الدنيا: دارُ فناءٍ، ومتاعٌ غَرور
(الجمعة 8 / 1 / 2015م)
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله ربّ العالمين، والصلاة والسلام على سيِّدنا محمّدٍ، وعلى آله الطيِّبين الطاهرين، وأصحابه المنتَجَبين.
تمهيد: المَثَل القرآنيّ، فرصةٌ للتدبُّر والتفكُّر
يقول الله سبحانه وتعالى في كتابه العزيز: ﴿وَيَضْرِبُ اللهُ الأَمْثَالَ لِلنَّاسِ وَاللهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ﴾ (النور: 35).
إنَّها الأمثال في القرآن الكريم، حيث نشهد آياتٍ كثيرةً تصوِّر لنا مفاهيم وموضوعاتٍ وأشخاصاً وفئاتٍ بصورٍ حسِّيّة، قريبةٍ من أذهاننا، في أسلوبٍ عرفيّ عامّ؛ للإقناع، وتقريب الفكرة أكثر فأكثر.
وبما أنَّنا مأمورون بالتدبُّر في آيات هذا الكتاب العزيز، حيث يقول تبارك وتعالى: ﴿أَفَلاَ يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلاَفاً كَثِيراً﴾ (النساء: 82)، ﴿أَفَلاَ يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا﴾ (محمد: 24)؛ وصولاً إلى إيمانٍ راسخ بأحقِّيّته، والتزامٍ ثابتٍ بأحكامه، فسيكون لنا ـ بحول الله وقوّته ـ سلسلة وقفاتٍ قصيرة مع بعض الأمثال القرآنيّة، وإنْ لم نستقْصِها جميعاً، فما لا يُدرَك كلُّه لا يُترَك كلُّه أو جُلُّه، عسى أن تكون سبيلنا للتعقُّل والتفكُّر والتذكُّر: ﴿وَتِلْكَ الأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ﴾ (الحشر: 21)؛ ﴿وَيَضْرِبُ اللهُ الأَمْثَالَ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ﴾ (إبراهيم: 25)؛ ﴿وَتِلْكَ الأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ وَمَا يَعْقِلُهَا إِلاَّ الْعَالِمُونَ﴾ (العنكبوت: 43). ولقد اختَرْنا من هذه الأمثال ما كان ذا أثرٍ في حياة الناس العمليّة، بعيداً عن الأمثال ذات الأثر العلميّ المحض.
الحياة الدنيا فناءٌ محتوم
يقول الله سبحانه وتعالى: ﴿إِنَّمَا مَثَلُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا كَمَاءٍ أَنْزَلْنَاهُ مِنْ السَّمَاءِ فَاخْتَلَطَ بِهِ نَبَاتُ الأَرْضِ مِمَّا يَأْكُلُ النَّاسُ وَالأَنْعَامُ حَتَّى إِذَا أَخَذَتْ الأَرْضُ زُخْرُفَهَا وَازَّيَّنَتْ وَظَنَّ أَهْلُهَا أَنَّهُمْ قَادِرُونَ عَلَيْهَا أَتَاهَا أَمْرُنَا لَيْلاً أَوْ نَهَاراً فَجَعَلْنَاهَا حَصِيداً كَأَنْ لَمْ تَغْنَ بِالأَمْسِ كَذَلِكَ نُفَصِّلُ الآيَاتِ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ﴾ (يونس: 24).
ويقول أيضاً: ﴿وَاضْرِبْ لَهُمْ مَثَلَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا كَمَاءٍ أَنزَلْنَاهُ مِنْ السَّمَاءِ فَاخْتَلَطَ بِهِ نَبَاتُ الأَرْضِ فَأَصْبَحَ هَشِيماً تَذْرُوهُ الرِّيَاحُ وَكَانَ اللهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ مُقْتَدِراً * الْمَالُ وَالْبَنُونَ زِينَةُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَالْبَاقِيَاتُ الصَّالِحَاتُ خَيْرٌ عِنْدَ رَبِّكَ ثَوَاباً وَخَيْرٌ أَمَلاً﴾ (الكهف: 45 ـ 46).
لقد شاء اللهُ للإنسان أن يكون خليفتَه في هذه الأرض، وخلق له ما يستطيع أن يؤمِّن له حياةً هانئة ومستقرّة، وآتاه اللهُ من الأموال والبنين والصحّة والأمان ما يوهِم مَنْ لا يتدبَّر ولا يتفكَّر أنّه خالدٌ في هذه الحياة الدنيا.
