27 فبراير 2015
التصنيف : منبر الجمعة
لا تعليقات
4٬915 مشاهدة
السيِّدة زينب(ع): الأسوة والقدوة، وصاحبة النصر المؤزَّر

2015-02-27-منبر الجمعة-السيِّدة زينب(عا)، الأسوة والقدوة، وصاحبة النصر المؤزَّر

(الجمعة 27 / 2 / 2015م)

بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله ربِّ العالمين، والصلاة والسلام على سيِّدنا محمد وعلى آله الطيّبين الطاهرين، وأصحابه المنتجبين، وعلى جميع الأنبياء والمرسلين.

تمهيد: أشرف الحَسَب والنَّسَب

هي زينبٌ لو كنتَ تعرف زينبا

شأت الورى أمّاً وبزَّتهم أبا

أختُ الحسين ومَنْ أتمَّتْ بعده

نهج الجهاد وقارعت نُوَب السِّبا

هي زينب بنت أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب(ع) وبنت سيّدة نساء العالمين فاطمة الزهراء(عا)، فهي حفيدة النبيّ الأكرم محمد(ص)، وأخت سيدَيْ شباب أهل الجنّة الحسن والحسين(عما).

ويكفيها ذلك فخراً، وإنْ لم يكن للنسب في الإسلام قيمةٌ ذاتيّة؛ لأنّه ليس باختيار المرء، وإنّما هو وضعٌ يجد نفسَه فيه فجأةً، وإنّما القيمة كلُّ القيمة للإيمان والعمل الصالح الذي يعكس مستوى ذلك الإيمان.

فها هو رسول الله الأكرم(ص) يلتفت إلى ابنته فاطمة ويقول: يا فاطمة، يا بنت محمد، اعْمَلي لما عند الله؛ فإنّي لا أُغني عنكِ من الله شيئاً.

وها هو الإمام زين العابدين عليّ بن الحسين(ع) يلتفت إلى ذاك الرجل الذي جاءه مستغرِباً تضرُّعَه وخشوعَه بين يدي الله؛ بحجّة أنّ له قرابةً من رسول الله(ص) تؤمنُه يوم القيامة، فقال: دَعْ عنك ذكر جدّي وأبي، يُدخل الله الجنّة مَنْ أطاعه ولو كان عبداً حبشيّاً، ويدخل النار مَنْ عصاه ولو كان سيِّداً قرشيّاً.
أكمل قراءة بقية الموضوع ←

20 فبراير 2015
التصنيف : منبر الجمعة
لا تعليقات
3٬823 مشاهدة
الاستقامةُ سبيل النجاة

(الجمعة 20 / 2 / 2015م)

بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله ربّ العالمين، والصلاة والسلام على سيِّدنا محمّدٍ، وعلى آله الطيِّبين الطاهرين، وأصحابه المنتَجَبين، وعلى جميع الأنبياء والمرسلين.

تمهيد

قال الله سبحانه وتعالى في كتابه المجيد، مخاطباً نبيَّه وحبيبه محمداً(ص): ﴿فَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ وَمَنْ تَابَ مَعَكَ وَلاَ تَطْغَوْا إِنَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ * وَلاَ تَرْكَنُوا إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا فَتَمَسَّكُمْ النَّارُ وَمَا لَكُمْ مِنْ دُونِ اللهِ مِنْ أَوْلِيَاءَ ثُمَّ لاَ تُنصَرُونَ * وَأَقِمْ الصَّلاَةَ طَرَفِي النَّهَارِ وَزُلَفاً مِنْ اللَّيْلِ إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ ذَلِكَ ذِكْرَى لِلذَّاكِرِينَ * وَاصْبِرْ فَإِنَّ اللهَ لاَ يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ﴾ (هود: 112 ـ 115).

