23 ديسمبر 2023
التصنيف : استفتاءات
لا تعليقات
654 مشاهدة

حكم التهنئة بعيد ميلاد السيد المسيح(ع)

سؤال: هل يجوز شرعاً التهنئة بذكرى ميلاد السيد المسيح في 24 كانون الأول أو هو بدعة، وهل وُلد النبيّ عيسى في مثل هذا اليوم؟

الجواب: السلام عليكم، وأسعد الله أيامكم، وتقبَّل أعمالكم.

وأعيادٌ مباركةٌ وسعيدة بميلاد السيد المسيح، روح الله وكلمته، عيسى ابن مريم.

نعم، لا مشكلة ولا بأس ولا شُبْهة في المعايدة بذكرى ميلاد الأنبياء والأولياء وعباد الله الصالحين، ما لم يترافق ذلك مع قولِ أو فعلِ الحرام

فلا نقول إلاّ حقّاً، يعكس صحيح عقائدنا

ولا نفعل إلاّ مباحاً، يعكس سُمُوّ أخلاقنا، وحُسْن تربيتنا

نفرح، نمرح، نضحك، نسهر، نأكل، نشرب…إلخ

وكلُّ ذلك ضمن الحدود الشرعيّة لديننا الحنيف

لا مشكلة في ذلك أبداً

وقد رُوي عن أمير المؤمنين(ع) أنه لقيه بعض الفُرْس، فقدَّموا له شيئاً من الحلوى؛ احتفالاً بعيد النوروز (وأصل هذا اليوم أنه عيدٌ وثنيّ، كانوا يعبدون فيه الشَّجَر، وبعد الإسلام بقيَتْ ذكراه دون طقوسه الوثنيّة)، فسألهم عن السبب، فأخبروه، فقال لهم ممازحاً وملاطفاً: (نَوْرِزُونا كلَّ يومٍ)، يعني إذا كان الاحتفال بأكل الحلوى والطيِّبات فأَهْلاً وسَهْلاً بالعيد (النوروز) كلّ يومٍ…

إذن، مع الابتعاد عن المحرَّمات القوليّة والفعليّة لا مشكلة على الإطلاق في الاحتفال بالميلاد، وأيِّ حَدَثٍ له رمزيّةٌ اجتماعيّة وتربويّة، حتّى الأعياد المختَرَعة، كعيد الحبّ وعيد الأمّ وعيد الأب وعيد الطفل و…

نحتفل ونبتهج و…؛ لكي نستفيد من معاني هذه الذكرى، ولكلّ ذكرى دلالاتُها لمَنْ تفكَّر فيها وتأمَّل

فسواءٌ وُلد المسيح في كانون الأوّل أم لم يُولَد فيه، لا مشكلة في الاحتفال بميلاده كنبيٍّ عظيمٍ من الأنبياء أولي العَزْم، وكعَبْدٍ لله صالحٍ مطيعٍ لمولاه، بَرٍّ بوالدته، مؤدِّياً للصلاة والزكاة؛ امتثالاً لوصيّة الله…، بعيداً عن التجبُّر والتكبُّر والشقاوة…، إلخ

أَوَليس نحتفل بذكرى ولادة بعض الأنبياء والأولياء، أو ذكرى وفاتهم، لأكثر من يومٍ وليلة (متقاربة أو متباعدة)، مع أن الذكرى هي في يومٍ أو ليلةٍ واحدةٍ، لا غير، فليكُنْ هذا كذاك.

نعم، لا نُسْنِد هذا الأمر إلى الواقع والحقيقة

ولا نُسْنِد الاحتفال وما يتخلَّله من أقوالٍ وأفعالٍ إلى أمر الله، ما لم يَرِدْ دليلٌ يدلّ على ذلك

ولا نشارك أحداً في عقائده الباطلة، فالمسيحُ نبيٌّ وعبدٌ لله، وليس إلهاً، ولا ابناً للإله…

فكُلُّ ميلادٍ للنبيّ عيسى ابن مريم (السيّد المسيح) وأنتم وجميع المؤمنين بخيرٍ وعافيةٍ وأَمْنٍ وسلامٍ



أكتب تعليقك