet (saw) believers (monotheists)?
    From the tafsir (interpretation) which contradicts Quranic context, and we respond to that – according to Shaykh al-Mufid in Awail al-Maqalat:45

    “the Imamiyyah agreed that all male ancestors of Prophet (saw) from Adam to Abdullah b. Abdul Mutallib were believers in Allah (swt). They (Imamiyyah) based this from Quran and narrations. Allah (swt) said:
    الَّذِي يَرَاكَ حِينَ تَقُومُ * وَتَقَلُّبَكَ فِي السَّاجِدِينَ
    Who sees you when you arise. And your movement among those who prostrate.(Ash-Shu’ara: 218-219)
    And Shaykh al-Mufid said in Tashih al-Itiqadat al-Imamiyah:139
    Allah (swt) said:
    الَّذِي يَرَاكَ حِينَ تَقُومُ * وَتَقَلُّبَكَ فِي السَّاجِدِينَ
    Who sees you when you arise. And your movement among those who prostrate.(Ash-Shu’ara:218-219)
    Which means his (saw) movement in loins of the believers.

    The above tafsir is based on some narrations which mentions Prophet Muhammad’s transfer from the loin of one Prophet to the loin of another Prophet and they were all believers (monotheists).
    However, there are other narration which implies that Prophet’s fathers and mothers were pure and free from adultery and fornication (but not necessarily monotheists).
    As for the verse {Who sees you when you arise (Ash-Shu’ara:218)}, the correct interpretation in accordance with the Quranic context is that the verse is referring to Salah (prayers). Al-Mazandarani mentioned in Sharh Usul al-Kafi that the verse {And your movement among those who prostrate (Ash-Shu’ara:218-219)} is referring to your movement among those who perform prayers, that is standing, sitting, bowing and prostrating.


أكتب تعليقك