إنّه خطابٌ إلهيٌّ لعبده ورسوله الأكرم محمدٍ(ص)، و للذين آمنوا معه، سواءٌ في عصره أو بعد ذلك، ونحن منهم، يأمرهم فيه بالاستقامة على جادّة الشريعة الإسلاميّة، والالتزام بأوامر الله ونواهيه، بعيداً عن أيّ تجاوزٍ للحدود المرسومة من قِبَل الله عزَّ وجلّ؛ حيث سبق الأمر منه جلَّ وعلا بالتزام هذا الدين الحنيف، بما يشتمل عليه من عقيدةٍ وشريعة وقِيَم وأخلاق، تتماهى مع الفِطْرة التي أودعها الله في الإنسان، واستوثقه عليها في شهادةٍ واضحة لا تقبل الشكَّ والارتياب، فقال عزَّ من قائلٍ: ﴿فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفاً فِطْرَةَ اللهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لاَ تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللهِ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لاَ يَعْلَمُونَ﴾ (الروم: 30)، ﴿فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ الْقَيِّمِ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَ يَوْمٌ لاَ مَرَدَّ لَهُ مِنْ اللهِ يَوْمَئِذٍ يَصَّدَّعُونَ﴾ (الروم: 43)، ﴿وَأَنْ أَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفاً وَلاَ تَكُونَنَّ مِنْ الْمُشْرِكِينَ (105) وَلاَ تَدْعُ مِنْ دُونِ اللهِ مَا لاَ يَنْفَعُكَ وَلاَ يَضُرُّكَ فَإِنْ فَعَلْتَ فَإِنَّكَ إِذاً مِنْ الظَّالِمِينَ﴾ (يونس: 106).
أكمل قراءة بقية الموضوع ←

13 فبراير 2015
التصنيف : منبر الجمعة
لا تعليقات
3٬075 مشاهدة
نهج الإسلام، الإنفاق في سبيل الله

2015-02-13-منبر الجمعة-نهج الإسلام، الإنفاق في سبيل الله

(الجمعة 13 / 2 / 2015م)

بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله ربّ العالمين، والصلاة والسلام على سيِّدنا محمّدٍ، وعلى آله الطيِّبين الطاهرين، وأصحابه المنتَجَبين، وعلى جميع الأنبياء والمرسلين.

تمهيد

يقول الله سبحانه وتعالى في محكم كتابه وبليغ خطابه: ﴿هَاأَنْتُمْ هَؤُلاَءِ تُدْعَوْنَ لِتُنفِقُوا فِي سَبِيلِ اللهِ فَمِنْكُمْ مَنْ يَبْخَلُ وَمَنْ يَبْخَلْ فَإِنَّمَا يَبْخَلُ عَنْ نَفْسِهِ وَاللهُ الْغَنِيُّ وَأَنْتُمْ الْفُقَرَاءُ﴾ (محمد: 38).

في هذه الآية المباركة يحدِّثنا الله سبحانه وتعالى عن مفهومين متناقضين، ونهجين مختلفين: نهج إلهيّ يتمثَّل بالإنفاق والبذل والعطاء في سبيل الله؛ ونهج شيطانيّ يتمثَّل بالبخل والإمساك والتقتير.

ولكلِّ نهجٍ من هذين النهجين أقسامٌ وفروع. وهي موضوع حديثنا هذا اليوم؛ لنتعرَّف الخطوط العامّة والخاصّة لنهج الله فلا نحيد عنها، والخطوط العامّة والخاصّة لنهج الشيطان فلا نقترب منها.

النهج الإلهيّ الإسلاميّ هو الإنفاق في سبيل الله. وبما أنّ موارد الإنفاق في سبيل الله متعدِّدة كان الإنفاق في سبيل الله أنواعاً متعدِّدة أيضاً؛ فهناك إنفاقٌ للمال؛ وإنفاقٌ للوقت؛ وإنفاقٌ للعلم.
أكمل قراءة بقية الموضوع ←

12 فبراير 2015
التصنيف : مقالات سياسية
لا تعليقات
3٬057 مشاهدة
رجال الله في الميدان: الثالوث المقدَّس، إيران والعراق ولبنان

2015-02-12-رجال الله في الميدان، الثالوث المقدَّس، إيران والعراق ولبنان

(بتاريخ: الخميس 12 / 2 / 2015م)

في الذكرى السادسة والثلاثين لانتصار الثورة الإسلاميّة المباركة في إيران

نبارك للشعب الإيرانيّ العظيم

ولجميع المستضعفين في العالم

هذا الانتصار العظيم، الذي مهَّد لعهدٍ طويل من الانتصارات بإذن الله.

لبنان: انتفاضة الوعي والإصلاح

إنّها سنة 1959م، ولبنانُ في اختطافٍ ثقافيّ واستلابٍ فكريّ.

فالمدُّ الأحمر (الفكر الشيوعيّ) يسري في ذاك المجتمع الطائفيّ المتنوِّع سريان النار في الهشيم.

