28 أبريل 2014
التصنيف : استفتاءات
لا تعليقات
5٬011 مشاهدة

حديث الكساء في الميزان

بين السائل والمجيب

سلام عليكم سماحة الشيخ، كيف نثبت أنّ القسم الثاني من حديث الكساء غير صحيح؟ وماذا عن آية التطهير؟

(10/ 11 / 2013م)

بعد التحيّة والسلام أقول:

أوّلاً: لا ينبغي أن يكون جُلّ هَمِّنا في إثبات عدم صحّة هذا القسم، بمعنى أنّه لا بدّ من التحرّي والبحث عن حقيقة هذا القسم، فربما يكون صحيحاً، وربما يكون ضعيفاً.

ثانياً:للأسف الشديد فإنَّ كلَّ (حديث الكساء) بالصيغة التي أوردها الشيخ عبّاس القمّي في (مفاتيح الجنان) ليس له سندٌ متَّصل بالمعصوم(ع).فهم يروُونه عن جابر بن عبد الله الأنصاريّ، عن مولاتنا فاطمة الزهراء(ع)، ولكنْ ماذا عن الواسطة بينهم وبين جابر الأنصاريّ، والمفروض أنّه عددٌ كبير من الرواة يملأ المسافة الزمانيّة الفاصلة، والتي قد تتجاوز الألف عام؟!

لم أعثَرْ على هذه القطعة من السند، وبالتالي فإنّ هذا الحديث بالمصطلح الحديثي هو حديثٌ معلَّقٌ، والحديث المعلَّق من أقسام الحديث الضعيف.

نعم، وردت عباراتٌ مشابهةٌ لما ذُكر في آخر (حديث الكساء) في بعض الروايات عن النبيّ(ص)، ولكنَّها رواياتٌ ضعيفةٌ سنداً، أي في بعض رواتها خَدْشةٌ في الوثاقة أو العدالة، وبالتالي لا يمكن أن تصنَّف هذه الروايات في الروايات الصحيحة أو المقبولة، التي يمكن أن نستفيد منها عقيدةً أو حكماً شرعيّاً.

وخلاصة القول: إنَّ (حديث الكساء) بصيغة (مفاتيح الجنان) هو حديث معلَّقٌ ضعيفٌ، ولا يمكن الاعتقاد بما جاء فيه.

وكذلك هي الروايات الأخرى التي تذكر بعض العبارات الواردة في آخر (حديث الكساء)، فهي ضعيفةٌ سنداً، وبالتالي لا تشكِّل حجّةً في العقائد، ولا في الأحكام.

وأمّا بالنسبة إلى آية التطهير فلا خلاف بين العلماء في أنّ مصاديقها هم عليّ وفاطمة والحسن والحسين(عم)، فهم أهل بيت النبيّ(ص)، وقد أكَّد(ص) ذلك حين نزلت، حيث أخذ كساءً يمانياً لأمِّ سلمة، ووضعه فوق رؤوسهم جميعاً، وقال: اللهمّ هؤلاء أهل بيتي. وكان يمرّ بباب عليّ وفاطمة لمدّةٍ طويلة وهو يتلو قوله تعالى:إِنَّمَا يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمْ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً.

اللهمّ ثبِّتْنا على دينك ما أحييتنا، ولا تُزِغْ قلوبنا بعد إذْ هديتنا، ولا تخرجنا من هذه الدنيا حتّى ترضى عنّا، إنَّك سميعٌ مجيب.



أكتب تعليقك