الزواج: حاجةٌ ولذّة، مودّةٌ ورحمة
(الجمعة 10 / 4 / 2015م)(الجمعة 7 / 4 / 2017م)
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله ربّ العالمين، والصلاة والسلام على سيِّدنا محمّدٍ، وعلى آله الطيِّبين الطاهرين، وأصحابه المنتَجَبين، وعلى جميع الأنبياء والمرسلين.
تمهيد
يقول الله سبحانه وتعالى: ﴿وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجاً لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ﴾(الروم: 21).
من طبيعة الإنسان وجِبِلَّته أنّه يأنس ببني جنسه، ويسكن إليهم، حتّى قيل: إنّه سُمِّي إنساناً لأُنسه بمَنْ حَوْلَه من البشر([1]).
وفي خضمّ هذه الحياة الدنيا يحتاج الإنسان إلى أمورٍ كثيرة، كالطعام، والشراب، والنَّوْم، والحركة، والراحة بعد التعب، وكذلك يحتاج إلى قضاء شهواته التي أودعها اللهُ فيه، حيث قال عزَّ من قائل: ﴿زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَوَاتِ مِنْ النِّسَاءِ وَالْبَنِينَ وَالْقَنَاطِيرِ المُقَنْطَرَةِ مِنْ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ وَالْخَيْلِ المُسَوَّمَةِ وَالأَنْعَامِ وَالْحَرْثِ ذَلِكَ مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَاللهُ عِنْدَهُ حُسْنُ المَآبِ﴾(آل عمران: 14).
ومن هنا لم يكن للإسلام موقفٌ رافضٌ لإشباع الشهوة، ولم يعتبر السعي إليها حراماً أو عَيْباً([2])، وإنّما وضع لها قوانين وضوابط تنظِّم علاقة الرجل والمرأة بعيداً عن الانحراف والزَّيْغ والتفلُّت من المسؤوليّة، تجاه الزوجة أو تجاه الثمرة الغالية الناتجة عن تلك العلاقة، وهم الأولاد.
ومن هذا المنطلق فقد شجَّع الإسلام على الزواج، وحثَّ عليه، ورغَّب فيه، معتبراً أنّ «مَنْ تزوَّج فقد أحرز نِصْف دينه، فليتَّقِ الله في النصف الباقي»([3]).
لماذا شجَّع الإسلام على الزواج؟
قد تقدَّم قولُ النبيّ(ص): «مَنْ تزوَّج فقد أحرز نِصْف دينه، فليتَّقِ الله في النصف الباقي».
وفي قوله تعالى: ﴿وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجاً لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ﴾(الروم: 21) جُعل الزواج طريقاً وسبيلاً إلى السَّكينة والاستقرار النفسيّ والعاطفيّ.
وورد عن النبيّ(ص) أنّه قال: «تناكَحوا تناسَلوا؛ فإنّي أباهي بكم الأُمَم يوم القيامة»([4]).
والزواج هو سُنَّة الله في استمرار الأجيال، وبهم تستمرُّ الحياة. ومن هنا نعرف الحِكْمة في إيداع الله للشهوة في كلا الجنسَيْن: الرجل؛ والمرأة؛ إذ بهذه الغريزة المشروعة أراد الله للحياة أن تستمرّ جيلاً بعد جيل، ضمن مجموعاتٍ صغيرة، وهي الأُسَرُ والعوائل، إلى أن يقضي الله أمراً كان مفعولاً، فيفنى كلُّ شيءٍ، ويبقى وجهُ الله ذي الجلال والإكرام.
وكما لا يخفى فإنّ الزواج يجعل الإنسان، رجلاً كان أو امرأة، في حصنٍ منيع، بعيداً عن الانحراف والفساد الناتجَيْن عن العلاقة غير المشروعة بين الجنسَيْن. ولعلّه لهذا السبب كان الحثُّ المركَّز على الزواج، حتّى جاء عن النبيّ(ص) قولُه: «من سنّتي التزويج، فمَنْ رغب عن سُنَّتي فليس منّي»([5]).
