26 يوليو 2013
التصنيف : تعليقات لتصحيح الاعتقادات
لا تعليقات
2٬814 مشاهدة
الحسن بن عليّ المجتبى(ع)، تاريخٌ مجيد لن يطاله التشويه

مولد الحسن

(بتاريخ: الجمعة 26 ـ 7 ـ 2013م)

مرّت بنا في الخامس عشر من شهر رمضان المبارك ذكرى ولادة سبط رسول الله(ص) وريحانته، ثاني أئمّة أهل البيت(ع)، الحسن بن عليّ المجتبى(ع)، ذاك الإمام المظلوم من بعض شيعته كما من عدوّه. فتعالَوْا نتعرَّف على بعض جوانب حياته وصفاته وأسرار مظلوميّته:

أمّا نسبه فإنّه(ع) أغنى عن التعريف؛ لأنه ابن رسول الله(ص)، وذلك يجعله أشهر من نارٍ على عَلَم.

وأمّا صفاته فقد كان(ع) أحلم أهل عصره وأهيبهم وأزهدهم وأعبدهم.

فقد التقى في المدينة المنوَّرة رجلاً شاميّاً ممَّنْ عبّأهم معاوية بغضاً وحقداً وكرهاً لأمير المؤمنين عليٍّ وأهل بيته(ع)، فجعل الشاميّ يسبّه، والإمام ملتفتٌ عنه، كأنّه لا يسمع ما يقول، فواجهه الرجل، وقال: إيّاك أعني، فقال(ع): وعنك أعرض.

وكان(ع) إذا حجّ بيت الله الحرام حجَّ ماشياً، وربما مشى حافياً؛ تواضعاً لله سبحانه وتعالى، وكان الناس ينزلون عن مراكبهم؛ استحياءً منه، حتّى سلك طريقاً آخر؛ ليتمكّن الناس من الركوب.

وكان(ع) يعيش الخوفَ من الله سبحانه وتعالى ـ وهو المعصوم ـ كأشدّ ما يكون الخوف، فكان إذا ذكر الموت بكى، وإذا ذكر القبر بكى، وإذا ذكر البعث والنشور بكى، وإذا ذكر الممرّ على الصراط بكى، وإذا ذكر العَرْض على الله تعالى ذكرُه شهق شهقةً يُغشى عليه منها، وإذا قام في صلاته ترتعد فرائصه بين يدي ربّه عزَّ وجلَّ.

وكان إذا توضّأ ارتعدت مفاصله، واصفرّ لونه، فقيل له في ذلك، فقال: حقٌّ على كلٍّ مَنْ وقف بين يدي ربِّ العرش أن يصفرّ لونه، وترتعد مفاصله.

وكان إذا بلغ باب المسجد رفع رأسه، وهو يقول: إلهي ضيفُك ببابك، يا محسنُ، قد أتاك المسيء، فتجاوَزْ عن قبيح ما عندي بجميل ما عندك، يا كريم.

وقد حيَّتْه جاريةٌ له(ع) بطاقة رَيْحان، فقال لها: أنتِ حرّةٌ لوجه الله، فقيل له في ذلك، فقال: أدَّبنا الله تعالى، فقال (وَإِذَا حُيِّيتُمْ بِتَحِيَّةٍ فَحَيُّوا بِأَحْسَنَ مِنْهَا أَوْ رُدُّوهَا)، وكان أحسن منها اعتاقها.

وما هذا إلاّ غيضٌ من فيض من صفاته وأخلاقه سلام الله عليه.


أكمل قراءة بقية الموضوع ←

20 يوليو 2013
التصنيف : مقالات فكرية
لا تعليقات
2٬560 مشاهدة
الأخوّة بين المؤمنين ضرورةٌ دينيّة

600بكسل

(بتاريخ: السبت 20 ـ 7 ـ 2013م)

بمناسبة ذكرى المؤاخاة بين المهاجرين والأنصار، في 12 رمضان، عام1هـ

يقول الله سبحانه وتعالى في كتابه المجيد: ﴿إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ﴾.

إنّها الأخوّة بين المؤمنين، المؤثِّر المباشر على تركيبة المجتمع الإسلامي، وعلى العلاقة بين أفراده.

هذه الأخوّة الروحيّة التي تُلزم الإنسان المؤمن، تجاه نظيره المؤمن، بالكثير من الحقوق، كحقّ الاحترام، والنصيحة، والمعونة، و…

هذه الأخوّة الروحيّة هي الأخوّة التي اعتبرها الله سبحانه وتعالى وسيلةً للترابط والمودّة والرحمة.

فأخوّة النسب، وغيرها من العلاقات النسبيّة، كالبنوّة، لا تمثِّل عند الله عزَّ وجلَّ أيَّ قيمةٍ ما لم تكن مرافقةً لهذه الأخوّة. وقد حدَّثنا الله سبحانه وتعالى عن نبيِّه نوح(ع)، الذي وعده الله بإنقاذ أهله من الغَرَق، بقوله: ﴿قُلْنَا احْمِلْ فِيهَا مِنْ كُلٍّ زَوْجَيْنِ اثْنَيْنِ وَأَهْلَكَ إِلاَّ مَنْ سَبَقَ عَلَيْهِ الْقَوْلُ﴾، أنّه قال، عندما رأى وَلَدَه يغرق: ﴿رَبِّ إِنَّ ابْنِي مِنْ أَهْلِي وَإِنَّ وَعْدَكَ الْحَقُّ وَأَنْتَ أَحْكَمُ الْحَاكِمِينَ﴾، وجاءه الجواب سريعاً وواضحاً: ﴿قَالَ يَا نُوحُ إِنَّهُ لَيْسَ مِنْ أَهْلِكَ إِنَّهُ عَمَلٌ غَيْرُ صَالِحٍ﴾.

