26 فبراير 2013
التصنيف : مقالات أدبية ولغوية
لا تعليقات
3٬630 مشاهدة

مقرَّر مادة منهجية البحث: كيف نُعِدّ مشروعاً لإعداد رسالة ماستر 2 في الأدب العربي / القسم الأوّل

(26 ـ 02 ـ 2013م)

تقريراً لمحاضرة ألقاها الدكتور عبد المجيد زراقط، بتاريخ الخميس 21 ـ 02 ـ 2013م

حال الرسالة اليوم

ـ الرسالة تمثِّل الفصل الرابع من مرحلة الماستر.

ـ لم تعُدْ الرسالة كما كانت في السابق، بل أصبح عدد صفحاتها المقرَّر يتراوح بين 65 و70 صفحة، لا أكثر، وإذا تساهلت الإدارة قد يصل إلى 75 صفحة.

ـ لا حاجة في الرسالة للتنظير الطويل.

ـ لا حاجة للمقدّمات الكثيرة والطويلة للموضوع.

موضوع الرسالة

ينبغي أن يكون موضوع الرسالة دقيقاً ومحدَّداً، فلا تُقبَل الموضوعات الواسعة والمتشعِّبة.

كيف نختار الموضوع؟

في الشعبة الأدبيّة لا بدّ أن يكون الموضوع أدبيّاً.

شروط الموضوع

الشرط الأوّل: أن نختاره بكامل الحرّية، فلا يُفرض علينا من قِبَل المُشْرِف أو غيره؛ لأنّه يحتاج كتابةً بحُرِّية.

الشرط الثاني: الرغبة في البحث في هذا الموضوع (شعر / نثر / سرد…)؛ إذ هذا الموضوع سيصبح اختصاصه في المرحلة القادمة.

الشرط الثالث: القدرة على بحث هذا الموضوع. فلا يختاره واسعاً، أو له علاقة باللغة الأجنبيّة وهو غير متمكِّن منها؛ لكي لا يقف عاجزاً عنه.

الشرط الرابع: إمكانيّة بحث هذا الموضوع، من جهة توفُّر مصادره، وإمكان إنجازه في مدّة زمنيّة قصيرة.

إذاً يجب أن يكون الموضوع جزئيّاً أو قضيّة محدَّدةً، وليست مترامية الأطراف.

مثلاً: يكون الموضوع (مجموعة قصصيّة)، وأبحث فيها (الشخصيّات)، و(منظومة قيمها التربويّة).

ضرورة وجود المشرف

ينبغي إعداد الرسالة بإشراف أستاذٍ يرافق خطواتكم؛ إذ دور المشرف هو الموجِّه والمصحِّح والمرشد.

كيف نختار أستاذنا الذي سيشرف على عملنا؟

يكون ذلك وفق شروط:

1ـ أن يكون أستاذاً مختصّاً في الموضوع (لغة / سرد / شعر…).

وأحياناً قد تؤدي العلاقة الشخصية أو سهولة الاتّصال بالمشرف إلى اختيار أستاذٍ مشرف، ولكنّ الشرط الأوّل هو الاختصاص؛ لأن غير المختصّ لن أستفيد منه، وسيكون إشرافه شكليّاً.

مشروع الرسالة

يجب على الطالب إعداد مشروع للرسالة؛ لتقديمه للجامعة؛ لتقبله. وكلّ المؤسَّسات؛ لكي تقنعها بعمل ما، عليك تقديم مشروعاً تتوفَّر فيه شروط الإقناع.

وهناك لائحة بالأساتذة الذين يحقّ لهم تولّي الإشراف (صدرت، وهي موجودة على موقع الجامعة).

إعداد المشروع

لا بدّ من المخطَّط، الذي قد يكون 10 صفحات؛ لكي نتمكّن من إقناع الهيئة المشرفة بقبول هذا المشروع.

في المشروع نتخلَّى عن المقدّمات الإنشائيّة الطويلة، ونبدأ بالتعريف مباشرة.

عنوان الرسالة

يجب في عنوان الرسالة عدّة أمور:

1ـ أن يكون موجزاً ومختصراً ما أمكن.

2ـ أن يدلّ على محتوى الرسالة.

3ـ أن يكون جذّاباً ما أمكن (فالعنوان أوّل سمسار للكتاب).

4ـ أن يكون فيه صفة الإيحاء إلى معانٍ مهمّة في الرسالة.

وقد يكون هناك عنوانان: عنوان رئيسي؛ وعنوان فرعي.

الخطوات في المشروع

1ـ تعريف الموضوع

مثلاً: لو تناولنا موضوع الفضاء الروائي في رواية (لا طريق إلى الجنّة)، لحسن داوود، فنقول: ونقصد بالمنظور الروائي كذا وكذا…

2ـ تحديد الإشكاليّة (الفرضيّة)

ففي الأدب العربي علينا البحث في الإشكالية (الفرضية) (القضيّة المركزية).

وكلّ موضوع ينبغي أن يتوافر على إشكاليّة.

والإشكالية تكون محدَّدة بدقّة، وليس متَّسعة وشاملة.

بعض الأساتذة يعترضون على مصطلح (الإشكالية)، ويستخدمون (المُشكليّة) problematique.

المقصود بالإشكالية القضية الخلافيّة التي لم يُبَتّ فيها، أو القضية المركزية.

