29 نوفمبر 2014
التصنيف : منبر الجمعة
لا تعليقات
4٬196 مشاهدة
الحَسَد، آفةٌ فرديّة واجتماعيّة

منبر الجمعة ـ الحسد، آفة فردية واجتماعية

(الجمعة 28 / 11 / 2014م)

بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله ربّ العالمين، والصلاة والسلام على سيِّدنا محمّدٍ، وعلى آله الطيِّبين الطاهرين، وأصحابه المنتجبين.

يقول الله سبحانه وتعالى في محكم كتابه وبليغ خطابه: ﴿أَمْ يَحْسُدُونَ النَّاسَ عَلَى مَا آتَاهُمْ اللهُ مِنْ فَضْلِهِ﴾ (النساء: 54).

ويروى عن أمير المؤمنين(ع) أنّه قال: «وَيْحَ الحسد ما أعدله! بدأ بصاحبه فقتله»([1]).

معنى الحَسَد

الحَسَد صفةٌ قبيحة مكروهة من الناس جميعاً، وهي في شرع الله عزَّ وجلَّ من المنكَرات التي يجب على المسلم أن ينهى عنها، كما ينهى عن شرب الخَمْر وترك الصلاة و….

ولا بُدَّ في البداية أن نعرف معنى الحَسَد بشكلٍ دقيق؛ كي يتسنّى لنا الابتعاد عنه.
أكمل قراءة بقية الموضوع ←

27 نوفمبر 2014
التصنيف : سلسلة (سؤال وجواب)
لا تعليقات
7٬660 مشاهدة
الردّ المبين على مَنْ يتوسَّل بصيغة (يا غياث المستغيثين)

111

(الخميس 27 / 11 / 2014م)

سلامٌ عليكم سماحة الشيخ، حفظكم الله ورعاكم. هل يصحّ مناجاة رقيّة ابنة الإمام الحسين(ع) بلفظ: «يا غياث المستغيثين»؟ أليس هذا توجُّهاً إلى المخلوق، دون الخالق؟ وما هو تعليقكم على مَنْ يقول في جواب هذا السؤال: «بسم الله الرحمن الرحيم، اللهم صلّ على محمد وآل محمد، وعجِّل فرجهم، والعن مَنْ آذى فاطمة. بسم رقية الراحمة بنت الراحمين، والمغيثة بغياثهم. أقول: ليس في قولنا: «يا غياث المستغيثين» تعدٍّ على حقّ أهل الكساء، أو على الله سبحانه وتعالى، فكلّ مَنْ يغيث المستغيث فهو غياث المستغيثين، حتّى لو كانت هيئة إغاثة، مسلمة أو غير مسلمة. أما الله سبحانه وتعالى فبالنظرة العقائدية الصحيحة هو لا يغيث ولا يرزق مباشرةً، فالله سبحانه وتعالى عند المفكِّرين الإسلاميّين لا يتغيَّر، ولا يتحوَّل من حالٍ إلى حال، فليس هو اليوم مغيثاً وغداً لا، وليس هو اليوم رازقاً وغداً لا، وتحقيق هذا صعبٌ على مَنْ لم يتعمَّق قليلاً في العلوم. إذن لا بُدَّ أن تكون هناك أدواتٌ لله سبحانه في الواقع، تترجم رحمته وغياثه ورزقه. نحن نعتقد أنّ محمداً وآله هم يد الله ووكلاؤه والمدبِّرون لأمر خلقه، بقدرته سبحانه. فالخير كلّه من محمد وآله. فالله مكَّنهم من ذلك، وأمرهم برعاية خلقه. وكلّ مَنْ كان خليفةً لهم في هذا الخير كان له صلاحيّات من صلاحياتهم، فيُلتمس الخير منه؛ لأنه صار مصدراً للخير. ومعلوم عند المسلمين أن التوسُّل يصحّ بكلّ ما يكون وسيلةً، سواءٌ أكان شخصاً أم زمناً أم مكاناً أم جماداً، كالقَسَم به، وقد أقسموا بالكعبة وشهر رمضان…، واستسقوا بعمّ النبيّ(ص)، كلّ هذا بإجماع المسلمين وبرضاهم»؟

بسم الله الرحمن الرحيم، وحده لا شريك له، نحمده ونستغفره من سيِّئات أعمالنا، والصلاة والسلام على أفضل الأنبياء وخاتم المرسلين نبيّنا الأكرم محمد بن عبد الله، وعلى أهل بيته الطيبين الطاهرين، وأصحابه المنتجبين، ومَنْ تبعهم بإحسانٍ إلى قيام يوم الدين.

