14 يونيو 2012
التصنيف : مقالات فكرية
لا تعليقات
4٬067 مشاهدة

سيّدي الإمام موسى الصدر، يا رائدَ الصحوة الإسلاميّة في لبنان، رَحِمَك الله وإلى روحِك الطاهرة ثوابَ السورة المباركة الفاتحة

صورة للسيد موسى الصدر

(بتاريخ: 22 ـ 10 ـ 2011م)

ظلماتٌ بعضُها فوق بعض

إنّها سنة 1959م، ولبنانُ في اختطافٍ ثقافيّ واستلابٍ فكريّ.

فالمدُّ الأحمر (الفكر الشيوعيّ) يسري في ذاك المجتمع الطائفيّ المتنوِّع سريان النار في الهشيم.

ونظام المارونيّة السياسيّة قد أحكم قبضته على مقدّرات الدولة برمّتها.

ونظام الإقطاع السياسيّ والزعامات العائليّة قد ألقى بظلّه الثقيل على أطياف المجتمع اللبنانيّ قاطبةً.

والمنظّمات المسلَّحة (الميليشيات) قد أمسكت بزمام الشارع، مهدِّدةً أمن اللبنانيّين واستقرارهم؛ بذرائع واهية زائفة، وعناوين برّاقة خادعة.

فغرق لبنان شعباً ودولةً في حالة مزرية من الفقر والجهل والتخلُّف والخوف، ورفرفت فوق بقاعه رايات التبعيّة للأجنبيّ، الغربيّ أو العربيّ.

دورٌ رياديٌّ للعلماء

وقد كان لعلماء الدين في لبنان دورٌ رياديٌّ في مواجهة ذلك الواقع المأزوم، فكانت الجهود الكبيرة للسيد عبد الحسين شرف الدين(رحمه الله)، سياسيّاً واجتماعيّاً وثقافيّاً وتربويّاً.

وانتقل السيد شرف الدين إلى جوار ربّه راضياً مرضيّاً، وصارت الساحة اللبنانيّة شبه خاليةٍ من العلماء الحركيّين الواعين، المنفتحين على ثقافة العصر، ومنطق الإسلام.

السيّد موسى الصدر في لبنان

وينتقل السيد موسى الصدر(رحمه الله) في العام 1959م من إيران ـ قم المقدّسة ـ إلى لبنان ـ جنوب لبنان/صور ـ؛ ليكون خلفاً للسيد شرف الدين. ولا يخفى على أحدٍ ما كان يتمتّع به السيد موسى الصدر من ميزات شخصيّة، جعلت منه رجلاً مؤثِّراً في ذاك المجتمع الإيمانيّ، الذي لا زال يعيش الإيمان بفطرته. فكان أن تبوّأ منه السيد موسى الصدر مكان الرأس من الجسد، فكان القائدَ والملهِم، وكانوا الشيعة والأتباع.

وفي تلك الفترة بالتحديد كانت حركاتٌ إسلاميّةٌ واعيةٌ وواعدةٌ تتشكَّل في أكثر من ساحةٍ إيمانيّة.

الإمام الخمينيّ في إيران

ففي قم المقدّسة في إيران كانت حركة الإمام روح الله الخمينيّ(رحمه الله) الإصلاحيّة والتغييريّة لواقع الحوزة العلميّة في قم، وصولاً إلى تغيير الواقع السياسيّ والاجتماعيّ للشعب الإيرانيّ المسلم، قد انطلقت من داخل الحوزة العلميّة في قم.

ورغم تعرّضها للكثير من الضغوط من داخل الحوزة العلميّة فقد تلقّفها بالقبول والتأييد المجتمع الإيرانيّ المسلم، الأمر الذي أدى في العام 1979م إلى انتصار الثورة الإسلاميّة المباركة في إيران بقيادة الإمام الخمينيّ.

السيد محمّد باقر الصدر في العراق

وفي النجف الأشرف في العراق كانت جهود السيد محمد باقر الصدر(رحمه الله) الإصلاحيّة تتراكم، ويعضد بعضها بعضاً، في حركة تغييريّة لواقع الحوزة العلميّة في النجف، وصولاً إلى تغيير الواقع السياسيّ والاجتماعيّ للشعب العراقيّ المسلم.

كلا الحسنَيَيْن: النصر والشهادة

غير أنّ حركة السيد محمد باقر الصدر تلك تعرّضت لمواجهاتٍ قاسية في داخل الحوزة العلميّة، وعملٍ دؤوب على تشويه صورتها وأهدافها. وقد أدّى ذلك إلى تردُّد جمهور المؤمنين في تأييدها والتعاطف معها، وصولاً إلى إقدام حزب البعث الحاكم ـ وبكلّ جرأة، وكيف لا يتجرّأ أمام الصمت المريب للحوزة العلميّة في النجف الأشرف وأقطابها؟! ـ على اعتقال السيد الصدر(رحمه الله) وإعدامه. وهذا ما حال دون أن تعطي هذه الحركة المباركة ثمارها المرجوّة منها.