الزواج المبكِّر أو المتأخِّر
يختلف حكم الزواج المبكِّر أو المتأخِّر بحَسَب الحاجة إليه، وكونه عَوْناً على تحصين النفس من المعصية. فإذا ما شاع السفور، وانتشرت الفحشاء ـ كما في زماننا هذا ـ، وخاف الإنسان على نفسه من المعصية أو خِيف عليه ذلك، وجب عليه أن يبادر إلى ما يكون حاجباً بينه وبينها، كما يجب على مَنْ يقوم بشؤونه أن يسعى في تزويجه، زواجاً مؤقَّتاً أو دائماً.
وأمّا الإحصان بمِلْك اليمين فقد استطاع الإسلام أن يخلِّص البشريّة بعد أكثر من ألف عامٍ، وإلى الأبد إنْ شاء الله تعالى، من نظام الرِقّ والعبوديّة المَقيت والظالم، والذي يتنافى مع كرامة الإنسان، وقوله تعالى: ﴿وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ﴾(الإسراء: 70).
ومن الطبيعيّ أن يتنافى الزواج المُبْكِر مع بعض أوضاع الإنسان في الحياة، حتّى قال الشهيد الثاني(ر) مقالته المشهورة في تنافي طَلَب العِلْم مع الزواج المُبْكِر([6])، أو مثل ما نراه من أنّ بعض الشباب لا يملكون شيئاً على الإطلاق، لا بالفعل ولا بالقوّة، يعني لا نَقْداً ولا عملاً يُنتِج لهم مالاً، ومع ذلك يبادرون إلى الزواج بمجرَّد رغبتهم فيه، فيتحوَّلون إلى كَلٍّ وعِبْء على الناس المحيطين بهم. هنا لا يَحسُن الزواج المبكِّر.
وهذا ما يدفعنا للتأمُّل في السبب الذي جعل رسول الله(ص) يؤخِّر زواجَه حتّى بلغ الخامسة والعشرين، وهكذا فعل أميرُ المؤمنين عليٌّ(ع)، حتّى أخذ بالعمل، وامتلك ناقةً ودِرْعاً وسَيْفاً، وزوَّجه رسول الله(ص) بمهرٍ بسيط هو قيمة الدرع، خمسمائة درهم.
لهذا ندعو الإخوة الشباب المتحمِّسين للزواج كثيراً، ولمّا يبلغوا العشرين من العمر، أو لمّا يدخلوا ساحة العمل والإنتاج، أن يتفكَّروا جيِّداً في ما يُقْدِمون عليه.
نعم، تأخير الزواج أو الإعراض عن الزواج بشكلٍ نهائيّ؛ بحججٍ غير واقعيّة، أمرٌ مرفوضٌ في الشريعة؛ لأنّه يتنافى مع الحصانة الأخلاقيّة للإنسان، وأيضاً يؤثِّر في إضعاف بِنْية المجتمع الإسلاميّ، من حيث العَدَد.
وهذا الأمر ليس خاصّاً بالشباب فقط، بل هو يشمل الفتيات أيضاً، وإنْ كانت مجتمعاتنا لم تعتَدْ على أن تكون الفتاة هي مَنْ يُقدِم على الزواج، وإنّما تنتظر مَنْ يتقدَّم لخِطْبتها، ولكنْ عليها أن تُراعي في شروطها وتصوُّراتها التي تبني عليها موقفها في القبول والرفض مسألةَ كَوْن هذا الزواج زواجاً مبكِّراً أو زواجاً متأخِّراً، فإذا كانت قد بلغَتْ سِنّاً متقدِّمة فعليها أن تتنازل عن كثيرٍ من هذه الشروط، التي قد لا تكون واقعيّةً، وتكون سبباً في أنّها تأخَّرَتْ إلى هذه السنّ؛ كي تتمكَّن من تكوين حياة أُسَرِيَّة توفِّر لها وللزوج السكينة والمودَّة والرحمة، وتشكِّل إحدى لَبِنات المجتمع الإسلاميّ العزيز والكريم.
