ذكرى عاشوراء، وإشكاليّة أساليب الإحياء (5)
سؤال: هل هناك أحكام فقهية خاصة بأيام عاشوراء (كحرمة الزواج، حرمة السفر، حرمة إظهار الفرح، وجوب لبس السواد…)، أم أن ذلك يُعدّ من التقاليد والأعراف الاجتماعية، وليس من الدين؟
الجواب: ليس هناك أحكامٌ فقهيّة خاصّة بأيّام عاشوراء، سوى ما رُوي من كراهة صوم هذا اليوم، وإنّما يستحبّ الإمساك فيه إلى ما بعد العصر بساعةٍ([1])، أي إلى وقت مصرع الحسين(ع)؛ لجملةٍ من الروايات([2]).
وأمّا الزواج والسفر و… فليست محرَّمةً في نفسها. نعم، ما هو لازمٌ لمثل هذه الأعمال من إظهار الفَرَح والسرور يكون مكروهاً؛ لما رُوي عن مولانا الرضا(ع) أنّه قال: «كان أبي (صلوات الله عليه) إذا دخل شهر المحرَّم لا يُرى ضاحكاً، وكانت الكآبة تغلب عليه حتّى يمضي منه عشرة أيام، فإذا كان يوم العاشر كان ذلك اليوم يوم مصيبته وحزنه وبكائه، ويقول: هو اليوم الذي قتل فيه الحسين (صلوات الله عليه)»([3]).
فإذا لم تترافق هذه الأعمال مع الفرح والسرور فلا مشكلة فيها، حتّى في الأيّام العشرة الأولى من محرَّم. وأمّا بعد اليوم العاشر فلا مشكلة فيها أصلاً، حتّى مع الفَرَح والسرور، فإنّه لم يَرِدْ عنهم(عم) أنّهم كانوا يمتنعون عن أيّ عملٍ بعد العاشر، بل إن الرواية السابقة عن مولانا الرضا(ع) تدلّ على ذلك؛ إذ هو(ع) في مقام بيان حال أبيه في شهر محرَّم وطريقة تعامله مع ذكرى عاشوراء، ولم يذكر سوى غمّه وهمّه وكآبته في العشر الأوائل من المحرَّم، ولم يتعدّاها إلى غيرها، ما يعني أنّه(ع) لم يكن كذلك فيها، بل لم يذكر مولانا الرضا(ع) ـ وهو في مقام البيان ـ من مظاهر حزن أبيه(ع) سوى الحزن والبكاء، ولم يتعرّض للبس السواد ونحو ذلك، ما يعني أنّها لم تكن من سلوكيّات أهل البيت(عم) في إحيائهم لذكرى جدّهم الحسين(ع).
وأمّا لبس الأسود في عزاء سيّد الشهداء(ع) فهو ليس بواجبٍ حَتْماً، وأمّا كونه مستحبّاً فهو متوقِّفٌ على ثبوت كونه من الشعائر أو أنّه صار من الشعائر، والشعائر مستحبّةٌ.
وهنا تجدر الإشارة إلى أنّ لبس السواد مكروهٌ في الأصل ـ في الصلاة أو مطلقاً ـ؛ لما رُوي من أنّ «السواد لباس فرعون»([4])، وأنّ «السواد لباس أهل النار»([5])، وأنّ «السواد لباس أعداء الله»([6])، وأنّ «السواد لباس الجبّارين»([7])، وأنّ «السواد زِيّ بني العبّاس»([8])، وقد اتَّخذوه شعاراً لهم.
نقدٌ وتحليل
إذا قلنا بأنّ الشعائر توقيفيّة، وهو الصحيح؛ إذ قد أضافها الله إلى نفسه، فقال: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لاَ تُحِلُّوا شَعَائِرَ اللهِ﴾ (المائدة: 2)، وقال أيضاً: ﴿وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللهِ فَإِنَّهَا مِنْ تَقْوَى الْقُلُوبِ﴾ (الحجّ: 32). وبيَّن في موارد كثيرة أنّ بعض الأعمال من شعائر الله، كما في قوله: ﴿إِنَّ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ مِنْ شَعَائِرِ اللهِ﴾ (البقرة: 158)، في دلالةٍ ظاهرة على أنّ بيده تعيين الشعائر. وأوضح من ذلك قوله: ﴿وَالْبُدْنَ جَعَلْنَاهَا لَكُمْ مِنْ شَعَائِرِ اللهِ﴾ (الحجّ: 36)، فجعل أمرٍ ما وصيرورته من الشعائر إنّما هو بيد الله تبارك وتعالى.
