الإمام محمد بن عليّ الباقر(ع)، عالمٌ عابدٌ حليمٌ حكيمٌ
(الجمعة 18 / 9 / 2015م)
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله ربّ العالمين، والصلاة والسلام على سيِّدنا محمّدٍ، وعلى آله الطيِّبين الطاهرين، وأصحابه المنتَجَبين، وعلى جميع الأنبياء والمرسلين.
تمهيد
وكما في كلّ عامٍ نلتقي في السابع من ذي الحجّة الحرام بذكرى وفاة الإمام الخامس من أئمّة أهل البيت(عم)، إمامٍ قد أغنى الواقع الإسلاميّ بالكثير من العلوم والمعارف، مستغلاًّ تلك الفوضى التي سادت في عصره، في ظلّ اندثار دولةٍ وقيام أخرى، فراح ينشر تعاليم الإسلام في الناس، حتّى بان من علمه ما سُمِّي لأجله: باقر علوم الأوّلين والآخرين.
وبما أنّ أهل البيت(عم)، الذين أذهب الله عنهم الرِّجْس فَرْداً فرداً، يمثِّلون القُدْوة والأُسْوة في السلوك والعَمَل لكلّ مسلمٍ ومؤمنٍ بالله واليوم والآخر، تماماً كما كان جدُّهم المصطفى(ص)، حيث يقول تبارك وتعالى: ﴿لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللهَ وَالْيَوْمَ الآخِرَ وَذَكَرَ اللهَ كَثِيراً﴾ (الأحزاب: 21)، وحيث إنّهم الثِّقْل الثاني بعد كتاب الله عزَّ وجلَّ، الذي هو الثِّقْل الأوّل([1])، وهم سفينة النجاة التي مَنْ ركبها نجا، ومَنْ تخلَّف عنها غرق([2])، فمن الحَرِيّ بنا، والضروريّ لحياتنا، أن نعرِّج بين فترةٍ وأخرى، ولو على عجلةٍ من الأمر، إلى تأمُّلٍ واعٍ لسيرتهم، واستحضار كافٍ لصفاتهم وأخلاقهم، وتزوُّدٍ هادفٍ من علمهم وحكمتهم، فإنّ في ذلك صلاحَ أمرنا، وتحقيقَ سعادتنا في الدنيا والآخرة.
شَذَراتٌ من أخلاقه وصفاته(ع)
كان(ع) أصدق الناس لهجةً، وأحسنهم بهجةً، وأبذلهم مهجة([3]).
وكان(ع) ظاهر الجود في الخاصّة والعامّة، مشهور الكرم في الكافّة، معروفاً بالفضل والإحسان، مع كثرة عياله، وتوسُّط حاله([4]).
ورُوي عن إمامنا الصادق(ع) أنّه قال: «كان أبي(ع) كثير الذِّكْر، لقد كنتُ أمشي معه وإنّه ليذكر الله، وآكل معه الطعام وإنّه ليذكر الله، ولقد كان يحدِّث القوم [و]ما يشغله ذلك عن ذِكْر الله، وكنت أرى لسانه لازقاً بحنكه يقول: لا إله إلاّ الله. وكان يجمعنا فيأمرنا بالذِّكْر حتّى تطلع الشمس، ويأمر بالقراءة مَنْ كان يقرأ منّا، ومَنْ كان لا يقرأ منّا أمره بالذِّكْر»([5]).
وكان(ع) إذا ضحك قال: «اللهُمَّ لا تمقتني»([6]).
وكان(ع) إذا رأى مبتلىً أخفى الاستعاذة([7]).
وكان الباقر أبو جعفر محمد بن عليّ بن الحسين(عم) من بين إخوته خليفة أبيه عليّ بن الحسين، ووصيّه، والقائم بالإمامة من بعده. وبرز على جماعتهم بالفضل في العلم والزُّهْد والسؤدد. وكان أنبههم ذكراً، وأجلّهم في العامّة والخاصّة، وأعظمهم قَدْراً، ولم يظهر عن أحدٍ من ولد الحسن والحسين(عما) من علم الدِّين والآثار والسنَّة وعلم القرآن والسِّيرة وفنون الآداب ما ظهر عن أبي جعفر(ع)([8]).