وقد أراد الله لهذه الأخوّة أن تولِّد بين المؤمنين نوعاً من المحبّة والمودّة والأُلفة، تمنع أحدهم عن الآخر. وكيف لا، وهي علاقةٌ أساسُ نشأتها من الله سبحانه وتعالى. نعم، أرادها أن تمنع بينهم أيَّ ضغينة، وأيَّ حقد، وأيَّ عداء، حتَّى جاء في الحديث: «إذا قال المؤمنُ للمؤمنِ أنتَ عدوِّي كفر أحدُهما». لماذا؟ لأنّ الله يقول: ﴿إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ﴾، بما تمثِّله (الأخوّة) من محبّة ومودّة، وهو يقول لأخيه المؤمن: «أنتَ عدوّي»، بما تحمله لفظة (العدوّ) من معاني البُغْض والشنآن. فاللهُ يقول، وهو يقول، فهل يكون مسلماً؟!

لطالما عرفوه ونعتوه بـ «الصادق الأمين»، ورضُوا به حَكَماً ومُشيراً.

وما إنْ بُعث بالرسالة، وجاءهم بالهدى والحقّ، ديناً قِيَماً ملَّة إبراهيم حنيفاً، حتّى اتَّهمُوه بأنّه «ساحرٌ»، و«مجنونٌ»، و«كاذبٌ»، و«كاهنٌ»، وأخذوا يؤذونه، كلَّما سنحت لهم الفرصة، حتّى قال: «ما أُوذي نبيٌّ مثل ما أُوذيتُ».

ورحل المحامي والكفيل، ورحل أبو طالب رضوان الله تعالى عليه، والدعوةُ الإسلاميّة قد ظهرَتْ إلى الوجود، وأخذَتْ تطرق كلَّ أُذُن، وأحسَّتْ قريش بالخطر الكبير يحدِّق بمصالحها، ويهدِّد زعامتها، فقرَّرتْ الخلاص من محمّدٍ(ص)، وعزمَتْ على أن تضع حدّاً لهذا الانتشار الإسلامي، ولكنْ كيف السبيلُ إلى ذلك؟

يحدِّثنا الله عن ذلك الانقلاب الكبير، وتلك المؤامرة والمكيدة العظيمة، بقوله: ﴿وَإِذْ يَمْكُرُ بِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِيُثْبِتُوكَ أَوْ يَقْتُلُوكَ أَوْ يُخْرِجُوكَ وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ﴾، أي ليحبسوك أو يقتلوك أو ينفوك.

واضطرَّ(ص) ـ كمَنْ سبقه من المسلمين ـ للهجرة من مكّة، مهوى الفؤاد وحَبّة القلب، فودَّعها وداع مَنْ عزَّ فراقها عليه، وهو القائل: «لَقَدْ عَلِمْتُ أَنَّكِ أَحَبُّ أَرْضِ اللَّهِ إِلَيْهِ، وَلَوْلا أَنَّ قَوْمِي أَخْرَجُونِي مِنْكِ مَا خَرَجْتُ».

وكانت هجرةً قسريّة إلى «يثرب» فحلَّ بها، مبارِكاً، ومنيراً، فأصبحت «المدينةَ المنوَّرة» بنور الإسلام، ونور النبيِّ الأكرم محمد(ص).

إذاً كانت مكّةُ أرضاً لتحضير القاعدة الشعبيّة؛ للنهوض بعد ذلك بالدولة الإسلامية في المدينة المنوَّرة.

ومن خلال هذا التقسيم: مكّةُ تحضيرٌ للدولة؛ ويثربُ إنشاءٌ للدولة، ووضعُ نظامٍ لها، نعرف أهمّيّة الخطوات التي اتَّخذها رسول الله في المدينة المنوّرة.

1ـ وأوّلُ هذه الخطوات بناءُ المسجد؛ ليكون ملتقى الناس، ومكانَ اجتماعهم؛ وللتركيز على أهمّية المسجد في حياة الإنسان، العباديّة والثقافيّة والاجتماعيّة، فهو مكانُ الصلاة والاعتكاف، وهو مكانُ الدرس والمناظرة والحوار، وهو ملتقى المؤمنين، يتعرَّفون فيه على مشاكل بعضهم، ويتشاورون فيه في سُبُل حلِّها، وتنظيم واقعهم. فأيُّ مكانةٍ للمسجد هي هذه المكانة؟!

ومن هنا كان تركيز الإسلام على الحضور في المساجد، فكان حديثُه(ص): «لا صلاة لجار المسجد إلاّ في المسجد»، وكانت الآية الكريمة: ﴿إِنَّمَا يَعْمُرُ مَسَاجِدَ اللَّهِ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَأَقَامَ الصَّلاَةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَلَمْ يَخْشَ إِلاَّ اللَّهَ﴾.

2ـ وأمّا خطوته الثانية فكانت المؤاخاة بين المهاجرين والأنصار، حيث طلب من كلِّ أنصاريٍّ أن يتَّخذ له أخاً من المهاجرين، يقاسمه مالَه، ودارَه، وأرضَه؛ لتتعمَّق بينهما روح الأخوّة الدينيّة، وتشتدَّ خيوط التعاون والمحبّة والرحمة. وبهذا صار الذين معه أشداء على الكفّار، رحماء بينهم: ﴿مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ﴾.