وإلى جانب جهود السيد محمد باقر الصدر كانت جهود الإمام الخمينيّ في النجف الأشرف في العراق أيضاً، منذ وصوله إليها في 5ـ 10 ـ 1965م، منفيّاً من إيران، ومبعَداً من تركيا، وحتّى خروجه منها في 6 ـ 10 ـ 1978م،  طيلة ثلاث عشرة سنة.

وقد كان لانتصاره في ثورته المباركة الأثر الكبير على الشعب العراقيّ المسلم في حركته نحو التغيير.

وفي لبنان أحدثت حركة السيد موسى الصدر(رحمه الله) التجديديّة والتغييريّة تحوّلاً مصيريّاً وانعطافةً نهائيّةً نحو الإصلاح الاجتماعيّ والاقتصاديّ، والتحرُّر الفكريّ والثقافيّ، والنهضة السياسيّة والعسكريّة (الأمنيّة)، من أجل مواجهة العدوّ الحقيقيّ للأمّتين العربيّة والإسلاميّة، ألا وهو (الكيان الإسرائيليّ الغاصب في فلسطين المحتلّة)، الأمر الذي أدّى إلى انحسار الشيوعيّة وتقوقعها ضمن تنظيمات وأحزاب وأفراد لا تأثير لهم في المجتمع، وسقوط نظام المارونيّة السياسيّة، وزوال الإقطاع السياسيّ والزعامات العائليّة، وضعف المنظّمات المسلَّحة (الميليشيات) في مقابل قوّة حركات المقاومة الإسلاميّة، المؤمنة والصادقة. وهذا ما جعل حياة المجتمع المؤمن مستقرّةً وآمنةً وحرّةً وكريمةً.

بهذه الحركات الثلاث افتُتح عهد الصحوة الإسلاميّة والإيمانيّة في إيران والعراق ولبنان، البلدان التي يتواجد فيها شيعةٌ لأهل البيت(عليهم السلام).

ولئن كانت حركة السيد محمد باقر الصدر(رحمه الله) لم تعطِ ثمارها المرجوّة منها، وإنّما مثّلت شعلةً فكريّةً تستضيء بها حركات التغيير والإصلاح الدينيّ في العالم الإسلاميّ، فقد انتصرت الثورة الإسلاميّة في إيران بقيادة الإمام روح الله الخمينيّ(رحمه الله)، وأُقيمت للمرّة الأولى في التاريخ الإسلاميّ حكومةٌ إسلاميّةٌ بقيادة الفقيه المؤمن والعادل، الأمر الذي شكّل مظلّة أمانٍ للكثير من الحركات الإسلاميّة في منطقة الشرق الوسط والعالم، وحقَّقت حركة السيد موسى الصدر(رحمه الله) نقلةً نوعيّةً للمجتمع المؤمن في لبنان، سياسيّاً واقتصاديّاً واجتماعيّاً وأمنيّاً.

الاستكبار العالميّ يتحرّك

وأحسّ الاستكبار العالميّ ـ المتمثِّل بأمريكا وأوروبا وربيبتهما (إسرائيل) ـ بالخطر الداهم والفاعل من هذا المثلَّث، مثلَّث الصحوة الإسلاميّة في إيران والعراق ولبنان، فقرَّر القضاء على تلك الحركات، الواحدة تلو الأخرى.

فعمد في 31 ـ 8 ـ 1978م ـ عبر عملائه في المنطقة، وعلى رأسهم العقيد معمَّر القذّافي ـ إلى إخفاء السيد موسى الصدر(رحمه الله)، وتغييبه عن ساحة جهاده في لبنان.

وعمد ـ عبر عميله في العراق (صدّام حسين) ـ إلى التضييق على حركة الإمام الخمينيّ(رحمه الله) السياسيّة في النجف الأشرف، الأمر الذي دفعه إلى مغادرة العراق إلى فرنسا/پاريس في 6 ـ 10 ـ 1978م. غير أنّ الله عزّ وجلّ شاء له النصر وإقامة الحكومة الإسلاميّة، فمكث في فرنسا أشهراً قليلةً، ثمّ عاد إلى إيران، وتحقَّق الانتصار في 11 ـ 2 ـ 1979م.

وعمد الاستكبار العالميّ ـ عبر عميله في العراق (صدّام حسين) أيضاً ـ إلى القضاء على حركة السيد محمد باقر الصدر(رحمه الله)، من خلال إعدامه وأخته السيدة آمنة الصدر (بنت الهدى) بأبشع صورة في 9 ـ 4 ـ 1980م.

وظنّ الاستكبار العالميّ أنّه قضى على ركنين أساسيّين في مثلَّث الصحوة الإسلاميّة هذا، ولن يكون بمقدور الركن الثالث ـ وهو الجمهوريّة الإسلاميّة في إيران ـ أن يتحرّك خارج حدود إيران. إذاً لقد حوصرت الصحوة الإسلاميّة في بقعةٍ ضيِّقة، وصار القضاء عليها أمراً مقدوراً.