«الغِيَاثُ» لغةً على معنيين:

1ـ مَا يُغَاثُ بِهِ الْمُضْطَرُّ مِنْ طَعَامٍ أَوْ نَجْدَةٍ([1]).

2ـ اسمٌ من أسماء الله الحسنى ، ومعناه : المُدْرِك عبادَه في الشَّدائد إذا دَعَوْه.

وأمّا كل مَنْ يغيث فهو «مغيثٌ»، لا «غياث». وبالتالي يظهر اختصاص هذا الاسم بالله سبحانه وتعالى.
أكمل قراءة بقية الموضوع ←

23 نوفمبر 2014
التصنيف : قراءات
التعليقات : 1
4٬776 مشاهدة
قراءةٌ في العدد المزدوج (28 ـ 29) من مجلّة الاجتهاد والتجديد

غلاف الاجتهاد والتجديد 28-29

(بتاريخ: الجمعة 21 / 11 / 2014م)

تمهيد

ولـ «الاجتهاد» طعمُ الحياة؛ إذ هي لا تستقيم بدونه.

وليس الاجتهادُ أن يجلس الرجل في بيته يبحث في مسائل الشريعة، وفق ترتيبٍ سائد في الحوزة، أو وفق ما يطلبه منه تلامذته.

وإنّما الاجتهادُ أن يجمع الرجل ما يحتاج الناسُ إليه في مستجِدّات أمورهم، وما يمكن أن يساهم في تأمين راحة المجتمع العصريّ، ويعيد البحث والنظر فيه؛ ليرى هل يمكن الوصول إلى رأيٍ اجتهاديّ جديد؟

هكذا يكون الاجتهاد، وقد ندر اليوم، إنْ لم نقُلْ: إنَّه قد انعدم.

فما أحوجنا إلى مجتهدين يختارون مباحثهم بدقّةٍ وعناية، ويتعاملون مع النصوص بموضوعيّةٍ وأمانة، وينهجون سبيل التحقيق والتدقيق، بعيداً عن أيِّ عصبيّةٍ عمياء.

ما أحوجنا إلى فقهاء يخافون الله، ولا يخافون غيره، لا تأخذُهم في الله لومةُ لائم، يجاهرون بما يصلون إليه من نتائج، ولا يكتمون منها شيئاً، لأيِّ اعتبارٍ كان.
أكمل قراءة بقية الموضوع ←

23 نوفمبر 2014
التصنيف : قراءات
لا تعليقات
4٬158 مشاهدة
قراءةٌ في العدد المزدوج (32 ـ 33) من مجلة نصوص معاصرة

غلاف نصوص معاصرة 32-33

(بتاريخ: الجمعة 21 / 11 / 2014م)

تمهيد

رُوي عن النبيّ(ص) أنّه قال: «إِنَّ لقَتْلِ الحُسَيْنِ حَرارَةٌ فِي قُلُوبِ المُؤْمِنينَ لا تَبْرُدُ أَبَداً»([1]).

وتمرّ بنا ذكرى عاشوراء أبي عبد الله الحسين(ع)، كما في كلِّ عامٍ، بكاءً وعَبْرةً؛ حُزْناً على مصاب السِّبْط الشهيد، وما حلَّ به في كربلاء.

وها هي تغادرنا حُزْناً وأسىً على ما تعيشه هذه الأمّة من خرافاتٍ وبِدَع ومظاهر تخلُّف، في ما نشهده من تطبيرٍ، وتطيين، ورَكَضات، وضرب بالسلاسل، ومشي على الجمر، ولطم شديد قد اتَّخذ بعضُه هذا العام أشكالاً أشبه ما تكون بالرقص.

إنّها، واللهِ، لتسمياتٌ مُشينة (كلب الزهراء)(كلب رقيّة)(كلب العبّاس)، تُهتَك فيها الحُرُمات، وتُدمي قلوب النبيّ(ص) وعترته الطاهرة(عم).

في كلِّ يومٍ تظهر بدعةٌ وخرافة جديدة، وستزداد يوماً بعد آخر، ما دام هناك مَنْ يبرِّرونها، ثمّ يؤيِّدونها، ثمّ يشجِّعون عليها.