في مواجهة الظالمين
لقد كان(ع) لا يترك مجالاً يُتاح له فيه الحوار والمناظَرة إلاّ واستغلَّ ذلك على أكمل وجهٍ. وهذا شأنُ الداعية إلى الله، بل لقد أرادنا الأئمّةُ(عم) أن نكون جميعاً دعاةً إلى الله تبارك وتعالى، كلٌّ بحَسَب قدرته العلميّة والاجتماعيّة و…
وقد حجّ هشام بن عبد الملك، وهو خليفةٌ آنذاك، فدخل المسجد الحرام متَّكئاً على يدَيْ سالم مولاه، ومحمد بن عليّ بن الحسين [أي مولانا الباقر(ع)] جالسٌ في المسجد، فقال له سالم: يا أمير المؤمنين، هذا محمد بن عليّ بن الحسين، فقال له هشام: المفتون به أهل العراق؟ قال: نعم، قال: فاذهب إليه، وقُلْ له: يقول أمير المؤمنين: ما الذي يأكل الناس ويشربون إلى أن يفصل بينهم يوم القيامة؟ [يريد أن يمتحنه بذلك] قال له أبو جعفر(ع): يُحشر الناس على مثل فُرْضة النَّهَر [أي مشرب الماء منه]، فيها أنهارٌ منفجرة، يأكلون ويشربون حتّى يفرغ من الحساب، قال فرأى هشام أنه قد ظفر به، فقال: الله أكبر، اذهب إليه فقُلْ له: ما أشغلهم عن الأكل والشرب يومئذ! فقال له أبو جعفر(ع): هم في النار أشغل، ولم يشغلوا حتّى قالوا: ﴿أَفِيضُوا عَلَيْنَا مِنْ الْمَاءِ أَوْ مِمَّا رَزَقَكُمْ اللهُ﴾ [الأعراف: 50]، فسكت هشام ولم يراجع([9]).
وكان مولانا أبو جعفر محمد بن عليّ الباقر(ع) جالساً في الحَرَم، وحوله عصابةٌ من أوليائه، إذ أقبل طاووس اليماني في جماعةٍ من أصحابه، ثمّ قال لأبي جعفر(ع): أتأذن لي في السؤال؟ فقال: أذنّا لك، فسَلْ. قال: أخبرني متى هلك ثلث الناس؟ قال: وَهِمْتَ يا شيخ، أردْتَ أن تقول: متى هلك ربع الناس؟ وذلك يوم قتل قابيل هابيل، كانوا أربعة: آدم، وحواء، وقابيل، وهابيل، فهلك ربعهم، فقال: أصبْتَ، ووهمْتُ أنا.
ثمّ قال طاووس: فأخبرني عن أوّل كذبةٍ كذبت، مَنْ صاحبُها؟ قال: إبليس، حين قال: ﴿أَنَا خَيْرٌ مِنْهُ خَلَقْتَنِي مِنْ نَارٍ وَخَلَقْتَهُ مِنْ طِينٍ﴾ [الأعراف: 12؛ ص: 76].
قال طاووس: فأخبرني عن صلاةٍ فريضة تُصلّى بغير وضوءٍ، وعن صومٍ لا يحجز عن أكلٍ ولا شرب، قال(ع): أما الصلاة بغير وضوء فالصلاة على النبيّ وآله عليه وعليهم السلام. وأما الصوم فقول الله عزَّ وجلَّ: ﴿إِنِّي نَذَرْتُ لِلرَّحْمَنِ صَوْماً فَلَنْ أُكَلِّمَ الْيَوْمَ إِنسِيّاً﴾ [مريم: 26].
قال طاووس: فأخبرني عن شيءٍ يزيد وينقص، وعن شيءٍ يزيد ولا ينقص، وعن شيءٍ ينقص ولا يزيد؟ فقال الباقر(ع): أما الشيء الذي يزيد وينقص فهو القمر، والشيء الذي يزيد ولا ينقص فهو البحر، والشيء الذي ينقص ولا يزيد هو العمر([10]).
عَبَقاتٌ من مواعظه ووصاياه
وهكذا نطلّ ـ أيُّها الأحبَّة ـ على بعض مواعظه وصاياه، لعلّ الله يفتح بها قلوبنا، وينبِّهنا من غفلتنا بهذه الذِّكرى، ﴿فَإِنَّ الذِّكْرَى تَنفَعُ الْمُؤْمِنِينَ﴾ (الذاريات: 55).