غير أنّ نسلَ أبناء الإسلام البررة لم ينقطع يوماً، ولن ينقطع بإذن الله تعالى. وهكذا نهض بالأمر في لبنان عالمٌ مجاهدٌ يحمل روح الإسلام الحركيّ والواعي بين جنبَيْه، عنيتُ به العلاّمة السيد محمد حسين فضل الله(رحمه الله)، الذي قدم من النجف الأشرف إلى لبنان في العام 1966م، واستقرّ في منطقة النبعة (شرق بيروت)، واعظاً ومرشداً ومربّياً، وراعياً للفقراء والمستضعفين من المؤمنين، يأخذ بأيديهم نحو الالتزام والعزّة والكرامة والأمن والاستقرار.

لقد مثّل السيد فضل الله(رحمه الله) الخطّ الثاني للسكّة التي يسير عليها قطار التغيير والإصلاح الدينيّ والاجتماعيّ والسياسيّ والأمنيّ في لبنان، إلى جانب السيد موسى الصدر(رحمه الله)، الخطّ الأوّل لتلك السكّة.

وأكمل العلاّمة فضل الله مشوار السيد موسى الصدر، وكان له خليفةً في قلوب الناس وعقولهم، فأحبّوه واتّبعوه، كما أحبّهم وأخلص لهم.

فعلى السيّدين الجليلين الصدر وفضل الله(رحمهما الله) ألفُ سلامٍ ما أشرقت شمسٌ أو طلع قمرٌ أو أمّ نجمٌ نجماً في السماء، والسلامُ عليهما يوم ولدا، ويوم ماتا، ويوم يبعثان حيّين.

هلاك الطاغية المفسِد

…وقُتل الطاغية المستبدّ، وانتصر الشعب الليبيّ المسلم الثائر، انتصر أحفاد الشهيد البطل عمر المختار.

لقد قُتل معمّر القذّافي يوم الخميس 20 تشرين الأوّل 2011م، الموافق 22 ذو القعدة 1432هـ، بعد أن عمَّر في الحكم الاستبداديّ الغاشم لأكثر من 40 عاماً.

قُتل معمَّر الطغاة، وقذّاف الباطل. قُتل ذو الأطوار الغريبة، والمواقف المريبة. قُتل واضع (الكتاب الأخضر)، والداعي إلى العمل به. قُتل قاتل المدنيّين والعزّل. قُتل مخترع (إسراطين) حلاًّ للصراع الفلسطينيّ الإسرائيليّ، ومن خلفه العربيّ الإسرائيليّ، وكأنّ فلسطين والقدس اسمٌ من دون مسمّى. قُتل مَنْ اتّخذ من النساء حارساتٍ له؛ نكايةً بالرجال، إلى آخر مخترعاته وبدعه ومواقفه…

قُتل كأبشع ما يكون قتلٌ أو إعدامٌ أو اغتيالٌ. قُتل ملك ملوك إفريقيا. قُتل قبل أن يكشف عن سرّ إخفائه لإمام المقاومة السيد موسى الصدر(رحمه الله). قُتل مخلِّفاً تركةً ثقيلةً للزعماء والساسة الجُدُد، نأمل أن يتمكّنوا من حملها على أحسن وجهٍ ممكن، وأن يكونوا على القدر الكبير والمطلوب من المسؤوليّة، فقد وضعت الحرب أوزارها، ودقّت ساعة العمل المسؤول، وإعادة الإعمار، وعودة المهجَّرين، والمحافظة على ثروات البلاد من أن تطالها يد الغرب الطامع بثروات البلاد العربيّة والإسلاميّة، الساعي للوصول إليها بطرقٍ شتّى؛ سياسيّةٍ، واقتصاديّةٍ، وعسكريّةٍ.

إنّها الفرصة التاريخيّة للشعب الليبيّ المظلوم أن يبادر إلى لمّ الشمل، والوحدة بين جميع أبنائه الغيارى على الأرض والهويّة وثروات ومقدّرات البلاد، وصولاً إلى إخراج الأجنبيّ من أرضه؛ لتعود للبلاد حرّيتها وعزّتها وكرامتها، ولينعم الشعب الليبيّ بمختلف شرائحه وطبقاته بخيرات البلاد ومقدّراتها؛ فإنّه الأحقّ بها.

