(الجمعة 23 / 1 / 2015م)
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله ربّ العالمين، والصلاة والسلام على سيِّدنا محمّدٍ، وعلى آله الطيِّبين الطاهرين، وأصحابه المنتَجَبين، وعلى جميع الأنبياء والمرسلين.
تمهيد
قال الله سبحانه وتعالى في محكم كتابه وبليغ خطابه: ﴿وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالإِنسَ إِلاَّ لِيَعْبُدُونِ﴾ (الذاريات: 56).
في هذه الآية الكريمة يبيِّن اللهُ عزَّ وجلَّ لنا الهَدَف من خَلْقه لنا وللجِنّ، ألا وهو العبادة لله خالق هذا الكَوْن، وربِّ العالمين، لا لأنَّه مفتقِرٌ إليها، ﴿فَإِنَّ اللهَ غَنِيٌّ عَنْ الْعَالَمِينَ﴾ (آل عمران: 97)، ولذا قال بعد هذه الآية مباشرةً: ﴿مَا أُرِيدُ مِنْهُمْ مِنْ رِزْقٍ وَمَا أُرِيدُ أَنْ يُطْعِمُونِ﴾ (الذاريات: 57)، بل لأنّنا نحن المحتاجون إلى هذه العبادة والعبوديّة، في الدنيا والآخرة. فالإنسان يشعر بحاجته إلى الارتباط بقوّةٍ لا متناهية، وقدرةٍ غير محدودة، تنقذه في المُلِمَّات التي يتعرَّض لها، ولا يكون ذلك إلاّ بمعرفة الله وعبادته؛ فإنَّهما الرابط بيننا وبين الله جلَّ وعلا.
أكمل قراءة بقية الموضوع ←