يُروى عنه(ع) أنّه قال لبعض أصحابه: «خذوا الكلمة الطيِّبة ممَّنْ قالها وإنْ لم يعمل بها، فإن الله يقول: ﴿الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ أُوْلَئِكَ الَّذِينَ هَدَاهُمْ اللهُ﴾ [الزمر: 18]»([11]).
وقد شكا إليه(ع) رجلٌ الحاجة وجفاء الإخوان، فقال(ع): «بئس الأخ أخٌ يرعاك غنيّاً، ويقطعك فقيراً»([12]).
وقال(ع)، موصياً بعض وُلْده: «إيّاكَ والكَسَل والضَّجَر؛ فإنهما مفتاح كلّ شرٍّ. مَنْ كسل لم يؤدِّ حقّاً، ومَنْ ضجر لم يصبر على حقٍّ»([13]).
وقال(ع) في وصيّته لأحد أصحابه، ويُسمّى جابر بن يزيد الجعفي: «وأوصيك بخمسٍ: إنْ ظُلِمْتَ فلا تظلِمْ، وإنْ خانوك فلا تخُنْ، وإن كُذِّبْتَ فلا تغضَبْ، وإنْ مُدِحْتَ فلا تفرَحْ، وإنْ ذُمِمْتَ فلا تجْزَعْ، وفكِّر في ما قيل فيك، فإنْ عرفْتَ من نفسك ما قيل فيك فسقوطُك من عين الله عزَّ وجلَّ عند غضبك من الحقّ أعظم عليك مصيبةً ممّا خِفْتَ من سقوطك من أعين الناس، وإنْ كنتَ على خلاف ما قيل فيك فثوابٌ اكتسبْتَه من غير أن يتعب بَدَنُك»([14]).
ورُوي عنه(ع) أنّه قال: «ما من عبدٍ يمتنع من معونة أخيه المسلم، والسعي له في حاجته، قُضيَتْ أو لم تُقْضَ، إلاّ ابتُلي بالسعي في حاجة مَنْ يأثم عليه، ولا يؤجر. وما من عبدٍ يبخل بنفقةٍ يُنفقها في ما يُرضى الله إلاّ ابتُلي بأن ينفق أضعافها في ما أسخط الله»([15]).
ورُوي عنه(ع) أنّه قال: «أفضلُ العبادة عفّة بَطْنٍ وفَرْج([16]). وما شيءٌ أحبّ إلى الله من أن يُسْأل. وإن أسرع الشرّ عقوبةً البغي، وإن أسرع الخير ثواباً البرّ. وكفى بالمرء عَيْباً أن يبصر من الناس ما يَعْمى عنه من نفسه، أو ينهى الناس عمّا لا يستطيع التحوُّل عنه، وأن يؤذي جليسه بما لا يعنيه»([17]).
حافظٌ لتعاليم الحقّ
أيُّها الأحبَّة، هذه بعضٌ من وصايا إمامنا الباقر(ع) إلينا، ونحن شيعتُه، كما ندَّعي، وقد بذل هو وابنه الإمام الصادق(عما) حياتهما في سبيل إيصال هذه العلوم والمواعظ إلينا؛ إذ لولاهما لاندثر كلّ أثرٍ للتشيُّع، ولما وَصَلنا من ذلك شيءٌ على الإطلاق.
ولا يستغربَنَّ أحدٌ مثل هذا القول، فإنّ الناس هم الناس، يصفِّقون للحاكم والسلطان، وصاحب القوّة والمال، ولو كان جائراً وفاسقاً، وفاجراً وفاسداً، وربما كان كافراً أيضاً.