ذكرى السيّد الحبيب

وإنّنا إذ نبارك للشعب الليبيّ هذا النصر المؤزَّر، وخروجه من تحت سلطة الطاغية الغاشم، ونتمنّى له عيشاً هنيئاً واستقلالاً تامّاً، نتذكّر ـ وفي القلب آهاتٌ وغصّاتٌ ـ إمامَ المقاومة، وعلماً من أعلام هذه الأمّة، عنيتُ به السيد موسى الصدر(رحمه الله)، تلك القامة الشامخة، والشخصيّة الفريدة، التي مثَّلت قدوةً للأحرار والمستضعفين في العالم، وحظيت بإعجاب الصغار والكبار على حدٍّ سواء. ويكفينا أن نعرف في هذا المقام أنّ الأمين العامّ لحزب الله السيد حسن نصر الله(حفظه الله) عندما كان صغيراً كان يقف أمام المرآة، ويلفّ شالاً أسود على رأسه، ويضع غطاءً على كتفيه، ثمّ يقول لأمّه: أريد أن أكون كهذا، ويشير إلى صورة السيّد موسى الصدر المعلَّقة على جدار منزلهم في النبعة. فإذا نظرنا إلى عظمة السيد حسن نصر الله ـ وهو العظيمُ حقّاً ـ فما علينا سوى أن نتذكّر عظمة مُلْهِمِه وقُدْوَتِه ومَثَلِه الأعلى، ألا وهو السيد موسى الصدر.

ونحن هنا ندعو الشعب الليبيّ العزيز والساسة الجُدُد إلى أن يولوا قضيّة إخفاء السيد موسى الصدر الاهتمام الذي تستحقّه؛ لتُكشف لنا بأسرع وقت ممكن تفاصيلُ تلك القضيّة الغامضة لأكثر من 33 عاماً، عسى أن ترتاح قلوبٌ والهةٌ أضناها الحنين، ويعود لتلك العيون التي أدمتها دموع الفراق بريقُها، ويُطفأ لهيبُ الشوق والانتظار بعودة ذاك الفارس المغوار، حيّاً معافىً؛ ليملأ الساحة علماً وحركةً وجهاداً، أو جثماناً طاهراً ومباركاً، يوارى في أرض الجنوب التي أحبّها وأحبّته، عزيزاً مكرَّماً، تؤمّ ضريحه جموع المحبّين، ليستلهموا منه روح التضحية والعطاء، روح الثورة والجهاد والفداء، وليهدوا إلى روحه الطاهرة ثوابَ السورة المباركة الفاتحة، التي لم يهدِها أحدٌ من المؤمنين إلى روحه حتّى يومنا هذا، وإنّما يعيشون على أملٍ كاذب بخروجه من سجنه وعودته حيّاً معافىً، فأيُّ مظلومٍ هو هذا السيّدُ الجليل؟!، تدمع العينُ ويحزن القلبُ، ولا نقولُ إلا ّما يرضي الربّ.

إنّا لله وإنّا إليه راجعون

إنّ رحيل هذا العالم المجاهد، بل الحديث عن رحيله، ثقيلٌ على أهله وأحبّائه، وهو ثقيلٌ علينا أيضاً، ونتمنّى ونرجو أن نصحو يوماً على خبر عودته حيّاً معافىً، غير أنّه ليس كلّ ما يتمنّى المرءُ يدركُه، فالمعطيات المنطقيّة والعقلائيّة لا تؤشِّر إلى بقائه حيّاً؛ فإنّ أسيرَ طاغيةٍ مستبدٍّ وجبّارٍ عنيدٍ، كمعمَّر القذّافي، لا يبقى على قيد الحياة طويلاً، تماماً كما كان مصير أسرى الطاغية صدّام حسين. فضلاً عن أنّ عمر الإمام المغيَّب قد تجاوز 83 عاماً، وهو عمر لا يعمَّرُه أسيرٌ في سجنٍ عادةً. فإنّا لله وإنّا إليه راجعون، وسيعلم الذين ظلموا أيَّ منقلبٍ ينقلبون، والعاقبة للمتّقين.

لماذا هذا الحديث؟

ونحن هنا نقدّم تصوّرنا حول مصير سماحة السيد موسى الصدر(رحمه الله) وفق تحليلٍ منطقيٍّ عقلائيّ، ولسنا نريد ـ لا من قريب ولا من بعيد ـ ترتيب أيّ أثرٍ شرعيٍّ على نتيجة هذا التحليل، فالسيّد موسى الصدر كان حيّاً، وكنّا على يقينٍ من حياته، وقد شككنا في وفاته، فنستصحب حياته في كلِّ الأحكام الشرعيّة المترتِّبة على حياته أو وفاته، إلاّ أنّنا نريد أن نشير إلى ما يُنسب إلى بعض العلماء العرفاء من أنّهم قالوا: (موسى الصدر حيٌّ، وهو ذخيرةٌ إلهيّة، والله أراد أن يجعله في موقعٍ محصَّن حتى يخرجه في ظروف تكون المنطقة والأمّة في حاجة إليه)[1]. والخطرُ الكبير في مثل هذه الأقوال أنّ مخالفتها للواقع يؤدّي إلى إضعاف روح الإيمان في النفوس، وتوهين الاعتقاد بالأنبياء وأخبارهم، فقد يقول قائلٌ: وما أدرانا بصحّة أخبارهم(عليهم السلام)؟ فقد تخطئ كما أخطأت أخبار غيرهم ممّن يدّعي وصْلاً بالسماء، واطّلاعاً على المغيَّبات، أو يُدَّعى له ذلك. وهنا نتذكَّر القول الرائع لأمير المؤمنين(عليه السلام): لولا آيةٌ في كتاب الله ـ ويعني بها آية: (يَمْحُوا اللَّهُ مَا يَشَاءُ وَيُثْبِتُ وَعِنْدَهُ أُمُّ الْكِتَابِ)(الرعد: 39) ـ لأخبرتكم بما كان وما يكون إلى يوم القيامة. فإذا كانت هذه الآية قد شكَّلت حاجزاً لمولانا أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب عن أن يفصح عمّا يعلمه فلماذا لا تشكِّل حاجزاً لغيره من العلماء والعرفاء ـ وأين هُمْ منه(عليه السلام)؟ ـ عن أن يتحدّثوا بمثل هذه الأخبار، التي يصحّ بعضها ويخطئ منها الكثير؟!