لكنَّ الهَدَف من خلق الإنسان كان شيئاً آخر، فالهدفُ ليس هو هذه الحياة الدنيا ومباهجها وزخارفها وزينتها، وإنَّما الهدف هو أن يصل الإنسان إلى الدار الآخرة، التي هي الحيوان، أي الحياة الحقيقيّة، وقد أرضى اللهَ سبحانه وتعالى، وتقرَّب إليه بما يستوجب رحمته وعفوه وغفرانه.
وهكذا لم يُحرِّم اللهُ على الإنسان مباهجَ الحياة الدنيا، وإنّما وضع له تعاليم وتشريعات، وطالبه باتِّباعها؛ لكي يصل إلى الهَدَف الرئيس من وجوده في هذه الحياة.
ومن هنا فقد أراد الله للإنسان أن لا يستغرق في التملِّي من هذه الحياة الدنيا، التي لن تدوم له طويلاً، مهما عمَّر من السنين، فسُرْعان ما سينطلق في رحلته الأخيرة إلى حيث الخلود في جنّةٍ أو في نار، وعليه أن يختار.
ولبيان هذه المسألة صوَّر الله للإنسان هذه الحياة الدنيا، بكلِّ ما فيها من لذائذ وشهوات و…، ومثَّل لها بالمَطَر الذي يتساقط من السماء، فيفرح به أهلُ الأرض؛ لما يمثِّله من نعمةٍ كبيرة من الله، حيث يرتوون به، وتشربه أنعامهم، ويسقي زرعَهم، فتخضرُّ الأرض بعد اصفرارٍ، وتزهو بعد ذبولٍ.
ولا يلبث ذلك إلاّ قليلاً، لتصفرّ هذه الخضارُ من جديدٍ، وتصبح هشيماً، تعبث به الرِّيح، وتنشره ذات اليمين وذات الشمال، وكأنَّه شيءٌ لم يكُنْ.
هذا هو مَثَل الحياة الدنيا، يولَد الإنسان ويكبر شيئاً فشيئاً، ليبلغ أشدَّه ورشده، ثمَّ يعود ضعيفاً متهالكاً، ورُبَما لا يعلم من بعد علمٍ شيئاً، ليفارق هذه الدنيا الفانية، ويصبح من المنسيِّين، فكأنَّه لم يكُنْ بالأمس، ولم يمرَّ في هذا الكوكب.
وعلى المَرْء العاقل أن يتفكَّر في ذلك كلِّه، وأن يعرف أنّ أهمّ زينةٍ في الحياة هما: المال؛ والبنون، وكلاهما سيفارقه الإنسان، ويتركه إلى غير رجعةٍ. فالعاقل بحقٍّ هو مَنْ لا يدَع شيئاً من ذلك يؤثِّر سَلْباً على حياته الحقيقيّة في الآخرة، بما يستوجب غضبَ الله، ودخولَ جهنَّم، وذلك هو الخُسْران المبين.
أيُّها الأحبَّة، إنّ الذي يبقى لنا، ويرافقنا في كلِّ مراحل حياتنا، ويواكبنا إلى قبورنا، ونلقاه بعد نشرنا وحشرنا، هو العمل الصالح، تلك هي الباقياتُ الصالحات، وهي التي تنفعنا، وتشكِّل الأَمَل لنا في النَّجاة من عذاب يوم القيامة. فهل من عاملٍ لله؟
الحياة الدنيا: لعبٌ، ولهوٌ، ومتاعُ غرور
يقول الله سبحانه وتعالى: ﴿اعْلَمُوا أَنَّمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا لَعِبٌ وَلَهْوٌ وَزِينَةٌ وَتَفَاخُرٌ بَيْنَكُمْ وَتَكَاثُرٌ فِي الأَمْوَالِ وَالأَوْلاَدِ كَمَثَلِ غَيْثٍ أَعْجَبَ الْكُفَّارَ نَبَاتُهُ ثُمَّ يَهِيجُ فَتَرَاهُ مُصْفَرّاً ثُمَّ يَكُونُ حُطَاماً وَفِي الآخِرَةِ عَذَابٌ شَدِيدٌ وَمَغْفِرَةٌ مِنْ اللهِ وَرِضْوَانٌ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلاَّ مَتَاعُ الْغُرُورِ﴾ (الحديد: 20).
هي الدنيا، يتصارع عليها البَشَرُ، صغيرُهم وكبيرُهم، غنيُّهم وفقيرُهم، قويُّهم وضعيفُهم، الكلُّ يريد أن يكون له نصيبٌ وافر من لَهْوها وزينتها وشهواتها ومناصبها.