ونظام المارونيّة السياسيّة قد أحكم قبضته على مقدّرات الدولة برمّتها.

ونظام الإقطاع السياسيّ والزعامات العائليّة قد ألقى بظلّه الثقيل على أطياف المجتمع اللبنانيّ قاطبةً.

والمنظَّمات المسلَّحة (الميليشيات) قد أمسكت بزمام الشارع، مهدِّدةً أمن اللبنانيّين واستقرارهم؛ بذرائع واهية زائفة، وعناوين برّاقة خادعة.
أكمل قراءة بقية الموضوع ←

7 فبراير 2015
التصنيف : سلسلة (سؤال وجواب)
التعليقات : 1
6٬137 مشاهدة
«سيِّدةُ نساء العالمين»، بين مريم البتول وفاطمة الزهراء(عليهما السلام)

2015-02-07-سيِّدةُ نساء العالمين، بين مريم البتول وفاطمة الزهراء(عليهما السلام)ـ - Copy

(بتاريخ: السبت 7 / 2 / 2015م)

السلام عليكم شيخنا الجليل. ورد أن السيدة مريم سيِّدة نساء عالمها، بينما السيِّدة الزهراء(عا) سيِّدة نساء العالمين من الأوَّلين والآخرين. أليس هذا يعارض قوله تعالى في حقِّ مريم: ﴿وَإِذْ قَالَتْ الْمَلاَئِكَةُ يَا مَرْيَمُ إِنَّ اللهَ اصْطَفَاكِ وَطَهَّرَكِ وَاصْطَفَاكِ عَلَى نِسَاءِ الْعَالَمِينَ﴾؟

بسم الله، والحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله الأكرم(ص) وآله الأطهار(عم)، وجميع الأنبياء والأولياء والصالحين.

ظاهرُ الآية القرآنيّة الكريمة: ﴿وَإِذْ قَالَتْ الْمَلاَئِكَةُ يَا مَرْيَمُ إِنَّ اللهَ اصْطَفَاكِ وَطَهَّرَكِ وَاصْطَفَاكِ عَلَى نِسَاءِ الْعَالَمِينَ﴾ هو العموم، وأنّ السيِّدة الجليلة مريم ابنة عمران هي سيِّدةُ نساء أهل الأرض أجمعين. وهذا العموم مستفادٌ من الجمع المحلَّى بالألف واللام ﴿الْعَالَمِينَ﴾؛ حيث إنَّه مفيدٌ للعموم لغةً وعُرْفاً.

ولكنَّ هذا العموم الظاهر يمكن رفع اليد عنه بأسبابٍ عديدة؛ كما لو جاء المخصِّص له في آيةٍ قرآنيّة كريمة؛ أو في روايةٍ شريفة، صحيحة ومعتَبَرة، تكون حجّةً في التفسير وبيان المعنى الحقّ. فهل لمثل هذه الروايات وجودٌ في تراثنا الحديثي؟
أكمل قراءة بقية الموضوع ←

6 فبراير 2015
التصنيف : منبر الجمعة
لا تعليقات
4٬014 مشاهدة
الصبر رأس الإيمان: (إنّما يوفَّى الصابرون أجرهم بغير حساب)

منبر الجمعة-الصبر رأس الإيمان، (إنّما يوفَّى الصابرون أجرهم بغير حساب)ـ

(الجمعة 6 / 2 / 2015م)

بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله ربّ العالمين، والصلاة والسلام على سيِّدنا محمّدٍ، وعلى آله الطيِّبين الطاهرين، وأصحابه المنتَجَبين، وعلى جميع الأنبياء والمرسلين.

تمهيد

جاء في وصيّة لقمان لابنه، كما حدَّثنا الله سبحانه وتعالى في كتابه المجيد: ﴿وَاصْبِرْ عَلَى مَا أَصَابَكَ إِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الأُمُورِ﴾ (لقمان: 17).

«الصبر» مفهومٌ إنسانيّ مهمّ وكبير؛ فالصبر من الركائز الأساسيّة التي يقوم عليها المجتمع؛ إذ لولاه لعاش الأفراد في كلّ مجتمعٍ حالات الانحراف والانهيار، التي سوف تؤدّي بالنتيجة إلى انهيار المجتمع كلِّه.

ومن هنا ركَّز الإسلام على الصبر، سواءٌ في القرآن الكريم أو في السنّة الشريفة.
أكمل قراءة بقية الموضوع ←