رزقنا الله إيماناً صادقاً، وعلماً نافعاً، وعملاً صالحاً، إنّه سميعٌ مجيبٌ. وإلى روح النبيّ الأكرم محمّد(صلى الله عليه وآله وسلم) وأهل بيته الطيّبين الطاهرين(عليهم السلام)، وروح السيد موسى الصدر وسيدنا الأستاذ السيد محمد حسين فضل الله(رحمهما الله)، نهدي ثواب السورة المباركة الفاتحة: (بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ * الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ * الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ * مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ * إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ * اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ * صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلاَ الضَّالِّينَ).

الهوامش


[1] في محاضرة له، في دار التلاوة في حرم السيّدة المعصومة في قم، في مراسم إحياء الذكرى السنويّة لتغييب السيد موسى الصدر، بتاريخ: السبت 11 شوّال 1432هـ، ينقل الدكتور محمد علي مهتدي (مرافق السيد موسى الصدر خمس سنوات قبل إخفائه، والمتابع لقضية إخفائه ومصيره) عن آية الله محمد الشجاعي ـ تلميذ السيد الطباطبائيّ، وكان يأتي أحياناً برفقة الدكتور المذكور لزيارة الشيخ بهجت بعد صلاة العشاء. ويعتقد الدكتور المذكور أنّه وليّ من أولياء الله وأنّه يشرف على الحياة البرزخيّة ـ أنّه وفي جواب عن سؤال للدكتور حول مصير السيد موسى الصدر قال: موسى الصدر حيٌّ، وهو ذخيرةٌ إلهيّة، والله أراد أن يجعله في موقعٍ محصَّن حتى يخرجه في ظروف تكون المنطقة والأمّة في حاجة إليه. وسأله الدكتور: هل أُخبِر عائلته؟ فأجاب: مسموح، فأخبَرَ الدكتور كلاًّ من السيّدة رباب الصدر والسيّد صدر الدين الصدر.

وكانت جريدة (حيات) الأسبوعيّة، في العدد 9، بتاريخ الجمعة 13 إسفند 1389هـ.ش، قد نقلت عن الدكتور المذكور كلاماً شبيهاً منسوباً إلى المرجع الدينيّ آية الله الشيخ بهجت.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

أما آن لهذه المظلومية أن تنتهي

لمزيد من التأكيد على أنّ السيد موسى الصدر رحمه الله قد التحق بالرفيق الأعلى، وأنّ من العبث وتضييع الوقت الحديث عن يقائه حياً إلى يومنا هذا، وأنّ من الظلم الكبير لهذا الرجل أن يبقى مصيره مجهولاً؛ بسبب طغيان العدوّ، وسذاجة الصديق، فلا تُقرأ لهذا الرجل الرمز والعَلَم الكبير في خطّ الوعي والثورة والجهاد فاتحةٌ، كما تُقرأ لغيره، ننقل للقارئ الكريم هذه الأخبار الثلاثة:

1ـ الخبر الأوّل من موقع آفاق الإلكترونيّ، بتاريخ 9 تشرين الثاني 2011م:
كشفت مصادر عربية لـ (الرأي الكويتية) أن سيدة لبنانية مرتبطة بأجهزة قريبة من النظام الأمني السوري – اللبناني، الذي تحكم بكلّ شاردة وواردة في لبنان حتى العام 2005، التقت في آب من العام 2010 سيف الإسلام القذّافي في أثينا؛ للبحث في قضية الإمام موسى الصدر.

ونقل شخص موثوق به عن سيف الإسلام قوله بعد اللقاء: (وجهنا دعوة الى الصدر كي يأكل السمك عندنا، لكننا تركنا السمك يأكله).