أشدّاء على الكفّار، لا حِقْداً، ولا بُغْضاً؛ بل لأجل هدايتهم. وذلك واقعٌ مفروضٌ. فالمسلمون لم يشهروا سَيْفاً إلاّ في وجه مَنْ قاتلهم، وناصبهم العداوة والبغضاء، فكانت بدرٌ، وأُحُد، والأحزاب، وخيبر، وحُنَيْن، وتبوك، وغيرها.

رحماءُ بينهم؛ لأنّه لا حياة بلا رحمة، وبلا محبّة، وبلا تعاون. فكيف يبني رسول الله(ص) دولةً إسلاميّة دون توفير شروط الحياة لها؟! لهذا كانت تلك المؤاخاة.

فما أحوجنا إليها اليوم، ونحن في حمأة الصراع، ولهيب النزاع، يقتل بعضُنا بعضاً، ويسبّ بعضُنا بعضاً، باسم الدين والإيمان، والدين والإيمان من كلِّ ذلك براءٌ.

اللهمّ نبِّهنا من نَوْمة الغافلين، وهبْ لنا من لدنك رزقاً واسعاً، وعِلْماً نافعاً، إنّك وليٌّ قريبٌ مجيب.

18 يوليو 2013
التصنيف : مقالات فكرية
لا تعليقات
2٬525 مشاهدة
السيّدة خديجة بنت خويلد الأسديّة، دروسٌ خالدة

1343588258341

نتقدَّم من رسول الله الأكرم، وآله الطاهرين، ولا سيّما بقيّة الله الأعظم

بأسمى آيات العزاء؛ لذكرى وفاة أمّ المؤمنين والمؤمنات

السيّدة خديجة الكبرى عليها السلام

(بتاريخ: الأربعاء 17 ـ 7 ـ 2013م)

مرّت بنا في العاشر من شهر رمضان ذكرى وفاة أمّ المؤمنين والمؤمنات خديجة بنت خويلد الأسديّة، زوجة النبيّ(ص) الأولى، والتي كانت لها في نفس النبيِّ(ص) مكانةٌ عالية، حتى أنّه لم يتزوِّج في حياتها غيرَها، وكانت مستحقّةً لهذا الإكرام والتبجيل.

فمَنْ هي أمُّ المؤمنين والمؤمنات السيّدة خديجة بنت خويلد الأسديّة؟

كانت السيّدة خديجة بنت خويلد من بني أَسَد. وكانت في جاهليتها ذاتَ غنىً ويُسْرٍ كبيرَيْن. وكان يتقدَّم لخِطْبتها الكثيرون من قومها، وهي تردُّهم واحداً تلو الآخر، بعد أن كانت قد عزمَتْ بعد زواجها الأوّل، الذي فشل، أن تتفرَّغ لتجارتها، وتترك الرجالَ وشأنَهم.

وهكذا انشغلت عن الزواج بتجارتها. ولم يُسمَعْ عنها طيلة تلك المدَّة أيُّ صفة سوءٍ، فكانت طيلة تلك الفترة مثالَ المرأة الطاهرة العفيفة، حتّى سُمِّيت في الجاهلية بـ «المرأة الطاهرة».

وفي إحدى السنوات اشتدَّتْ الفاقةُ في آل أبي طالب. وكان أبو طالب قد عجز عن السفر؛ لكِبَر سنِّه، فدعا ابنَ أخيه محمداً(ص)، وطلب منه أن يسافر في تجارةٍ لخديجة إلى الشام؛ عسى الله أن يفتح على يديه باباً للرزق.

وبالفعل وافقَتْ خديجة على خروجه بتجارتها؛ لما كانت تعرفه عنه من صدقٍ وأمانة. فانطلق(ص) بالقافلة إلى الشام. وببركته عادَتْ القافلةُ إلى مكّة وأرباحُها أضعافُ أضعاف الربح المعتاد.

وأُعجِبَتْ خديجةُ بهذه الشخصيّة الفريدة: خُلُقٌ رفيع، وإنسانيّةٌ عالية، وصفاتٌ حميدة، وشمائلُ كريمة. نعم حدَّثها بكلِّ هذا ميسرةُ، خادمُها الوفيّ، ورفيقُ محمد(ص) في سفره إلى الشام.

ومالَتْ إليه بقلبها، وتمنَّتْ لو يتقدَّم لخِطْبتها من أبيها أو عمّها، وباحت بسرِّها لأختها، واتفقتا على أن تذهب الأختُ إلى أبي طالب، وتطلب منه محمداً(ص) زوجاً لأختها «خديجة».

وبالفعل تقدَّمت إلى شيخ بني هاشم وزعيمها، فوافق على طلبها، وتحدَّث مع محمد(ص) في ذلك، فوافق أيضاً. وتمَّ الزواج بينهما، وهي في سنِّ الأربعين، وهو في سنٍّ لم تتجاوز الخامسة والعشرين.

ونحن في هذا المقام نحاول أن ندرس هذا الحَدَث؛ لنستفيد منه ما يُمكِنُنا، فهو تجربةُ نبيِّ البشريّة، وخيرِ خلق الله أجمعين، فنقول:

ليس عيباً ولا نقصاً أن تتقدَّم امرأةٌ إلى شابٍّ؛ لتطلب منه الزواج، طلباً مؤدَّباً، خالياً من أيِّ شبهةٍ أو نوايا سيِّئة؛ لأنّه لو كان هذا نقصاً أو عيباً لما تزوَّج رسولُ الله(ص) خديجةَ بعد أن أصابها العيبُ والنقص؛ بطلبها الزواج من رسول الله(ص).

