26 أبريل 2014
التصنيف : استفتاءات
لا تعليقات
3٬178 مشاهدة

شروط مكان الصلاة

بين السائل والمجيب

السلام عليكم مولانا، لو سمحتم بالإجابة عن هذا السؤال: سجّادة الصلاة غير متوفِّرة في مكان العمل، أو في بيت الأصدقاء، فكيف لي أنْ أصلّي؟ هل يجوز السجود على المنشفة أو الحرام؟ وما هو الأفضل شرعاً؟ لو سمحتم نريد تفسير وافياً؛ إذ المسألة مهمّةٌ بالنسبة لي وأكون في غالب الأوقات خارج البيت؟

(25 / 4 / 2014م)

لا يُشترط اعتماد سجّادةٍ خاصّة للصلاة عليها، وإنّما تجوز الصلاة على الأرض أو الكارتون أو السجّاد أو الحرام أو المنشفة، ما دامت طاهرةً، بل حتّى لو كانت متنجسةً ولكنّها جافّةٌ، وكان بدنُ المصلّي جافّاً؛ فإنّ النجاسة حينئذٍ لا تنتقل منها إلى بدن المصلّي.

إذاً ليس للصلاة مكانٌ خاصّ، ولا يشترط في مكان المصلّي أن يكون طاهراً، وإنّما يجب أن يكون لباسه وبدنه طاهرَيْن لا غير.

هذا بالنسبة إلى مكان المصلّي. وأمّا بالنسبة إلى موضع السجود خاصّةً فهذا يجب أن يكون طاهراً، فلا يصحّ السجود على المتنجِّس.

وكذلك يجب في موضع السجود أن يكون من صعيد وظاهر الأرض؛ لقول النبيّ(ص): جُعِلَتْ لي الأرض مسجداً وطهوراً. وعليه فيجوز السجود على كلِّ ما هو من ظاهر الأرض لغةً وعُرْفاً، فيجوز السجود على التراب والرمل والحصى والصخور والرخام وما إلى ذلك. وأمّا بالنسبة إلى الزجاج مثلاً فلا يجوز السجود عليه؛ لأنّه وإنْ دخل الرَّمْل في تصنيعه والرَّمْلُ من ظاهر الأرض، ولكنْ بعد التصنيع لا يصدق على الزجاج أنّه من ظاهر الأرض.

إذاً الذي يصحّ السجود عليه هو ما كان من ظاهر الأرض الطبيعيّة، دون المصنَّع.

وأيضاً دلَّت الروايات على أنّه يجوز السجود على ما تُنبته الأرض ممّا ليس مأكولاً، ولا ملبوساً، فيصحّ السجود على ورق التين والجَوْز ونحوهما، وعلى الخشب، بينما لا يصحّ السجود على ورق العنب؛ لأنّه يُؤكَل، ولا يصحّ السجود على ما هو مصنوعٌ من القطن؛ لأنّ القطن نباتٌ، ولكنّه يُلبَس، أي من شأنه أن تُصنَع منه الألبسة.

وهكذا يتَّضح أنّه لا يصحّ السجود على المنشفة؛ لأنّها غالباً ما تكون مصنوعةً من القطن، وإنْ دخل في صناعتها موادُّ أخرى فهي النايلون و…، وكلّها لا يجوز السجود عليها.

وكذا لا يصحّ السجود على الحرام المصنوع من الصوف؛ لأنّه ليس من الأرض، ولا ممّا أنبتته الأرض.

هذا كلُّه في موضع السجود. وأمّا أن تُجعَل المنشفة أو الحرام على الأرض؛ لكي تكون موضعاً للصلاة، ثمّ يسجد المصلّي على قطعةٍ من التراب أو من الخشب أو من الورق، فهذا لا بأس به، والصلاة صحيحةٌ إنْ شاء الله.

وأعتقد أنّ هذا (ولو قطعة ورق صغيرة) متيسِّرٌ في كلّ مكان وفي أيّ بيت، فلا ضيق ولا حَرَج ولا عُسْر بحول الله وقوّته.

ونسأل الله لنا ولكم التوفيق لكلّ خير، بمحمدٍ وآل محمد(ص).



أكتب تعليقك