23 يناير 2022
التصنيف : قراءات
لا تعليقات
1٬117 مشاهدة

العدد المزدوج (61 ـ 62) من مجلة نصوص معاصرة، خلاصاتٌ ونتائج

تمهيد

ترجماتٌ صادقةٌ لنتاج فكريٍّ إسلاميّ،
تضعه بين يدَيْ القارئ العربيّ
دوحةٌ غنّاء في الفكر الإسلاميّ المعاصر والمتنوِّع،
في التاريخ، والأدب، والتراث، والقراءات النقديّة
بأقلامٍ بحثيّة واعدة،
وأهدافٍ رساليّة واضحة،
مع الرعاية التامّة لأصول البحث العلميّ
في المنهج، والمنهجيّة، والتوثيق،
وأن لا تكون منشورةً من قبلُ
إنّها مجلّة (نصوص معاصرة)
الفصليّة الورقيّة والإلكترونيّة
www.nosos.net
mdohayni@hotmail.com

كلمة التحرير: المنهج الإقناعيّ في نقد التراث الدينيّ، الأركان والعوائق

الكاتب: محمد عبّاس دهيني

في عمليّة النقد والتمحيص العلميّ لتراثٍ دينيٍّ حبلَتْ كتبُ العقيدة والحديث والفقه والتاريخ والسِّيرة بالغَثِّ منه والسمين يواجه الناقد اتّهاماتٍ كثيرةً، وأقاويل وأراجيف عديدةً، تطعن في جدوائيّة عمله تارةً؛ وفي هَدَفه وغايته أخرى؛ وفي أسلوبه وطريقته ومنهجه ثالثةً؛ وفي نتائجه رابعةً؛ و…، وصولاً إلى ما قد طالعَتْنا به بعضُ الأخبار من اتّهامٍ لبعض الناقدين بأنه يزدري الدين الإسلاميّ وتاريخه…

وبغضّ النظر عن الموقف من هذا الناقد أو ذاك، والرضا بأسلوبه ونتائجه أو لا، فلا بُدَّ من تسليط الضوء على جملةٍ من الأمور في هذا الموضوع الشائك والخطير؛ عسى أن نوفَّق للمساهمة في تصحيح مسارٍ أو إطفاء نارٍ…

النقد ضرورةٌ إنسانيّة واجتماعيّة

لا ينبغي الشكُّ في أن النقد البنّاء والعلميّ، المستند إلى الدليل والبرهان، هو حاجةٌ فطريّة لدى الإنسان، الذي هو الركيزة الأساس في كلّ المجتمعات، والمحور الأهمّ في جميع الحضارات. فالنقد حاجةٌ إنسانيّةٌ واجتماعيّةٌ للتقدُّم والرقيّ والتخلُّص من عوالقَ وشوائبَ تسيء لصورة المجتمع والإنسان، بل رُبَما شوَّهَتْ صورةَ الخالق الرازق المنعم…، وتعاليمَه القيِّمة السامية، وشريعتَه السَّهْلة السمحاء.

فحُبُّ الكمال والجمال يمثِّل الدافع الأساس للنقد والتمحيص والتحقيق؛ طلباً للتغيير نحو الأفضل والأحسن والأجمل. وما نادَتْ وتنادي به بعضُ المجتمعات من الرغبة في البقاء على سُنّة الآباء والأجداد إنّما هو انعكاسٌ لهذا الحُبّ، لكنْ بفَهْمٍ قاصرٍ خاطئ، حيث يتصوَّرون أن عادات وأفعال أسلافهم هي خيرُ العادات والأفعال، ويرَوْن التمسُّك بها هو سرُّ التألُّق والمُكْنة والسلطة والجاه والقوّة والعزّة التي يعيشونها، فإذا اتَّضح لهم أن الأحسن هو خلافُها سرعان ما تركوها، ولجأوا إلى طقوس جديدة، قد اقتنعوا ـ ولو حديثاً ـ بخيرها وفضلها. إذن فمهمّة المصلحين ودعاة التغيير والتجديد هي بالدرجة الأولى مهمّةٌ إقناعيّة، تقوم على المحاولة تلو الأخرى في سبيل إقناع الملأ من الناس بحُسْن ما يدعون إليه، وبخير التغيير والتجديد الذي يطالبون به.

أركان المنهج الإقناعيّ

1ـ الفكرة الصحيحة

ومن هنا فإنّ للفكرة التي يطرحها المصلحون ودعاة التغيير، ومدى صحّتها، الدَّوْر الكبير في إقناع الجمهور بضرورة التحرُّك نحوها، ونَبْذ ما سواها، ولو كان ممّا اعتادوه ونشأوا عليه.

وإثباتُ صحّة فكرةٍ ما يعتمد على مدى الوَعْي وسعة الاطّلاع العلميّ والثقافي للمصلح والجمهور معاً.

2ـ الأسلوب الهادئ

وكلَّما كان الأسلوب حَسَناً رقيقاً ناعماً دافئاً هادئاً كان أثره في إيصال الفكرة الصحيحة وتثبيتها في القلوب أكبر

إذن لا بُدَّ لطالب الإصلاح عبر الإقناع من اعتماد الأسلوب الرقيق، الذي يجعل الفكرة تدخل بسلاسةٍ إلى العقل، وترتكز بيُسْرٍ في القلب…

3ـ الظرف المناسب

وإن اختيار الوقت المناسب، بل رُبَما نقول: تهيئة الوقت المناسب، هو من أولى مهامّ المصلح والداعي إلى التغيير. وإذا انعدم مثل هذا الوقت ـ ولو في الأفق الزمنيّ المنظور؛ نظراً لكثرة وتوالي الأحداث و(المؤامرات) ـ فإن عليه أن يستعيض عن ذلك ببيانٍ مكثَّفٍ واضحٍ لهَدَفه من دعوته، وأنها لا تمسّ الجَوْهر والثوابت، وأنه في المقلب الآخر المباين لممثِّلي الخطر الوجوديّ، وليس منهم، ولن يكون.

وسائل التأليب على المصلحين

غير أن المعاندَ المكابر و… موجودٌ، ومستعدٌّ لإثارة الناس وتأليبهم على المصلحين، من خلال:

1ـ الطعن في شخص وذات المصلح

فيبدأ الطعن في شخصيّة الداعية، ولو بالاستناد إلى ماضيه وتاريخه الغابر، وحاضره العابر، إذا كان له بعضُ ما يَشين فيها، ومَنْ يخلو من مثلها؟!

2ـ التشكيك في النيّة

وهنا نشهد الإصرار على محاكمة الدعاة استناداً إلى نواياهم ـ التي لا يعلم بها حقّاً إلاّ الله جلَّ وعلا ـ، ولكنّ هؤلاء المرجفين يدَّعون علمهم بها، مُصرِّين على أن الغاية قبيحةٌ، والهَدَف خبيثٌ، والنيّة سيّئةٌ، والشواهد ـ التي يكون أغلبُها اتّفاقيّاً، والباقي خاطئاً ـ حاضرةٌ، وتثبت التُّهْمة…

3ـ اقتناص الهَفْوة والسَّقْطة

كما أن المصلحين ليسوا معصومين، فمهما حاولوا اختيار الأسلوب الأحسن سيكون منهم هَفْوةٌ هنا وسَقْطةٌ هناك ـ والعصمةُ لأهلها ـ، فيتمسَّك بها المتربِّصون لإسقاط المشروع والمهمّة والحركة كلّها، والجماهير القلقة على مصيرها وماضيها وتاريخها وهويّتها ستصدِّق بأدنى مقدّمةٍ أو دليلٍ أو شاهدٍ لإثبات سوء هذا الحراك التغييريّ.

4ـ التخويف من الآثار والنتائج

والأخطر من ذلك كلِّه هو حين يسعى هؤلاء المتربِّصون لشيطنة آثار ونتائج هذا الجهد التجديديّ والإصلاحيّ، مصوِّرين أن أيَّ تخلٍّ عن تراثٍ بالٍ، أو عقيدةٍ خرافيّةٍ، أو شريعةٍ بشريّةٍ أُلبِسَتْ لَبُوس الدين وهو منها براءٌ، هو محاربةٌ ومواجهةٌ وتسطيحٌ وقضاءٌ على الدين الإلهيّ القويم والحنيف، الذي به حُفظَتْ المجتمعات، قديماً وحديثاً، وأنّه بالتخلّي عنه ستتداعى علينا الأمم، وتكون النهاية المُخْزِية…. وللكلام تتمّةٌ تُراجَعْ على صفحات المجلّة.

ملفّ العدد: عصمة الأنبياء والأئمّة، مقارباتٌ متنوِّعة

المقالة الأولى: «أهل البيت» في آية التطهير، وقفةٌ تحليليّة جامعة

الكاتب: الشيخ نعمة الله صالحي النجف آبادي؛ المترجم: السيد حسن علي الهاشمي

وفيها يستعرض الكاتب رسالةً بعثها إليه أحد المؤمنين، يستغرب رأيه وقوله بشمول آية التطهير لـ (نساء النبيّ)، فكانت الرسالة الجوابيّة في وقفاتٍ وتساؤلاتٍ، من خلال العناوين التالية: 1ـ الإرادة الإلهيّة بين التكوينيّة والتشريعيّة؛ 2ـ قاعدة التغليب مبرِّرٌ لاستعمال الجمع المذكَّر؛ 3ـ الشَّبَه الكبير بين آية التطهير وآية البشارة لإبراهيم(ع)؛ 4ـ «الأهل» في اللغة والاستعمال القرآني؛ 5ـ دلالة «إنَّما» على الحصر في الموضوع (التطهير)؛ 6ـ إشكالاتٌ على كون الإرادة تكوينيّةً؛ 7ـ الشأنيّة الخاصّة لـ «نساء النبيّ»؛ 8ـ الفرق الموهوم بين الخطابات القرآنيّة؛ 9ـ دلالة الروايات من وَحْي الآيات؛ 10ـ العصمة في مراتبها المختلفة؛ 11ـ إشكالاتٌ وتعليقات؛ 12ـ لا علاقة بين آية المباهلة وآية التطهير.

المقالة الثانية: البراهين العقليّة لإثبات عصمة الإمام، إشكالاتٌ وردود

الكاتب: الشيخ علي رباني الگلپايگاني؛ المترجم: سرمد علي

وفيها بيانٌ لـ: حقيقة العصمة؛ وحدود ومراتب العصمة؛ وأهمّ الأدلّة العقلية على وجوب عصمة الإمام من وجهة نظر المتكلِّمين الإمامية، وهي: 1ـ برهان امتناع التسلسل؛ 2ـ برهان حفظ الشريعة وبيانها؛ 3ـ برهان وجوب الطاعة؛ 4ـ برهان نقض الغرض؛ 5ـ برهان الانحطاط.

المقالة الثالثة: عصمة الأنبياء عند المتكلِّمين المسلمين، عرضٌ لأبرز الأدلّة القرآنيّة

الكاتب: د. زهراء مصطفوي؛ المترجم: حسن علي مطر

تُعَدّ عصمة الأنبياء، ودائرة شمولها، ومساحتها الموضوعية والزمانية، إحدى أهمّ أبحاث الكلام الإسلامي، حيث كانت منذ القِدَم ـ وبالتزامن مع طرح مسائل من قبيل: الكفر والإيمان، والجَبْر والاختيار، والأبحاث المرتبطة بذات وصفات وأسماء الباري تعالى، ونظائر ذلك ـ منعكسةً ومتداولة في أقوال وآراء علماء الإسلام، وكان لها مكانةٌ خاصّة بين تلك الأبحاث والمسائل.

وإن اختلاف الآراء حول مسألة العصمة ـ خلافاً لمسائل أخرى، من قبيل: الجَبْر والاختيار ـ لم تؤدِّ إلى ظهور فرقةٍ خاصّة، تتميَّز من سائر الفرق الأخرى على أساس قولها بعصمة الأنبياء، الأمر الذي يُثبت أن جميع العلماء والمسلمين قاطبةً، من جميع المذاهب والفِرَق والمشارب الفكرية والكلامية، قد أجمعوا على الإيمان والاعتقاد بنوعٍ أو مرتبةٍ من أنواع ومراتب العصمة للأنبياء. وإن الاختلاف الرئيس إنما يعود إلى سعة وضيق دائرة هذه العصمة المُجْمَع عليها.

إن هذه المساحة من الاختلاف في الأقوال والآراء قد نشأَتْ بشكلٍ رئيس من التفسير والتأويل السطحيّ لبعض الآيات القرآنية ـ التي يوهم ظاهرها عدم عصمة الأنبياء في بعض المجالات الاعتقاديّة والعمليّة ـ. وإن الاعتماد على بعض الروايات والقصص المشكوك صدورُها عن المعصوم، ويحتمل أن تكون مأخوذةً من الأحاديث الإسرائيليّة، قد عمَّق هذه الاختلافات.

ومن هنا فإن الاستناد المنطقي والمستَدَلّ إلى آيات القرآن الكريم؛ لإثبات عصمة الأنبياء، من شأنه بيان ورفع الكثير من الشبهات الواردة والمشاكل المطروحة. وترجو الكاتبة أن تكون قادرةً على الاضطلاع بهذه المهمّة.

المقالة الرابعة: نظريّة التطوُّر في القول بعصمة الأئمّة(عم)، قراءةٌ تاريخيّة ونقديّة

الكاتب: أ. حسين خليفة / د. السيد رضا مؤدّب؛ المترجم: السيد حسن علي الهاشمي

إن عصمة الإمام من أهمّ العقائد التي يؤمن بها المتكلِّمون الشيعة، إلى الحدّ الذي اعتبروا معها أن شرعيّة الإمام متوقِّفةٌ على العصمة.

وفي مقابل هذه الرؤية هناك تيّارٌ يرفض اتّصاف الأئمّة بالعصمة. ويذهب القائلون بهذا الرأي تارةً إلى الاعتقاد بأن القول بالعصمة مفهومٌ دخيل على الإسلام من الخارج، وأنه مقتبسٌ من التعاليم الإيرانية القديمة؛ حيث تسلَّلَتْ من الفرس إلى المجتمع الشيعيّ؛ وتارةً أخرى يقولون: إن مفهوم العصمة من صنع أذهان الشيعة.

هناك الكثير من الأبحاث والدراسات التي صدرَتْ بشأن العصمة على طول التاريخ. بَيْدَ أنه حتّى كتابة هذه المقالة لم يعثر الكاتب على كتابٍ أو مقالةٍ تبحث حول جذور مفهوم عصمة الإمام في القرن الهجريّ الأول، فكان أن تعرَّض إلى أقوال وأفعال الصحابة والتابعين وتابعيهم، ممّا هو مذكورٌ في كتب التاريخ والكلام والرجال والتفسير والحديث؛ لكي يثبت مسألة الإمامة من خلال تحليل النصوص والتقارير المدرجة فيها، والاستناد إلى المنقولات الروائية والتاريخية والموضوعية والكلامية في مجال التفكير الشيعي.

وخلاصة المقال: إن مفهوم عصمة الإمام من المسائل والمفاهيم الأصيلة، وأنها ـ بالإضافة إلى التأكيد عليها في القرآن الكريم والسنّة المطهّرة ـ كانت جاريةً في ذات القرن الأوّل للهجرة بين الصحابة والتابعين وتابعي التابعين. وإن عبارات بعضهم تثبت اعتقادهم الراسخ بهذه العقيدة.

وإن دعوى المخالفين وقولهم بعدم العثور على أثرٍ لمفهوم عصمة الإمام في القرن الهجريّ الأوّل، وأن هذا المفهوم يعود ظهوره إلى القرون اللاحقة، حيث تمّ التأسيس له من قِبَل المتكلِّمين والعلماء الشيعة، وأنه قد ازدهر في المذهب الشيعيّ، وتمّ تقديمه بعد ذلك للمجتمع الإسلاميّ، ادّعاءٌ باطل، ولا ينسجم مع السنّة القطعية والتاريخ الحَتْميّ.

وعليه يجب اعتبار مسألة عصمة الإمام ضمن تلك المجموعة من التعاليم الإسلاميّة الخالصة؛ حيث تعود بجذورها إلى وَحْي السماء والتعاليم الإلهيّة النازلة، وإنها ليست من وضع البشر. ومن هنا فإنها لا تكون منفصلةً عن سائر التعاليم النورانيّة للدين الإسلامي الحنيف.

المقالة الخامسة: عصمة الأنبياء في ميزان العقل، دراسةٌ ونقدٌ لبرهانَيْ الوثوق ونقض الغرض

الكاتب: د. حسين أترك؛ المترجم: مرقال هاشم

إن من بين العقائد الهامّة والمحوريّة في الكلام الإسلاميّ ـ ولا سيَّما الشيعيّ على وجه الخصوص ـ الاعتقاد بالعصمة المطلقة للأنبياء. واعتقادُهم هذا قريبٌ من الإجماع. وهناك مَنْ ذهب إلى القول بأن هذا يُعَدّ من الثوابت والمسلَّمات الاعتقادية للإسلام، وادّعى الإجماع على ذلك.

وبغضّ النظر عن الاختلافات الجزئية، يذهب أغلب المتكلِّمين الشيعة إلى الاعتقاد بأن الأنبياء معصومون من الذنوب، كبيرها وصغيرها، كما أنهم معصومون من الخطأ والنسيان في الأمور الدينيّة، بل في غير الأمور الدينيّة أيضاً، قبل البعثة وبعدها.

وهذا الاعتقاد من الشيعة يستند إلى أدلّةٍ عقليّة ونقليّة متعدِّدة.

ويمكن القول: إن برهان نقض الغرض وبرهان الوثوق والاعتماد من أهمّ البراهين العقليّة على عصمة الأنبياء.

وقد عمد الكاتب في هذا المقال، بعد بيان هذَيْن البرهانين من وجهة نظر المتكلِّمين الإسلاميّين، إلى نقدهما ودراستهما بأسلوبٍ توصيفيّ ـ تحليليّ.

إن السؤال الأصلي في هذا التحقيق هو: هل عصمة الأنبياء في الوثوق والاعتماد من قِبَل الناس بالأنبياء وتحقُّق الغرض الإلهي من النبوّة ـ المتمثِّل بهداية الناس ـ ضروريةٌ، أم أن غرض النبوة وإيجاد الاعتماد والوثوق بين الناس والأنبياء ممكنٌ حتّى من دون اشتراط العصمة أيضاً؟

إن الغاية من هذا المقال هي نقد ومناقشة هذين البرهانين، من حيث إثبات المطلوب (العصمة). بَيْدَ أن ردّ هذين البرهانين لا يعني بالضرورة رفض المطلوب؛ وإنما يثبت مجرَّد عدم صوابيّة الدليل، دون بطلان المدَّعى المتمثِّل بأصل عصمة الأنبياء.

وخلاصة المقال: إن برهان نقض الغرض وبرهان الاعتماد والوثوق من أهمّ البراهين العقلية التي أقامها المتكلِّمون الإسلاميّون ـ ولا سيَّما الشيعة ـ لإثبات العصمة المطلقة للأنبياء.

ومن خلال دراسة ومناقشة هذين البرهانين توصَّل الكاتب إلى أن هذين البرهانين لا يستلزمان القول بالعصمة المطلقة للأنبياء.

مع التنويه إلى أن هذه البراهين وإنْ كانت لا تبدو ناجحةً في إثبات مدَّعى الشيعة، الذي هو العصمة المطلقة للأنبياء، إلاّ أن هذا لا يعني بطلان هذا المدَّعى؛ إذ إن الاعتقاد بالعصمة من العقائد الشيعيّة الثابتة والمستندة إلى الكثير من الأدلّة العقليّة والنقليّة.

المقالة السادسة: عصمة النبيّ الأكرم(ص) قبل البعثة، مقارباتٌ تحليليّة في القرآن والحديث

الكاتب: د. مصطفى كريمي / أ. فاطمة رضائي؛ المترجم: مرقال هاشم

إن «عصمة الأنبياء» من أهمّ المسائل التفسيرية والاعتقادية والكلامية؛ فهي ضامنةٌ لصحّة القرآن الكريم ورسالة النبيّ الأكرم(ص)؛ لأن لازم النبوّة هي الحكمة والدراية. وإن رسول الله يجب أن يكون معصوماً، وإن الارتباط بين العصمة والحكمة مستمرٌّ.

وبناءً على قاعدة اللطف يجب على الله أن يخلق المزيد من الأرضيّات لهداية الناس. وإن النبيّ المعصوم أكثرُ هدايةً للناس من النبيّ غير المعصوم.

وبحكم العقل فإن الغاية الأساسيّة والجوهريّة من بعثة الأنبياء هي تبليغ أحكام الله إلى الناس. وإن رُسُل الله يجب أن يكونوا مطيعين لأحكام الله؛ كي يتسنّى للناس أن يعتمدوا عليهم.

ثمّ إن النبيّ عندما يجترح المعجزة يكون ذلك دليلاً على صدقه وتأييده من قِبَل الله سبحانه وتعالى، في حين أنه لو جاز أن يرتكب المعصية فسوف يؤدّي ذلك إلى نفور الناس منه، ولا يمكن للفرد أن يتّبع الخاطئ، وأن يصدِّق كلامه، وأن يطمئنّ له. وإذا جاز على النبيّ الخطأ فسوف يكون بحاجةٍ إلى شخصٍ آخر يردعه ويمنعه من ارتكاب الخطأ؛ وإذا كان هذا الشخص الآخر معصوماً من الخطأ ثبت المطلوب؛ وإنْ لم يكن معصوماً، وجاز عليه الخطأ، سوف يحتاج بدَوْره إلى شخصٍ ثالث يمنعه ويردعه عن فعل الخطأ، وهكذا دوالَيْك. وبالتالي يلزم من ذلك إمّا الدَّوْر أو التسلسل، وكلاهما باطلٌ.

هذا وقد تمَّتْ الإشارة في القرآن الكريم إلى ضرورة «عصمة الأنبياء». ولكنْ لا بُدَّ من الالتفات إلى:

أوّلاً: إن القرآن الكريم يشتمل على آياتٍ مُحْكَمات وأُخَر متشابِهات. ومن هنا يكون ظاهر بعض الآيات بحيث يوحي بنقض عصمة الأنبياء. وعليه يجب لفهم تلك الآيات الرجوع إلى مُحْكَمات القرآن الكريم، أو الاستعانة بالروايات التفسيرية.

وثانياً: إن إثبات أحقّية وعدم تحريف القرآن يتوقَّف على إثبات عصمة الأنبياء، ولا سيَّما النبيّ الأكرم(ص). ومن هنا فإن الفَهْمَ الصحيح للآيات التي تبدو في ظاهرها ناقضةً لعصمة الأنبياء، وبيان الآيات المُحْكَمات الدالّة دلالةً قطعيّة على عصمة الأنبياء، يُعَدُّ من أهمّ الأبحاث في هذا الموضوع.

هذا، ويذهب جميع المسلمين إلى القول بعصمة الأنبياء. بَيْدَ أن المتكلِّمين الإسلاميّين في ما يتعلَّق بعصمة الأنبياء قبل البعثة ينقسمون إلى قسمين: فمنهم مَنْ قال بعصمة الأنبياء حتّى قبل البعثة؛ ومنهم مَنْ أنكر عصمتهم قبل البعثة.

وخلاصة المقال: لقد ثبت، من خلال بيان الأدلّة القرآنية، أن الأنبياء ـ ومن بينهم: النبيّ الأكرم(ص) ـ يجب أن يكونوا معصومين.

وإن عموم هذه الأدلة بحيث يمكن القول، في ضوء حكم القرآن، بعصمة الأنبياء(عم) والنبيّ الأكرم(ص) قبل البعثة أيضاً.

وعلى هذا الأساس، تثبت نظريّة الإماميّة في القول بالعصمة المطلقة للأنبياء.

وقد تمَّتْ مناقشة الآيات ـ التي يُثير ظاهرها شبهة عدم عصمة النبيّ الأكرم(ص) قبل البعثة ـ من وجهة نظر المفسِّرين الشيعة، وتمّ بذلك رفع الشبهة بشأن هذه الآيات، بل تمّ التعريف ببعض الآيات كدليلٍ على العصمة. وقد ذهب الجميع إلى تبرئة النبيّ الأكرم(ص) من هذه الشبهات المذكورة في ذيل هذه الآيات. ويرى الشيعة أن طلب العفو والمغفرة من قِبَل النبيّ الأكرم ليس للعفو والمغفرة من الذنوب.

المقالة السابعة: مقال «العصمة» في دائرة المعارف القرآنيّة (ليدن)، دراسةٌ ونقدٌ وفق الأصول والآراء الشيعيّة

الكاتب: د. بي بي سادات رضي بهابادي / أ. نرجس جواندل؛ المترجم: السيد حسن علي الهاشمي

تهتمّ هذه المقالة بنقد مقال «العصمة» (Impeccability)، لكاتبه: پول أي. ووكر ـ المؤرِّخ والمدرِّس في جامعات الولايات المتحدة الأمريكية وكندا ـ، والتي طبعها في دائرة المعارف القرآنية (ليدن).

ويمكن بيان حصيلة رؤيته في ما يتعلَّق بمنشأ وأبعاد وماهيّة العصمة على النحو التالي: إن العصمة تعني الصيانة من المعصية والخطأ. وعلى الرغم من عدم ورود هذا المصطلح وهذا المفهوم في القرآن الكريم بهذه الصيغة، إلاّ أن مفهوم العصمة يُعَدّ مفهوماً قطعيّاً في ضوء رؤية أكثر المتكلِّمين. لقد ورد التصريح في القرآن والأحاديث بمعصية الأنبياء بشكلٍ وآخر، وقد قال بذلك المتقدِّمون من المسلمين بنحوٍ وآخر، حتّى ظهر الشيعة لاحقاً، ليدَّعوا القدرة المطلقة لأئمّتهم، فابتكروا فكرة العصمة، ثمّ عملوا بالتدريج على تسرية هذا المفهوم وتعميمه على جميع الأنبياء أيضاً. بل ادّعى أحد المتكلِّمين الشيعة ـ وهو هشام بن الحكم ـ أن عصمة الإمام أكثر ضرورةً من عصمة النبيّ. إن بعض الأنبياء في الحدّ الأدنى قد ارتكبوا الذنوب قبل البعثة. إن المعصية تعني التمرُّد بقصد مخالفة القوانين الإلهية، وأما المخالفة الصادرة عن غفلةٍ أو خطأ فلا تُعَدُّ ذنباً. وهذا من أفضل التأويلات بشأن الآيات الصريحة في نسبة المعاصي والذنوب إلى الأنبياء. إن العصمة لا تعني عدم القدرة على اقتراف الذنب، وإنما هي لطفٌ وهبةٌ من قِبَل الله، يعطيها للنبيّ قبل ارتكاب الذنب، وبعد ذلك أيضاً.

وفي هذا المقال (مقال ووكر)؛ بالنظر إلى هذه المدَّعيات المذكورة، تمّ التوصُّل إلى هذه النتائج، وهي:

إن لفظ العصمة بمفهومها الكلاميّ وإنْ لم يَرِدْ في القرآن، بَيْدَ أن هذا لا يعني أن القرآن لم يُصرِّح بمفهوم عصمة الأنبياء بألفاظٍ أخرى.

إن الشيعة لم يكونوا هم مَنْ أبدع مفهوم العصمة.

وإن نسبة هذا الاعتقاد إلى هشام بن الحكم، والقول بأنه يرى عصمة الإمام أكثر ضرورةً من عصمة النبيّ، ليس لها أساسٌ من الصحة.

ولم يَرِدْ في مفهوم المعصية لحاظ قيد العَمْد أو السَّهْو.

وعليه، فإن الطريق الأفضل لتأويل الآيات التي يوهم ظاهرها عدم العصمة يكمن في الالتفات إلى درجات المعصية، وليس إلى نظرية سَهْو النبيّ، المرفوضة من قِبَل الشيعة.

إن العصمة وإنْ كانت أمراً اختياريّاً، ولطفاً من قِبَل الله، إلاّ أن هناك أسباباً أخرى، من قبيل: العلم بفساد الذنب، والإرادة القويّة للنبيّ، هي التي تشكِّل الحافز لدى النبيّ، وتقضي على إرادته لارتكاب الذنب، لا أن لطف الله وَحْدَه هو الذي يشمله، بعد عقده العَزْم على ارتكاب المعصية.

فما هو مدى صحّة آرائه في ضوء الأصول والمفاهيم الشيعيّة؟

وهل كان اعتماده على آراء أهل السنّة أكثر من اعتماده على آراء الإمامية أم أن العكس هو الصحيح؟

الجواب: في مقال «العصمة» لم يكن هناك غيابٌ تامّ للاعتماد على المصادر الأولى فحَسْب، بل كان الاعتماد على آيات القرآن الكريم ـ خلافاً للمتوقَّع ـ محدوداً جدّاً.

وقد رأى ووكر ـ اعتماداً على أدلّةٍ واهية ـ أن الشيعة هم الذين ابتدعوا مفهوم العصمة، الأمر الذي يثبت عدم رجوعه إلى المصادر الشيعيّة، بل إلى مصادر أهل السنّة في هذا الشأن أيضاً.

وإن التفسير المذكور في هذا المقال للآيات التي تبدو في ظاهرها متناقضةً مع العصمة لم يكن معقولاً.

وإن ووكر، رغم اعتباره العصمة لطفاً إلهيّاً، لا يقدِّم تعريفاً دقيقاً لهذا اللطف الإلهيّ.

ويبدو أن نقاط ضعف هذه المقالة ونظائرها تعود في الغالب إلى تلك الرؤية التي ذكرها مظفَّر إقبال بكلّ شجاعةٍ ومهنيّة، والتي نعبِّر عنها بشيءٍ من التسامح، حيث نقول: إن أكثر المستشرقين لا يفهمون ظاهرة الوَحْي كما نفهمها نحن في صُلْب الإسلام.

المقالة الثامنة: عصمة الأنبياء من الذنوب في مقاربةٍ كلاميّة وتفسيريّة لصدر المتألِّهين

الكاتب: د. رضا أكبري / أ. عبّاس علي منصوري؛ المترجم: وسيم حيدر

إن عصمة الأنبياء من المسائل التي تناولها المتكلِّمون والمفسِّرون بالبحث والنقاش، وقد اختلفوا فيما بينهم في حدودها وأبعادها.

وقد حظيَتْ هذه المسألة كذلك باهتمام صدر المتألِّهين، حيث تناولها بالبحث في مختلف مؤلَّفاته، ولا سيَّما تفسيره للقرآن الكريم.

وحيث يُعَدّ صدر المتألِّهين أحد كبار الفلاسفة، وكان له بالغ التأثير على آراء ونظريّات المتأخِّرين عنه؛ ومن ناحيةٍ أخرى لم يتمّ تدوين آرائه الكلاميّة بشكلٍ مستقلّ إلى الآن، كان من المناسب والضروريّ أن تُبحَث رؤيته حول إحدى أهمّ المسائل الكلامية، أي عصمة الأنبياء.

حظيَتْ عصمةُ الأنبياء من الذنوب باهتمام صدر المتألِّهين، غير أنه لم يتعرَّض لبحث مسألة العصمة بشكلٍ مستقلّ في أيٍّ من كتبه الفلسفيّة؛ ورُبَما كان هذا عائداً إلى اعتباره العصمة هبةً من الله سبحانه وتعالى. ورُبَما لهذا السبب وردَتْ أكثر أبحاثه المرتبطة بالعصمة في تفسيره.

إن لصدر المتألِّهين في ما يتعلَّق بتعريف العصمة عباراتٍ متفاوتةً. ولكنْ على الرغم من اختلافها الظاهريّ، يمكن إرجاعها إلى تعريفٍ واحدٍ جامع. إن ما ذكره صدر المتألِّهين بشأن مفهوم العصمة قريبٌ من رأيه حول العدالة، مع فارق أن المعصوم يحصل على مَلَكة العصمة كموهبةٍ ونعمةٍ من الله سبحانه وتعالى.

وقد ذهب صدر المتألِّهين في ما يتعلَّق بزمن العصمة إلى الاعتقاد بعصمة الأنبياء من الكفر والشرك قبل الرسالة وبعدها.

كما أنه يعتقد بعصمة الأنبياء من ارتكاب جميع أنواع الذنوب، سواء ما يصدر عَمْداً أو سَهْواً، وفي دائرة الذنوب التي تنافي الدعوة والرسالة أيضاً.

ويذهب صدر المتألِّهين إلى القول بعدم كفاية الأدلّة المذكورة لنفي الكبائر التي تصدر سَهْواً، والصغائر غير المنفِّرة؛ والأدلّة المذكورة لإثبات عدم جواز النسيان، بل إنه قد نسب النسيان إلى الأنبياء في معرض تأويل بعض الآيات.

وقد ذكر صدر المتألِّهين ـ متأثِّراً بالفخر الرازي ـ عشرة أدلّةٍ على إثبات عصمة الأنبياء. وتقوم هذه الأدلّة على مقدِّماتٍ مأخوذةٍ من النصوص الدينيّة.

إن العصمة من وجهة نظر صدر المتألِّهين هبةٌ إلهيّة ومقامٌ إلهيّ، لا يمكن لنوع البشر أن يحصل عليه بنفسه، إلاّ بنصرٍ وتأييد من الله سبحانه وتعالى.

وقد حمل صدر المتألِّهين الآيات التي يُتوهَّم منها عدم عصمة الأنبياء على ترك الأَوْلى. وإن ملاكه في ترجيح التفاسير المرتبطة بهذه الآيات هو أولويّة التفاسير التي لا تتعارض مع قاعدة عصمة الأنبياء.

المقالة التاسعة: العصمة، مطالعةٌ في تفسير الشيخ الطبرسي

الكاتب: د. محمد علي راغبي / السيد محمد تقي موسوي كراماتي؛ المترجم: سرمد علي

إن العصمة من المقولات الواسعة، التي كَثُر البحث حولها في العلوم الإسلامية. وقد قدَّم علم الكلام ـ بوصفه منشأً للأبحاث والدراسات العقائدية ـ تحقيقاتٍ وأبحاثاً متعدِّدة حول مقولة العصمة. وقد تجلّى انعكاس الاتجاهات الفكرية المتبلورة حول مسألة العصمة في علم الكلام من خلال اتجاه المفسِّرين في علم التفسير بشكلٍ واضح، بحيث ذهب كلّ واحدٍ من المفسِّرين ـ عطفاً على النتائج المترتِّبة على الدراسات الكلامية ـ إلى بحث الآيات التي تُستفاد منها مسألة العصمة.

إن التبويب والفصل الفكري في هذا المجال الدراسي بحيث يتمّ التمييز فيه بين المسالك الكلامية المختلفة بشكلٍ كامل.

تحظى مسألة العصمة في التشيُّع بمكانةٍ ممتازة، ولا سيَّما أن الشيعة هم وحدهم ـ من بين الفِرَق الإسلامية ـ الذين يذهبون إلى القول بعصمة الإمام.

وقد ذهب الدكتور محمد حسين الذهبي ـ وهو من باحثي ومحقِّقي أهل السُّنّة في الشأن القرآني ـ في المقدّمة التحليليّة التي يبيِّنها حول تفاسير الشيعة إلى الاعتقاد بأن مسألة عصمة الأئمّة الشيعة والقول بالإمام المهديّ والرجعة والتقيّة من أهمّ تعاليم الشيعة الاثني عشريّة.

وحيث يُعَدّ تفسير مجمع البيان، للشيخ الطبرسيّ، من أشهر تفاسير الشيعة يبدو بحث مسألة العصمة، ودراسة كيفيّة الخَوْض فيها، من خارج المجال التخصُّصي لعلم الكلام، من قِبَل مفسِّرٍ شهير، مثل: الشيخ الطبرسيّ، في غاية الأهمّية، ولا سيَّما أنه لا توجد في التفاسير قراءةٌ واحدة لمقولة العصمة، الأمر الذي يُضاعف من أهمّية وضرورة التعرُّف على كيفيّة الدفاع عن مسألة العصمة في ضوء المعطيات الكلاميّة والتفسيريّة.

وخلاصة المقال: إن الشيخ الطبرسيّ ـ وبما يتناسب مع الأبحاث القرآنية ـ قد بحث مختلف الموضوعات حول مسألة العصمة بشكلٍ جيّد.

وعلى الرغم من أنه كان بمقدوره الاستفادة ـ في إثبات أصل عصمة الأنبياء ـ من آياتٍ تشتمل على دلالةٍ كافية في هذا الشأن، فقد اكتفى بدليلٍ عقليّ تقدَّم الكلام عنه.

وهو في هذا الشأن كان يسعى ـ في الغالب ـ للإجابة عن الشبهات المحيطة بقصص الأنبياء. إلاّ أنه في ما يتعلَّق بإثبات عصمة الأئمّة ـ وخلافاً لموضوع عصمة الأنبياء ـ قد استعان بالأدلّة النقليّة فقط.

وفي ما يتعلَّق بمساحة وسَعَة عصمة الأنبياء، وبالخصوص في نفي صدور الذنوب الصغيرة، دافع الشيخ الطبرسي عن عصمة الأنبياء بشكلٍ صحيحٍ وحَسَنٍ، وبيَّن قوّة استدلال مذهب الإماميّة في إثبات وترسيخ أصل العصمة، وإظهار اختلاف فكر الشيعة عن المعتزلة.

إن جميع هذه الموارد تثبت أن الشيخ الطبرسي قد أجاب عن التوقُّعات التفسيريّة في موضوع العصمة بشكلٍ كاملٍ وجامعٍ، وأنه قد قدَّم أحد أكمل الأبحاث الكلاميّة في مجال التفسير.

المقالة العاشرة: شبهاتٌ حول عصمة الأنبياء(عم)، وأبو الفتوح الرازي مدافعاً

الكاتب: د. محمد بهرامي؛ المترجم: وسيم حيدر

يمارس الأنبياء في حياتهم الشخصية والاجتماعية والسياسية والحكومية الدعوة وتبليغ الدِّين، ويصدرون الأحكام الشرعيّة، وتصدر عنهم بعض الأعمال والتصرُّفات الخاصّة، مع توجيه مجموعةٍ من الانتقادات إلى الآخرين. فهل يكون الأنبياء في جميع هذه المراحل معصومين من الأخطاء، أم يكونون معصومين في بعضها؛ ولا يكون لهم نصيبٌ من العصمة في بعضها الآخر؟

هناك الكثير من الإجابات المتنوِّعة عن هذا السؤال، والتي تمّ تقديمها من قِبَل الفِرَق والشخصيات الدينيّة والمذهبيّة:

تعتبر جميع الفِرَق الإسلامية الأنبياء معصومين من حيث الاعتقاد، إلاّ أن جماعةً من الخوارج؛ حيث يعتبرون كلّ ذنبٍ كُفْراً وشِرْكاً، لا يؤمنون بهذه العصمة، ولا يقولون لذلك بعصمة الأنبياء.

وهناك مَنْ قال بعصمة الأنبياء في التبليغ، ويرى أن الكذب والتحريف عن عَمْدٍ أو سَهْوٍ لا ينسجم مع العصمة. وهناك مَنْ لم يَرَ في الكذب والتحريف سَهْواً ما ينافي العصمة.

كما تمّ القبول بالعصمة في الفتوى من قِبَل جميع الفِرَق الإسلامية، باستثناء بعضٍ؛ حيث أجاز الخطأ سَهْواً في الفتوى.

وقد تعرَّض بحث العصمة في الأفعال والسلوك للبحث والنقاش أكثر من أقسام العصمة الأخرى:

فالحَشْوية يجيزون ارتكاب الكبائر على الأنبياء.

والكثير من المعتزلة لا يجيزون للأنبياء ارتكاب الكبائر، ولا يرَوْن ارتكاب الصغائر منافياً للعصمة.

والجبائي لا يرتضي ارتكاب الصغائر والكبائر، عن عَمْدٍ و…

أما الإماميّة فقد خالفوا بعض الفِرَق الإسلامية، وقالوا بأن الأنبياء معصومون في العقيدة والدعوة والفتوى وجميع الأفعال والتصرُّفات. وهم يرَوْن أن المستَنْبَط من العقل والآيات والروايات هو عصمة الأنبياء، وأن هذه الأدلة تثبت خطأ ما قاله المخالفون للعصمة بداهةً.

وقد ذهب أبو الفتوح الرازي ـ وهو أحد المفسِّرين الشيعة البارزين ـ في جميع مواطن تفسيره إلى بحث ومناقشة عصمة الأنبياء. وقد تحدَّث عن العقل والشرع والآيات والروايات كمستنداتٍ لإثبات العصمة، وعمد إلى نقد وتحليل المستندات القرآنيّة والروائيّة للمخالفين.

وعليه، لكي نحصل على نظرية الشيعة في هذا الشأن يجدر بنا أن نلقي نظرةً على التفسير القيِّم لأبي الفتوح الرازي، وهو بعنوان: «روض الجنان»، وأن نستخرج من جميع مظانّ هذا التفسير إجابة أبي الفتوح عن المستندات القرآنيّة للمخالفين، وأن نبيِّن قدرة علماء الشيعة في الإجابة عن شبهات المخالفين للعصمة، وهو ما تتكفَّل به هذه الدراسة، فلتُراجَعْ على صفحات المجلّة.

دراسات

الدراسة الأولى: أصداء المعتزلة في اللاهوت اليهوديّ، دراسةٌ استقصائيّة

الكاتب: د. ديفيد اسكلر (Dr. David Sklare)؛ ترجمة وتعليق: د. عادل سالم عطية / أ. محمد مجدي السيد

يتبنّى الخطاب الاستشراقي في أطروحاته هاجس تَبَعية المنجز العربي ـ الإسلامي للمركزية الأوروبية؛ فالفلسفة الإسلامية، بمجالاتها المتعدِّدة: «علم الكلام، والتصوُّف، وأصول الفقه.. إلى غير ذلك»، آيلةٌ كلُّها إلى مصادر خارجةٍ عن نطاق الإسلام؛ كاليهودية، والمسيحية، والبوذية، والزرادشتية، وغيرها.

ورغم ذلك، فإنّ ظهور الطائفة القرائية ـ اليهودية ـ في العصور الوسطى يعكس لنا بوجهٍ من الوجوه تهافت هذا التصوُّر الاستشراقي من ناحيةٍ؛ وصحّة التصوُّر المغاير له من ناحيةٍ أخرى؛ فما ثبت بالدليل أن طوائف من اليهود ـ وعلى رأسهم القرّائين، بزعيمهم الحاخام عنان بن داوود ـ ممَّنْ تأثَّروا بل وتربّوا على مائدة الكلام المعتزلي الإسلامي.

لذا فإننا نتّفق تمام الاتفاق مع المستشرق الفرنسي اليهودي (جورج فايدا George Vajda) في إشارته إلى أنّ مذهب القرّائين اليهود رحَّب بمذهب المتكلِّمين المعتزلة ترحيباً عظيماً؛ ومع المؤرِّخ أبي الحسن المسعودي(346هـ ـ 957م) الذي عرَّف العنانية ـ القرّائين ـ بأنهم ممَّنْ يذهب إلى العدل والتوحيد.

وتُعَدُّ تلك الطائفة القرَّائية بمثابة ثورة عقليَّة على غيرها من الفِرَق اليهودية، كالربّانيين، تلك الطائفة التى ركنَت إلى التقليد والمحاكاة الرتيبة. وقد ازداد هذا التأثُّر بالمعتزلة حتّى أسماهم بنو جلدتهم «اليهود المعتزلة»، وحتى أننا نجدهم اليوم أقلِّيةً مهمَّشة؛ لما يُدْلون به من مقالاتٍ مخالفة للجمهور اليهوديّ.

ويبدو أن بعض مفكِّري اليهودية قاموا بدَوْر المتلقّي؛ فأفكار المعتزلة الإسلامية ـ كالتبريرية وحرّية الإرادة، وكذلك التأكيد على توحيد الله ـ لها صداها لدى مفكِّريهم، حتّى انتهى الأمر بكثيرٍ منهم إلى انتحال مذهب المعتزلة كاملاً غير منقوصٍ. وأقدم مختَصَرٍ يهوديّ يشي بالفكر المعتزلي هو كتاب النعمة، لليفي بن يفيت.

وليس الهدف المأمول من ترجمة هذه الدراسة ـ التي عقدها ديفيد اسكلر ـ إثبات ما هو مثبَتٌ من قَبْلُ؛ فقد أثبتَتْ عشرات الدراسات السابقة أصداء مدرسة المعتزلة ـ والفكر الكلامي الإسلامي بوجهٍ عام ـ في مقالات اليهود؛ فقضية تلمذة مفكِّري اليهود على أيدي علماء الكلام الإسلامي أضحَتْ أمراً لا يمكن تجاهله بأيّ حالٍ من الأحوال.

ولكنْ تكمن أهمِّية هذه الدراسة في أنها اعتمدت في أغلب الأحيان على بعض من الوثائق التي لم تعُدْ بين أيدينا الآن؛ كوثائق الجنيزا التي سُلبَتْ من الأديرة اليهودية بالقاهرة في القرون الماضية (كوثائق كنيس بن عزرا)، تلك الوثائق التي تُعَدّ جزءاً لا يتجزّأ من التراث العربي الإسلامي.