وأكدت هذه المصادر أن سيف الإسلام لم يستقبل السيدة اللبنانية الاّ بعد تأكده، عبر طرف ثالث، من أنها تحظى بتغطية من عائلة الصدر، وأنها جاءت للتحدث باسم العائلة؛ وذلك بهدف التوصل إلى تسوية ما تضع نهاية لما سمّي قضية الإمام المغيّب.

وأشارت المصادر إلى أن السيدة سألت عن مصير الصدر ورفيقيه، الذين التقوا العقيد معمّر القذافي في الثامن والعشرين من آب 1978، فأكّد سيف الإسلام أن الثلاثة قتلوا في ليبيا، وأن لا أمل في العثور على أيّ بقايا لهم، وأن لا صحة عن كلّ ما يشاع عن أنهم ما زالوا أحياء.

وحمّل سيفُ الإسلام، وبحسب المصادر، والدَه مسؤولية إعدام موسى الصدر ورفيقيه، مشيراً إلى أنه قرَّر التخلُّص منهم بعد أيام من احتجازهم، وذلك بعد الضجّة التي أُثيرت إثر اللقاء العاصف الذي جرى بين القذافي ورئيس المجلس الإسلامي الشيعي في لبنان، وذكر أنه قبل أن ينتهي اللقاء أمر الزعيم الليبي السابق رجاله بسجن الإمام الصدر ورفيقيه، وبعد أيّام أمر بتصفية الثلاثة.

2ـ الخبر الثاني من شبكة التوافق الإخبارية، بتاريخ 27 آذار 2012م:

قال الرئيس المخلوع حسني مبارك في الحلقة رقم 12 من مذكراته: (إن الإمام موسي الصدر قتله القذافي؛ بسبب ما اعتقد أنه سوء أصاب عناصر من استخباراته في لبنان عام 1977، عندما تعرّضوا للقتل واختفاء مستندات مهمة كانت بحوزتهم.
واتّهم القذافي الصدر بالمسؤولية عمّا حدث ويحدث في لبنان من مذابح وحرب أهلية، متّهماً إياه بأنه صديق للسادات على حساب ليبيا، وأسمعه تسجيلاً خاصاً حصل عليه القذافي من مصر بطرقه الخاصة يسمع فيه الصدر وهو يهدِّد أمام السادات أن بإمكانه أن يجعل ليبيا مثل لبنان، حيث دعاه إلى أكلة سمك وجمبري، وتحدث معه بشأن تلك الواقعة، ففوجئ بصوت الإمام يرتفع، فقام القذافي بضربه، وتدخل رجال القذافي، وضربوا الإمام ومن معه.

وقد أمر القذافي بقتل مرافقي الإمام الصدر فوراً، وأمر رجاله بإحضار أدوات التعذيب له، وعذب القذّافي بنفسه الإمام الصدر، الذي سقط صريعاً بعد أربعة ساعات من التعذيب الشرس، وفي النهاية أمر القذافي رجاله أن يربطوا الإمام ومرافقيه بقطع حديدية ثقيلة، وأن يرموا بهم داخل البحر المتوسط في آخر منطقة حدودية بحرية داخل المياه الإقليمية الليبية. ومن يومها تاهت الجثث، وتحلّلت في البحر، وقام القذّافي بقتل كلّ مَنْ شاهد تلك الواقعة، ولم يتبقَّ إلا مبارك.

3ـ الخبر الثالث من جريدة الأخبار، العدد 1669، بتاريخ: الثلاثاء 27 آذار 2012م:

الصدر توفي بعد سجنه وجثّته فُقدت بعد سقوط القذافي: تقرير رسمي ليبي يؤكد الوصول إلى حراسه، وأنه أُصيب بمرض السكّري، وتوفّي قبل عشر سنوات.
منذ سقوط نظام الزعيم الليبي معمر القذافي وفي لبنان اهتمام بكشف مصير الإمام موسى الصدر ورفيقيه.

والتقارير المتبادلة بين بيروت وطرابلس تجزم بموت الصدر، غير أنّ الجميع يترقَّبون معلومات حافظ أسرار العقيد عبد الله السنوسي؛ لكونه يملك الحلقات المفقودة في الرواية المأسوية.

كشفت جهات لبنانية مطلعة أنّ الأوساط الحكومية اللبنانية تلقَّت منذ مدة معلومات دقيقة ومفصَّلة من الدوائر الليبية الرسمية الجديدة عن مصير الإمام موسى الصدر. وأكدت أن الليبيين كانوا قد انكبّوا منذ سقوط طرابلس في آب الماضي على مراجعة عدد من الملفات المتعلقة بانتهاكات نظام القذافي لحقوق الإنسان، وخصوصاً القضايا الكبرى منها، التي طاولت عدداً من الشخصيات البارزة.