فقد بايع المسلمون وأيَّدوا وصفَّقوا لسلسلةٍ من حكّام الجَوْر والضلال والانحراف، ولم يَغِيروا عليهم بقَوْلٍ أو فِعْلٍ، وصولاً إلى معاوية بن أبي سفيان، حيث ارتَضَوْه خليفةً بعد معركة صِفِّين، وما جرى فيها من خِدْعة التحكيم، عِلْماً أنّهم قد أُمِروا بأن يقتلوه متى شاهدوه على أعواد منبر رسول الله(ص)([18])، وقد رأوه مراراً، وسكتوا عنه، وخالفوا أمر رسول الله(ص)؛ لأنّهم أصغَوْا بقلوبهم وعقولهم إلى مَنْ قال: «الصلاة خلف عليٍّ أقوم، وطعام معاوية أدسم، والقعود على هذا التلّ أسلم»([19])، فجلسوا على التلّ، وهو محرَّمٌ عليهم، يتفرَّجون على شريعة الله يعبث بها معاوية وأتباعه، ويحكمون في الناس بغير ما أنزل الله، فابتلاهم الله بيزيد الفاسق الفاجر، فأذاقهم من البطش والتنكيل، وويلات الفتن والحروب، ما تمنَّوا معه المَوْت، فلقد قتل سيّد الشهداء أبي عبد الله الحسين(ع) في أوّل سنةٍ من حكمه، وأباح مدينة رسول الله(ص) لجُنْده ثلاثة أيّام، فعاثوا فيها فساداً، تقشعرّ لذكره الأبدان، ثمّ هاجم مكّة فهدم الكعبة الشريفة، قِبْلة المسلمين، ومهوى أفئدتهم.
أيُّها الأحبَّة، نسأل الله أن يوفِّقنا للسَّيْر في نهج إمامنا وسيِّدنا أبي جعفر محمد بن عليّ الباقر(ع)، وأن يجعلنا من شيعته وأوليائه في الدنيا والآخرة. وآخرُ دعوانا أن الحمد لله ربِّ العالَمين.
**********
الهوامش
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
([1]) فقد روى الكليني في الكافي 3: 422 ـ 423، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن الحسين بن سعيد، عن النضر بن سويد، عن يحيى الحلبي، عن بريد بن معاوية، عن محمد بن مسلم، عن أبي جعفر(ع)، في خطبة يوم الجمعة، الخطبة الأولى: «…وقد بلغ رسول الله(ص) الذي أرسل به، فألزموا وصيَّته، وما ترك فيكم من بعده من الثقلين: كتاب الله؛ وأهل بيته، اللذين لا يضلّ مَنْ تمسَّك بهما، ولا يهتدي مَنْ تركهما…، الحديث». وهذا الإسناد صحيح.
([2]) رواه الحاكم النيسابوري في المستدرك على الصحيحين 2: 343، عن ميمون بن إسحاق الهاشمي، عن أحمد بن عبد الجبّار، عن يونس بن بكير، عن المفضَّل بن صالح، عن أبي إسحاق، عن حنش الكناني قال: سمعتُ أبا ذرّ يقول، وهو آخذٌ بباب الكعبة: أيُّها الناس، مَنْ عرفني فأنا مَنْ عرفتم، ومَنْ أنكرني فأنا أبو ذرّ. سمعتُ رسول الله(ص) يقول: «مثل أهل بيتي مثل سفينة نوح، مَنْ ركبها نجا، ومَنْ تخلَّف عنها غرق». ثم قال الحاكم: هذا حديثٌ صحيح على شرط مسلم، ولم يخرِّجاه.
ورواه الصدوق في الأمالي: 341 ـ 342، عن عليّ بن أحمد بن عبد الله بن أحمد بن أبي عبد الله البرقي، عن أبيه، عن جدِّه أحمد بن أبي عبد الله، عن أبيه محمد بن خالد، عن غياث بن إبراهيم، عن ثابت بن دينار، عن سعد بن طريف، عن سعيد بن جبير، عن ابن عبّاس، قال: قال رسول الله(ص) لعليّ بن أبي طالب(ع) ـ في حديثٍ ـ: «مثلك ومثل الأئمّة من ولدك بعدي مثل سفينة نوح، مَنْ ركبها نجا، ومَنْ تخلَّف عنها غرق…، الحديث».
ورواه الصدوق في الخصال: 572 ـ 573، عن أحمد بن الحسن القطّان ومحمد بن أحمد السناني وعليّ بن موسى الدقاق والحسين بن إبراهيم بن أحمد بن هشام المكتب وعليّ بن عبد الله الوراق(رضم)، عن أبي العبّاس أحمد بن يحيى بن زكريا القطّان، عن بكر بن عبد الله بن حبيب، عن تميم بن بهلول، عن سليمان بن حكيم، عن ثور بن يزيد، عن مكحول قال: قال أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام ـ في حديثٍ ـ: فإنّي سمعتُ رسول الله(ص) يقول: «يا عليّ، مثلك في أمّتي كمثل سفينة نوح، مَنْ ركبها نجا، ومَنْ تخلّف عنها غرق…، الحديث».
