3 يوليو 2013
التصنيف : حوارات، مقالات سياسية
لا تعليقات
2٬472 مشاهدة

مطالب الشعب البحريني

مطالب الشعب البحريني1  000-الدعاية لنشر نص حلقة مطالب الشعب البحريني  مطالب الشعب البحريني2

حوارٌ مع سماحة الشيخ محمد دهيني

ضمن برنامج (آراء وأحداث)، على قناة الثقلين العالميّة، مع الإعلاميّة نسرين نجيم

 بتاريخ: الأحد 19 ـ 5 ـ 2013م، الساعة 11.45 ليلاً

1ـ ماذا يريد الشعب البحريني من سلطته؟

بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله ربّ العالمين، والصلاة والسلام على سيّدنا ونبيّنا أبي القاسم المصطفى محمّد، وعلى آله الطيّبين الطاهرين وأصحابه المنتجبين.

هو شعبٌ ـ ككلّ شعوب العالم ـ يتوق إلى الحرّية والعدالة والمساواة، وأن يعيش عزيزاً كريماً. هو شعبٌ يعاني من ممارسات السلطة الحاكمة منذ عقود. هذا الشعب أراد أن يكون له ما كان لغيره من الشعوب في المنطقة، من إبداء رأيها في الحاكم، ومطالبته بالإصلاح أو الرحيل. بل إنّ الشعب في البحرين رضي بالحوار مع السلطة؛ طمعاً في إصلاحٍ حقيقي، يجنِّب البلاد والعباد الدخول في حالةٍ من الصدام والمواجهة التي قد تنتهي لصالح الشعب. ومع ذلك رضي بالحوار، ولكنْ الحوار الجادّ والهادف، لا حوار كسب الوقت، ولم يرفع شعار (إسقاط النظام) على كلّ حال، وإنّما أرادها حركة إصلاحيّة.

 

2ـ سنتان مرّتا على الثورة البحرينيّة وحتّى الآن لم تحقّق المطالب، لماذا؟

السلطة في البحرين مطالبةٌ بالتعاطي الإيجابي مع مطالب الثوّار. وأنا هنا أتحدَّث عن السلطة في البحرين كمثال حيٍّ يرمز لكلّ سلطة وحكومة. السلطة والحكومة عموماً معنيّة بالالتفات لمطالب الناس، لا بمعنى أنّه ينبغي تنفيذ كلّ ما يطلبه الناس؛ لانّ رضا الناس غايةٌ لا تُدْرَك، ولكنْ ينبغي للسلطة أن تستمع بأذنٍ واعية صاغية لمطالب الناس، ثمّ تحقِّق في ذلك كلِّه بشفافيّة وواقعيّة، وتعرض ما توصَّلت إليه للرأي العامّ، كي يتشكَّل وعيٌ جماهيريّ مستندٌ إلى نتيجة تلك التحقيقات. بهذا الشكل لن يشعر المواطن بالغبن والجور، ولن يحمِّل السلطة مسؤوليّة ما يعيشه من مشاكل؛ لأنّه سيرى أمامه سلطة مستعدّة لإصلاح الحال، ومعاقبة الفاسدين والمسيئين.

للأسف الشديد هذا ما لم يحصل في البحرين، وأصرَّت السلطة على أنّه لا مشكلة في البلاد أصلاً، ولا توجد مطالب مُحِقّة، وزاد الطين بِلّة حين صوَّر النظامُ الثورةَ كحركة طائفيّة (شيعيّة) معارِضة لنظام حكمٍ من طائفة أخرى (سنّي). وهكذا شُوِّهَتْ أهداف الثورة.

