22 مارس 2014
التصنيف : برامج تلفزيونية (إعداد وتقديم)
لا تعليقات
3٬136 مشاهدة
الحلقة 14 من برنامج (آيات)، على قناة الإيمان الفضائية: (السلام)

016-دعاية برنامج آيات5

(بتاريخ: 15 ـ 2 ـ 2014م)

بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله ربّ العالمين، والصلاة والسلام على سيِّدنا محمّد، وعلى آله الطيّبين الطاهرين.

مشاهدينا الكرام، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

﴿وَإِذَا جَاءَكَ الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِآيَاتِنَا فَقُلْ سَلاَمٌ عَلَيْكُمْ كَتَبَ رَبُّكُمْ عَلَى نَفْسِهِ الرَّحْمَةَ أَنَّهُ مَنْ عَمِلَ مِنْكُمْ سُوءاً بِجَهَالَةٍ ثُمَّ تَابَ مِنْ بَعْدِهِ وَأَصْلَحَ فَأَنَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ﴾ (الأنعام: 54) (صدق الله العليّ العظيم).

هو الإسلام، دين الله الأوحد، فـ ﴿إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللهِ الإِسْلاَمُ﴾. وما أجمله من اسمٍ يحمل من الدلالات الكثير!

فهو دين تسليم العباد مصيرَهم وكافّةَ شؤون حياتهم إلى الله ورسوله: ﴿أَفَغَيْرَ دِينِ اللهِ يَبْغُونَ وَلَهُ أَسْلَمَ مَنْ فِي السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ طَوْعاً وَكَرْهاً وَإِلَيْهِ يُرْجَعُونَ﴾ (آل عمران: 83) ﴿فَلاَ وَرَبِّكَ لاَ يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِي مَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لاَ يَجِدُوا فِي أَنفُسِهِمْ حَرَجاً مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيماً﴾ (النساء: 65).

وهو دين السلام والأمن والاستقرار، دين نبيِّ الله وخليله إبراهيم(ع): ﴿وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ مِلَّةَ أَبِيكُمْ إِبْرَاهِيمَ هُوَ سَمَّاكُمْ الْمُسْلِمينَ مِنْ قَبْلُ﴾ (الحجّ: 78)، ﴿وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ اجْعَلْ هَذَا الْبَلَدَ آمِناً وَاجْنُبْنِي وَبَنِيَّ أَنْ نَعْبُدَ الأَصْنَامَ﴾ (إبراهيم: 35).

وللإسلام آدابه وخصائصه التي يتميَّز بها عن سائر الأنظمة والتشريعات البشريّة، ومن تلك الآداب أنّه جعل لأتباعه تحيّةً خاصّة يتبادلونها في ما بينهم.

وقد جاء في بعض مصادر الحديث عن الصحابيّ الجليل جُندب بن جنادة الغفاري، المكنّى بـ أبي ذرّ، أنّه قال: «كُنتُ أوّل مَنْ حيّا [رسولَ الله(ص)] بتحيَّة الإسلام»([1]).

فما هي تحيّة الإسلام، التي من الأجدر بالمسلمين أن يحيُّوا بعضَهم بها؟ وقبل الإجابة عن هذا السؤال نستمع وإيّاكم ـ مشاهدينا الكرام ـ إلى ما جاء في هذا التقرير، فلنتابِعْه.
أكمل قراءة بقية الموضوع ←

17 مارس 2014
التصنيف : حوارات
لا تعليقات
2٬907 مشاهدة
سورة الفاتحة، الأهمّيّة والمعنى

دعاية هدى ونور-مفاهيم من سورة الفاتحة21186778_1433143870257025_114881691_n - Copy1908252_1433143893590356_931180383_n - Copy

أجرى الحوار الإعلامي الشيخ حسين الحايك،

في برنامج (هدىً ونورٌ)، على قناة المنار

(بتاريخ: الجمعة 6 ـ 12 ـ 2013م)

﴿بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ * الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ * الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ * مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ * إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ * اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ * صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلاَ الضَّالِّينَ﴾

بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله ربّ العالمين، والصلاة والسلام على سيِّدنا محمّد، وعلى آله الطيّبين الطاهرين.