ورواه الصدوق في عيون أخبار الرضا(ع) 1: 28، 30، عن أبي الحسن محمد بن عليّ بن الشاه الفقيه المروزي بمرو الرود في داره، عن أبي بكر بن محمد بن عبد الله النيسابوري، عن أبي القاسم عبد الله بن أحمد بن عامر بن سليمان الطائي بالبصرة، عن أبيه، عن عليّ بن موسى الرضا(ع)؛ وعن أبي منصور بن إبراهيم بن بكر الخوري بنيسابور، عن أبي إسحاق إبراهيم بن هارون بن محمد الخوري، عن جعفر بن محمد بن زياد الفقيه الخوري بنيسابور، عن أحمد بن عبد الله الهروي الشيباني، عن الرضا عليّ بن موسى(عما)؛ وعن أبي عبد الله الحسين بن محمد الأشناني الرازي العَدْل ببلخ، عن عليّ بن محمد بن مهرويه القزويني، عن داوود بن سليمان الفرّاء، عن عليّ بن موسى الرضا(ع)، عن أبيه موسى بن جعفر، عن أبيه جعفر بن محمد، عن أبيه محمد بن عليّ، عن أبيه عليّ بن الحسين، عن أبيه الحسين بن عليّ، عن أبيه عليّ بن أبي طالب(ع)، عن رسول الله(ص): «مثل أهل بيتي فيكم كمثل سفينة نوح، مَنْ ركبها نجا، ومَنْ تخلَّف عنها زُجَّ في النار».
ورواه الشريف الرضي في خصائص الأئمّة: 77، عن أبي محمد هارون بن موسى، عن أبي الحسن محمد بن أحمد بن عبيد الله بن أحمد بن عيسى بن المنصور، عن أبي موسى عيسى بن أحمد بن عيسى بن المنصور، عن الحسن بن عليّ بن محمد بن عليّ بن موسى بن جعفر(عم)، عن أبيه عليّ، عن أبيه محمد، عن أبيه عليّ، عن أبيه موسى، عن أبيه جعفر، عن أبيه محمد، عن أبيه عليّ، عن أبيه الحسين بن عليّ، عن أبيه أمير المؤمنين(عم)، قال: قال رسول الله(ص): «يا عليّ، مثلكم في الناس مثل سفينة نوح، مَنْ ركبها نجا، ومَنْ تخلف عنها غرق، فمَنْ أحبَّكم يا عليّ نجا، ومَنْ أبغضكم ورفض محبَّتكم هوى في النار…، الحديث».
([3]) راجع: ابن شهرآشوب، مناقب آل أبي طالب 3: 338.
([4]) راجع: المفيد، الإرشاد 2: 166.
([5]) رواه الكليني في الكافي 2: 498 ـ 499، عن عدّةٍ من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن جعفر بن محمد الأشعري، عن ابن القدّاح، عن أبي عبد الله(ع) قال ـ في حديثٍ ـ: «وكان أبي(ع) كثير الذِّكْر…».
([6]) رواه ابن أبي الفتح الإربلي في كشف الغمّة 2: 329، معلَّقاً عن أفلح مولى أبي جعفر الباقر(ع).
([7]) نقله ابن أبي الفتح الإربلي في كشف الغمّة 2: 363، والسيد محسن الأمين في أعيان الشيعة 1: 651، عن الآبي في كتاب نثر الدُّرّ [أو نثر الدُّرَر].
([8]) راجع: المفيد، الإرشاد 2: 157.
([9]) رواه الفتّال النيسابوري في روضة الواعظين: 203، معلَّقاً؛ ورواه المفيد في الإرشاد 2: 163 ـ 164، عن الشريف أبي محمد، عن جدِّه، عن الزبير بن أبي بكر، عن عبد الرحمن بن عبد الله الزهري، عن أبي جعفر(ع). وفيه: «يحشر الناس على مثل قرص النقيّ، فيها أنهار متفجّرة…، الحديث». والمراد بـ (قرص النقيّ) الخبز الحوارى (راجع: ابن الأثير، النهاية في غريب الحديث 5: 112).