إذا قلنا بأنّ الشعائر توقيفيّة فإنّه مهما كثر لبس السواد في عزاء الحسين(ع) لن يتحوَّل إلى شعيرةٍ ما لم يرِدْ نصٌّ من المعصوم(ع) في كونه من شعائر الله.
ومن هنا إذا كان لبس السواد مكروهاً في الصلاة فقط فإنّه يبقى على الإباحة في غيرها، وليس بمستحبٍّ.
وإذا كان لبس السواد مكروهاً مطلقاً ـ أي في الصلاة وغيرها، كما هو رأي بعض الفقهاء ـ فإنّه يكون مكروهاً، في عزاء الحسين(ع) وفي غيره.
وإذا قلنا بأنّ الشعائر غير توقيفيّة، أي يمكن أن تزداد تَبَعاً للأعراف السائدة، فإنّ كثرة لبس السواد في عزاء الحسين(ع) لا تصيِّره شعيرةً من شعائر الله إلاّ بناءً على القول بكراهة لبسه في الصلاة فقط.
وأمّا بناءً على القول بكراهة لبس السواد مطلقاً فإنّ المكروه لله لا يتحوَّل إلى محبوبٍ له لأنّ الناس شاؤوا ذلك وأرادوه، وكثرة العمل المكروه وشيوعه لا تنتج مستحبّاً.
اللهمّ إلاّ أن يُقال: إنّ الكراهة تنزيهيّة، ومعلومة العلّة، فإذا زاحمتها علّةٌ أقوى منها، تبدَّل الحكم، كما هو الحال في باب التزاحم.
وخلاصة الكلام: إنّها أعرافٌ وتقاليد قد توافق وقد تخالف شرع الله، فلا بُدَّ من التدقيق فيها؛ كي لا نقع في المعصية من حيث لا نشعر.
كما أنّه لا بُدَّ من ملاحظة الآثار السلبيّة لبعض هذه العادات، التي من شأنها تعطيل حياة الناس طوال العام. فإذا كان البناء على أنّه بعد وفاة كلٍّ من: النبيّ الأكرم والصدّيقة الطاهرة والأئمّة الأطهار يكون الحزن والحداد 40 يوماً فهذا يعني أنّه لن تبقى أيّامٌ لحركةٍ اعتياديّة، وهذا يعني الشلل التام للمجتمع، وهو ما لا يرضاه الله.
**********
الهوامش
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
([1]) الطوسي، مصباح المتهجِّد: 782، معلَّقاً عن عبد الله بن سنان قال: دخلتُ على سيدي أبي عبد الله جعفر بن محمد(عما) في يوم عاشوراء، فألفيته كاسف اللون، ظاهر الحزن، ودموعه تنحدر من عينيه كاللؤلؤ المتساقط، فقلت: يا بن رسول الله، ممَّ بكاؤك؟! لا أبكي الله عينيك، فقال لي: أوفي غفلةٍ أنت؟ أما علمت أن الحسين بن علي أصيب في مثل هذا اليوم؟ فقلتُ: يا سيدي، فما قولك في صومه؟! فقال لي: صمه من غير تبييت، وأفطره من غير تشميت، ولا تجعله يوم صوم كملاً، وليكن إفطارك بعد صلاة العصر بساعةٍ على شربةٍ من ماء؛ فإنّه في مثل ذلك الوقت من ذلك اليوم تجلَّت الهيجاء عن آل رسول الله، وانكشفت الملحمة عنهم، وفي الأرض منهم ثلاثون صريعاً في مواليهم يعزّ على رسول الله(ص) مصرعهم، ولو كان في الدنيا يومئذٍ حيّاً لكان صلوات الله عليه هو المعزّى بهم…، الحديث.
([2]) الكليني، الكافي 4: 146، عن الحسن [أو الحسين] بن عليّ الهاشمي، عن محمد بن موسى، عن يعقوب بن يزيد، عن الحسن بن عليّ الوشّاء، عن نجبة بن الحارث العطّار قال: سألتُ أبا جعفر(ع) عن صوم يوم عاشوراء؟ فقال: «صومٌ متروك بنزول شهر رمضان، والمتروك بدعةٌ»، قال نجبة: فسألت أبا عبد الله(ع) من بعد أبيه(ع) عن ذلك؟ فأجابني بمثل جواب أبيه، ثم قال: «أما إنه صوم يوم ما نزل به كتابٌ، ولا جَرَتْ به سنّةٌ، إلاّ سنّة آل زياد بقتل الحسين بن عليّ صلوات الله عليهما».