أسماء السورة

لهذه السورة أسماءٌ عديدة، وأشهرها:

1ـ «الفاتحة» أو «فاتحة الكتاب». وقد سُمِّيت بذلك لافتتاح المصاحف بكتابتها؛ ولوجوب قراءتها في الصلاة، حتّى ورد عن النبيّ(ص) أنّه قال: «لا صلاة إلاّ بفاتحة الكتاب». فهي فاتحةٌ لما يتلوها من سور القرآن في الكتاب والقراءة في الصلاة.
أكمل قراءة بقية الموضوع ←

13 مارس 2014
التصنيف : قراءات
لا تعليقات
4٬326 مشاهدة
قراءةٌ في العدد المزدوج (30 ـ 31) من مجلة نصوص معاصرة

nousos 30-31-للنشر

(بتاريخ: الاثنين 17 ـ 2 ـ 2014م)

تمهيد

رُوي عن النبيّ(ص) أنّه قال: «إِنَّ لقَتْلِ الحُسَيْنِ حَرارَةٌ فِي قُلُوبِ المُؤْمِنينَ لا تَبْرُدُ أَبَداً»([1]).

غير أنّ تمظهر هذه الحرارة في السلوك الخارجيّ للمؤمنين قد قسَّمهم في يومنا هذا، وبشكلٍ حادّ، إلى فريقين متباينَيْن متباعدَيْن متهاجرَيْن، بل وصل الأمر إلى اتِّهام أحدهم للآخر بالضلال والانحراف، والمروق من المذهب، والنقص في الولاء لمحمدٍ وآل محمد(عم).

فقد أصرّ فريقٌ من المؤمنين على ضرورة مقاربة أخبار النهضة الحسينيّة، وأشكال إحيائها، وكلِّ ما يتَّصل بالشعائر الخاصّة بها بوعيٍ ومسؤوليّة، اعتماداً على منطق العقل والفكر، فلا نقبل من أخبارها والشعائر إلاّ ما وافق كتاب الله، وسنّة رسوله، ولم يُخالف حكماً عقليّاً قطعيّاً، أو شرطاً من شروط الإثبات التاريخيّ للأحداث والوقائع.

ومن هنا شهدنا رفض بعض العلماء والمفكِّرين والمثقَّفين المؤمنين لجملةٍ من أخبار ثورة الحسين(ع) في عاشوراء، كـ «أعداد مَنْ قتلهم الحسينُ(ع) أو ولدُه عليّ الأكبر»؛ و«بكاء السماء دماً عبيطاً بعد مقتله(ع)»؛ و«ولادة ظاهرة احمرار الأفق عند شروق الشمس وغروبها بعد مقتل الحسين(ع)، وأنّها لم تكُنْ موجودةً قبلها»؛ وأخبارٌ كثيرةٌ من هذا القبيل.

وكذلك كان لهم موقفٌ رافض ومنكِر لكثيرٍ ممّا شاع على أنّه من الشعائر الحسينيّة، كـ «التطبير»، و«ضرب الزنجيل»، و«المشي على النار»، و«الزحف على شظايا الزجاج المهشَّم»، وصولاً إلى «المشي إلى كربلاء لزيارة الحسين(ع) كظاهرةٍ اجتماعيّة تتجدَّد عاماً بعد عام»، في مسيرة جماعيّة تستهلك وقتاً كثيراً لمَنْ يخرج من المدن البعيدة، ويمشي مسافاتٍ طويلة، وما يقتضيه ذلك من تعطيلٍ للأعمال والدراسة وغيرها من مقوِّمات الحياة، وواجبات الفرد كعنصرٍ فاعلٍ في المجتمع البشريّ الذي يحيا فيه؛ وتعتورها مفاسدُ عديدة، من اختلاطِ النساء بالرجال في أوضاعٍ غير مَرْضيّة شَرْعاً؛ وإضرارٍ بالبدن، حيث الورم في الرجلَيْن، والألم في الساقَيْن والقدمَيْن؛ وأفعالٍ كثيرة تظهر بين الحين والآخر، وتُمنَح قدسيّة «الشعائر الحسينيّة».

وفي مقابل هؤلاء برز فريقٌ آخر لا يرى بأساً بقبول كلِّ روايةٍ أو حديث ينقل خبراً عن عاشوراء، أو عن أبي عبد الله الحسين(ع)، أو يدعو إلى عملٍ سُرعان ما يتحوَّل إلى شعيرة حسينيّة، ويغدو شعاراً للإيمان والمذهب.