([10]) رواه الطبرسي في الاحتجاج 2: 64 ـ 66، معلَّقاً عن أبي بصير، عن مولانا أبي جعفر محمد بن عليّ الباقر(ع)، في حديثٍ طويل، اقتطعنا منه بعض فقراته.
([11]) رواه ابن شعبة الحرّاني في تحف العقول: 291، معلَّقاً.
([12]) رواه ابن أبي الدنيا في الإخوان: 215، عن عليّ بن الحسين، عن أسود بن عامر، عن حِبّان بن عليّ، عن الحسن بن كثير، قال: شكوتُ إلى محمد بن عليّ [أي الباقر(ع)] الحاجة وجفاء إخواني، فقال: «بئس الأخ أخٌ يرعاك غنيّاً، ويقطعك فقيراً. ثمّ أمر غلامه فأخرج كيساً فيه سبعمائة درهم، فقال: استنفق هذه، فإذا نفذَتْ فأعلمني».
ورواه ابن أبي الدنيا في مكارم الأخلاق: 94 ـ 95، عن محمد بن الحسين، عن الأسود بن عامر، عن حِبّان بن عليّ، عن الحسن بن كثير….
ورواه المفيد في الإرشاد 2: 166، عن الشريف أبي محمد الحسن بن محمد، عن جدِّه،، عن أبي نصر، عن محمد بن الحسين، عن أسود بن عامر، عن حِبّان بن عليّ، عن الحسن بن كثير….
([13]) رواه ابن شعبة الحرّاني في تحف العقول: 295، معلَّقاً. ورواه محمد بن طلحة الشافعي في مطالب السؤول في مناقب آل الرسول(عم): 428، معلَّقاً عن الأصمعي، عن أبي جعفر، قال: سمعتُه يقول لابنه: «يا بنيّ، إياك والكَسَل والضَّجَر؛ فإنّهما مفتاح كلّ شرٍّ، إنك إنْ كسلْتَ لم تؤدِّ حقّاً، وإنْ ضجرْتَ لم تصبر على حقٍّ».
([14]) رواه ابن شعبة الحرّاني في تحف العقول: 284، معلَّقاً.
([15]) رواه ابن شعبة الحرّاني في تحف العقول: 293، معلَّقاً.
([16])وقد رواه الكليني في الكافي 2: 80، عن أبي عليّ الأشعري، عن محمد بن عبد الجبّار، عن بعض أصحابه، عن ميمون القدّاح، عن أبي جعفر(ع) قال: «ما من عبادةٍ أفضل من عفّة بَطْنٍ وفَرْج».
ورواه الكليني أيضاً عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن عليّ بن الحكم، عن سيف بن عميرة، عن منصور بن حازم، عن أبي جعفر(ع) قال: «ما من عبادةٍ أفضل عند الله من عفّة بَطْنٍ وفَرْج».
([17]) رواه أحمد بن محمد بن خالد البرقي في المحاسن 1: 292، عن أبيه، عن النضر بن سويد، عن يحيى الحلبي، عن مفرق، عن أبي حمزة، عن أبي جعفر(ع)….
وفي الأصول الستّة عشر [أصل عاصم بن حُمَيْد الحنّاط]: 21، 26، [بالسند التالي: حدَّثني أبو الحسن محمد بن الحسن بن الحسين بن أيوب القمي أيَّده الله تعالى قال: حدَّثني أبو محمد هارون بن موسى بن أحمد التلعكبري أيَّده الله قال: حدَّثنا أبو عليّ محمد بن همام بن سهيل الكاتب قال: حدَّثنا أبو القاسم حميد بن زياد بن هوارا في سنة 309 تسع وثلاثمائة قال: حدَّثنا عبيد الله بن أحمد، عن مساور وسلمة، عن عاصم بن حُمَيْد الحنّاط. وذكر أبو محمد قال: حدَّثني بهذا الكتاب أبو القاسم جعفر بن محمد بن إبراهيم بن محمد بن عبيد الله بن موسى بن جعفر العلوي الموسائي بمصر سنة إحدى وأربعين قال: حدَّثني الشيخ الصالح أبو العبّاس عبيد الله بن أحمد بن نهيك، عن مساور وسلمة جميعاً، عن عاصم بن حُمَيْد الحنّاط]، عن ثابت قال: سمعتُ أبا جعفر(ع) يقول: قال رسول الله(ص): «إن أسرع الخير ثواباً البرّ، وأسرع الشرّ عقوبةً البغي. وكفى بالمرء عمىً أن يبصر من الناس ما يعمى عنه من نفسه، وأن يعيِّر الناس بما لا يستطيع تركه، وأن يؤذي جليسه بما لا يعنيه».
