(بتاريخ: الأربعاء 23 ـ 10 ـ 2013م)
في عيد الغدير الأغرّ، عيد الولاية والإمامة والعصمة، لا يسعني سوى أن أتقدَّم من المسلمين جميعاً، بل ومن البشريَّة أجمع، بأسمى آيات التهنئة والتبريك، سائلاً الله العليَّ القدير أن يعيده علينا جميعاً بالخير واليُمْن والبركات. وكلّ عامٍ وأنتم بخير، وأسعد الله أيّامكم، وتقبَّل أعمالكم.
«الحمد لله الذي جعلنا وإيّاكم من المتمسِّكين بولاية أمير المؤمنين عليِّ بن أبي طالب عليه السلام»
وللولاية في الإسلام معنىً عظيمٌ، نستفيده من قوله تعالى: ﴿الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمْ الإِسْلاَمَ دِيناً﴾ (المائدة: 3)، وهي الآية التي نزلت بعد حادثة الغدير الشهيرة، التي نادى بها رسولُ الله صلّى الله عليه وآله وسلَّم بعليّ بن أبي طالب عليه السلام إماماً ووليّاً وخليفةً من بعده.
فالولاية، حسب الآية هي النعمة التامّة. ومن الطبيعي أن تستوجب مثلُ هذه النعمة الشكرَ الخالص، المتمثِّل بالقول والعمل: ﴿اعْمَلُوا آلَ دَاوُودَ شُكْراً وَقَلِيلٌ مِنْ عِبَادِي الشَّكُورُ﴾ (سبأ: 13). فالعمل الصالح هو الشكر الحقيقيّ الخالص للنعمة التامّة والعظمى، وهي نعمة الولاية.
ومن جهة أخرى نقرأ في تحديد صفات الوليّ قولَه تعالى: ﴿إِنَّمَا وَلِيُّكُمْ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاَةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ﴾ (المائدة: 55).
و(إنّما) تفيد الحصر، فلا ولاية إلاّ لمَنْ كان بهذه الصفات، وهي: