6 يوليو 2024
التصنيف : تعليقات لتصحيح الاعتقادات
لا تعليقات
653 مشاهدة

حُسَيْنُنا الذي نؤمن به، ولا نؤمن بغيره

السلامُ على مَنْ ثار وجاهد طَلَباً للحُكْم والسُّلْطة

لا منافسةً في سلطانٍ دنيويّ

ولا التماساً لشيءٍ من فضول الحُطام

وإنَّما

لردِّ المعالم من الدِّين (التي أُضيعَتْ)

وإظهار الإصلاح في البلاد (التي استُبيحَتْ)

كي

يأمن المظلومون من العباد

وتُقام المُعَطَّلة من حدود الله

 

خرج لينتصر ويحكم ويستلم السُّلْطة (الولاية الزمكانيّة)

ولم يخرج ليُقتَل وتُسبى عيالُه ويُنتَهَب رَحْلُه

 

خرج وثار طَلَباً للحياة، لا للموت

لحياةٍ كريمةٍ عزيزةٍ للناس

بعيداً عن الانحناء والخضوع لعمامة شيطان (يزيد)

أراد بالناس الشَّرَّ والذُّلَّ والهَوَان

 

خرج عندما توفَّرَتْ مقوِّمات الثورة والجهاد

العُدّة والعَديد (أزيد من عشرة آلاف رسالة، أغلبُها موقَّعٌ من أكثر من شخصٍ)

طالباً للنَّصْر، لا للشهادة

 

خذلانُ الناس (وهم عبيدُ الدنيا) حَوَّل الثورة والنهضة إلى وَرْطةٍ ومُنْزَلَقٍ

 

حاول أن يخرج منها بأكثر من سبيلٍ

ولو بمثل هِدْنة أبيه عليٍّ وأخيه الحسن

رفضوا ذلك، وأجبروه على بَيْعة الذَّليل

 

فأبى تلك البَيْعة، وكانت المعركةُ غيرُ المتكافئة

 

في واقعة كربلاء

(الكُلّ استشهد)

لا رَغْبةً وخِيرةً وطَوْعاً وشَوْقاً

بل قَسْراً وقَهْراً وصَبْراً

لأنها كانت معركةً غيرَ متكافئة

لم يستطع الحسينُ تفاديها بوجهٍ

 

لكنَّها كانت آخرَ معركةٍ للمعصوم

آخرَ معركةٍ يثق فيها بالناس

وصارت القاعدة:

(الناسُ ـ كلُّ الناس ـ عبيدُ الدنيا

والدِّينُ لَعْقٌ على ألسنتهم

يحوطونه ما درَّتْ مَعايِشُهم

فإذا مُحِّصوا بالبلاء قَلَّ الدَّيّانون)

 

ولم يخرج بعدها أيُّ إمامٍ لحَرْبٍ ومعركة

مع أن أبوابَ الشهادة كانت لهم مُفَتَّحة

 

لم تكن الشهادةُ غايةً، ولا ينبغي أن تكون

وكذلك لا ينبغي أن تكون عَقَبةً

حين يجب وتتعيَّن التضحية بالنَّفْس

 

وتحديدُ ذلك للمعصوم حَصْراً

 

فلسنا مع (زيد) حين أصرّ على الثورة

ولسنا مع (المختار) حين اختار القيام

ولسنا مع (أيّ ثائرٍ) ولو كان هاشميّاً

 

نحن حَصْراً

مع (عليّ بن الحسين) و(محمد الباقر) و(جعفر الصادق)…

من أئمّة أهل البيت المعصومين (الاثني عشر، لا ينقصون ولا يزيدون)

 

معهم في قتالهم وجهادهم

(كعليٍّ والحسن والحسين)

ومعهم في هِدْنَتهم وصُلْحهم وموادعتهم

(كعليٍّ والحسن والحسين وتسعةٍ معصومين من ذُرِّية الحسين)

 

وبعد غَيْبة المَهْديِّ من آل محمّدٍ

لا ثورة، ولا جهاد، ولا استشهاد

إلاّ بالحَدِّ الأدنى، دفاعاً عن النَّفْس، وللضرورة القصوى

 

في غَيْبة الإمام المعصوم والقائد المُسَدَّد

المهديّ من آل محمّدٍ…

 (ولا معصوم ولا مُسدَّد إلا اثنا عشر: أوَّلُهم عليّ؛ وآخرُهم المهديّ)

الجهادُ بحدود ما يحفظ الحياة، لا بما يتلفها

الثورة بحدود ما تصون الكرامة، لا بما يهدرها

القتال بحدود ما يثبِّت العزّة (عزّة النَّفْس)، لا بما يسقطها

الحدُّ واضحٌ:

حفظُ الحياة واستقرارها وهناؤها

وصيانةُ العزّة والكرامة والسلامة

 

السلام على شهيد الخِذْلان

السلام على شهيد العدوان

السلام على الإمام المعصوم

السلام على الشهيد المظلوم

السلام على أبي عبد الله الحسين



أكتب تعليقك