وروى الكليني في الكافي 2: 459 ـ 460، عن عليّ بن إبراهيم، عن أبيه؛ وعدّة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، جميعاً، عن ابن أبي نجران، عن عاصم بن حُمَيْد، عن أبي حمزة الثُّمالي، عن أبي جعفر(ع) قال: «إن أسرع الخير ثواباً البِرّ، وإن أسرع الشرّ عقوبةً البغي. وكفى بالمرء عيباً أن يبصر من الناس ما يعمى عنه من نفسه، أو يعيِّر الناس بما لا يستطيع تركه، أو يؤذي جليسه بما لا يعنيه».
وروى الكليني في الكافي 2: 460، عن محمد بن يحيى، عن الحسين بن إسحاق، عن عليّ بن مهزيار، عن حمّاد بن عيسى، عن الحسين بن مختار، عن بعض أصحابه، عن أبي جعفر(ع) قال: «كفى بالمرء عيباً أن يتعرَّف من عيوب الناس ما يعمى عليه من أمر نفسه، أو يعيب على الناس أمراً هو فيه، لا يستطيع التحوُّل عنه إلى غيره، أو يؤذي جليسه بما لا يعنيه».
وروى الكليني في الكافي 2: 460، عن عليّ بن إبراهيم، عن محمد بن عيسى، عن يونس، عن أبي عبد الرحمن الأعرج وعمر بن أبان، عن أبي حمزة، عن أبي جعفر وعليّ بن الحسين(صلوات الله عليهم) قالا: «إن أسرع الخير ثواباً البرّ، وأسرع الشرّ عقوبةً البغي. وكفى بالمرء عيباً أن ينظر في عيوب غيره ما يعمى عليه من عيب نفسه، أو يؤذي جليسه بما لا يعنيه، أو ينهى الناس عمّا لا يستطيع تركه».
وروى المفيد في الأمالي: 278 ـ 279، عن أبي غالب أحمد بن محمد الزراري، عن جدِّه محمد بن سليمان، عن محمد بن خالد، عن عاصم بن حُمَيْد، عن أبي عبيدة الحذّاء قال: سمعتُ أبا جعفر محمد بن عليّ الباقر(عما) يقول: قال رسول الله(ص): «إن أسرع الخير ثواباً البرّ، وأسرع الشرّ عقاباً البغي. وكفى بالمرء عيباً أن يبصر من الناس ما يعمي عنه من نفسه، وأن يعيِّر الناس بما لا يستطيع تركه، وأن يؤذي جليسه بما لا يعنيه».
ورواه الطوسي في الأمالي: 107، عن محمد بن محمد [المفيد]…، مثله.
([18]) رواه ابنُ حِبّان في كتاب المجروحين 1: 156 ـ 157، عن أحمد بن محمد بن مصعب بن بشر بن فضالة بن عبد الله بن راشد بن موان أبو بشر الفقيه من أهل مَرْو قال: حدَّثنا أبي وعمي قالا: حدَّثنا أبي: حدَّثنا يحيى بن عثمان: حدَّثنا عثمان بن جبلة، عن عبد الملك بن أبي نضرة، عن أبيه، عن أبي سعيد الخدري، عن النبيّ(ص) قال: «إذا رأيتم معاوية على منبري فاقتلوه».
([19]) قال الحلبي في السيرة الحلبيّة 3: 367: «ولما وقع القتال بين عليٍّ ومعاوية رضي الله تعالى عنهما كان أبو هريرة رضي الله تعالى عنه يصلّي خلف عليٍّ كرَّم الله وجهه، ويحضر طعام معاوية، وعند القتال يصعد على تلٍّ، فقيل له في ذلك، فقال: الصلاة خلف عليٍّ أقوم، وطعام معاوية أدسم، والقعود على هذا التلّ أسلم».