3ـ ما الذي يميِّز الثورة الحاصلة في البحرين عن غيرها من الثورات في عصر الصحوة؟

كلّنا يعلم أنّ هذه الثورة في البحرين لم تبدأ للتوّ، بل هي مستمرة منذ أكثر من 35 سنة. ولكنْ بعد أن بدأ ما صار يُعرَف بـ (الربيع العربي) تحرَّكت هذه الثورة بشكلٍ ظاهر، مستفيدةً من الحماسة والتعاطف الجماهيري على امتداد العالَمَيْن العربي والإسلامي الذي لقيته بقيّة الثورات. ولكنْ كما قلنا: استطاعت السلطة في البحرين أن تشوِّه أهداف الثورة في وعي الجماهير العربيّة والإسلاميّة، فأَوْحَتْ إليهم أنّها ثورةٌ طائفيّة، هدفها إقامة دولةٍ شيعيّة داعمةٍ لإيران. وساعد على تصديق الناس لهذه الافتراءات أنّ قيادة الثورة هي من رجال الدين الشيعة. ولكنّ الأمر ليس كذلك على الإطلاق. فالثوّار أعلنوا أكثر من مرّة أنّهم يريدون الإصلاح، ولا يريدون تغيير الحكم. وعلى السلطة أن تثبت أنّهم يريدون عكس ذلك من خلال إصلاحٍ جدّي وظاهر، وعندما يرفضون ويصرّون على الثورة، وعلى إسقاط النظام، حينها لكلّ حادثٍ حديث. أمّا الحديث عن أنّها ثورة طائفيّة فهو كلام معيبٌ؛ إذ الشيعة وقفوا إلى جانب الثورات في تونس ومصر وليبيا واليمن، علماً أنّه لا يمكن إقامة حكم شيعي في تلك الدول، فهل وقفوا ضدّ حكّام تلك الدول لأنّهم سنّة أو لأنّهم ظَلَمة؟ وعندما قامت الثورة الإسلاميّة الإيرانيّة ضدّ الشاه لم تلتفت إلى هويّته، وهو يحمل الهويّة الشيعيّة، ومع ذلك أسقطته، وأصلحت حال البلاد والعباد.

4ـ هذا الانتهاك الكبير لحقوق الإنسان أين العالَمَيْن العربي والإسلامي منه؟

لقد استطاع الحكّام بما يمتلكون من أموال ونفوذ وإعلام أن يصوِّروا للناس أنّها ليست ثورة صادقة، وإنّما هي حركة شغب وإفساد، وبالتالي يحقّ للسلطة الحاكمة أن تحمي البلاد من عبث هؤلاء وشرورهم. إنّه التزوير في الحقائق جعل العالَمَيْن العربي والإسلامي يغيبون عن دعم ومساعدة ومساندة هذه الثورة، والدفاع عنها، وحماية جماهيرها ممّا يتعرَّضون له من أبشع أنواع القمع والقتل. مضافاً إلى ذلك كان لانشغال الناس والإعلام ومراكز القرار والتحليل بما يجري على الساحة السوريّة من مؤامرة أمريكيّة أوروبيّة صهيونيّة بتمويل ودعم عربي، كان لذلك كلّه الأثر الكبير في انحسار الاهتمام بمجريات الثورة البحرينيّة، وبالتالي ترك الشعب البحريني المظلوم يواجه مصيره لوحده، فيُقتَل مَنْ يقتل، ويُسجَن مَنْ يسجن، ويُعذَّب مَنْ يعذَّب، ولا مَنْ يُحرِّك ساكناً، متناسين قول رسول الله(ص): «مَنْ سمع منادياً ينادي: يا للمسلمين فلم يجِبْه فليس بمسلمٍ». ساعد الله شعب البحرين العزيز على هذه المحنة، وفرَّج الله كربَه.

5ـ كيف تنظرون إلى طاولة الحوار بين الأفرقاء البحرانيّين؟

الحوار أمرٌ مقدَّس في النظم الاجتماعيّة، والمجتمعات الإنسانيّة. أن تغلق الباب بينك وبين الآخرين الذين تختلف معهم في الفكر أو الهدف أو الأسلوب، فذلك مقتلٌ، وتلك كارثةٌ عظمى. ﴿وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ﴾. الجدال الحوار النقاش أمرٌ مطلوبٌ في كلّ وقت، وفي كلّ القضايا. ومَنْ يعجز عن الوصول إلى نتيجة عبر الحوار فليعلم أنّه لن يصل إلى نتيجة قطّ من أيّ طريق آخر. ولو وصل إلى فرض أمرٍ واقع على مَنْ حوله فلن يصمد طويلاً؛ لأنّ الفشل في الحوار يعني أنّه لا يمتلك أسلوب إقناع للآخر إذا كان من القابلين للاقتناع، أو أنّه لا يمتلك حجّة بالغة تفحمه ولو كان من المعاندين. إذاً هو لا يمتلك سرّ البقاء والصمود. فالحوار ثمّ الحوار ثمّ الحوار، والمقصود هو الحوار الجادّ والهادف، لا حوار الطرشان، أو حوار كسب الوقت، فإذا كان البغيُ فلذلك حسابٌ آخر: ﴿وَإِنْ طَائِفَتَانِ مِنْ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا فَإِنْ بَغَتْ إِحْدَاهُمَا عَلَى الأُخْرَى فَقَاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي حَتَّى تَفِيءَ إِلَى أَمْرِ اللَّهِ فَإِنْ فَاءَتْ فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا بِالْعَدْلِ وَأَقْسِطُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ﴾.



أكتب تعليقك