الافتتاحية

(الاثنين 18 حزيران 2012م ـ 27 رجب 1433هـ)

في رحاب المبعث الشريف للصادق الأمين محمّد بن عبد الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) رحمةً للعالمين.

مبشِّراً بما عند الله من الثواب الجزيل للمؤمن الحقّ، المؤمن بلسانه وقلبه وعقله وعمله، فلا يحرِّك عضواً من أعضائه حتّى يعلم أنّ ذلك لله رضاً.

ونذيراً ينذر الناس ويحذِّرهم غضبَ الجبّار إذا ما انحرفوا فعبدوا غيره أو أشركوا معه أحداً، أيَّ أحدٍ، نبيّاً أو إماماً، صنماً أو شجراً أو كوكباً، وعصوا أمرَه ونهيَه، وتمرَّدوا عليه.

فكانت دعوتُه إلى الله وحده لا شريك له. وكان السراجَ المنير الذي أضاء ظلمات الجهل والتخلُّف والعصبيّة والخرافة التي سادت تلك المجتمعات القبليّة الجاهليّة.

هو متمِّمُ مكارم الأخلاق التي لا قيمة لمجتمع من دونها:

إنَّما الأُممُ الأخلاقُ ما بَقِيَتْ

فإِنْ هُمُ ذهبَتْ أخلاقُهُم ذَهَبُوا

وسيبقى قولُه: «إنّما بُعثتُ لأُتمِّم مكارم الأخلاق» شاهداً حيّاً على هذه القيمة السامية في رسالة الإسلام، فهو دينُ الأخلاق، التي من دونها لن يكون للإسلام معنىً في حياة الناس، ولن يكون الشخصُ مسلماً حقّاً، ولو صام وصلّى، وحجّ وزكّى. فالمسلم مَنْ سَلِم الناسُ من يده ولسانه، ولا دين لمَنْ لا أخلاق له.

هو الذي رفض كلَّ أشكال التساهل في العمل للآخرة؛ اعتماداً على نَسَبٍ أو حَسَبٍ، فقال لعمّته صفيّة: يا صفيّة بنت عبد المطّلب، اعملي لما عند الله؛ فإنّي لا أُغني عنكِ من الله شيئاً، وقال لابنته وبضعته فاطمة الزهراء (عليها السلام): يا فاطمة بنت محمّد، اعملي لما عند الله؛ فإنّي لا أُغني عنكِ من الله شيئاً.

هو ﴿مُحَمَّدٌ رَسُولُ الله﴾، وحبيبُه، وصفيُّه، وخيرتُه من خلقه، وحافظُ سرِّه، ومبلِّغُ رسالاته.

﴿وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ﴾، فمَنْ يحقد أو يبغض أو يحسد أو يشتدّ على مؤمِنٍ فليس من الإسلام في شيء، ولن يكون مع النبيّ الأكرم محمّد (صلّى الله عليه وآله وسلّم). هكذا نعرف الذين معه والذين ليسوا معه.

في رحاب مبعث هذا النبيّ العظيم (صلّى الله عليه وآله وسلّم) نعلن افتتاح:

الموقع الرسميّ لسماحة الشيخ محمّد دهيني

منبراً لنشر الفكر الإسلاميّ الأصيل، في خطّ الوعي والتعقُّل، بعيداً عن الخرافات والأساطير، ومظاهر الغلوّ والانحراف والتخلُّف، والهدفُ من ذلك كلّه رضا الله عزّ وجلّ، والإصلاح في أمّة رسول الله محمّد (صلّى الله عليه وآله وسلّم)، والنأي بمحمّد وآلِه (عليهم السلام) عن كلّ ما يبغِّضهم إلى الناس؛ امتثالاً لأمرهم: كونوا زيناً لنا، ولا تكونوا شيناً علينا. فمَنْ قبلنا بقبول الحقّ فالله أَوْلى بالحقّ، ومَنْ لم يقبلنا فالله يحكم بيننا، وهو خير الحاكمين.

ونرحِّب بالإخوة الكرام والأخوات الكريمات، القرّاء المتصفِّحين لما يُنشَر في هذا الموقع. فأهلاً وسهلاً بهم، ونأمل أن ينال ما ينشره هذا الموقع إعجابهم، وتحصل منه الفائدة المرجوة.

وإنّنا في هذا الموقع الثقافيّ نرحِّب بأيّة مشاركة، أو تعليقٍ أو نقد علميّ لأيّ موضوع يُنشر فيه. ولكنّنا في الوقت عينه نعتذر عن نشر أيِّ ردٍّ أو تعليقٍ يتضمَّن إساءةً أو تهديداً أو ما شابه ذلك.