وهكذا تقع الفتنة بينهم؛ بسبب التكبُّر والتفاخر والعُجْب الذي يبديه بعضُهم لبعضٍ، حتَّى وصل الأمر ببعضهم في مرحلةٍ معيَّنة أنْ زاروا المقابر لإحصاء عدد أفراد كلِّ عشيرةٍ وقبيلة، فنزل قوله تعالى، مؤنِّباً وموبِّخاً: ﴿أَلْهَاكُمْ التَّكَاثُرُ * حَتَّى زُرْتُمْ الْمَقَابِرَ﴾ (التكاثر: 1 ـ 2).
أيُّها الأحبَّة، لقد جعل الله هذه الحياة الدنيا ساحة اختيار وإرادةٍ حُرّة؛ فمن الناس مَنْ يتعقَّل الهَدَف من وجوده، ويتدبَّر أمرَه وفق ذلك؛ ومن الناس مَنْ يقضي هذه الحياة الدنيا لاعباً لاهياً، متفلِّتاً من كلِّ عقالٍ، وبعيداً عن أيِّ مسؤوليّةٍ، وهكذا يضيِّع سِنِيَّ عمره ـ على قِصَره ـ في ما لا فائدةَ فيه، ولا ثمرةَ له.
لقد حدَّثنا القرآن الكريم أنّ المال والبنين هما زينةُ الحياة الدنيا. وهو كذلك. غير أنّ الولد قد يكون رَحْمةً ونِعمةً، كما إذا كان ولداً صالحاً بارّاً بأبوَيْه، في حياتهما وبعد مماتهما؛ وقد يكون نِقْمةً، كما إذا كان ولداً جبّاراً شقيّاً، يُرْهِق أبوَيْه بطغيانه، وكفره، وتمرُّده، وسلوكه المنحرف.
وعلى هذا الأساس أراد الله أن يبيِّن صورةَ هذه الحياة الدنيا بشكلٍ يفهمه كلُّ الناس، فضرب لها مَثَلاً من واقع حياتهم، فشبَّه الدنيا وكلَّ ما فيها بالمَطَر الغزير، الذي يُبْهج قلبَ المُزارع ـ وهو الكافر؛ لأنه يستر البَذْرة ـ بما يخرجه من النبات والزَّرْع، وهما مصدر رزق هذا الفلاّح البسيط. ولكنْ لا يلبث هذا الزَّرْع الأخضر أن يصيبه اليَباس، وتصدر من جرّاء تحريك الرياح له الأصوات، ويكون أصفر اللون، ثمَّ يكون هشيماً وهباءً منثوراً، وكأنَّه لم يكُنْ بالأمس.
هذا بالتمام هو حال دنيا الكافر، الذي قد تراه منعَّماً وثريّاً، ولدَيْه من العقارات والمؤسَّسات والأولاد والأعوان الشيءَ الكثير، لكنَّها سرعان ما تزول، ويذهب إلى لقاء الله وحدَه، فيعرف حينئذٍ أنّه كان في دار خداعٍ وغرور، وقد غرَّتْه بحُسْنها وجمالها الزائف، ولَهْوها ولعبها، وها هو اليوم في دار الحياة الحقيقيّة. فماذا أعدَّ لهذه المرحلة؟!
أيُّها الأحبَّة، الآخرةُ هي دار القرار، حيث الخلود الذي لا نهاية لأَمَده، فإمّا في عذابٍ شديد أو في رحمةٍ ورضوان. ويتحدَّد ذلك وفق العمل في دار الدنيا؛ فـ «اليومَ عملٌ ولا حساب، وغداً حسابٌ ولا عمل»([1]). فأيُّ عاقلٍ يدَعُ الإعداد لتلك الدار، لينال شيئاً من متاع هذه الدنيا الفانية، التي ليس لها دوامٌ، والتي تعتريها الشدائد والمصائب والمصاعب والآلام؟! فالوعيَ الوعيَ لما هو آتٍ.
المُنْفَقُ للحياة الدنيا خسارةٌ وآثام
يقول الله سبحانه وتعالى: ﴿مَثَلُ مَا يُنْفِقُونَ فِي هَذِهِ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا كَمَثَلِ رِيحٍ فِيهَا صِرٌّ أَصَابَتْ حَرْثَ قَوْمٍ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ فَأَهْلَكَتْهُ وَمَا ظَلَمَهُمْ اللهُ وَلَكِنْ أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ﴾ (آل عمران: 117).