الكليني، الكافي 4: 146 ـ 147، عن الحسن بن عليّ الهاشمي، عن محمد بن عيسى بن عبيد، عن جعفر بن عيسى أخيه، قال: سألتُ الرضا(ع) عن صوم عاشوراء، وما يقول الناس فيه؟ فقال: «عن صوم ابن مرجانة تسألني! ذلك يوم صامه الأدعياء من آل زياد؛ لقتل الحسين(ع)، وهو يوم يتشأّم به آل محمد(ص)، ويتشأم به أهل الإسلام، واليوم الذي يتشأم به أهل الإسلام لا يصام، ولا يتبرَّك به. ويوم الاثنين يوم نحس، قبض الله عزَّ وجلَّ فيه نبيَّه، وما أصيب آل محمد إلاّ في يوم الاثنين، فتشأَّمنا به، وتبرَّك به عدوُّنا، ويوم عاشورا قتل الحسين صلوات الله عليه، وتبرَّك به ابن مرجانة، وتشأَّم به آل محمد صلّى الله عليهم، فمَنْ صامهما أو تبرَّك بهما لقي الله تبارك وتعالى ممسوخ القلب، وكان حشره مع الذين سنّوا صومهما، والتبرُّك بهما».
الكليني، الكافي 4: 147، عن الحسن بن عليّ الهاشمي، عن محمد بن عيسى، عن محمد بن أبي عمير، عن زيد النرسي قال: سمعتُ عبيد بن زرارة يسأل أبا عبد الله(ع) عن صوم يوم عاشوراء؟ فقال: «مَنْ صامه كان حظُّه من صيام ذلك اليوم حظّ ابن مرجانة وآل زياد»، قال: قلتُ: وما كان حظّهم من ذلك اليوم؟ قال: «النار، أعاذنا الله من النار، ومن عملٍ يقرِّب من النار».
الكليني، الكافي 4: 147، عن الحسن بن عليّ الهاشمي، عن محمد بن الحسين، عن محمد بن سنان، عن أبان، عن عبد الملك قال: سألتُ أبا عبد الله(ع) عن صوم تاسوعا وعاشورا من شهر المحرَّم؟ فقال: «تاسوعا يوم حوصر فيه الحسين(ع) وأصحابه رضي الله عنهم بكربلا، واجتمع عليه خيل أهل الشام، وأناخوا عليه، وفرح ابن مرجانة وعمر بن سعد بتوافر الخيل وكثرتها، واستضعفوا فيه الحسين صلوات الله عليه وأصحابه رضي الله عنهم، وأيقنوا أن لا يأتي الحسين(ع) ناصرٌ، ولا يمدّه أهل العراق ـ بأبي المستضعف الغريب ـ»، ثمّ قال: «وأما يوم عاشورا فيوم أصيب فيه الحسين(ع) صريعاً بين أصحابه، وأصحابه صرعى حوله [عراة]، أفصومٌ يكون في ذلك اليوم؟! كلاّ وربّ البيت الحرام، ما هو يوم صوم، وما هو إلاّ يوم حزن ومصيبة دخلت على أهل السماء وأهل الأرض وجميع المؤمنين، ويوم فرح وسرور لابن مرجانة وآل زياد وأهل الشام غضب الله عليهم وعلى ذرّياتهم، وذلك يومٌ بكت عليه جميع بقاع الأرض، خلا بقعة الشام، فمَنْ صامه أو تبرَّك به حشره الله مع آل زياد، ممسوخ القلب، مسخوطاً عليه، ومَنْ ادَّخر إلى منزله ذخيرةً أعقبه الله تعالى نفاقاً في قلبه إلى يوم يلقاه، وانتزع البركة عنه وعن أهل بيته وولده، وشاركه الشيطان في جميع ذلك».