وهكذا تصكّ أسماعَنا بين الفينة والأخرى أخبارٌ أقلّ ما يُقال عنها: إنّها غريبةٌ وبعيدةٌ عن منطق أهل البيت(عم)، إلى كونها مخالفةً للثابت والضروريّ من العقائد الإسلاميّة، غير أنّه يشفع لها، ويسهِّل رواجَها، ويرغِّب في تصديقها، ويُعيق مواجهتَها، أنّها تتناول سيرة أبي عبد الله الحسين(ع) بنحوٍ ما، وعليه فلا يجوز بحالٍ من الأحوال أن تُناقَش أو تُنتَقَد، ولو وفق الشروط العلميّة المقرَّرة في كافّة الحوزات العلميّة.

ومن الأمثلة على ذلك:

1ـ ما يتناقله بعضُ المؤمنين من خبر المَلَك فُطْرُس، حيث نُقل عن الصادق(ع) ما مختصره: إنّ الله بعث جبرئيل في ألفٍ من الملائكة؛ لتهنئة رسول الله(ص) بمولد الحسين(ع)، فمرَّ جبرئيل على فُطْرُس ـ وهو من الحَمَلة [أي حَمَلة العرش]، فبعثه الله في شيءٍ، فأبطأ عليه، فكسر جناحه، وألقاه في جزيرة ـ، فسأل جبرئيلَ أن يحمله معه؛ لعلَّ محمداً يدعو له، ففعل، وأُعلِم النبيُّ(ص) بحال فُطْرُس، فأمره أن يتمسَّح بالحسين(ع)، ويعود إلى مكانه([2]).

فهل يسعنا أن نقبل بصدور المعصية من المَلَك المقرَّب حامل العرش فُطْرُس، بعدما جاء في القرآن الكريم من أنّ الملائكةَ ﴿عِبَادٌ مُكْرَمُونَ * لاَ يَسْبِقُونَهُ بِالْقَوْلِ وَهُمْ بِأَمْرِهِ يَعْمَلُونَ﴾ (الأنبياء: 26 ـ 27)؟!

وهل يسعنا أن نقبل أنّ الله أراد عقاب فُطْرُس، فحبسه في جزيرةٍ، ثمّ يأتي جبرئيلُ فيخرجه منها إلى محمّد(ص)؛ لعلّه يدعو له؟! فهل لجبرئيل أن يتصرَّف بهواه؟!

ثمّ هل يُعقَل أنّ النبيّ بعد أن علم بعقاب الله لفُطْرُس يأمره بالتمسُّح بالحسين(ع)، والعودة إلى مكانه في السماوات العُلى؟! أهكذا يتمّ إلغاء الجزاء الإلهيّ بكلِّ بساطةٍ؟!

﴿بَلْ سَوَّلَتْ لَكُمْ أَنفُسُكُمْ أَمْراً فَصَبْرٌ جَمِيلٌ وَاللهُ الْمُسْتَعَانُ عَلَى مَا تَصِفُونَ﴾ (يوسف: 18).

2ـ ما يتناقله بعضُ المؤمنين من أنّ الله بنفسه قد قبض روحَ الحسين(ع) بعد أن امتنع المَلَك الكريم عزرائيل عن قبضها؛ لتحيُّره من أيِّ عضوٍ يقبض روحَه(ع).

ففضلاً عن أنّه ليس لهذا الخبر عينٌ أو أثرٌ في كتب الحديث والأخبار نسأل: هل خَفِي على الله تقطُّع أعضاء الحسين(ع)، بحيث لا مجال لنزع روحه من أحدها، وبالتالي يكون قد كلَّف عزرائيل بمهمّةٍ مستحيلة غير مقدورة؟! والتكليف بغير المقدور قبيحٌ، لا يصدر منه سبحانه وتعالى، تعالى اللهُ عن الجهل والقبيح عُلُوّاً كبيراً([3]).

3ـ وصولاً إلى بعض المُختَرَعات المُضحِكات، الظاهر خطؤها، كما في محاولة أحد خطباء المنبر الحسينيّ المعروفين إثبات أنّ مظلوميّة الحسين(ع) قد وصلَتْ إلى أمريكا، والدليلُ أنّ في ولاية كاليفورنيا هناك مدينة اسمها «سان هوزيه»، و«سان» تعني «القِدّيس»، وأمّا «هوزيه» فهي «حسين»، ولكنّه ليس في اللغة اللاتينية سينٌ «س» فتلفظ زاياً «ز»، وتُحذف النون كحرفٍ أخير؛ اختصاراً، وهكذا تكون «هوزيه» تعادل «حسين»([4]).