الإنفاق والبَذْل والعطاء مفاهيم توحي بالكَرَم والجود والخير، وهي صفاتُ حُسْنٍ وجمال وكمال.
وهي مفاهيم إنسانيّة، فَطَر اللهُ عليها الناس جميعاً، ولكنَّ بعض الناس نمّاها في نفسه وسلوكه، وبعضٌ آخر حدَّدها وضيَّقها، واستغلَّها في غير مواردها الصحيحة.
قد يقوم البعضُ بالإنفاق في الخَيْرات والمَبَرّات، ومساعدة الناس، وتعليم الجاهلين، وقضاء حوائج المحرومين والمستضعفين؛ كما نجد البعضَ يقوم بالإنفاق في الشرّ والفتنة وبثّ الكراهية والحِقْد بين الناس. ولا يستوي هذان الإنفاقان.
فما يُنفقه الإنسان في طاعة الله، وفي سبيل الله، وابتغاء مرضاته، يعود بالخير العميم عليه كفردٍ، وعلى مَنْ حوله من الناس. وهكذا يكون مثل هذا الإنفاق نافعاً للفرد والمجتمع.
وأمّا ما يُنفقه الإنسان في غير طاعة الله، ولأهدافٍ مشبوهةٍ أو سيِّئة، فيمثِّل له القرآن الكريم بمَثَلٍ واضحٍ بيِّن، ومعروف لكلِّ الناس، فهو كزَرْعٍ أصابته ريحٌ فيها بَرْدٌ شديد ـ وقيل: إنَّها ريح السَّموم الحارّة القاتلة([2]) ـ، فأحرقَتْ ذلك الزَّرْع، وجعلته حُطاماً، فلا يُنتَفَع به بعد ذلك.
وهكذا هي حال ما يُنفقه الكافر، من ماله أو علمه أو…؛ طلباً لما في هذه الدنيا، وبدون نيّةٍ خالصة لله. فمهما حاول أن يصنع بهذا المال أو هذا العلم أو غيرهما ممّا ينفقه في تجميل صورته، أو مساعدة مَنْ حوله، فإنَّه لن يصل إلى مبتغاه؛ لأنّه سلك إليه السبيلَ الخاطئ.
فهؤلاء المنحرفون عن صراط الله المستقيم لا يبذلون أو ينفقون في سبيل الله، وإنَّما يستهدفون بما ينفقونه أضعافاً مضاعفةً من المال، أو الشُّهْرة، أو الحُكْم والسُّلْطة. وعليه فلن يكون لما ينفقونه ذلك الأثر الطيِّب الذي يكون لما يُنفَق في سبيل الله.
قد يبني مدرسةً، أو يعلِّم جيلاً، أو يكفل أيتاماً، أو…، لكنَّ هدفه من ذلك كلِّه طلبُ الحياة الدنيا وزينتها، من مالٍ وسلطة وجاه وقوّة و…، وعليه فإنَّه سيُتْبِع ذلك ـ لا محالة ـ بالمَنّ والأذى، واستضعاف الناس، والاستخفاف بهم، والإحساس بأنَّهم قد أصبحوا مدينين له؛ بما أنفق عليهم أو بذل في سبيلهم، وهكذا لن يكون لذلك الإنفاق أثره الطيِّب، ونتيجته المطلوبة.
ولا يتصوَّرَنَّ أحدٌ أنّ الله هو الذي يُضيع أجرَ هؤلاء، فيظلمهم بذلك، فاللهُ لا يظلم أحداً من عباده، وإنَّما يجازيهم بأعمالهم، بل الإنسان؛ بجهله وغفلته، هو الذي يظلم نفسه، ويظلم غيره: ﴿إِنَّ الإِنسَانَ لَظَلُومٌ كَفَّارٌ﴾ (إبراهيم: 34)؛ و﴿إِنَّهُ كَانَ ظَلُوماً جَهُولاً﴾ (الأحزاب: 72).
اللهُمَّ، اجعَلْ الدنيا آخر همِّنا، ولا تخرِجْنا منها حتّى ترضى عنّا. وآخر دعوانا أن الحمدُ لله ربِّ العالَمين.
**********
الهوامش
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
([1]) نهج البلاغة 1: 93، من كلامٍ لأمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب(ع) في اتّباع الهوى، وفي إدبار الدنيا….
([2]) الطبرسي، مجمع البيان في تفسير القرآن 2: 371. وقد نسبه إلى ابن عبّاس.