وقد حدَّثنا الله سبحانه وتعالى في كتابه العزيز عن ابنة نبيِّ الله شعيب تخاطبه في أمر موسى(ع)، لمّا وصل إليهم هارباً من فرعون وملأه، فقال: ﴿قَالَتْ إِحْدَاهُمَا يَا أَبَتِ اسْتَأْجِرْهُ إِنَّ خَيْرَ مَنْ اسْتَأْجَرْتَ الْقَوِيُّ الأَمِينُ * قَالَ إِنِّي أُرِيدُ أَنْ أُنكِحَكَ إِحْدَى ابْنَتَيَّ هَاتَيْنِ عَلَى أَنْ تَأْجُرَنِي ثَمَانِيَةَ حِجَجٍ﴾، فكان تفسيرُ قولها: «اسْتَأْجِرْهُ» أنْ جعله شعيب زَوْجاً لإحداهما بطلبٍ منها، ولم يكن ذلك نقصاً ولا عيباً.

صحيحٌ أنّ هذا يخالف العُرْف في عصرنا، ولكنَّه ليس عاراً، ولا عيباً، بل هو جائزٌ مباحٌ شرعاً. وهذا درسٌ عامّ.


أكمل قراءة بقية الموضوع ←

15 يوليو 2013
التصنيف : تعليقات لتصحيح الاعتقادات
لا تعليقات
344٬428 مشاهدة
الصحابيّ الجليل أبو طالب الهاشميّ، بين الإنصاف والتطاول

1005175_207638472725131_499150340_n

أحرُّ التعازي نرفعها إلى رسول الله الأكرم محمد(ص) وآله الميامين،

وجميع المؤمنين والمؤمنات في مشارق الأرض ومغاربها،

في ذكرة وفاة الحامي والكفيل، الصحابيّ الجليل، أبي طالب الهاشمي رضوان الله تعالى عليه.

(بتاريخ: الاثنين 15 ـ 7 ـ 2013م)

إنّه عمّ النبيّ(ص) أبو طالب الهاشميّ، إنّه المحامي والكفيل.

ويتَّهمونه حسداً وحقداً، وزوراً وبهتاناً، أنّه مات كافراً، وأنّه يوم القيامة في ضحضاحٍ من نار.

وتناسَوْا أنّ أبا طالب كان في بداية الدعوة الحامي الوحيد لرسول الله(ص)، يمنع عنه كلّ أذىً، ويقف بقوّة وشراسة في وجه كلِّ الذين يتربَّصون به سوءاً، فهل كان يدافع عن دينٍ لا يعتقد به، ولا يؤمن بشرعيّته وحقّانيّته؟!

أليس هو الذي افتقد النبيّ(ص) يوماً، فخاف أن تكون قريش قد تعرَّضت له بسوء، فجمع بني هاشم، وقلّدهم السيوف والقضبان، حتّى أحاطوا بأشراف مكّة وزعمائها، وهم حول الكعبة، حتّى إذا لم يأتِ رسول الله(ص) يضرب أعناقَهم جميعاً؟!

أليس بينما النبيّ(ص) في المسجد الحرام، وعليه ثيابٌ له جُدَدٌ، إذ ألقى المشركون عليه سلا ناقةٍ، فملأوا ثيابه بها، فدخله من ذلك ما شاء الله [غمّاً وحزناً]، فذهب إلى أبي طالب، فقال له: يا عمّ، كيف ترى حَسبي فيكم؟ فقال له: وما ذا يا ابنَ أخي؟ فأخبره الخبر، فدعا أبو طالب حمزةَ، وأخذ السيف، وقال لحمزة: خُذْ السلا، ثمّ توجَّه إلى القوم، والنبيُّ معه، فأتى قريشاً وهم حول الكعبة، فلمّا رأَوْه عرفوا الشرَّ في وجهه، ثم قال لحمزة: أَمِرَّ السلا على سِبالِهم، ففعل ذلك، حتّى أتى على آخرهم، ثمّ التفت أبو طالب إلى النبيّ(ص)، فقال: يا ابن أخي، هذا حسبُك فينا؟!

أليس هو الذي اشتكَتْ إليه قريشٌ ما فعله النبيّ(ص) بها وبآلهتها، قائلةً: ماذا يريد ابن اخيك؟! إنْ أراد مُلْكاً ملّكناه، وإنْ أراد مالاً أغنيناه، وإنْ أراد زَوْجاً فليختَرْ مَنْ يشاء من النساء، ولكنْ ليدَعْ ذكر آلهتنا بسوءٍ، فذهب أبو طالب إلى النبيّ(ص) يخبره بعرضِ قريش، فقال(ص): واللهِ يا عمّ، لو وضعوا الشمس في يميني، والقمر في يساري، على أن أترك هذا الأمر، ما فعلتُ حتّى يُظهره الله أو أهلك دونه؟!


أكمل قراءة بقية الموضوع ←

5 يوليو 2013
التصنيف : حوارات
لا تعليقات
2٬335 مشاهدة
الطلاق وأسبابه

000-الدعاية لنشر نص حلقة الطلاق وأسبابه

حوارٌ مع سماحة الشيخ محمد دهيني

ضمن برنامج (آراء وأحداث)، على قناة الثقلين العالميّة، مع الإعلامي يعقوب علويّة

بتاريخ: الخميس 4 ـ 7 ـ 2013م، الساعة 8.45 مساءً

1ـ متى يصرح الإسلام بالطلاق؟

بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله ربّ العالمين، والصلاة والسلام على سيّدنا ونبيّنا أبي القاسم المصطفى محمّد، وعلى آله الطيّبين الطاهرين وأصحابه المنتجبين.