([3]) الصدوق، الأمالي: 190 ـ 191، عن جعفر بن محمد بن مسرور(ر)، عن الحسين بن محمد بن عامر، عن عمِّه عبد الله بن عامر، عن إبراهيم بن أبي محمود قال: قال الرضا(ع): «إنّ المحرَّم شهرٌ كان أهل الجاهلية يحرِّمون فيه القتال، فاستحلَّتْ فيه دماؤنا، وهتكت فيه حرمتنا، وسبي فيه ذرارينا ونساؤنا، وأضرمت النيران في مضاربنا، وانتهب ما فيها من ثقلنا، ولم تُرْعَ لرسول الله(ص) حرمةٌ في أمرنا. إن يوم الحسين أقرح جفوننا، وأسبل دموعنا، وأذلّ عزيزنا، بأرض كربٍ وبلاء، أورثتنا الكرب والبلاء إلى يوم الانقضاء، فعلى مثل الحسين فليَبْكِ الباكون؛ فإنّ البكاء يحطّ الذنوب العظام». ثمّ قال(ع): «كان أبي (صلوات الله عليه) إذا دخل شهر المحرَّم لا يُرى ضاحكاً، وكانت الكآبة تغلب عليه حتّى يمضي منه عشرة أيام، فإذا كان يوم العاشر كان ذلك اليوم يوم مصيبته وحزنه وبكائه، ويقول: هو اليوم الذي قتل فيه الحسين (صلوات الله عليه)».
([4]) الصدوق، علل الشرائع 2: 346 ـ 347، عن أبيه(ر)، عن محمد بن يحيى العطّار، عن محمد بن أحمد، عن محمد بن عيسى اليقطيني، عن القاسم بن يحيى، عن جدّه الحسن بن راشد، عن أبي بصير، عن أبي عبد الله(ع) قال: حدّثني أبي، عن جدّي، عن أبيه، عن أمير المؤمنين(ع)، قال: في ما علَّم أصحابه: «لا تلبسوا السَّواد؛ فإنّه لباس فرعون».
([5]) الكليني، الكافي 3: 403، عن عليّ بن محمد، عن سهل بن زياد، عن محسن بن أحمد، عمَّنْ ذكره، عن أبي عبد الله(ع) قال: قلت له: أصلّي في القلنسوة السوداء؟ فقال: «لا تصلِّ فيها؛ فإنها لباس أهل النار».
الصدوق، علل الشرائع 2: 346، عن أبيه(ر)، عن محمد بن يحيى العطّار، عن محمد بن أحمد، عن سهل بن زياد، عن محمد بن سليمان، عن رجلٍ عن أبي عبد الله(ع)، قال: قلتُ له: أصلّي في القلنسوة السوداء؟ قال: «لا تصلِّ فيها؛ فإنها لباس أهل النار».
الكليني، الكافي 6: 449، عن أبي عليّ الأشعري، عن بعض أصحابه، عن محمد بن سنان، عن حذيفة بن منصور قال: كنتُ عند أبي عبد الله(ع) بالحيرة، فأتاه رسول أبي جعفر الخليفة يدعوه، فدعا بممطر، أحد وجهَيْه أسود، والآخر أبيض، فلبسه، ثم قال أبو عبد الله(ع): «أما إنّي ألبسه وأنا أعلم أنه لباس أهل النار».
الصدوق، علل الشرائع 2: 347، عن أبيه(ر)، عن محمد بن يحيى العطّار، عن محمد بن أحمد، عن الحسن بن الحسين اللؤلؤي، عن محمد بن سنان، عن حذيفة بن منصور قال: كنتُ عند أبي عبد الله بالحيرة، فأتاه رسول أبي العبّاس الخليفة يدعوه، فدعا بممطرة له، أحد وجهيه أسود، والآخر أبيض، فلبسه، ثمّ قال أبو عبد الله(ع): «أما إنّي ألبسه وأنا أعلم أنّه من لباس أهل النار».
([6]) الصدوق علل الشرائع 2: 348، عن محمد بن الحسن، عن محمد بن الحسن الصفّار، عن العبّاس بن معروف، عن الحسين بن يزيد النوفلي، عن السكوني، عن أبي عبد الله(ع) قال: «أوحى الله عزَّ وجلَّ إلى نبيٍّ من أنبيائه: قل للمؤمنين: لا تلبسوا لباس أعدائي، ولا تطعموا طعام أعدائي، ولا تسلكوا مسالك أعدائي، فتكونوا أعدائي، كما هم أعدائي».