وفي هذا السياق ذكرت الجهات نفسها أن الليبيين توصَّلوا مثلاً إلى جلاء حقيقة المعارض الليبي السابق منصور الكخيا؛ إذ تأكّدت السلطات الليبية التي تسلمت زمام الحكم في طرابلس بعد سقوط القذافي أن الكخيا، وزير الخارجية الليبية السابق، الذي كان قد اختفى في القاهرة في كانون الأول 1993، نقله إلى ليبيا عملاء استخبارات القذافي، على عكس كلّ المعلومات السابقة عن تبخُّره في الأراضي المصرية.

وتأكد الليبيون بالشهادات والإفادات والوثائق أن الكخيا وصل إلى طبرق الليبية بعد أيام من خطفه، حيث كان ينتظره مسؤول استخبارات القذافي عبد الله السنوسي، الذي اعتقل قبل عشرة أيام في موريتانيا، ومن هناك نُقل المعارض الليبي البارز إلى سجن أبو سليم، أحد أشهر سجون القذافي وأكثرها قسوة ووحشية في العاصمة الليبية طرابلس الغرب.

وأضافت معلومات الجهات اللبنانية المطلعة أن الكخيا ظل حياً حتى التسعينيات، قبل أن يموت على الأرجح، من دون التمكن من تقفّي أيّ أثر لجثته أو مصيرها.

وتسوّق الجهات اللبنانية الموثوقة هذه الوقائع؛ لارتباطها بنحو ما بمصير مؤسِّس المجلس الإسلامي الشيعي في لبنان الإمام موسى الصدر، الذي اختفى بدوره في ليبيا، في 31 آب 1978؛ إذ تنقل هذه الجهات عن أوساط رسمية أن الجهات الرسمية في ليبيا تمكنت من تتبع قضية الصدر في الأشهر الماضية، من بين نحو 23700 مفقود من الحقبة القذافية.

وتشير إلى أن الجهات اللبنانية تسلمت من الليبيين معلومات مؤكَّدة تكشف التالي:

أولاً: إن الإمام الصدر لم يغادر ليبيا منذ اختفائه على أراضيها في التاريخ المذكور، لا بل نُقل مع رفيقيه الشيخ محمد يعقوب والصحافي عباس بدر الدين، بعد اعتقالهم في طرابلس الغرب، إلى معتقل سرّي في جنوب البلاد، في المناطق الموالية مباشرة للقذافي.

ثانياً: ولأسباب مجهولة حتى الآن نُقل الإمام الصدر من معتقله الأول إلى سجن أبو سليم في طرابلس الغرب، وذلك في فترة ما ـ لم تحدَّد بدقّة ـ من عام 1997.
ومنذ ذلك التاريخ ظلّ معتقلاً حيّاً يرزق، وكان يعاني مرض السكري في الدم.

ثالثاً: وُضع الإمام الصدر حيّاً في زنزانة فردية في السجن المشار إليه، بإشراف أحد المسؤولين الاستخباريين التابعين لنظام القذافي، هو عبد الحميد السائح، الذي اشتهر بأنه أحد أكثر الاستخباريين القذافيين وحشيّة، وكان قد شغل منصب قائد الحرس الثوري في نظام القذافي، فضلاً عن أنه آمر فرع الإرهاب في استخبارات النظام، ومدير سجن أبو سليم.

وتشير معلومات الجهات اللبنانية الرسمية، نقلاً عن الليبيين، إلى أنّ زنزانة الإمام الصدر كانت تقع مباشرة تحت مكتب السائح، وكان قد كلّف اثنين من رجاله مهمّة حراسة الإمام بنحو دائم.

رابعاً: تؤكد المعلومات تعرف الجهات الليبية إلى حراس زنزانة الصدر، وقد أجرت معهم تحقيقات طويلة ومفصَّلة بدقّة، وضبطت إفاداتهم كاملة، ما سمح بكشف المعطيات السابقة، كما التالية.

خامساً: في أثناء اعتقاله في سجن أبو سليم في العاصمة الليبية بدأ الصدر يعاني عوارض سريرية من مرض السكري، غير أن المشرفين على سجنه تمنَّعوا عن معالجته، وعن إعطائه أدوية كان اعتاد تناولها وهو في حاجة إليها، وهذا ما أدّى إلى وفاته في فترة لم يتمكن التحقيق من تحديدها بدقّة بعد، مع ترجيح أن يكون تاريخ وفاة الإمام الصدرمطلع العقد الماضي.

سادساً: بعد وفاته أمر القذافي بعدم مواراة جثمان الصدر في الثرى، بل طلب إبقاءه في زنزانته، ومن ثم تحويلها إلى ثلاجة (برّاد) على طريقة مشارح المستشفيات المعدّة لحفظ جثث الموتى.

وإذ نُفذ أمر القذافي ظلّ حارسا الزنزانة يتناوبان على حراسة جثمان الإمام الصدر طوال ما يناهز عقداً كاملاً، وهو ما كانا يقومان به تماماً، عند اندلاع الأحداث الليبية في 17 شباط 2011، والتي أدت إلى سقوط النظام، لا بل ظلّ الحارسان قبالة جثمان الصدر حتى ليل 22 آب الماضي، تاريخ سقوط طرابلس في أيدي الثوار.

