25 سبتمبر 2023
التصنيف : استفتاءات
لا تعليقات
922 مشاهدة

مَنْ يقبض أرواح زوّار الحسين(ع)؟

سؤال: يزعم بعض الخطباء أن زوّار الحسين(ع) لا يرسل الله إليهم مَلَك الموت؛ لقبض أرواحهم، وإنما يتولّى الله بنفسه قبضها، ويستندون في ذلك إلى ما جاء في بعض الروايات، فهل هذا الكلام صحيحٌ ودقيق؟

الجواب: هذه الروايات في أغلبها، إنْ لم نقُلْ: كلِّها، ضعيفةٌ في أسانيدها.

وكثيرٌ منها يتضمَّن معاني لا دليل عليها، ولا يؤيِّدها القرآن، ولا الأحاديث الصحيحة.

وبالتالي لا يمكن الاعتماد عليها بهذا الشكل.

فمثلاً: هل نستفيد من هذه الرواية التي يذكرونها، وفيها: «فإنْ مات في عامه أو في ليلته أو في يومه لم يَلِ قبض روحه إلاّ الله»، أن سائر العباد ليس الله تبارك وتعالى هو الذي يقبض أرواحهم؟! بينما يقول عزَّ وجلَّ في محكم كتابه: ﴿اللهُ يَتَوَفَّى الأَنْفُسَ حِينَ مَوْتِهَا﴾، ويقول في آيةٍ أخرى: ﴿يَتَوَفَّاكُمْ مَلَكُ الْمَوْتِ الَّذِي وُكِّلَ بِكُمْ﴾، فهذا المَلَك أو الملائكة (عزرائيل وأعوانه) يقبضون الروح بوكالةٍ من الله تبارك وتعالى، وبالتالي يستند الأمر إلى الله عزَّ وجلَّ، فهو الذي يتوفّى الناس جميعاً، لكنْ يتوفَّاهم عبر مَلَك الموت. وأين النقص أو العيب في أن يتولّى ملك الموت قبض روح الإنسان المؤمن والزائر للحسين(ع)؟!

وإذا أرَدْنا أن نكلِّم هؤلاء وفق النَّمَط الذي يتحدَّثون به فهناك رواياتٌ تتحدَّث ـ ويقرؤونها عادةً في مجالس العزاء، ورُبَما سمعتُم شيئاً منها في ذكرى وفاة النبيّ محمد(ص) منذ أيّامٍ ـ عن أن ملك الموت نزل يريد أن يقبض روح النبيّ المصطفى(ص)، واستأذن منه، وكان معه جبرائيل…إلخ، فاذا كان ملك الموت قد قبض روح رسول الله الأكرم محمد(ص)، مع كلّ عظمته، فهل ستكون لزائر الحسين(ع) عظمةٌ أكبر من عظمة رسول الله(ص)؛ حتّى يتولّى الله بنفسه قبض روحه؟!

ثمّ ما هو معنى أن يقبض الله بنفسه؟ هذا فيه شبهةُ القول والاعتقاد بالتجسيم، وهذا أمرٌ بعيد عن العقيدة الصحيحة، وعن المعاني الموجودة في القرآن الكريم، وفي الحديث الصحيح.

ولذلك لا يُعتنى بما ذُكِر.



أكتب تعليقك