في حين أنّه في اللغة اللاتينيّة حرف «س»، وهو حرف «s»؛ مضافاً إلى أنّ هناك ترجمةً لهذا الاسم: «سان هوزيه»، وهو «القِدّيس يوسف»([5]).

وبسبب هذا الخلاف المستحكِم، واستعار الجدل الدينيّ حوله، كانت لمجلَّة «نصوص معاصرة» وقفةٌ مع هذا الموضوع، في عددها المزدوج الثلاثون والواحد والثلاثون (30 ـ 31)، بعنوان: «النهضة الحسينيّة، قراءات ومطالعات /1/»، من خلال جملةٍ من المقالات العلميّة القيِّمة.

وتتلوها دراساتٌ متنوِّعة، ما بين العرفان، والفلسفة، والتفسير، والأصول.

ليكون الختام مع قراءةٍ في كتاب «الشعائر الحسينيّة»، للميرزا جواد التبريزي، بقلم: الشيخ جواد القائمي (البصري).
أكمل قراءة بقية الموضوع ←

13 مارس 2014
التصنيف : قراءات
لا تعليقات
4٬013 مشاهدة
قراءةٌ في العدد المزدوج (26 ـ 27) من مجلّة الاجتهاد والتجديد

IJTIHAD26-27-للنشر

(بتاريخ: الاثنين 17 ـ 2 ـ 2014م)

تمهيد

في حمأة الصراع الدينيّ والمذهبيّ المستعِر اليوم، تستحضرني مقالةٌ لأمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب(ع): «إنّما هو سبٌّ بسبٍّ أو عفوٍ عن ذنب»([1]). وعفا أميرُ المؤمنين عن ذاك الخارجيّ الذي نعته بالكفر، متمثِّلاً قول الله عزَّ وجلَّ: ﴿وَأَنْ تَعْفُوا أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى﴾ (البقرة: 237)، غير أنّه أرادها قاعدةً تحكم سيرة وسلوك شيعته، بل المسلمين عموماً، من بعده.

فها هو خارجيٌّ مارق يكفِّر إمامَ المسلمين وخليفتَهم، فلم تثُرْ ثائرتُه، ولم يكفِّرْه، ولم يُبِحْ قتلَه، فهل من تسامحٍ بعد هذا؟!

هذا هو إسلامُ محمدٍ وعليٍّ وأهل البيت(عم)، إسلامُ المحبّة والرحمة والرأفة والعفو والحوار، تصديقاً لقول الله عزَّ وجلَّ: ﴿وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلاَّ رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ﴾ (الأنبياء: 107)، وقوله سبحانه وتعالى: ﴿وَلاَ تُجَادِلُوا أَهْلَ الْكِتَابِ إِلاَّ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِلاَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْهُمْ﴾ (العنكبوت: 46)، وقوله عزَّ من قائلٍ: ﴿ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ﴾ (النحل: 125).

أفنترك هذه الآيات الشريفة، وهذه السيرة العطِرة لأهل العصمة والطهارة، ونتعلَّق برواياتٍ نعتقد أنّها موضوعةٌ في سبيل تشويه دين الإسلام الحنيف، وكم جَهِدَ حُكّامٌ وسلاطين لإطفاء نورِه، فأبى الله ﴿إِلاَّ أَنْ يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ﴾ (التوبة: 32)؟!

ومن تلك الروايات:

1ـ ما يُنسَب إلى النبيّ الأكرم محمد(ص) من أنّه قال: «يا معشر قريش، أما والذي نفسُ محمدٍ بيده، لقد جئتُكم بالذَّبْح»([2]).

وهذا حديثٌ غير مقبول، ولو رواه الثقات، ولو جاء في «بحار الأنوار» أو «الصحاح»، فهو يخالف كتابَ الله، الذي وصف نبيَّه بأنّه أُرسل «رحمةً للعالمين»، وأمره أن يدعو إلى سبيل ربِّه بالحكمة والموعظة الحسنة، فهل من الموعظة الحسنة التوعُّد بالذَّبْح؟!