لقد ورد في الحديث النبويّ الشريف: «أبغض الحلال إلى الله الطلاق» (سنن ابن ماجة 1: 651)، وجاء عنه(ص) أيضاً: «أوصاني جبرئيل(ع) بالمرأة، حتّى ظننتُ أنه لا ينبغي طلاقُها إلاّ من فاحشة مبيِّنة» (الكافي 5: 512).

ولكنْ أحياناً؛ ونتيجةً لأسباب عديدة، ليس هاهنا محلّ الكلام المفصَّل فيها، تتحوَّل الحياة الزوجيّة، التي أرادها الله عزّ وجلّ حياةً ملؤها السكينة والمودّة والرحمة: ﴿وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجاً لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ﴾، تتحوَّل إلى جحيمٍ، وينتقض الغرض، فتتبدَّل السكينة عذاباً، وتنقلب المودّة بُغْضاً وحِقْداً، وتتحوَّل الرحمة نقمةً. هنا يطرح الإسلام عدّة حلولٍ في سبيل الحفاظ على هذه الحياة الأُسَريّة المتماسكة، التي لا تخصّ المرأة والرجل وحدهما في أغلب الأحيان، وإنّما تمتدّ لتطال بآثارها السلبيّة أو الإيجابيّة الأطفال والأولاد أيضاً، يطرح الإسلام عدّة حلول، بدءاً من الحلّ الداخلي بين الزوجَيْن فيما إذا كان الخلاف حول بعض القضايا التي لا مجال لتدخُّل الآخرين في معالجتها في الحياة الزوجيّة، وهنا أباح الإسلام، وكحالةٍ استثنائيّة واضطراريّة، اللجوء إلى العنف المحدود والمقنَّن ـ أعني به الضرب، ولكنْ بشروط ووسائل خاصّة ـ، في ما يوحي لكلا الزوجين أن الأمور قد وصلت إلى مرحلة في غاية الخطورة، وأنّ الأمر سيخرج إلى العَلَن، وهو ما لا يرتضيه الطرفان عادةً: ﴿وَاللاَّتِي تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ فَعِظُوهُنَّ وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ وَاضْرِبُوهُنَّ فَإِنْ أَطَعْنَكُمْ فَلاَ تَبْغُوا عَلَيْهِنَّ سَبِيلاً إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيّاً كَبِيراً﴾، وصولاً إلى تحكيم العقلاء من الأهل: ﴿وَإِنْ خِفْتُمْ شِقَاقَ بَيْنِهِمَا فَابْعَثُوا حَكَماً مِنْ أَهْلِهِ وَحَكَماً مِنْ أَهْلِهَا إِنْ يُرِيدَا إِصْلاَحاً يُوَفِّقْ اللَّهُ بَيْنَهُمَا إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيماً خَبِيراً﴾، وذلك كخطوة أخيرة في طريق الحلّ، وتكون الخطوة القادمة هي الانفصال لا غير؛ إذ أُعْدِمت جميع وسائل الحَلّ الممكنة.

في مثل هذه الحالات يسوغ الطلاق، ويكون محبوباً ومرغوباً شرعاً وعقلاً وعرفاً؛ لأنّه يكون السبيل الوحيد لخلاص كلا الطرفين من واقعٍ مأساويّ يعيشان فيه.

وأمّا أن يكون الطلاق سيفاً مسلَطاً فوق رقبة الزوجة أو الزوج أو طرحاً متداولاً عند كلّ نزاع أو خلاف، وهو أمرٌ طبيعيّ؛ إذ يستحيل التطابق الكلّي بين شخصين، وبالتالي ستكون بينهما اختلافات قد تنجرّ إلى خلافات، أن يطرح الطلاق عند كلّ نزاع أو خلاف فهذا يعني تهديداً مستمرّاً لكيان الأسرة، وسلامتها، ولا سيّما أنّ آثار الطلاق ستنعكس بلا ريب على الأولاد، مادّياً ومعنوياً.

وهذا يعني أيضاً أنّ الزوجَيْن حين أقدما على الزواج لم يكونا راشدَيْن بما فيه الكفاية. ومن هنا فنحن ندعو المقدِمين على الزواج من الشباب والفتيات إلى السعي الحثيث للاطّلاع على واقع الحياة الزوجيّة، بعيداً عن خيال العشّاق، ووَهْم الغرام، وثِقْل رتابة الحياة مع الأهل (حياة العزوبيّة)، فإنّ للحياة الزوجيّة تفاصيلها الكثيرة التي ينبغي لكلا الطرفَيْن دراستها بجدّيّة وواقعيّة، وبعد ذلك يكون القرار الحاسم في الدخول إلى مثل هذه الحياة أو لا. وأمّا أن يتمّ الإقدام العابث على هذه الحياة الجديدة؛ طمعاً في تغيير نمطٍ من الحياة، ثمّ عند أول منعطف تتمّ المطالبة بالعودة إلى الحياة السابقة، فهذا غايةُ الظلم للشريك (الزوج أو الزوجة)، وثمرات هذه الشراكة (الأطفال).

كما أنّه ينبغي للزوج والزوجة أن يعلما أنّه لا عودة حقيقيّة إلى الحياة السابقة، وإنّما هو نوعٌ ثالث من الحياة، لا أتصوَّر أنّه سيكون أقلَّ وطأةً ومشقّةً وألماً من الحياة الزوجيّة.