وترجع أهمّيتها كذلك إلى هوامشها؛ فهوامش هذه الدراسة لا تقلّ أهمية عن متنها؛ إذ ضمَّنها المؤلِّف تفاصيل غاية في الأهمِّية، فمنها: وصفه لبعض المؤلَّفات والوثائق، وطبعاتها، وأحياناً الحالة التي هي عليها، إلى غير ذلك من الإشارات، التي قد تفيد الباحث النَّقَّاب للوقوف على ما يريده منها. وينضاف إلى ذلك أن تلك الدراسة الاستقصائية، بما تتضمَّنه من إشاراتٍ، رُبَما تقدح الذهن؛ ليكتشف مجالاتٍ بحثية أخرى.

وقد ارتضى ديفيد اسكلر الاستقصاء منهجاً له؛ وذلك في تتبُّعه الدقيق لبعض أعلام اليهود ممَّنْ تأثَّروا بالمعتزلة واحداً تلو الآخر ـ في تلك الفترة ـ، ثم أردف ذلك بذكر طرفٍ من أعلام المعتزلة، كابن خلاّد(350هــ)، والقاضي عبد الجبّار(415هــ)، وأبو الحسين البصري(436هــ)، الذين أثَّروا فيهم أبلغ تأثيرٍ.

هذا، وإنْ كانت كلمةٌ يُختَتَم بها هاهنا فهي أنه لا يمكن أن مجاراة د. ديفيد اسكلر في كلّ ما ذهب إليه؛ إذ سجَّل ـ على سبيل الذكر، لا الحَصْر ـ أنه لم يكن هناك يهودٌ أتباع للأشعريّة. وهذا كلامٌ فيه نظرٌ؛ إذ الأدلّة والشواهد لتؤكِّد على أن هناك مؤثِّرات أشعرية في المجال اليهوديّ، وبخاصّة لدى جوزيف بن صديق؛ حيث تابع الأشاعرة في الصفات الإلهيّة، والمذهب الذرّي، وكذا الإرادة، وكانت مناقشاته لهذه المسائل على دأب الأشاعرة تماماً.

الدراسة الثانية: اتّجاهات وأساليب تحقُّق العلم الدينيّ، المباني والمناهج (منهج السيد الشهيد الصدر في فقه النظام أنموذجاً) / القسم الأوّل

الكاتب: د. السيد إحسان رفيعي العلوي / أ. محمد صادق ذوقي؛ المترجم: حسن علي مطر

يُعَدّ إنتاج وبَلْورة العلم الديني، وكذلك أسلمة المعرفة، من بين الضروريّات الهامّة بالنسبة إلى الحضارة الإسلاميّة المعاصرة.

وقد تمّ طَرْح الكثير من الاتجاهات والأساليب المتنوِّعة في هذا الشأن؛ من أجل تحقُّق العلم الدينيّ وأسلمة العلوم.

وكلّ واحدٍ من هذه الاتجاهات يشتمل على مبانيه المعرفية والمنهجية الخاصّة.

وإن من أكثر هذه المناهج نجاحاً، والذي حَظِي باستقبالٍ كبير، رؤية النظام الفقهيّ وفق النظريّة الذي أُرسيَتْ قواعدها بجهود السيد الشهيد محمد باقر الصدر. إن من بين الجذور الهامّة للنظام الفقهيّ هي تلك التي تكمن في أبحاثه المنهجيّة، حيث هناك الكثير من مواطن الخلأ الجادّة في الأبحاث المنهجية والأسلوبية في فكر السيد الشهيد الصدر. ومن هنا، تسعى هذه المقالة إلى العناية بالأبحاث المنهجيّة للسيد الصدر، حيث سنشهد ـ بالإضافة إلى بحث أساليب إنتاج العلم في التفكير الغربيّ، والعمل كذلك على بيانٍ مختصر للأساليب والخطابات الموجودة في العلم الدينيّ ـ مناقشة الأبحاث المنهجيّة والأسلوبيّة له في مجال النظام الفقهيّ بشكلٍ تفصيليّ؛ إذ تمّ السعي إلى بحث النقاط المنهجية التي صرَّح بها الشهيد الصدر نفسه، كما تمّ السعي ـ من خلال الاستفادة من تحليل النماذج والقضايا المتبلورة في المنظومة الفكريّة للسيد الشهيد الصدر ـ إلى استخراج وتنقيح الأسلوب والمنهج المعرفي لسماحته في مجال إنتاج العلم الدينيّ، والنظام الفقهي أيضاً.

وإن من بين الأبحاث الهامّة في مجال التأسيس للنظام الفقهيّ منهج إنتاج وكشف الأنظمة الإسلاميّة، وما هو المنطق والاتجاه الذي يمكن بواسطته استخراج الأنظمة الاجتماعيّة من التفكير الإسلاميّ؟

وفي هذا الإطار تمّ بحث وتداول الكثير من الاتجاهات والحوارات المختلفة في مجال إنتاج وبلورة العلم الدينيّ، حيث كانت تسعى إلى بيان مناهج وأساليب لإنتاج وبلورة العلم الديني، حيث يمكن لهذا البحث والتحقيق الأوّلي أن يُثري حوار التأسيس للنظام الفقهيّ بشكلٍ ملحوظ. وبطبيعة الحال فإن وجود هذه الأساليب لا يمنع من البحث في أسلوب التأسيس للنظام الفقهيّ؛ وذلك لأن خطاب التأسيس للنظام الفقهيّ يقوم على الآراء والاتجاه الفكريّ للسيد الشهيد الصدر، ولذلك يجب بسط وتفصيل مداخل هذا الأسلوب على أساس أفكاره. ومن هنا، فإن هذه الدراسة تسعى ـ بعد بيان بعض الأساليب المطروحة في إنتاج وبلورة العلم الديني ـ إلى بيان الاتجاه المختار للشهيد الصدر في مجال التأسيس للنظام الفقهيّ، والعمل على بسط أفكاره وآرائه في هذا الشأن.

والسؤال الهامّ الذي يطرح نفسه في هذه المقالة: ما هي المصادر التي يجب الاستفادة منها في إنتاج الأنظمة الإسلاميّة، والتي يجب توظيفها في إنتاج وبلورة العلم الدينيّ بشكلٍ عامّ؟ وكذلك كيف يكون أسلوب التحقيق في هذه الموضوعات؟

الدراسة الثالثة: التطوُّر الهيكليّ في منطق ابن سينا، وأثره التاريخيّ في الحضارة الإسلاميّة

الكاتب: د. أحد فرامرز قراملكي؛ المترجم: د. الشيخ عبد الله الأسعد

يُعَدّ الكلام حول البناء والنظام المعرفي مسألة من مسائل علم المعرفة.

وللعلم مقامان: مقام التعريف؛ ومقام التحقُّق التاريخي.

والمراد من الأوّل هو وضعية العلم في مقام ما ينبغي أن يكون.

وأما وضعيته في مقام التحقُّق فهو عبارةٌ عن العلم في مقام ما هو كائنٌ؛ وذلك لأن العلم ليس شيئاً وراء المسائل التي تطرح تدريجاً، وتوجد تباعاً، وفق تصنيفٍ وبناءٍ منظّم.

ولهذا يكون مقام تحقُّق العلم متقدِّماً على مقام تعريفه.

العلوم لا تنشأ وفق دواعٍ منطقية، وإنما تكون نشأة العلم رَهْنَ توالد وتطوُّر المسائل في البين، ثمّ لاحقاً يتمّ البحث، اعتماداً على الأدوات المنطقيّة، في شؤون المنهج والموضوع وبِنْيته.

وهذه الدراسة تبحث في معرفة البناء المنطقي في مقام تحقُّقه في العصر الإسلامي، وهو إنما يكون من خلال التحليل البنيوي للآثار المنطقيّة لتلك المرحلة.

يتوفَّر لدى العلماء المسلمين أربعة مناهج في علم المعرفة: علم المعرفة المنطقيّ؛ علم المعرفة المقارن؛ علم المعرفة التاريخيّ؛ علم المعرفة مورد التحقيق.