2ـ ما يُنسَب إلى رسول الله(ص) من أنّه قال: «بُعثتُ بالسيف حتّى يُعبَد اللهُ لا شريك له، وجُعل رزقي تحت ظلِّ رمحي، وجُعل الذلّة والصَّغار على مَنْ خالف أمري، ومَنْ تشبَّه بقومٍ فهو منهم»([3]).

وكأنَّه(ص) إنّما بُعث بالسيف والقتال وإراقة الدماء، وأنّه يُؤمِّن رزقَه ممّا يحصل عليه من غنائم الحروب، قاهراً للمخالفين له، فهل يتوافق هذا مع قوله تعالى: ﴿وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلاَّ رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ﴾ (الأنبياء: 107)؟!

وهذه هي الأخبار التي يتمسَّك بها بعض المسلمين اليوم لممارسة التكفير، فالذبح والقتل والسبي وسائر المنكَرات، التي تقشعرّ منها الأبدان، ويندى لها الجبين.

وعندما نُنكِر ممارسة العنف الجسديّ تجاه الآخر المختلِف في الرأي والمعتقد فإنَّنا نُنكِر كذلك العنف المعنويّ، المتمثِّل بهتك الحرمة، وتشويه الصورة، وشيطنة الهدف، من خلال حملات التضليل والتبديع والتفسيق؛ بمجرَّد اختلافٍ في وجهة نظرٍ فقهيّة، أو عقديّة، أو تاريخيّة، أو فكريّة.

فهل يدرك هؤلاء أيَّ ذنبٍ يقترفونه وهم يَصُدّون داعياً إلى الله، ومبلِّغاً رسالتَه إلى الناس؟! وبأيِّ لسانٍ سيجيبون الله يوم القيامة لو سألهم عمّا تسبَّبوا به من انفضاض الناس عن الدين والشريعة؛ لما شاهدوه وسمعوه من توهين عالِمٍ هنا، ومفكِّرٍ هناك؟!

أما آن لهؤلاء أن يرعَوُوا عن غَيِّهم، ويستغفروا من ذنبهم، ويكفِّروا عن خطيئتهم، ولو بالقليل، كأنْ يَدَعُوا علماء الوعي والإصلاح وشأنَهم في ما يطرحونه من أفكارٍ، وليكُنْ نقاشُهم ونقدُهم بالأسلوب العلميّ الوازن والرصين حَصْراً، وحسابُهم على الله.

أمّا أن يسلِّط معمَّمٌ معروف ـ أُعرِض عن ذكر اسمه صَفْحاً ـ بعضَ مرتزقته لتشويهِ صورة عالِمٍ ومفكِّر جليل، وهتكِ حرمته، وحصارِه في ساحة عمله العلميّ والتبليغيّ، ولمّا يُسأل عن رأيه في ما يطرحه ويُصدره هذا العالِم من رؤى ونظريّات يجيب بكلِّ وضوحٍ وصراحة: «ليس هناك من إشكالٍ محدَّد، ولكنّنا لا نريد «فضل الله» آخر في الساحة اللبنانيّة».

فما الذي أساء به إليكَ المرجع السيد محمد حسين فضل الله(ر)؟!

ولهذا المعمَّم وأمثاله أقول: إنّي لأستصغر قدرَك، وأستعظم تقريعَك، وأستكثر توبيخَك، فكِدْ كيدَك، واسْعَ سعيَك، وناصِبْ جهدَك، فواللهِ، لن تمحو ذكرَنا، ولن تسقط نهجَنا، وهل رأيُك إلاّ فَنَدٌ، وأيّامُك إلاّ عددٌ، وجمعُك إلاّ بَدَدٌ، يوم ينادي المنادي ألا لعنةُ الله على الظالمين، وسيجمع الله بينك وبين السيد فضل الله(ر)، فتُحاجَّ وتُخاصَم، فانظُرْ لمَنْ الفَلَج يومئذٍ يا….

وكعادتها تعرض مجلّة «الاجتهاد والتجديد»، في عددها المزدوج السادس والسابع والعشرين (26 ـ 27)، جملةً من الدراسات (ستّ عشرة دراسة متنوِّعة).

