24 يناير 2014
التصنيف : برامج تلفزيونية (إعداد وتقديم)
لا تعليقات
2٬294 مشاهدة

الحلقة العاشرة من برنامج (آيات)، على قناة الإيمان الفضائية: (العدل)

010-دعاية برنامج آيات3

(بتاريخ: الخميس 19 ـ 12 ـ 2013م)

بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله ربّ العالمين، والصلاة والسلام على سيِّدنا محمّد، وعلى آله الطيّبين الطاهرين.

مشاهدينا الكرام، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

﴿لَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا بِالْبَيِّنَاتِ وَأَنْزَلْنَا مَعَهُمْ الْكِتَابَ وَالْمِيزَانَ لِيَقُومَ النَّاسُ بِالْقِسْطِ﴾ (الحديد: 25) (صدق الله العليّ العظيم).

العَدْل أو القِسْط مفهومٌ إنسانيّ ودينيّ، فما من مجتمعٍ من المجتمعات البشريّة إلاّ وهو يحبّ العَدْلَ ويطلبه، وما من دينٍ إلاّ وقد أمر به وابتغاه، فهو الهدفُ والغاية من إرسال الأنبياء والرسل، وإنزال الكتب السماوية المقدَّسة وما فيها من تشريعاتٍ ومبادئ وضوابط.

وإلى هذا المعنى أشارت الآية الكريمة التي تلوناها: ﴿لَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا بِالْبَيِّنَاتِ وَأَنْزَلْنَا مَعَهُمْ الْكِتَابَ وَالْمِيزَانَ لِيَقُومَ النَّاسُ بِالْقِسْطِ﴾. فما هو معنى العَدْل؟ وهل من فرقٍ بينه وبين المساواة؟ قبل الإجابة نستمع وإيّاكم مشاهدينا الكرام إلى هذا التقرير، فلنتابِعْه.

1ـ ما هو معنى العَدْل؟

العَدْل من أسماء الله الحسنى، كما أُشير في التقرير، فالله هو العادل المطلق، الذي لا يظلم أحداً: ﴿ذَلِكَ بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيكُمْ وَأَنَّ اللهَ لَيْسَ بِظَلاَّمٍ لِلْعَبِيدِ﴾ (آل عمران: 182)، ﴿وَمَا ظَلَمْنَاهُمْ وَلَكِنْ كَانُوا أَنفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ﴾ (النحل: 118).

والعَدْلُ ضدُّ الظلم، والعَدْلُ حسنٌ بحكم العقل والشرع معاً، كما أنّ الظلمَ قبيحٌ بحكمهما أيضاً.

العَدْل هو إعطاء كلِّ ذي حقٍّ حقَّه، دون نقيصة. وعليه يظهر الفرق بينه وبين المساواة، فالمساواة هي إعطاءُ كلِّ فردٍ بمقدار ما يُعطى الفرد الآخر، وأمّا العَدْلُ فهو إعطاءُ الفرد حقَّه وحاجته وما يُصلِحُه، حتّى لو اختلف ما نعطيه له عمّا نعطيه للآخرين.

وقد تكون المساواة ظلماً قبيحاً في بعض الأحيان، فهل من المستحسَن أن نعطي الشابّ الفتيّ من الطعام والشراب ما نعطيه للطفل الصغير بحجَّة المساواة بينهما؟!

وهل من المقبول أن نعطي الطالب المجتهد والطالب المهمل الدرجةَ نفسها بحجَّة التسوية بينهما؟!

في موارد كثيرة لا تكون المساواة أمراً حسناً، بل تكون ظلماً قبيحاً، وعملاً مُنْكراً.

أمّا العَدْل فهو حسنٌ على كلّ حال، فمَنْ يستحقّ ويحتاج منزلاً نعطيه، ومَنْ يستحقّ ويحتاج طعاماً نعطيه، وهكذا. فالعَدْل هو إعطاءُ كلِّ ذي حقٍّ حقَّه وما يحتاجه، ولو كان مختلفاً مع عطاء الآخرين، فلكلٍّ حاجتُه ومتطلَّباتُه.

وقد تنتفي مسوِّغات التمييز فتكون المساواة، وهذا ما عرفه الناس مع أمير المؤمنين عليٍّ(ع)، حين ساوى بين الناس في العطاء من بيت المال، فلم يميِّز فئةً عن أخرى، لقرابةٍ أو نحوها، فكان كما وصفه ذلك الأديبُ «صوتَ العدالة الإنسانيّة».

ومن هنا ـ أيّها الأحبّة ـ تتجلّى حِكْمة الباري سبحانه وتعالى في كثيرٍ من التشريعات، التي ـ وللأسف الشديد ـ تُعارَض من قِبَل بعض الناس وتُستنكَر؛ لأنّهم لم يدركوا الحِكْمة منها.

