15 ديسمبر 2012
3٬732 مشاهدة
(بتاريخ: 15 ـ 12 ـ 2012م)
يحرم على المرأة أن ترتدي من الثياب ما يكشف شيئاً من جسدها، أو يبرز مفاتنها، أو يلفت أنظار الرجال إليها. إنّها كلماتٌ يردِّدها علماء الدين على مسامعنا كثيراً، فما هي الحكمة من ذلك الحكم؟ أو فقُلْ: هل صحيحٌ أنّ الثياب التي ترتديها المرأة قد تؤدّي إلى فسادٍ اجتماعيّ، وانحلالٍ خُلُقيّ؟
من الواضح جدّاً أنّ للباس دوراً كبيراً في لفت النظر، ولذا تعتني الفتيات والسيّدات باختيار ملابسهنّ، حيث يعرفْنَ ما لذلك من تأثير في الطرف المقابل، سواءٌ كان رجلاً أو امرأة، فتكون الفتاة أو السيّدة ذات الثياب الجميلة محطّ إعجاب. وكذلك يفعل الرجال، وإنْ باهتمامٍ أقلّ من اهتمام النساء.
وكذلك هي حال الثياب التي تكشف شيئاً من الجسم، فإنّها تكون سبباً مباشراً في لفت نظر الجنس الآخر إلى ما يحبّونه ويعجبهم فيه، فتثور كوامنُ الغرائز، وتشتهي ما لا يحقّ لها تناوله، ويُستَرَق البصرُ إلى شيءٍ من ذلك؛ فتكون الخيانة، دون شبعٍ أو ارتواء.
وميلُ الرجل إلى جسد المرأة ورغبته فيه، وكذا ميلُها إلى جسد الرجل ورغبتها فيه، أمرٌ ضروريّ وفطريّ ـ بل إنّ عدمه يُعتبر مرضاً وعيباً ونقصاً ـ، وينبغي إشباعه، ولكنْ بالطريقة المشروعة، ألا وهي الزواج، وليس من خلال علاقاتٍ عاطفيّة عابرة ودنيئة، فيها من الأنانيّة الكثير الكثير، حيث يقضي الرجل شهوته، ثم يَدَعُ الفتاة أو السيّدة تكابد من جرّاء فعلته الشنيعة.
أكمل قراءة بقية الموضوع ←
13 ديسمبر 2012
2٬882 مشاهدة
(بتاريخ: 13 ـ 12 ـ 2012م)
نسمع بين حينٍ وآخر من ينذر الناس بأنّ القيامة ستقوم يوم كذا في سنة كذا، أو أنّ نهاية العالم ستكون في اليوم الفلاني من السنة الفلانيّة، فما هو موقف الدين الحنيف من هذه الإشاعات؟ وهل يمكن أن تكون صحيحة؟
نحن المؤمنون لا تخيفنا هذه التوقُّعات؛ لا لأنّنا نؤمن بأنّنا سننتقل إلى حياةٍ أفضل من هذه الحياة فحسب؛ بل لأنّنا على يقينٍ بأنّ القيامة لن تقوم قبل ظهور القائم من آل محمّد المهديّ المنتظر عليه السلام، يطلب بثارات دين الله من البغاة والكفرة، وسيحكم العالَمَ أجمع، ويعمّ العدلُ في دولته، ويُؤخَذ الحقُّ للمظلوم من الظالم.
ومدّة حكمه على أقلّ تقدير ـ كما في الروايات ـ سبع سنين، ونحن ـ ومن موقعنا الشرعيّ ـ نبشِّر كلّ الخائفين من نهاية العالم ونقول: لا نهاية للعالم قبل سبع سنوات من اليوم.
وهكذا دائماً أضيفوا على تاريخكم سبع سنوات، واعلموا أنّه لا قيامة ولا نهاية للعالَم قبل ذلك.
هذا تحدٍّ منّا لكلّ مَنْ يروِّج هذه الدعايات، وهدفُهم منها ـ في ما نعتقد ـ تشكيك الناس في القيامة، فعندما لا يصيب توقُّعهم في المرّة الأولى والثانية والثالثة وهكذا مَنْ ذا سيصدِّق بعد ذلك ما يقوله علماء الدين، المبشِّرين والمنذرين، عن وجود يوم قيامة وحساب. أوّلُ ما سيواجهونه ضحك وسخرية الناس من هكذا كلام، بعد أن ثبت كذب مثله لمرّات ومرّات.
غير أنّ هذا حقٌّ ثابت في القرآن والروايات، بل يحكم به العقل؛ ليجازى المسيء، ويثاب المحسن، وإلاّ كان ظلماً لمَنْ عمل الصالحات أن يكون مع الذي أساء وجنى ما جنى من الموبقات.
إذاً نعتقد أنّ هذه التوقُّعات صنيعة مخابراتٍ ثقافيّة تريد أن تشكِّكنا في يوم القيامة والحساب، ولكنّ إيماننا يفضحها ويكذِّبها.
وليت بعض العلماء الكبار ـ أمثال المراجع والمجتهدين المعروفين ـ يدخلون في مثل هذا التحدّي لهذه التنبّؤات، ما يقلب المشهد من تشكيك الناس في المعتقدات الإلهيّة إلى إيمانٍ راسخ بهذه المعتقدات، ولكنْ من دون توقيتٍ محدَّد لزمانها.