تليها قراءةٌ في كتاب «نحو نظريّة جديدة في علم الاجتماع الدينيّ»، للأستاذ الدكتور عبد الأمير كاظم زاهد.
أكمل قراءة بقية الموضوع ←

12 مارس 2014
التصنيف : قراءات
لا تعليقات
5٬198 مشاهدة
شرحٌ على الباب الحادي عشر للأحسائي، قراءةٌ تحليليّة

00

(بتاريخ: الأربعاء 12 ـ 3 ـ 2014م)

المؤلِّف

إنّه الفقيه والمتكلِّم والمحدِّث ذو المنهج الأخباريّ محمد بن أبي جمهور الأحسائي(838هـ ـ أوائل القرن العاشر الهجريّ)، وهو أحد رموز الحركة الأخباريّة في القرنَيْن التاسع والعاشر الهجريَّيْن. وقد ساهم(رحمه الله) في المسيرة العلميّة والثقافيّة للمذهب الشيعيّ الاثني عشري في أكثر من حقلٍ للعلم والمعرفة، تدريساً وتأليفاً، فخلَّف جملةً من الكتب، ومنها: كشف البراهين؛ عوالي اللآلئ؛ شرحٌ على الباب الحادي عشر، وهو آخرُ كتبه، وقد أتمَّه عام904هـ في مدينة النبيّ(ص).
أكمل قراءة بقية الموضوع ←

12 مارس 2014
التصنيف : حوارات
لا تعليقات
3٬142 مشاهدة
خصائص البسملة

دعاية هدى ونور-خصائص البسملة2

أجرى الحوار الإعلامي الشيخ حسين الحايك،

في برنامج (هدىً ونورٌ)، على قناة المنار

(بتاريخ: الجمعة 6 ـ 12 ـ 2013م)

﴿بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ﴾

بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله ربّ العالمين، والصلاة والسلام على سيِّدنا محمّد، وعلى آله الطيّبين الطاهرين.

البسملة في السور القرآنيّة

افتُتحت جميع السور القرآنية بـ ﴿بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ، ما عدا سورةٍ واحدة، وهي سورة براءة (التوبة)؛ وذلك ـ كما رُوي عن أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب(ع) ـ «لأنّ البسملة أمانٌ، وبراءةٌ نزلت بالسيف، فليس فيها أمانٌ».
أكمل قراءة بقية الموضوع ←

12 مارس 2014
التصنيف : حوارات
لا تعليقات
4٬702 مشاهدة
(عقائد الإماميّة) للمظفَّر، عرضٌ وتقييم

دعاية برنامج واستراح القلم-عقائد الإمامية

حوارٌ مع الإعلاميّة الأخت رولا فرحات،

في برنامج (واستراح القلم)، على قناة الإيمان الفضائيّة

ويمكنكم مشاهدتها على الرابط التالي:

https://www.youtube.com/watch?v=oLI44vpjC18

(بتاريخ: السبت 22 ـ 2 ـ 2014م)

عقيدتنا في النظر والمعرفة

1ـ اعتبر الشيخُ المظفَّر أنّ البحث عن المعرفة، والتفكُّر للوصول إلى العقيدة الصحيحة، هما واجبان بحكم العقل، وبغضِّ النظر عن النصوص الشرعيّة… ما هو دليله؟

الجواب: عندما يرى الإنسان نفسه موجوداً في هذا الكون الفسيح، ويرى أنّ كلَّ ما في هذا الكون مسخَّرٌ لخدمته، وتأمين راحته، فمن الطبيعي أن يتساءل مَنْ الذي أوجدني؟ ولأيِّ غايةٍ؟ وما هي نهايتي؟ وهذه هي الأسئلة التي تشكِّل أجوبتُها أساسيّات العقيدة: وجود الخالق المدبِّر الإله، وتوحيده؛ ووجود الأنبياء الذين يعرِّفوننا سبيل تحقيق الغاية التي من أجلها وُجدنا؛ ووجود اليوم الآخر الذي يُثاب فيه المحسنون ويُعاقب فيه الظالمون، وإلّا تساوى المحسن والمسيء، وهو ما يستقبحه العقل السليم.

كذلك عندما يدرك الإنسان حقيقة النِّعَم التي يتمتَّع بها، وأهمُّها الوجود، فإنّ عقله يحكم عليه بضرورة شكر المنعم، ولا بدَّ أن يتعرَّف عليه أوّلاً، ثمّ يتعرَّف على ما يرضيه ويسخطه، وإلّا فقد يصدر منه ما يسخطه وهو يظنّ أنّه يشكره ويرضيه. ومن هنا يثبت بحكم العقل ضرورة التعرُّف على الخالق والمدبِّر، وعلى ما يرضيه ويسخطه، وهذا لا يكون إلّا من خلال الأنبياء(عم)، وصولاً إلى الالتزام بهذه التشريعات الإلهيّة؛ لئلّا يكون من مرتكبي القبيح، وهو عدم شكر المنعم، أو مبادلة الإحسان بالإساءة.