مثلاً: لو اخترنا موضوع (الشعر: بِنى، ورؤى) فإنّ الإشكالية هي أننا نريد معرفة بنية النصّ، ومكوّناتها، وخصائص هذه المكوّنات، ثم نتبيَّن الرؤى.

إذاً الإشكاليّة هي القضيّة المركزيّة التي هي مورد خلاف، وتتفرَّع إلى مسائل جزئيّة.

وعلى أساس الإشكاليّة يتحدَّد أمران:

1ـ المنهج.

2ـ المخطَّط.

إذاً ما هي الأسئلة التي نريد الإجابة عنها في هذه الرسالة؟

مثلاً: في ما يخصّ الشعر لو أردنا دراسة ديوان ابن الفارض ـ وهو متصوِّف ـ فينبغي أن أحدِّد ما الذي سأدرسه. مثلاً: (الرؤى الصوفية عند ابن الفارض)، أو (قضايا صوفيّة في ديوان ابن الفارض).

الإشكاليّة: تهدف هذه الرسالة إلى تبيُّن الرؤى والقضايا الصوفيّة في ديوان ابن الفارض : الأنا ـ الآخر ـ الله ـ الدين ـ رؤيته إلى كلٍّ من القضايا المذكورة ـ علاقة الأنا بالآخر ـ علاقة الأنا بالله ـ الخمرة (رمز…) ـ الحلم (…) ـ الرموز الصوفيّة عنده ـ دلالات هذه الرموز.

إذاً يكون السؤال عن الإشكاليّة بـ (كيف؟)

وأقيم مخطَّطاً على أساس هذه الأسئلة التي طرحتُها.

3ـ أهمّيّة البحث (مسوِّغات البحث / مشروعيّة البحث)

بعد تحديد الإشكاليّة نأتي إلى أهمّيّة الموضوع، أي إثبات أنّ الموضوع جديرٌ بالبحث.

وعلى الطالب إقناع الهيئة المشرفة بجدوائيّة المشروع، وأما جِدّيّته فلا بدّ منها، ولكن قد يكون  البحث جِدّيّاً، ولكنْ لا جدوى له.

كيف يكون الموضوع مهمّاً؟

هناك سببان لأهمّية الموضوع:

1ـ موضوعي:  وذلك من قبيل:

أ ـ أن لا يكون قد دُرس من قبل (جِدّة الموضوع، أي هو جديد).

ب ـ أن يكون مهمّاً للمكتبة العربيّة، لأنّه يقدِّم جديداً (جدارة).

ج ـ أنّه يمكن أن يُبحَث؛ لتوافر المصادر والمراجع.

د ـ أن يكون له فائدةٌ تسويقيّة؛ إذ لا أكتب رسالةً لتوضع جانباً، بل تكون صالحة ومقبولة للنشر، وتجد لها سوقاً.

وممّا يساعد على النشر اختيار الموضوع. فكلٌّ منّا من قرية، ومن الموضوعات القابلة للنشر ما كان مختصّاً بقريةٍ ما، فتسارع بلديّة تلك القرية إلى تسويق الرسالة.

ويُذكَر هذا السبب الموضوعي لإقناع الهيئة المشرفة بأهمّية البحث.

2ـ ذاتي: وهو الرغبة في الموضوع.

ولا بدّ من شرح سبب هذه الرغبة.

بعض الأساتذة لا يرون ضرورةً لكتابة السبب الذاتي في المشروع.

4ـ المنهج: أيّ منهج نختار؟ ومَنْ يحدِّد المنهج؟

لا نستغني عن المنهج الفنّي النصّي، فهو موجود دائماً في كلّ الأبحاث.

ثمّ إنّ طبيعة الإشكاليّة هي التي تحدَّد المنهج الذي ينبغي اختياره في مقاربة الموضوع.

مثلاً: لو أخذنا موضوع (الخمرة بوصفها أمّاً عند أبي نوّاس) فالمنهج الذي يجب اتّباعه هو (منهج نفسي + منهج بنيوي أسلوبي لقراءة القصيدة).

ولو أخذنا موضوع (ظاهرة الشعر العذري) فالمنهج الذي ينبغي اعتماده هو (منهج بنيوي تأويلي  ـ من النص إلى المجتمع، ومن المجتمع إلى النصّ ـ).

ولو أخذنا موضوع (غزل الغلمان في العصر العباسي) فالمنهج الذي ينبغي اعتماده هو (منهج اجتماعي + منهج نفسي).

وينبغي تحديد المنهج بدقّة منذ البداية؛ إذ تتعدَّد المناهج وتتنوَّع, وهي كثيرةٌ، ولكن لا ينبغي الخلط بينها.

خلاصة خطوات الرسالة

1ـ التعريف بالموضوع.

2ـ تحديد الإشكاليّة (الفرضية).

3ـ بيان الأهمّية.

4ـ تحديد المنهج المعتمد.

إجراءات

تترتَّب الإجراءات المتَّخذة لاختيار الموضوع، ووضع مخطَّط للرسالة، ومن ثم كتابتها، وفق التالي:

1ـ الملاحظة.

2ـ ثمّ أضع فرضيّةً.

3ـ الرصد (أي متابعة الملاحظة بشكلٍ منتظم)؛ لإثبات صحّة الفرضية.

4ـ تبيُّن الظاهرة (أي أُصدِر حكماً بوجود ظاهرة).

5ـ أَصِفُ تلك الظاهرة.

6ـ أُفَسِّر تلك الظاهرة مستخدماً منهجاً ملائماً.



أكتب تعليقك