ففي نظام الإرث الإسلامي ﴿يُوصِيكُمْ اللَّهُ فِي أَوْلاَدِكُمْ لِلذَّكَرِ مِثْلُ حَظِّ الأُنثَيَيْنِ﴾ (النساء: 11). وتثور ثائرةُ أنصار حقوق المرأة، ويتَّهمون الإسلام بأنّه يظلمها، ويفضِّل الرجل عليها، ويطالبونه بالتسوية بين الرجل والمرأة، هل يقبل هؤلاء بالتسوية بين الرجل والمرأة؟! هل يقبل هؤلاء أن تكون المسؤوليّات الملقاة على عاتق الرجل، من حماية الأسرة والإنفاق عليها إلزاماً و…، مناصفةً بينه وبين المرأة؟! وهل سألوا أنفسَهم يوماً أَتُطيق المرأة أن تتحمَّل مثلَ هذه المسؤوليّة؟!

إنّ تكوين المرأة لا يسمح لها بتحمُّل هذه المسؤوليّات، ولذلك أُعفيت منها، وفي مقابل ذلك حُمِّلَها الرجل، وأُعطي من المال والثروة ما يخوِّله تحمُّلَ هذه المسؤوليّات على أكمل وجهٍ. إذاً هو العَدْل بينهما، وليست المساواة، ولن تكون؛ فإنّها عينُ الظلم.

أيّها الأحبّة، العَدْل أساس المُلْك، وبه تحيا المجتمعات الحياةَ الكريمة، التي تليق ببني آدم، الذين كرَّمهم الله سبحانه وتعالى، فماذا يحدث لو غابت العدالة بين الناس؟ سؤالٌ مُلِحّ، نجيب عنه، ولكنْ بعد أن نستمع وإيّاكم إلى بعض الآراء في هذا التقرير، فلنشاهِدْه.

2ـ ماذا يحدث لو غابت العدالة بين الناس؟

تلخَّصت في هذا التقرير الإجابة الصحيحة عن هذا السؤال. فالعَدْل كما أسلفنا هو أساس المُلْك. والعَدْل هو غاية بعثة الأنبياء والرسل، وإنزال الكتب السماوية المقدَّسة وما فيها من تشريعات. وكلُّ ذلك يعكس مدى أهمّيّة هذا الخُلُق على حياة الفرد والمجتمع معاً. فلولا العدالة تسود بين الناس لتحوَّلت الحياة إلى ما يشبه حياةَ الغاب، لا يسلم فيها ضعيفٌ، ولا يأمَن فيها فقيرٌ أو مسكينٌ….

والمراد بالعدالة في المجتمع أن يكون هناك حكومةٌ تأخذ للمظلوم حقَّه من الظالم؛ إذ لا نتصوَّر أن يكون يومٌ تصير فيه طبائع الناس مجبولةً على الخير والمحبّة والإنصاف والعَدْل، وإنّما سيبقى هناك مَنْ يحاول الاعتداء، بل وسيعتدي بالفِعْل، وسيظلم مَنْ حوله، غيرَ أنّ قيمة النظام الإسلاميّ الموعود، بظهور صاحب العصر والزمان أرواحنا فداه، أنّه سيُعيد لكلِّ ذي حقٍّ حقَّه، وبالتالي يتحقَّق العَدْل ولَوْ بعد حين، وهذا معنى أنّه سيملأ الأرض قسطاً وعدلاً كما مُلئت ظلماً وجوراً. أمّا اليوم فإنّه ليس للمظلوم المسكين إلاّ أن يشكو أمرَه إلى الله، وهو خيرُ مَنْ نشكو إليه، وهو القاهرُ فوق عباده، والقادرُ على أن يستردَّ لنا حقوقَنا، عاجلاً أو آجلاً، وهو الذي توعَّد الظالمين بعذابٍ أليم، فقال: ﴿إِنَّ الظَّالِمِينَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ﴾ (إبراهيم: 22).

ويقول ذلك الشاعر:

لاَ تَظْلِمَنَّ إِذَا مَا كُنْتَ مُقْتَدِراً

فَالظُّلْمُ مَرْتَعُهُ يُفْضِي إِلَى النَّدَمِ

تَـنَامُ عَيْنُـكَ وَالْمَظْلُومُ مُنْتَبِهٌ

يَدْعُو عَلَيْكَ وَعَيْنُ اللهِ لَمْ تَنَمِ

ويقول شاعرٌ آخر:

وما مِن يدٍ إلاّ يَدُ اللهِ فوقَها

وما ظالمٌ إلاّ سيُبْلَى بأَظْلَمِ

أيُّها الأحبّة، لولا العدالة لساد الهَرْج والمَرْج، ولعمَّت الفوضى، وهذا ما تشهده مجتمعاتٌ كثيرةٌ في يومنا هذا، فلا أمنَ ولا سلامَ ولا استقرارَ، بل هو القتلُ والسلبُ والاغتصابُ، وجرائمُ لم نسمع بها من قبلُ، ولم تكن لتخطر على قلب بشرٍ، والسببُ الأساس في ذلك كلِّه غيابُ العدالة، غيابُ حاكمٍ عادلٍ يقتصّ من المجرمين، وينصف المظلومَ من ظالمه.