 
أكمل قراءة بقية الموضوع ←

3 يوليو 2013
التصنيف : حوارات، مقالات سياسية
لا تعليقات
3٬046 مشاهدة
ماذا يعرف الشباب عن الرسول؟

أبيض أسود  111  شبابيات

حوارٌ مع سماحة الشيخ محمد عباس دهيني

ضمن برنامج (أبيض أسود)، على قناة الإيمان الفضائية، مع الإعلاميّة بتول فحص

بتاريخ: السبت 26 ـ 1 ـ 2013م، الساعة: 8.30 مساءً

ـ شبابٌ تظاهروا ضدّ الإساءة للرسول(ص)، ولا يعرفون أين نزل عليه الوحي؟ ومتى؟ وما هي أوّل آية نزلت في القرآن؟
ـ شبابٌ تظاهروا ضدّ الإساءة للرسول(ص)، ولا يعرفون مَنْ هي زوجته؟ وكم استمرّت الدعوة؟ ولا يحفظون عنه حديثاً أو قولاً؟
ـ ما سبب ضعف الثقافة الدينية لدى الشباب؟ ومَنْ يتحمَّل المسؤولية؟

1ـ شاهدت التقرير، هل تلوم الشباب على فقر ثقافتهم المتعلقة بالرسول(ص)؟

بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على أشرف الخلق وسيّد المرسلين حبيبنا وطبيبنا وشفيع ذنوبنا أبي القاسم محمد وعلى آله الطيبين الطاهرين وأصحابه المنتجبين ومَنْ تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.

الشباب مرحلة الطموح والأمل، ومرحلة المرح والفرح، ومرحلة القوّة والعطاء.

ولا بدّ في أي عمليّة إصلاح اجتماعي بنّاء وهادف ويتوخّى الاستمرار والدوام من الاستفادة من هذه العناصر كلّها لتنشئة جماعة صالحة من الناس.

هل الشباب مقصِّرون؟ أغلب الناس مقصِّرون، لو فهمنا حقيقة العبوديّة لله الخالق الرازق المدبِّر لشعرنا بتقصيرنا في معرفته وعبادته، ولو عرفنا ما لأنبياء الله عليهم السلام، ولا سيما خاتم المرسلين أبي المصطفى محمد صلّى الله عليه وآله وسلّم، من فضلٍ على العالمين، حيث استنقذوهم من الضلالة إلى الهدى، لشعرنا بتقصيرنا في معرفتهم وطاعتهم.

لو اعترفنا بهذا التقصير، واغتنمنا فرصة الشباب، وهي مرحلة القوّة والعطاء، وتحرَّكنا نحو معرفة شاملة وصحيحة لهؤلاء العظماء، لتغيَّر واقع الحال تماماً.

وممّا روي عن النبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم أنه قال: ينبغي للعاقل إذا كان عاقلاً أن يكون له أربع ساعات من النهار: ساعة يناجي فيها ربه، وساعة يحاسب فيها نفسه، وساعة يأتي أهل العلم الذين ينصرونه في أمر دينه وينصحونه، و ساعة يخلّي بين نفسه ولذّتها من أمر الدنيا في ما يَحِلُّ ويُحمَد.

ونلاحظ في هذا التقسيم أنّ نسبة ساعة الدنيا إلى ساعات الآخرة 1/4 (الربع)، فمن منّا يجعل للدنيا رُبْع اهتمامه فحسب؟!


أكمل قراءة بقية الموضوع ←

3 يوليو 2013
التصنيف : حوارات
لا تعليقات
2٬878 مشاهدة
الزواج السهل بدون صعوبات

000-الدعاية لنشر نص حلقة الزواج السهل بدون صعوبات

حوارٌ مع سماحة الشيخ محمد دهيني

ضمن برنامج (آراء وأحداث)، على قناة الثقلين العالميّة، مع الإعلامي يعقوب علويّة

بتاريخ: الثلاثاء 25 ـ 6 ـ 2013م، الساعة 5.00 عصراً

 

1ـ ما هو رأي الدين في مسألة تأخر سن الزواج هذه الأيام؟

بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله ربّ العالمين، والصلاة والسلام على سيّدنا ونبيّنا أبي القاسم المصطفى محمّد، وعلى آله الطيّبين الطاهرين وأصحابه المنتجبين.

للدِّين رأي واضحٌ في مسألة الحثّ على الزواج عموماً، فقد جاء عن النبيّ(ص): «النكاح سُنَّتي فمن رغب عن سنّتي فليس منّي» (بحار الأنوار 100: 220).

وأمّا الزواج المبكِّر أو المتأخِّر فيختلف حكمه بحسب الحاجة إليه، وبمعنى آخر: إنّما شُرِّع الزواج ورُغِّب فيه إحصاناً للنفس، ولذلك يُطلق على المتزوِّج صفة «المحصَِن»، وتغلَّظ عليه العقوبة إذا ما ارتكب فاحشة الزنا، فيُرْجَم، وأمّا غير المحصَِن فيُجْلَد لا غير.

إذاً حكم الزواج المبكِّر أو الزواج المتأخِّر يدور مدار الحاجة إليه، وكونه عوناً على تحصين النفس من المعصية. فإذا ما شاع السفور، وانتشرت الفحشاء ـ كما في زماننا هذا ـ، وخاف الإنسان على نفسه من المعصية أو خيف عليه ذلك، وجب عليه أن يبادر إلى ما يكون حاجباً بينه وبينها، كما يجب على مَنْ يقوم بشؤونه أن يسعى في تزويجه، زواجاً مؤقَّتاً أو دائماً، وأمّا الإحصان بملك اليمين فقد استطاع الإسلام أن يخلِّص البشريّة بعد أكثر من ألف عامٍ، وإلى الأبد إنْ شاء الله تعالى، من نظام الرِقّ والعبوديّة المقيت والظالم، والذي يتنافى مع كرامة الإنسان، وقوله تعالى:  ﴿وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ﴾.