سابعاً: في ذلك التاريخ المحدد بالذات، وتحت وطأة الهجوم الكبير الذي شنته قوى التحالف الغربي والعربي على نظام القذافي، تعرّض سجن أبو سليم في طرابلس لقصف شديد، وتركّز القصف في شكل محدَّد على الأمكنة المحتملة لوجود العميد عبد الحميد السائح، ومنها: مكتبه القائم مباشرة فوق زنزانة برّاد الإمام الصدر. وبنتيجة ذلك القصف انقطعت الكهرباء عن الجثمان، ومن ثم أصيبت الزنزانة ودُمرت بالكامل.

وتفيد المعلومات المنقولة عن الجهات الليبية بأن جثمان الإمام الصدر بات خارج مكان حفظه. وفي الأيام التالية للمعارك نُقل مع عشرات من الجثث الموجودة، أو تلك التي وقعت ضحية المعارك، إلى الفناء الخارجيّ للسجن. وقد أفاد أكثر من شاهدٍ بأنهم رأوا العمامة والعباءة اللتين كان صاحب الجثمان يرتديهما.

ثامناً: عند دخول قوات الثورة إلى طرابلس كانت قد مضت عدة أيام، تخللتها فوضى كبيرة في مختلف أنحاء العاصمة، وخصوصاً في مقارّ النظام السابق ومراكزه الرسمية والعسكرية والأمنية، وهذا ما جعل مسؤولي الثورة يصلون إلى موقع سجن أبو سليم ليجدوا أن الجثث قد نُقلت من هناك.

وبعد بدء التحقيق في موضوع الإمام الصدر وتتبُّع قضية جثمانه ظهرت أكثر من معلومة.
منها: أن الجثمان قد نقل إلى المستشفى المركزي في طرابلس، الأمر الذي تبين عدم صحته، بعد تدقيق وتحقيق كاملين في ذلك المكان.

ومنها: أن الجثث التي ظلت في فناء السجن أياماً عدة نقلت ودفنت في أماكن مختلفة، بعد ظهور تحلُّل سريع عليها، وخصوصاً في ظلّ عدم تعرف أحدٍ من ذويها إلى أصحابها. وهذا ما يحصر الأماكن المحتملة لدفن الجثمان في نقاط قليلة يجري التأكد منها حالياً؛ للتعرف إلى جثمان الإمام الصدر.

تاسعاً: تشير الجهات اللبنانية إلى أن الأوساط الليبية في المقابل لم تنقل إليها بعدُ أيَّ معطيات عن مصير الشيخ يعقوب أو الصحافي بدر الدين، وهو ما تقوم السلطات الليبية بمتابعته ومواصلة التحقيق حوله.

ونضيف إلى هذه الأخبار خبراً رابعاً:

4ـ الخبر الرابع من موقع الحدث نيوز، بتاريخ 10 شباط 2014م: كشف رئيس الحكومة الليبي السابق وزعيم (تحالف القوى الوطنية) محمود جبريل عن رواياتٍ عدّة متعلّقة بمصير الإمام المغيّب السيد موسى الصدر.

وأوضح جبريل أنّ الرواية الصحيحة لم تُعرف بعد، في حين تتعدّد المعلومات غير المؤكّدة، وقال: هناك مَنْ يقول إنّ السيد موسى الصدر قُتِلَ على يد عبد الله حجازي، وهو رجل استخبارات قديم؛ وآخرون يقولون إن مَنْ قتله هو سعيد راشد، الذي اغتيل أثناء الانتفاضة؛ وهناك مَنْ يدّعي أنه توفي إثر غيبوبة ناتجة عن داء السكر الذي كان يُعاني منه.

وأردف قائلاً: أنا أعتقد أن الإمام الصدر اغتيل على يد عبد الله حجازي أو سعيد راشد.

وأشار جبريل إلى أنّ معظم المصادر تقول: إنّ سبب اغتيال الصدر تعود إلى خلاف حادّ نشب بينه وبين الزعيم الراحل معمّر القذافي، لافتًا إلى أنّ (الصدر حمل على القذافي، وانتقده بشدّة، وهو كان يرى نفسه إلهاً فوق الانتقاد. (المصدر: الحياة)(نقلاً عن موقع الحدث نيوز: http://www.alhadathnews.net/archives/113632).

بعد نقل هذه الأخبار الأربعة هل يمكن لعاقلٍ حكيم أن يصدِّق أنّ الإمام السيد موسى الصدر رحمه الله لا زال حيّاً، وينتظر عودته، ليلعب دوراً مهمّاً في سياسة الشرق الأوسط.
نسأل الله الهداية والوعي والبصيرة لكلّ المؤمنين، إنّه سميعٌ مجيب.



أكتب تعليقك