التعذُّر بالأوضاع الاقتصاديّة
قليلٌ من الشباب هم الذين ينطلقون في حياتهم الزوجيّة بوضعٍ اقتصاديّ ومعيشيّ مُريح. وعليه فرَبْطُ الزواج بالوضع الاقتصاديّ المريح والكافي قد يشكِّل عائقاً طويل الأمد أمام هذا المشروع الإلهيّ المبارك، الذي فيه السَّكينة والسعادة والنجاة في الدنيا والآخرة.
ولذلك نقرأ في القرآن الكريم حثّاً على الزواج، حيث يقول: ﴿وَأَنكِحُوا الأَيَامَى مِنْكُمْ وَالصَّالِحِينَ مِنْ عِبَادِكُمْ وَإِمَائِكُمْ إِنْ يَكُونُوا فُقَرَاءَ يُغْنِهِمْ اللهُ مِنْ فَضْلِهِ وَاللهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ﴾(النور: 32).
ولعلّ كونَهم فقراء هي الحالة الغالبة في هذا المجال. وليس هذا من مختصّات تلك العصور، وإنّما هو في كلِّ عصرٍ، ولكنْ بحَسَبه.
غير أنّه لا بُدّ من التنبيه هنا إلى أنّه لا ينبغي أيضاً الإقدام على هذا المشروع الكبير من دون تخطيطٍ وتدبير، وقبل امتلاك أبسط أسباب العيش والقُدْرة على إعالة الزوجة والأولاد.
فلا إفراط في التدابير والاستعدادات حتّى ينقضي العمر قبل الحصول على المبتغى، ولا تفريط فيها فيكون تقصيراً في حقِّ النفس أوَّلاً، والزوجة والأولاد ثانياً، وإساءةً واعتداءً على الأهل والأقارب؛ حيث سيكلِّفهم بما قد لا يطيقون إذا ما أرادوا معونته والإنفاق عليه وعلى عياله.
مخاطر تأخُّر الزواج على المجتمعات الإسلاميّة
إنّ تأخير الزواج إلى سنٍّ يسمح بامتلاك أدنى مقوِّمات الحياة الكريمة أمرٌ لا مانع منه من حيث المبدأ، مع التأكيد على مسألة الحفاظ على العِفّة والطهارة من قِبَل الشابّ أو الفتاة: ﴿وَلْيَسْتَعْفِفْ الَّذِينَ لاَ يَجِدُونَ نِكَاحاً حَتَّى يُغْنِيَهُمْ اللهُ مِنْ فَضْلِهِ﴾(النور: 33).
فإذا أحسّ من نفسه بالحاجّة المُلِحَّة إلى الزواج فعليه أن يسعى إلى تدبير أمر معاشه بما يتيسَّر له، ثم يُقْدِم على الزواج بوعيٍ وعَقْل وتدبُّر، ليتكيَّف في الحياة مع وضعه المعيشيّ المقدور.
وأمّا تأخير الزواج مع عدم القدرة على الاستعفاف، وهو أمرٌ نسبيّ بين الناس، فإنّه يعني السقوط في المعصية والفحشاء، كاملاً أو ناقصاً. وهو أمرٌ في غاية الخطورة على صحّة وسلامة المجتمع الإسلاميّ. وهو ـ للأسف الشديد ـ ما نلحظه اليوم من انتشارٍ واسع للفحشاء والمُنْكر بين الشباب والفتيات في سنِّ المراهقة، حيث لا مجال ـ بحَسَب الأوضاع الاقتصاديّة المتردِّية لهم ولأهلهم ـ للزواج وبناء أسرةٍ، و«أبصارُ هذه الفحول طوامح»، على حدِّ قول أمير المؤمنين(ع)([7]). هنا لا بُدّ من السعي الجادّ والسريع لتأمين حياةٍ زوجيّة تكفل لهذا الشابّ أو الفتاة الإحصان من المعصية.
وكذلك فإنّ تأخير الزواج كثيراً، إلى سنٍّ يفوت معه الغَرَض الأساس من الزواج، وهو بناء أسرةٍ طيِّبة صالحة مؤمنة، توحِّد الله، وتعبده، وتزيد أمّة الإسلام عَدَداً وعِزّاً وكرامة، وتكون عَوْناً في الدارَيْن: الدنيا؛ والآخرة، هذا التأخير أيضاً يشكِّل خطراً داهماً على كيان المجتمع الإسلاميّ وبنائه، الذي أراده الله ورسوله مجتمعاً ممتدّاً في أرجاء المعمورة؛ كي يكون هو الوارث لأرض الله في آخر الزمان.
