أيُّ يومٍ هذا؟!
ستعرف البشريّة قيمة هذا اليوم ولو بعد حينٍ
وستدرك أنه يوم ولادة الأمل بالخلاص
وستعلم أنه يوم ولادة خليفة الرحمن
وشريك القرآن
وليّنا وسيّدنا وقائدنا وإمام زماننا
أبي القاسم
محمد بن الحسن المهديّ المنتظر
صاحب العصر والزمان
نعم، واللهِ، سيظهر
ولكنْ متى؟!
ظهورُه لطفٌ إلهيّ، واللطفُ واجبٌ
وهو(ع) جاهزٌ لحمل أعباء الدعوة والدولة
إذن، المشكلة فينا نحن
نحن الذي نؤخِّر ظهوره
نحن الذين لا نستحقّه
نحن الذين يخاف منا على نفسه ومشروعه
فالواجب علينا – قبل الدعاء له واستعراض الأشواق إليه –
الواجبُ علينا إصلاحُ أنفسنا
والاستعدادُ النفسي والتربوي والأدبي والأخلاقي لظهوره
نعم، فينا الخَلَل، وعلينا الإصلاح…
هذا هو الانتظار الحقيقي، هذا هو التمهيد الواقعي
وإلا فهو ليس بحاجةٍ لاستعدادنا
بالسلاح والعتاد
والعمران والبناء
والتوسُّع الجغرافي
والتغيير الديموغرافي
والتعبئة الجماهيرية
والتحشيد البشريّ….
فهذا كلُّه يفعله – وبأحسن ممّا نفعله – في طرفة عين – بعين الله –
وإنما هو ينتظر صلاح أنفسنا وذواتنا – وهو تكليف شخصي فردي خاص –
كلٌّ مسؤولٌ عن نفسه يهذّبها يربّيها يؤدّبها يطهّرها بتعاليم الإسلام، وهي واضحةٌ ومعلومةٌ للجميع
حينها فقط وفقط سيظهر، حين يثق بأن له جنوداً مجنَّدة
لا تلهيهم تجارةٌ ولا بيعٌ ولا أموالٌ ولا أولادٌ ولا مصالح ولا شهواتٌ ولا سلطةٌ ولا أهواء ولا ميولٌ ولا رغباتٌ ولا علاقاتٌ ولا.. ولا.. لا يلهيهم شيءٌ عنه وعن اتِّباعه وامتثال أوامره ونواهيه
حينها فقط وفقط سيظهر، فهل نفعل لكي يفعل؟!
واللهِ وتاللهِ وباللهِ أنه لن يفعل قبل أن نفعل
اللهمّ أعنّا على أنفسنا لكي نصلحها
فيتعجَّل بذلك فرجُنا بظهور إمامنا
دعاءٌ لا ينفع ما لم يكن مقروناً بالعمل
وقل (اعملوا) فسيرى اللهُ عملكم ورسولُه والمؤمنون
العملُ وحده هو المعيار، وكلُّ كلُّ ما عداه مَحْضُ هُراءٍ وتفاهةٍ ووَهْمٍ وأحلامٍ…
والختامُ سلام…