مشاهدينا الكرام، كما أنّ الظلم أنواعٌ؛ حيث ورد عن أمير المؤمنين(ع) أنّه قال: «ألا وإنّ الظلمَ ثلاثةٌ: فظلمٌ لا يُغفَر، وظلمٌ لا يُترَك، وظلمٌ مغفورٌ لا يُطلَب. فأمّا الظلم الذي لا يُغفَر فالشرك بالله، قال الله تعالى: ﴿إِنَّ اللَّهَ لاَ يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ﴾؛ وأمّا الظلم الذي يُغفَر فظلم العبد نفسه عند بعض الهَنَات؛ وأمّا الظلم الذي لا يُترَك فظلمُ العباد بعضهم بعضاً. القصاصُ هناك شديدٌ، ليس هو جَرْحاً بالمُدى، ولا ضرباً بالسياط، ولكنّه ما يُستصغَر ذلك معه». كما أنّ الظلم أنواعٌ فكذلك هو العدل أنواعٌ وأصنافٌ.

فالعادل حقّاً هو العادل مع ربِّه، ومن حقِّ الله الخالق والمدبِّر على خلقه أن يعبدوه مخلصين له الدِّين، فلا يتَّخذون من دونه أرباباً، ولو على طريقة (ليقرِّبونا إلى اللهِ زُلْفى).

والعادلّ حقّاً هو العادل مع نفسه، فلا يظلمُها بتعريضها لسخط الله وغضبه، من خلال معصيةٍ هنا، وخطيئةٍ هناك.

والعادل حقّاً هو العادل مع الناس من حوله، كلِّ الناس دون استثناء، فيؤدّي لكلِّ ذي حقٍّ حقَّه، ولو كان قريباً، أو صغيراً، أو خَصْماً، أو عدوّاً.

أيّها الأحبّة، سؤالٌ يتردَّد بإلحاحٍ في أذهاننا: هل يجب العَدْل مع غير المسلمين أو أنّ العدلَ من شؤون التعامل مع المسلمين وحدَهم لا غير؟ وقبل الإجابة عن هذا السؤال نستمع وإيّاكم إلى هذا التقرير، ثمّ نتابع.

3ـ هل يجب العدل مع غير المسلمين؟

قد يعتقد بعضُ الناس أنّ العدالة إنّما تجب بين المسلمين أنفسِهم، فلا يَظلم مسلمٌ مسلماً آخر، وأمّا إذا انطلق المسلمون في معاملاتهم مع غير المسلمين فلا جُناح عليهم أن يظلموا هذا، ويعتدوا على ذاك؛ إذ ليسوا من المسلمين.

وفي ما تقدَّم في التقرير كانت التفاتةٌ مهمّة إلى نقطتين:

1ـ إنّ رسول الله(ص) قد أجرى اتّفاقياتٍ عديدةً مع أقوامٍ غير مسلمين، وكلُّ هذه الاتّفاقيات قد ضمنت أداءَ حقوق تلك الأقوام إليهم، ما يعني أنّ تلك الاتّفاقيات كانت قائمةً على العَدْل والإنصاف، وما ذلك إلاّ لوجوبهما تجاه غير المسلمين.

2ـ إنّ الدعوة إلى الله تقتضي منّا أن نمارس العَدْل مع كلّ الناس، حتّى غير المسلمين منهم؛ ليرَوْا فينا مثالاً للإنسانيّة والحقّانيّة والرحمة والمحبَّة، فتكونَ أعمالنا دعوةً إلى الإسلام، دعوةً بغير لسان: «كونوا دعاةً لنا بغير ألسنتكم».

ومن خلال استقراءٍ لما ورد من آياتٍ في القرآن الكريم حول العَدْل نجد أنّ الله سبحانه وتعالى قد أكَّد أنّ العَدْل هو غاية بعثة الأنبياء(عم)، فقال: ﴿لَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا بِالْبَيِّنَاتِ وَأَنْزَلْنَا مَعَهُمْ الْكِتَابَ وَالْمِيزَانَ لِيَقُومَ النَّاسُ بِالْقِسْطِ﴾ (الحديد: 25).