هل الزواج من أجل التناسل فقط أم أنّ له أغراضاً أخرى؟
أَمَا وقد تعرَّضنا إلى الغَرَض من الزواج فمن المستحسن أن نشير إلى أنّ العقلاء لا يرَوْن في الزواج مجرّد وسيلةٍ للتكاثر والتناسل، وإنْ كان ذلك غرضاً رئيساً من علاقة الرجل بالمرأة، ويرتبط بما أودعه الله في الإنسان من غريزة حبِّ البنين، والأولاد عموماً، وهي غريزةٌ سَوِيّة، وحُبٌّ مشروع، ولم يخلُ منه بشرٌ، حتّى أنبياءُ الله المرسلون وعباده الصالحون، فقد سألوا الله أن يمُنَّ عليهم بالوَلَد الصالح، يملأ حياتهم بهجةً وسعادة وحبوراً، ويكون سَنَداً وعَوْناً وقُرَّةَ عَيْنٍ، فلا يبقَوْن فرادى، لا وليَّ لهم ولا وارث. فقد جاء في القرآن الكريم: ﴿وَزَكَرِيَّا إِذْ نَادَى رَبَّهُ رَبِّ لاَ تَذَرْنِي فَرْداً وَأَنْتَ خَيْرُ الْوَارِثِينَ * فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَوَهَبْنَا لَهُ يَحْيَى﴾(الأنبياء: 89 ـ 90)، وفي آيةٍ أخرى: ﴿هُنَالِكَ دَعَا زَكَرِيَّا رَبَّهُ قَالَ رَبِّ هَبْ لِي مِنْ لَدُنْكَ ذُرِّيَّةً طَيِّبَةً إِنَّكَ سَمِيعُ الدُّعَاءِ * فَنَادَتْهُ المَلاَئِكَةُ وَهُوَ قَائِمٌ يُصَلِّي فِي الْمِحْرَابِ أَنَّ اللهَ يُبَشِّرُكَ بِيَحْيَى﴾(آل عمران: 38 ـ 39).
وجاء في وصف عباد الرحمن: ﴿وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَاماً﴾(الفرقان: 74).
فالزواجُ للتناسل، والاستقرار النفسيّ والعاطفيّ، والاستعفاف عمّا حرَّمه اللهُ من نظرةٍ أو لمسة أو جلسة أو حديث. كما أنّه يهدف إلى تأسيس أسرةٍ وعائلة صغيرة في مجتمعٍ كبير، فهي مجتمعٌ في مجتمع، مجتمعٌ يتدرَّب فيه الإنسان على التضامن والتكافل والمودّة والرحمة وتحمُّل المسؤوليّة، حتّى إذا ما خرج إلى المجتمع الكبير كان مؤهَّلاً لممارسة الدور الذي أعدَّه اللهُ له. وبعيداً عن تلك الدائرة الصغيرة ـ الأسرة قد لا يستطيع الإنسان أن يمتلك بسهولةٍ تلك المؤهِّلات والقُدُرات، فتبارك الله ﴿الَّذِي أَحْسَنَ كُلَّ شَيْءٍ خَلَقَهُ﴾(السجدة: 7).
وفي الختام أجِدُ لزاماً عليَّ التنبيه إلى ظاهرةٍ تأخذ بالانتشار، حيث يرتكز في ذهن بعض الناس أنّ الزواج الثاني مستحبٌّ؛ استناداً إلى قوله تعالى: ﴿فَانكِحُوا مَا طَابَ لَكُمْ مِنَ النِّسَاءِ مَثْنَى وَثُلاَثَ وَرُبَاعَ فَإِنْ خِفْتُمْ أَنْ لا تَعْدِلُوا فَوَاحِدَةً أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ ذَلِكَ أَدْنَى أَنْ لا تَعُولُوا﴾(النساء: 3)، ويتسارعون إليه.