([7]) الكليني، الكافي 6: 465، عن عدّةٍ من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن محمد بن عيسى، عن محمد بن عليّ الهمداني عن حنان بن سدير قال: دخلتُ على أبي عبد الله(ع) وفي رجلي نعلٌ سوداء فقال: يا حنان، ما لكّ وللسوداء! أما علمتَ أن فيها ثلاث خصال؟! تضعف البصر، وترخي الذكر، وتورث الهمّ، (و[هي] مع ذلك من لباس الجبارين)، قال: فقلتُ: فما ألبس من النعال؟ قال: عليك بالصفراء؛ فإن فيها ثلاث خصال: تجلو البصر، وتشدّ الذكر، وتدرأ الهمّ، وهي مع ذلك من لباس النبيّين.
الصدوق، الخصال: 99، عن أبيه رضي الله عنه، عن أحمد بن إدريس، عن محمد بن أحمد، عن موسى بن عمر، عن عبد الله بن جبلة، عن حنان بن سدير قال: دخلتُ على أبي عبد الله(ع) وعليَّ نعلٌ سوداء فقال: ما لكَ ولبس نعل سوداء! أما علمت أن فيها ثلاث خصال؟! قال: قلتُ: وما هي، جعلت فداك؟ قال: تضعف البصر، وترخي الذكر، وتورث الهمّ، وهي مع ذلك من لباس الجبّارين. عليك بلبس نعلٍ صفراء؛ فإن فيها ثلاث خصال، قال: قلتُ: وما هي؟ قال: تحدّ البصر، وتشدّ الذكر، وتنفي الهمّ، وهي مع ذلك من لباس الأنبياء(عم).
الصدوق، ثواب الأعمال: 24 ـ 25، عن أبيه(ر)، عن محمد بن يحيى، عن محمد بن أحمد، عن موسى بن عمير، عن عبد الله بن جبلة، عن حنان بن سدير قال: دخلتُ على أبي عبد الله(ع) وعليَّ نعلٌ سوداء، فقال: ما لكَ ولبس نعل سوداء! أما علمتَ أن فيها ثلاث خصال؟! قال: قلتُ: وما هي، جعلت فداك؟ فقال: تضعف البصر، وترخي الذكر، وتورث الهمّ، وهي مع ذلك لبّاس الجبّارين. عليك بلبس النعل الصفراء؛ فإنّ فيها ثلاث خصال، قال: قلتُ: وما هي؟ قال تحدّ البصر، وتشدّ الذكر، وتنفي الهمّ، وهي مع ذلك لباس الأنبياء.
([8]) الصدوق علل الشرائع 2: 348، عن محمد بن الحسن، عن محمد بن الحسن الصفّار، عن محمد بن أحمد، عن عليّ بن إبراهيم الجعفري، عن محمد بن معاوية بإسناده رفعه، قال: هبط جبرئيل(ع) على رسول الله(ص)، وعليه قباءٌ أسود ومنطقة فيها خنجر، قال: فقال له رسول الله(ص): يا جبرئيل، ما هذا الزيّ؟ قال: زيّ ولد عمّك العبّاس. يا محمد، ويلٌ لولدك من ولد العبّاس، فخرج النبيّ(ص) إلى العبّاس فقال: يا عمّ، ويلٌ لولدي من ولدك، فقال: يا رسول الله، أفأجبّ نفسي؟ قال: جفّ القلم بما فيه.
وقد قيل بالكراهة؛ جمعاً بين ما تقدَّم من الروايات وما رواه:
الكليني، الكافي 6: 449، عن عدّةٍ من أصحابنا، عن أحمد بن أبي عبد الله، عن بعض أصحابه، رفعه، قال: «كان رسول الله(ص) يكره السواد، إلاّ في ثلاث: الخفّ والعمامة والكساء».
الصدوق، علل الشرائع 2: 347، عن أبيه(ر)، عن محمد بن يحيى العطّار، عن محمد بن أحمد، عن محمد بن عيسى اليقطيني، عن القاسم بن يحيى، عن جدّه الحسن بن راشد، عن أبي بصير، عن أبي عبد الله(ع) قال: «كان رسول الله(ص) يكره السواد، إلاّ في ثلاثة: العمامة والخفّ والكساء».
الكليني، الكافي 6: 449، عن عدّةٍ من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن محمد بن عيسى، عن سليمان بن راشد، عن أبيه، قال: «رأيتُ علي بن الحسين(عما) وعليه دراعة سوداء وطيلسان أزرق».