يتمّ البحث في معرفة العلم عن ثلاثة أركان: الموضوع؛ المسائل؛ المبادئ. ولا يبحث عن ترتيب الأبواب والفصول في هكذا دراسةٍ، لكنْ يقع البحث عنهما في مناهج وفصول أخرى في علم المعرفة، كما في مورد تحقيق «الرؤوس الثمانية».

لقد كان لهيكل الأثر وبنائه أهمّيةٌ بالغة لدى القدماء، إلى درجة أن بيان وترتيب الأبواب يُعَدّ أحد الرؤوس الثمانية في تعريف العلم.

ولذلك فإن إبراز البناء والهيكل الجديد للعلم يُعَدّ واحداً من أوجه الإبداع في العلم.

وموضوع هذا المقال هو التحقيق في إبداعات وإنجازات ابن سينا على مستوى البناء المنطقيّ وصورته وهيكليّته.

فهل أظهر الشيخ في تدوينه لآثاره المنطقية بناءً جديداً؟

واذا كان للشيخ ذلك، فهل أوجد الأرضيّة الصالحة للتأثير التاريخي في العصور الإسلاميّة اللاحقة؟

قراءات

القراءة الأولى: نسبة رسالة (تناهي الأبعاد) إلى الطوسي، شكوكٌ وملاحظات من وَحْي نقد أبي البركات البغدادي

الكاتب: د. حسن الأنصاري؛ المترجم: حسن علي مطر

هناك رسالةٌ حول مسألة تناهي الأبعاد، ضمن المجموعة الحِكَمية برقم: (2042)، من مجموعة روان كوشكو، وهي محفوظةٌ في متحف طوبقابي في إسطنبول «الأوراق 200 (أ) إلى 205 (ب)». وهي تحظى بأهمّيةٍ وقيمةٍ بالغة من عدّة جهاتٍ.

تنسب هذه الرسالة إلى الشيخ نصير الدين الطوسي، في الردّ على أبي البركات البغدادي، حول المسألة المتقدِّمة.

إن هذه الرسالة ـ في حدود علم الكاتب ـ لم تأخذ طريقها إلى النشر، ويبدو أنه لا يوجد منها في الوقت الراهن غير هذه النسخة المخطوطة. ولا يبعد ـ بطبيعة الحال ـ أن تكون لها نسخٌ أخرى في مكتبات إيران أو تركيا أو في البلدان الأخرى.

وإن هذه الرسالة ـ من وجهة نظر الكاتب ـ، ومن دون شكٍّ، لا يمكن أن تكون من تأليف الشيخ نصير الدين الطوسي، ومن هنا يأتي عدم استبعاده أن يكون لها نسخٌ أخرى.

ولكنْ حيث إن مؤلِّفها مجهول أو لم يتمّ ذكر هويّته في نُسَخ الكتاب، لم يتمّ التعرُّف إليه حتّى الآن، وإنْ كان الكاتب يرى من المحتَمَل جدّاً أن تكون من تأليف الشاعر المعروف ـ صاحب الرباعيّات ـ عمر بن إبراهيم الخيّام.

هذه هي

يُشار إلى أنّ «مجلّة نصوص معاصرة» يرأس تحريرها الشيخ محمد عبّاس دهيني. وتتكوَّن الهيئة الاستشاريّة فيها من السادة: خنجر حميّة (من لبنان)؛ زكي الميلاد (من السعوديّة)، عبد الجبار الرفاعيّ (من العراق)، كامل الهاشميّ (من البحرين)، محمد خيري قيرباش أوغلو (من تركيا)، محمّد سليم العوّا (من مصر)، محمد علي آذرشب (من إيران). وهي من تنضيد وإخراج مركز (papyrus).

وتوزَّع «مجلّة نصوص معاصرة» في عدّة بلدان، على الشكل التالي:

1ـ لبنان: دار المحجّة البيضاء للطباعة والنشر والتوزيع، بيروت، الرويس، خلف محفوظ ستورز، بناية رمّال، ص.ب: 5479/14، هاتف: 541211(9611+).

2ـ مملكة البحرين: شركة دار الوسط للنشر والتوزيع، هاتف: 17596969(973+).

3ـ جمهورية مصر العربية: مؤسَّسة الأهرام، القاهرة، شارع الجلاء، هاتف: 7704365(202+).

4ـ الإمارات العربية المتحدة: دار الحكمة، دُبَي، هاتف: 2665394(9714+).

5ـ المغرب: الشركة العربيّة الإفريقيّة للتوزيع والنشر والصحافة (سپريس)، الدار البيضاء، 70 زنقة سجلماسة.

6ـ العراق: أـ دار الكتاب العربي، بغداد، شارع المتنبي، هاتف: 7901419375(964+)؛ ب ـ مكتبة العين، بغداد، شارع المتنبي، هاتف: 7700728816(964+)؛ ج ـ مكتبة القائم، الكاظمية، باب المراد، خلف عمارة النواب. د ـ دار الغدير، النجف، سوق الحويش، هاتف: 7801752581(964+). هـ ـ مؤسسة العطّار الثقافية، النجف، سوق الحويش، هاتف: 7501608589(964+). و ـ دار الكتب للطباعة والنشر، كربلاء، شارع قبلة الإمام الحسين(ع)، الفرع المقابل لمرقد ابن فهد الحلي، هاتف: 7811110341(964+).

7ـ سوريا: مكتبة دار الحسنين، دمشق، السيدة زينب، الشارع العام، هاتف: 932870435(963+).

8ـ إيران: 1ـ مكتبة الهاشمي، قم، كذرخان، هاتف: 7743543(98253+). 2ـ مؤسّسة البلاغ، قم، سوق القدس، الطابق الأوّل. 3ـ دفتر تبليغات «بوستان كتاب»، قم، چهار راه شهدا، هاتف: 7742155(98253+).

9ـ تونس: دار الزهراء للتوزيع والنشر: تونس العاصمة، هاتف: 98343821(216+).

10ـ بريطانيا وأوروپا، دار الحكمة للطباعة والنشر والتوزيع:

United Kingdom London NW1 1HJ. Chalton Street 88. Tel: (+4420) 73834037

كما أنّها متوفِّرةٌ على شبكة الإنترنت في الموقعين التاليين:

1ـ مكتبة النيل والفرات: http://www.neelwafurat.com

2ـ المكتبة الإلكترونية العربية على الإنترنت: http://www.arabicebook.com

وتتلقّى المجلّة مراسلات القرّاء الأعزّاء على عنوان البريد: لبنان ــ بيروت ــ ص. ب: 327 / 25.

وعلى عنوان البريد الإلكترونيّ: mdohayni@hotmail.com

وأخيراً، وللاطّلاع على جملة من المقالات الفكريّة والثقافيّة المهمّة، تدعوكم المجلّة لزيارة:

الموقع الخاصّ:

www.nosos.net

تطبيق نصوص معاصرة:

https://play.google.com/store/apps/details?id=com.mehdok.papyrus.nosos

كما يمكنكم متابعة: أخبار المجلتين، وبعض مقالاتهما، وقراءات حولهما، وكتبهما، والنشاطات المتعلّقة بهما،…إلخ، على وسائل التواصل التالية:

الفايسبوك / Facebook:

https://www.facebook.com/profile.php?id=100054992093172

صفحة الفايسبوك / Facebook:

 https://www.facebook.com/مجلة-نصوص-معاصرة-109061414276898/

الواتسأب / Whatsapp:

https://chat.whatsapp.com/IckP3tLZpJMG3q5buT65R0

قناة التيليغرام / Telegram:

https://t.me/nosos_ijtihad

الإنستغرام / Instagram:

https://www.instagram.com/p/CFK1Rf9HRUt/?igshid=1u95dhp0xfn13

تويتر / Twitter:

https://twitter.com/NIjtihad?s=07



أكتب تعليقك