كما نجد أنّ الله سبحانه وتعالى يأمر بالعَدْل حتّى مع العدوّ: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ للهِ شُهَدَاءَ بِالْقِسْطِ وَلاَ يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَنْ لاَ تَعْدِلُوا اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى﴾ (المائدة: 8).

وهكذا رُوي عن سيّدنا ومولانا عليّ بن الحسين زين العابدين(ع) أنّه قال: «لو أنّ قاتل أبي الحسين بن عليّ(عما) ائتمنني على السيف الذي قتله به لأدَّيْتُه إليه». وأداء الأمانة من العَدْل، لأنّه أداءٌ لحقٍّ، ومن لم يؤدِّ الامانة إلى أهلها فقد ظلمهم واعتدى عليهم.

ونجد أنّ القرآن الكريم قد عاب اليهود؛ لعدم أدائهم الأمانات إلى غيرهم، فقال: ﴿وَمِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ مَنْ إِنْ تَأْمَنْهُ بِقِنطَارٍ يُؤَدِّهِ إِلَيْكَ وَمِنْهُمْ مَنْ إِنْ تَأْمَنْهُ بِدِينَارٍ لاَ يُؤَدِّهِ إِلَيْكَ إِلاَّ مَا دُمْتَ عَلَيْهِ قَائِماً ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَالُوا لَيْسَ عَلَيْنَا فِي الأُمِّيِّينَ سَبِيلٌ وَيَقُولُونَ عَلَى اللهِ الْكَذِبَ وَهُمْ يَعْلَمُونَ﴾ (آل عمران: 75).

وعندما تحدّث اللهُ عزَّ وجلَّ عن آليّة التعاطي بين المسلمين وغيرهم أعلنها صراحةً، لا تقبل تأويلاً ولا تفسيراً، فقال: ﴿لاَ يَنْهَاكُمْ اللهُ عَنْ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ أَنْ تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ * إِنَّمَا يَنْهَاكُمْ اللهُ عَنْ الَّذِينَ قَاتَلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَأَخْرَجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ وَظَاهَرُوا عَلَى إِخْرَاجِكُمْ أَنْ تَوَلَّوْهُمْ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ فَأُوْلَئِكَ هُمْ الظَّالِمُونَ﴾ (الممتحنة: 8 ـ 9).

من خلال ذلك كلِّه نعرف أنّ العَدْل عند الله لا يعرف عصبيّةً دينيّة أو مذهبيّة، فالعَدْل حسنٌ مع كلّ الناس، والظلم قبيحٌ لكلّ الناس. فيا أيُّها المسلمون، لا يغرّنَّكم الشيطانُ عن دينكم الذي ارتضاه الله لكم.

وللعَدْل ـ أيّها الأحبّة ـ كلُّ المجالات والميادين. فالعَدْل مطلوبٌ مع الأرحام والأقارب والجيران والأصدقاء، وكلّ مَنْ تتعامل معهم.

العَدْل مطلوبٌ مع أفراد الأسرة، أباً وأمّاً، وأخاً وأختاً، وزوجاً وزوجةً، وابناً وبنتاً، فلا يظلم أحدُهم الآخر. حتّى لقد رُوي عن النبيّ(ص) أنّه رأى رجلاً من الأنصار له ولدان، فقبَّل أحدهما وترك الآخر، فقال(ص): «هلاّ واسَيْتَ [أي ساوَيْتَ] بينهما». والمساواة هنا هي مقتضى العدالة. فما بالك بالعدالة بينهما في الميراث ونحوه؟! فهي وصيةٌ للآباء والأمّهات أن يعدلوا بين أبنائهم وبناتهم في كلِّ شيء، فلكلٍّ ما يستحقُّه، لا يجور ولا يُجار عليه.

والعَدْل مطلوبٌ مع الطلاّب في مدارسهم وجامعاتهم، ومع العمّال في أعمالهم. فلا يستطيع الأستاذ أن يحرم طالباً من حقّه في سؤالٍ أو نقاشٍ أو درجةٍ استحقَّها؛ لمزاجٍ وهوى شخصيّ.

كلُّ ذلك ظلمٌ قبيحٌ بحكم العقل والشرع. وجزاؤه في الدنيا خزيٌ وعارٌ، وفي الآخرة عذابٌ ونارٌ.

أيّها الأحبّة، يقول عزَّ مِنْ قائلٍ: ﴿إِنَّ اللهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنْ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ﴾ (النحل: 90)، فهل نلتزم أمرَ الله، فنكون من العادلين مع كلِّ الناس من حولنا، وبذلك يرضى الله عنّا؛ أو ننجرفَ خلف عصبيّةٍ هنا وهوىً هناك، فنكونَ من الخاسرين.

نسأل الله حسنَ العاقبة، والسلام عليكم مشاهدينا الكرام ورحمة الله وبركاته.



أكتب تعليقك