ومن الطبيعي أن يتنافى الزواج المبكِر مع بعض أوضاع الإنسان في الحياة، حتّى قال الشهيد الثاني رحمه الله مقالته المشهورة في تنافي طلب العلم مع الزواج المبكِر، أو مثل ما نراه من أنّ بعض الشباب لا يملكون شيئاً على الإطلاق، لا بالفعل ولا بالقوّة، يعني لا نقداً ولا عملاً ينتج لهم مالاً، ومع ذلك يبادرون إلى الزواج بمجرَّد رغبتهم فيه، فيتحوّلون إلى كَلٍّ وعِبْء على الناس المحيطين بهم. هنا لا يحسن الزواج المبكِّر. وهذا ما يدفعنا للتأمُّل في السبب الذي دفع رسول الله(ص) إلى تأخير زواجه حتّى بلغ الخامسة والعشرين، وهكذا فعل أميرُ المؤمنين عليٌّ(ع)، حتّى أخذ بالعمل، وامتلك ناقةً ودِرْعاً وسيفاً، وزوَّجه رسول الله(ص) بمهرٍ بسيط هو قيمة الدرع، خمسمائة درهم.

لهذا أنا أدعو الإخوة الشباب المتحمِّسين للزواج كثيراً، ولمّا يبلغوا العشرين من العمر، أو لمّا يدخلوا ساحة العمل والإنتاج، أن يتفكَّروا جيِّداً في ما يُقْدِمون عليه.

نعم تأخير الزواج أو الإعراض عن الزواج بشكلٍ نهائي، بحججٍ غير واقعيّة، أمرٌ مرفوضٌ في الشريعة، لأنّه يتنافى مع الحصانة الأخلاقيّة للإنسان، وأيضاً يؤثِّر في إضعاف بِنية المجتمع الإسلامي، من حيث العدد، ولهذا ورد عن النبيّ(ص) أنّه قال: «تناكَحوا تناسَلوا؛ فإنّي أباهي بكم الأمم يوم القيامة» (عوالي اللآلي 1: 259).

وهذا الأمر ليس خاصّاً بالشباب فقط، بل هو يشمل الفتيات أيضاً، وإنْ كانت مجتمعاتنا لم تعتَدْ على أن تكون الفتاة هي مَنْ يُقدِم على الزواج، وإنّما تنتظر مَنْ يتقدَّم لخطبتها، ولكنْ عليها أن تراعي في شروطها وتصوُّراتها التي تبني عليها موقفها في القبول والرفض مسألة كون هذا الزواج زواجاً مبكِّراً أو زواجاً متأخِّراً، فإذا كانت قد بلغت سنّاً متقدِّمة فعليها أن تتنازل عن كثير من هذه الشروط، التي قد لا تكون واقعيّة، وتكون سبباً في أنّها تأخَّرت إلى هذه السنّ؛ كي تتمكَّن من تكوين حياة أُسَرِيَّة توفِّر لها وللزوج السكينة والمودَّة والرحمة، وتشكِّل إحدى لبِنات المجتمع الإسلامي العزيز والكريم.


أكمل قراءة بقية الموضوع ←

3 يوليو 2013
التصنيف : حوارات، مقالات سياسية
لا تعليقات
2٬651 مشاهدة
الصحوة الإسلامية ونبذ التطرُّف

مطالب الشعب البحريني2  000-الدعاية لنشر نص حلقة الصحوة الإسلامية ونبذ التطرف  مطالب الشعب البحريني1

حوارٌ مع سماحة الشيخ محمد دهيني

ضمن برنامج (آراء وأحداث)، على قناة الثقلين العالميّة، مع الإعلاميّة نسرين نجيم

 بتاريخ: الأحد 19 ـ 5 ـ 2013م، الساعة 5.00 عصراً

 

1ـ هل في الأديان ما يعزِّز التطرُّف؟

بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله ربّ العالمين، والصلاة والسلام على سيّدنا ونبيّنا أبي القاسم المصطفى محمّد، وعلى آله الطيّبين الطاهرين وأصحابه المنتجبين.

ليس في الأديان ما يدعو إلى التطرُّف، فضلاً عن أن يعزِّزه. وفي دراسة تاريخيّة لحياة الأنبياء والرسل مع أقوامهم ـ ولا سيّما نبيّ الإسلام، النبيّ الخاتم، ووارث الأنبياء، والإسلام هو الدين المهيمن على الدين كلِّه ـ تتأكَّد هذه الفكرة.

فما من نبيٍّ مارس العنف والقمع والإرهاب مع قومه أو غيرهم: ﴿وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلاَّ رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ﴾، ﴿فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنْ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظّاً غَلِيظَ الْقَلْبِ لاَنْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ﴾، وإنّما كان لسان دعوتهم: ﴿وَقُلْ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكُمْ فَمَنْ شَاءَ فَلْيُؤْمِنْ وَمَنْ شَاءَ فَلْيَكْفُرْ﴾، و﴿لاَ إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَدْ تَبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنْ الغَيِّ﴾.

وإنما كانت الدعوة إلى الهدى والحقّ بالكلمة الطيّبة والأسلوب الأحسن: ﴿ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ﴾.

وهكذا كان من صفات أتباع الأنبياء أنّهم رحماء بينهم: ﴿مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ﴾.

نعم، حين يعتدي الآخرون على المتديِّنين، ويضطهدونهم، ويقمعونهم، فلا بدّ من الدفاع عن النفس والعقيدة والشريعة، ومن باب المعاملة بالمثل: ﴿أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا وَإِنَّ اللَّهَ عَلَى نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ﴾.

