24 يونيو 2015
التصنيف : برامج تلفزيونية (إعداد وتقديم)
لا تعليقات
2٬524 مشاهدة

أمثال/ح4: المُنْفِقون في سبيل الله… ﴿كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنْبَتَتْ سَبْعَ سَنَابِلَ﴾

للدعاية لنشر الحلقة 4

بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله ربّ العالمين، والصلاة والسلام على سيِّدنا محمّد، وعلى آله الطيِّبين الطاهرين، والسلام عليكم ـ أيُّها الأحبَّة ـ ورحمة الله وبركاته.

﴿مَثَلُ الَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللهِ كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنْبَتَتْ سَبْعَ سَنَابِلَ فِي كُلِّ سُنْبُلَةٍ مِائَةُ حَبَّةٍ وَاللهُ يُضَاعِفُ لِمَنْ يَشَاءُ وَاللهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ﴾(البقرة: 261).

الإنفاق في سبيل الله هو أن يبذل الإنسان نفسَه أو مالَه في ما يرضي الله سبحانه وتعالى، من دفاعٍ عن الحقّ، أو النَّفْس أو المال أو العِرْض، أو نصرة مظلومٍ، أو مساعدة محرومٍ، أو إعانة ملهوفٍ، أو كفالة يتيمٍ، أو قضاء حاجة مؤمنٍ، وما إلى ذلك من أعمال البِرِّ. وهي كثيرةٌ جدّاً، يضيق الوقت عن إحصائها بأجمعها.

وعليه فالإنفاق عملُ خيرٍ مبارك، لا ينبغي للإنسان أن يحرم نفسَه من فضله وجزائه.

أيُّها الأحبَّة، علينا أن نعرف جيِّداً أنّ المال الذي بين أيدينا ليس مُلْكاً مَحْضاً لنا، بل هو أمانةُ الله عندنا، وقد رخَّص لنا في الاستفادة منه لتأمين احتياجاتنا المعيشية كلِّها، وعلينا أن نوصل الباقي (أو جزءاً من الباقي) إلى مستحقِّه، ومَنْ يستفيد منها.

فلا يجوز ـ من المنظار الشرعيّ ـ كنزُ المال وادِّخاره، بل لا بُدَّ من بذله لمَنْ يحتاج إليه، سواءٌ كانوا أفراداً أو أسواقاً اقتصاديّة، لتدور عجلة الاقتصاد في المجتمع الإسلامي بكلِّ أمانٍ واستقرار.

ويمثِّل الله جلَّ وعلا للذين ينفقون أموالهم في سبيل الله بالحبَّة من القمح أو الشعير أو غيرهما التي يبذرها الفلاّح في الأرض، فتنبت سنبلةً، تتفرَّع منها سنابل ستّةٌ، فيصير المجموع سبعَ سنابل، وفي كلِّ سنبلةٍ مائة حبّة. وهكذا تكون الحبّة الواحدة قد أنتجَتْ سبعمائة حبّةٍ.

وهكذا يقرِّب الله إلى أذهاننا كيف أنّه يضاعف الجزاءَ والثواب على الإنفاق في سبيله. فهو القادر والقاهر و﴿لَهُ مَقَالِيدُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ﴾ (الزمر: 63؛ الشورى: 12)، ﴿وَللهِ خَزَائِنُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ﴾ (المنافقون: 7)، وهو الجواد الكريم، ويعطي على الطاعة ـ ومنها الإنفاق في سبيل الله ـ أجراً عظيماً، ولكنْ إذا تحقَّق ذلك بشروطه كلِّها، وأهمُّها الإخلاص في النيّة؛ وأن يكون ذلك في الخيرات، لا في الشرّ والسيِّئ من الأفعال.

ويمكن أن يكون المراد المعنى الكنائيّ، وليس الحقيقيّ، فيكون العدد سبعمائة كنايةً عن الكَثْرة، فاللهُ يضاعف مال مَنْ ينفق في سبيل الله أضعافاً مضاعَفة، قد تتجاوز العدد سبعمائة، وقد تنقص عنه، وفق معايير وضوابط وضعها الله سبحانه وتعالى، وتكون الآيةُ إشارةً إلى أنّ مالَ الصَّدَقة والمال المنفَق في سبيل الله يضاعفه الله، وينمِّيه، ويبارك فيه.

وقيل: إنّ هذه الآية خاصّةٌ بالإنفاق في الجهاد، وأما غيره من الطاعات فإنما يُجزى بالواحد عشرةً أمثالَها.

اللهُمَّ، بارِكْ لنا في ما أعطيتَنا، وأعِنّا على أداء حقوق غيرنا، يا جوادُ يا كريم. والحمد لله ربِّ العالمين.



أكتب تعليقك