استفتاءات (104 ـ 108)
104ـ استحباب الاستماع للأذان
105ـ حكم وضع اليد على الرأس عند الأذان
106ـ شرط المباشرة في صبّ الماء عند الاغتسال
107ـ التطهير من نَفَس الكلب أو الجرذ وبعره
108ـ مطلوبيّة المهر في عقد الزواج ووقت استحقاقه
(لقراءة الاستفتاءات وأجوبتها)
104ـ استحباب الاستماع للأذان
سؤال: أنا معتادةٌ على أنه عندما يقرأ القرآن قبل الأذان أترك كلّ شيء وأجلس لاستماعه؛ لأن الله يقول: ﴿وَإِذَا قُرِئَ الْقُرْآنُ فَاسْتَمِعُوا لَهُ وَأَنصِتُوا لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ﴾، لكن اليوم بدأ بقراءة القرآن وأنا مشغولةٌ بالجلي (غسيل الأواني) ولم أجلس لاستماع القرآن، فهل أنا مأثومة أو ارتكبت أمراً مكروهاً؟
الجواب: لا يستوجب الاستماع والإنصات ترك الاشتغال بمثل الجلي والكنس ونحوها؛ إذ يمكن الجمع بينها
نعم، قد يتعارض ذلك مع بعض الأعمال التي تتطلَّب التركيز واستخدام الأذن، كسماع الراديو أو التلفزيون أو…
ومع ذلك، ليس الاستماع والإنصات واجبَيْن، بل مستحبَّيْن، يُثاب فاعلهما ويُؤجَر، وتركهما يوجب الحرمان من ذلك الثواب والأجر، وليس بحرامٍ ولا مكروهٍ، إلاّ على بعض معاني الكراهة، وهي قلّة الثواب…
105ـ حكم وضع اليد على الرأس عند الأذان
سؤال: هل يستحبّ وضع اليد على الرأس أثناء الأذان؟ ولماذا؟ وهل يستحبّ التكبير؟
الجواب: ليس شيءٌ من ذلك بمستحبّ، وإنما هي عادات وتقاليد اجتماعيّة تنمّ عن احترامٍ لهذه الشعيرة الإسلامية. نعم، يستحبّ لمَنْ يسمع الأذان أن يردِّد كلماته كلَّها بعد المؤذِّن
106ـ شرط المباشرة في صبّ الماء عند الاغتسال
سؤال: أختٌ مريضة أعصاب وليس عندها قوّة لتحمل إبريق الماء لتغتسل الغسل الواجب، هل يجوز أن تصبّ أختها عليها الماء وتحمل الإبريق عنها؟
الجواب: لا مشكلة في ذلك لجهة صحة الغسل، فهذا كالدوش، حيث ينزل الماء من الحنفيّة دون تدخُّلٍ ومساعدة من المغتسِلة.
نعم، المهمّ أن تكون النيّة من المغتسِلة، لا من أختها
كما ينبغي الالتفات إلى مسألة ما لا يحلّ للمرأة النظر إليه من المرأة، على اختلافٍ بين الفقهاء فيه، فلا يجوز للأخت حاملة الإبريق النظر إليه
107ـ التطهير من نَفَس الكلب أو الجرذ وبعره
سؤال: إذا أصاب ثيابي أو الأرض نَفَس الكلب أو نَفَس الجردون فما هي كيفية التطهير؟ وكذلك إذا كان بعر الجردون على الأرض فبعد أن نزيل البعر كيف نطهِّر المكان؟
الجواب: نَفَس الجرذون ليس بنجسٍ
ونفس الكلب أيضاً ليس بنجسٍ، إلا إذا خرجَتْ معه رطوبةٌ، فالرطوبة هي النجسة، وتنجِّس ما يلاقيها، ويكون التطهير بالغسل مرّةً واحدةً بالماء القليل أو الكثير
وأما بعر الجرذون فمع جفافه لا ضرورة لتطهير المكان، والاحتياط حسنٌ بتطهيره بالماء القليل أو الكثير مرّةً واحدة
ومع رطوبة هذا البعر يُرفَع من المكان، ويطهَّر بالماء مرّةً واحدة، كما تقدَّم
108ـ مطلوبيّة المهر في عقد الزواج ووقت استحقاقه
سؤال: في عقد الزواج ما هو الفرق بين المهر والمقدَّم والمؤخَّر؟ هل هي دفعاتٌ مختلفة؟ وهل المقدَّم هديّةٌ؟ وهل أن المتأخِّر يُسترجع عند الطلاق؟ نرجو البيان لهذه العناوين وكذلك ما يحصل في حالة الطلاق؟
الجواب: المطلوب في عقد الزواج وجود وذكر المهر
والأصل فيه أن يكون فوريّاً ومعجّلاً
يدفعه الزوج مباشرةً للزوجة
ولا يجب على الزوجة أن تمكِّن الزوج من نفسها قبل أن تقبض مهرها
فلو مكَّنته من نفسها قبل استلام المهر فهذا كالاعتراف منها بأنها قد قبضت المهر، ولذلك لو طالبته به فادّعى التسليم كان الحكم لصالحه، فعلى النساء الانتباه إلى هذا الأمر جيّداً
ولكنّ النبيّ الأكرم محمد(ص) أخذ من أمير المؤمنين عليٍّ(ع) درعه كمهر للسيّدة فاطمة الزهراء(عا)، ثمّ باعه، وقسّم الثمن إلى قسمين (حوالي الثلث والثلثين)، ووكَّل مَنْ اشترى لهم بالقسم الأوّل أثاثاً للدار، واحتفظ بالقسم الثاني
ولعلّه من هنا نشأَتْ فكرة إمكانية تقسيم المهر إلى قسمين: مقدَّم أو معجَّل؛ ومؤخَّر أو مؤجَّل
ويكون المقدَّم قليلاً غالباً، وعادةً ما يُصرَف في تجهيز العروس بالذهب أو الثياب، وحتّى في بعض أثاث البيت، الذي جعلَتْه بعض الشعوب على المرأة، وليس على الرجل
ومن هنا صاروا يذكرون في العقد شيئان:
المقدَّم، ويُسلَّم فوراً للعروس أو أهلها
المؤخَّر، ولا يُسلَّم إلاّ عند الطلاق أو الموت (موت الزوج أو الزوجة)
ولكنّ هذا التقسيم لا قيمة له من الناحية الشرعيّة سوى من جهة أن العروس ترضى به (والرضا حلٌّ لأغلب المشاكل)، وإلاّ لو أصرَّتْ الزوجة أن يكون مهرُها كلُّه معجَّلاً مهما كانت قيمته فيجب على الزوج أن يسلِّمه كلَّه إليها قبل أن ينقلها إلى بيته