والحقيقة أنّه ليس سوى مباحٍ من المباحات، وقد أمر الله به بعد أن توهَّم المسلمون حظرَه؛ إذ حرَّم الإسلامُ جملةً من العلاقات بين الرجل والمرأة، التي كانت سائدةً في الجاهليّة، ومنها: الزواج غير المتناهي عَدَداً، وحدَّد العَدَد الأقصى للزوجات، فكان الأمرُ في الآية: ﴿فَانكِحُوا مَا طَابَ لَكُمْ مِنَ النِّسَاءِ مَثْنَى وَثُلاَثَ وَرُبَاعَ﴾ بياناً لإباحة علاقة الزواج بأربعٍ من النساء لا غير.
وعلى أيِّ حال لو سلَّمنا بما يُقال من استحباب الزواج الثاني فإنّه لن يبقى محبوباً ومَرْضِيّاً لله سبحانه وتعالى إذا ما استلزم ظُلْماً للزوجة الأولى.
اللهُمَّ أغْنِ كلّ فقيرٍ من المؤمنين؛ ليتمكَّن من إحصان نفسه، باتِّخاذ زوجةٍ تُؤْنسه ويسكن إليها، وأخرِجْ منهما صالحاً طيِّباً. ﴿رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَاماً﴾(الفرقان: 74). وآخرُ دعوانا أن الحمدُ لله ربِّ العالمين.
**********
الهوامش
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
([1]) http://al-mostafa.org/magazine/?p=2111.
(الثلاثاء 22/7/2014م، الساعة 17:08). وراجع: لسان العرب 6: 10، مادة (أنس).
([2]) فقد روى الكليني ـ بإسنادٍ صحيح ـ في الكافي 5: 380، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن عليّ بن الحكم، عن العلاء بن رزين، عن محمد بن مسلم، عن أبي جعفر(ع) قال: «جاءَتْ امرأةٌ إلى النبيّ(ص) فقالت: زوِّجْني، فقال رسول الله(ص): مَنْ لهذه؟ فقام رجلٌ فقال: أنا يا رسول الله، زوِّجْنيها، فقال: ما تعطيها؟ فقال: مالي شيءٌ، فقال: لا، قال: فأعادت، فأعاد رسول الله(ص) الكلام، فلم يقم أحدٌ غير الرجل، ثم أعادت، فقال رسول الله(ص) في المرة الثالثة: أتُحْسنُ من القرآن شيئاً؟ قال: نعم، فقال: قد زوَّجْتُكَها على ما تُحسن من القرآن، فعلِّمْها إيّاه».
وعدمُ استنكار رسول الله(ص) لطلبها، وسعيُه في تحقيق مرادها، يوحي بأنّ الإسلام لم يعتبر السعي لقضاء الشهوة بالنكاح حراماً أو منافياً للمروءة ومكارم الأخلاق.
([3]) رواه الكليني في الكافي 5: 328 ـ 329، عن عليّ بن محمد بن بندار، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن الجاموراني، عن الحسن بن عليّ بن أبي حمزة، عن كليب بن معاوية الأسدي، عن أبي عبد الله(ع) قال: قال رسول الله(ص): «مَنْ تزوَّج أحرز نصف دينه». وفي حديثٍ آخر: «فليتَّقِ الله في النصف الآخر أو الباقي».
([4]) رواه ابن أبي جمهور الأحسائي في عوالي اللآلي 1: 259، معلَّقاً مرفوعاً.
([5]) رواه الصدوق في الهداية: 257، معلَّقاً مرفوعاً.
([6]) قال الشهيد الثاني في كتابه مُنْية المُريد في أدب المفيد والمستفيد: 228، في فصل آداب المتعلِّم في نفسه: الرابع: أن يترك التزوُّج حتّى يقضي وَطَره من العلم؛ فإنّه أكبر شاغل، وأعظم مانع، بل هو المانعُ جملةً، حتّى قال بعضهم: ذُبح العلمُ في فروج النساء. وعن إبراهيم بن أدهم: مَنْ تعوَّد أفخاذ النساء لم يفلح، يعني اشتغل بهنّ عن الكمال. وهذا أمرٌ وجدانيّ مجرَّب واضح، لا يحتاج إلى الشواهد…