إذاً التطرُّف، بما يرافقه في الغالب من نزعةٍ نحو القمع الفكري والميداني، والإرهاب، والعنف في التعامل مع الآخر، أمرٌ مرفوضٌ في الشرائع السماوية كافّةً، وهو أمرٌ مرفوضٌ عند العقلاء أيضاً. إذاً هو مرفوضٌ عقلاً وشرعاً.

ولكنّنا نشهد بعض الحركات التي تنتسب إلى الدين تنزع نحو التطرُّف في الفكر، والسلوك. ولتبرير ما يقومون به يعتمدون على بعض الروايات والأحاديث الموضوعة، والتي لا تمتّ إلى الدين وأصحابه بصلةٍ، وإنّما هي صنيعة أمثال هذه الحركات التي لم يخلُ منها زمانٌ قطّ.


أكمل قراءة بقية الموضوع ←

3 يوليو 2013
التصنيف : حوارات
التعليقات : 2
4٬575 مشاهدة
الإمام زين العابدين عليه السلام، نبعُ عطاءٍ لا ينضب

حوارٌ مباشرٌ مع سماحة الشيخ محمد دهيني

ضمن برنامج (صباح الكوثر)، على قناة الكوثر الفضائيّة

مع الإعلاميتين: أوجينا القرعان، وجنان شرف الدين

بمناسبة مولد الإمام زين العابدين عليه السلام

بتاريخ: الجمعة 14 ـ 6 ـ 2013م

هذا الذي تعرف البطحاءُ وَطْأتَهُ

والبيتُ يعرفُه والحِلُّ والحَرَمُ

هذا ابنُ خيرِ عبادِ الله كلِّهِمُ

هذا التَّقِيُّ النقيُّ الطاهرُ العَلَمُ

إذا رَأَتْهُ قُرَيْشٌ قال قائلُها

إلى مكارمِ هذا ينتهي الكَرَمُ

الحسب والنسب

نبدأ بحَسَبه ونَسَبه، مع أنّه ليس للحَسَب والنَّسَب قيمةٌ في ميزان الحساب يوم القيامة، وإنّما ينتفع الإنسان بعمله لا غير، فإنّ الله يدخل الجنّة مَنْ أطاعه ولو كان عبداً حبشيّاً، ويدخل النار مَنْ عصاه ولو كان سيّداً قرشيّاً، كما يقول هذا الإمام الهُمام نفسه([1])، ولكنْ العِرْقُ دَسّاسٌ، وللتربية دورُها، والمرءُ قد يكتسب الفضائل أو الرذائل من أهله، ولذا نقول:

هو سليلُ بيت النبوّة والولاية، بيت العصمة والطهارة في القول والعمل والخُلُق، فهو عليّ بن الحسين بن عليّ بن أبي طالب(ع)، وجدّته هي فاطمة الزهراء(ع)، وكفاه بذلك فخراً.

وأمّا أمّه فهي جاريةٌ فارسيّة من بنات الملوك، ولهذا كان يُقال لعليّ بن الحسين(ع): ابنُ الخِيرتَيْن، فخِيرةُ الله من العَرَب هاشم، ومن العَجَم فارس، كما في بعض الروايات([2]). ونحن نرى أنّها من الموضوعات؛ لأنّها تخالف قوله تعالى: ﴿إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ﴾. ففي الإسلام ليس من شعبٍ مختارٍ، ولا قومٍ مختارين، وإنّما هو العمل الصالح يرفع أناساً، ويحطّ آخرين.

وعلى أيّ حال فقد قال أبو الأسود الدؤلي مادِحاً إيّاه(ع):

وإنّ وليداً بين كِسْرى وهاشِمٍ

لأَكْرَمُ مَنْ نيطَتْ عليه التَّمائِمُ


أكمل قراءة بقية الموضوع ←

3 يوليو 2013
التصنيف : حوارات، مقالات سياسية
لا تعليقات
2٬442 مشاهدة
مطالب الشعب البحريني

مطالب الشعب البحريني1  000-الدعاية لنشر نص حلقة مطالب الشعب البحريني  مطالب الشعب البحريني2

حوارٌ مع سماحة الشيخ محمد دهيني

ضمن برنامج (آراء وأحداث)، على قناة الثقلين العالميّة، مع الإعلاميّة نسرين نجيم

 بتاريخ: الأحد 19 ـ 5 ـ 2013م، الساعة 11.45 ليلاً

1ـ ماذا يريد الشعب البحريني من سلطته؟

بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله ربّ العالمين، والصلاة والسلام على سيّدنا ونبيّنا أبي القاسم المصطفى محمّد، وعلى آله الطيّبين الطاهرين وأصحابه المنتجبين.

هو شعبٌ ـ ككلّ شعوب العالم ـ يتوق إلى الحرّية والعدالة والمساواة، وأن يعيش عزيزاً كريماً. هو شعبٌ يعاني من ممارسات السلطة الحاكمة منذ عقود. هذا الشعب أراد أن يكون له ما كان لغيره من الشعوب في المنطقة، من إبداء رأيها في الحاكم، ومطالبته بالإصلاح أو الرحيل. بل إنّ الشعب في البحرين رضي بالحوار مع السلطة؛ طمعاً في إصلاحٍ حقيقي، يجنِّب البلاد والعباد الدخول في حالةٍ من الصدام والمواجهة التي قد تنتهي لصالح الشعب. ومع ذلك رضي بالحوار، ولكنْ الحوار الجادّ والهادف، لا حوار كسب الوقت، ولم يرفع شعار (إسقاط النظام) على كلّ حال، وإنّما أرادها حركة إصلاحيّة.

 
أكمل قراءة بقية الموضوع ←

Pages: 1 2 3 Next