وممّا يحكم به العقل أيضاً أنّ مرتكب القبيح لا بدّ أن ينال عقابه، وفي الدنيا نشهد كثيراً من مرتكبي القبائح يتساوون مع المحسنين، بل قد ينالون من نعيم الدنيا ولذائذها أكثر من المحسنين، فمتى سيكون الجزاء العادل؟ إنّه في يوم معادٍ وحساب، ينال فيه كلٌّ جزاء عمله.
أكمل قراءة بقية الموضوع ←

9 مارس 2014
التصنيف : سلسلة (سؤال وجواب)
لا تعليقات
5٬440 مشاهدة
ما هي الصلاة الوسطى؟

سماحة الشيخ، السلام عليكم. هل يمكن تحديد الصلاة الوسطى التي أُمرنا بالمحافظة عليها؟ ونسألكم الدعاء.

يقول الله سبحانه وتعالى في محكم كتابه: ﴿حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلاَةِ الْوُسْطَى وَقُومُوا لِلَّهِ قَانِتِينَ﴾ (البقرة: 238).

ومعنى الآية الحثّ على مراعاة الصلوات، ومواقيتهنّ، وأن لا يقع فيها تضييعٌ وتفريط.

ما هي الصلاة الوسطى؟

وقد اختلف العلماء والمفسِّرون في تحديد الصلاة الوسطى في هذه الآية إلى أقوال عديدة، يمكن اختصارها في سبعة على النحو التالي:
أكمل قراءة بقية الموضوع ←

4 مارس 2014
التصنيف : برامج تلفزيونية (إعداد وتقديم)
لا تعليقات
2٬948 مشاهدة
الحلقة 13 من برنامج (آيات)، على قناة الإيمان الفضائية: (اليتيم)

013-دعاية برنامج آيات3

بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله ربّ العالمين، والصلاة والسلام على سيِّدنا محمّد، وعلى آله الطيّبين الطاهرين.

مشاهدينا الكرام، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

﴿فَأَمَّا الْيَتِيمَ فَلاَ تَقْهَرْ﴾ (الضحى: 9) (صدق الله العليّ العظيم).

عندما نتحدَّث عن اليتيم لا يسعُنا إلاّ أن نتذكَّر يتيماً فريداً، يتيماً أحاطَتْه يدُ الرعاية الإلهيّة بالحنان والعطف والتأييد، حتّى غدا أباً روحيّاً للبشريّة جمعاء، وللإنسانيّة كلِّها، وصِرْنا بعد فَقْدِه وعترتِه أيتاماً، عَنَيْتُ به نبيَّ المحبّة والرحمة، نبيَّ الحقّ والهدى، نبيَّ الإسلام العظيم، محمّد بن عبد الله(ص).

قد يفقد المرءُ أباه فيفقد الكافل والراعي والموجِّه والمرشِد، فتتضايق حياتُه مادّيّاً ومعنويّاً، إلى أجلٍ مسمّى.

وقد يفقد الشخصُ أمَّه فيفتقد الحبَّ والحنان والعطف والرحمة.

وقد يفقد الإنسان معلِّمه أو مرشِده أو مربِّيه، فيفتقد بعضَ هدىً، ويترنَّح ذات اليمين وذات الشمال في درب الحياة، إلى أن يقيِّض الله له مَنْ يأخذُ بيده من جديد في دروب العلم والمعرفة والهدى والرشاد.

مَنْ هو اليتيم؟ سؤالٌ قد يَحْسَبُه البعضُ ساذجاً، إلاّ أنَّه إذا علمنا أنّه تترتَّب على جوابه مسؤوليّاتٌ ووظائف فسيزول الاستغراب حَتْماً، وسيصبح سؤالاً مهمّاً.

وقبل الإجابة عنه نستمع وإيّاكم ـ مشاهدينا الكرام ـ إلى هذا التقرير، فلنتابعْه.
أكمل قراءة بقية الموضوع ←