أيُّها الأحبَّة، حَذَارِ أن نبتعد بعاشوراء عمّا أراده لها أهل البيت(عم)، أن تكون مدرسةً للجهاد، والعزّة، والكرامة، ونصرة المظلوم، ورفض الظلم، ومحاربة المستكبرين.
أكمل قراءة بقية الموضوع ←

21 نوفمبر 2014
التصنيف : منبر الجمعة
لا تعليقات
3٬926 مشاهدة
الإمام عليّ بن الحسين(ع)، بين البكاء والدعاء

(الجمعة 21 / 11 / 2014م)

هذا الذي تعرف البطحاءُ وَطْأتَهُ

والبيتُ يعرفُه والحِلُّ والحَرَمُ

هذا ابنُ خيرِ عبادِ الله كلِّهِمُ

هذا التَّقِيُّ النقيُّ الطاهرُ العَلَمُ

إذا رَأَتْهُ قُرَيْشٌ قال قائلُها

إلى مكارمِ هذا ينتهي الكَرَمُ

الحسب والنسب

نبدأ بحَسَبه ونَسَبه، مع أنّه ليس للحَسَب والنَّسَب قيمةٌ في ميزان الحساب يوم القيامة، وإنّما ينتفع الإنسان بعمله لا غير، فإنّ الله يدخل الجنّة مَنْ أطاعه ولو كان عبداً حبشيّاً، ويدخل النار مَنْ عصاه ولو كان سيّداً قرشيّاً، كما يقول هذا الإمام الهُمام نفسه([1])، ولكنْ العِرْقُ دَسّاسٌ، وللتربية دورُها، والمرءُ قد يكتسب الفضائل أو الرذائل من أهله، ولذا نقول:

هو سليلُ بيت النبوّة والولاية، بيت العصمة والطهارة في القول والعمل والخُلُق، فهو عليّ بن الحسين بن عليّ بن أبي طالب(ع)، وجدّته هي فاطمة الزهراء(ع)، وكفاه بذلك فخراً.
أكمل قراءة بقية الموضوع ←

14 نوفمبر 2014
التصنيف : منبر الجمعة
لا تعليقات
5٬805 مشاهدة
المداهنة والمداراة

منبر الجمعة ـ المداهنة والمداراة - Copy

بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله ربّ العالمين، والصلاة والسلام على سيِّدنا محمّدٍ، وعلى آله الطيِّبين الطاهرين، وأصحابه المنتجبين.

يقول الله سبحانه وتعالى في محكم كتابه مخاطباً نبيَّه الأكرم محمداً(ص): ﴿وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ * فَسَتُبْصِرُ وَيُبْصِرُونَ * بِأَيِّكُمْ الْمَفْتُونُ * إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنْ ضَلَّ عَنْ سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ * فَلاَ تُطِعْ الْمُكَذِّبِينَ * وَدُّوا لَوْ تُدْهِنُ فَيُدْهِنُونَ﴾(القلم: 4 ـ 9).

المداهنة حرامٌ

المداهنةُ، أيُّها الأحبَّة، هي تليين الموقف الصلب الذي يتطلَّبه منك التزامُك بدينك، ومن ثمّ إسقاطه لإظهار الانسجام مع الطرف الآخر المخالِف لمعتقدك ومبادئك والتزاماتك. وهذه الآية تلفت نظر النبيّ(ص) إلى عدم جواز مداهنة وتأييد أيٍّ من الكافرين والمكذِّبين في موقفهم؛ لأنّ هذه المداهنة وهذا التأييد من رسول الله(ص) يعطي شرعيّةً لهذه الحركة ولهذا الخطّ. وهكذا فإنّ مداهنة المؤمن للآخرين من غير المؤمنين تعطي مواقفهم ومبادئهم والتزاماتهم الشرعيّة والأصالة؛ إذ إنّ المؤمن هو الممثِّل للخطّ الديني الشرعي، فتنازله وتهاونه يضعِّف هذا الدين. ومن هنا كانت المداهنة من الكبائر؛ إذ هي أشبه ما يكون بالركون إلى الظالمين، الذي هو من الكبائر؛ لتوعُّد الله عليه بالنار في نصٍّ صريح لا لُبْس فيه ولا غموض: ﴿وَلاَ تَرْكَنُوا إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا فَتَمَسَّكُمْ النَّارُ وَمَا لَكُمْ مِنْ دُونِ اللهِ مِنْ أَوْلِيَاءَ ثُمَّ لاَ تُنصَرُونَ﴾(هود: 113).
أكمل قراءة بقية الموضوع ←

8 نوفمبر 2014
التصنيف : منبر الجمعة
لا تعليقات
4٬247 مشاهدة
التوبة النصوح: محبّةٌ من الله، ونجاةٌ من النار

(بتاريخ: الجمعة 7 / 11 / 2014م)

بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله ربّ العالمين، والصلاة والسلام على سيِّدنا محمّدٍ، وعلى آله الطيِّبين الطاهرين، وأصحابه المنتجبين.

يقول الله سبحانه وتعالى في محكم كتابه وبليغ خطابه: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا تُوبُوا إِلَى اللهِ تَوْبَةً نَصُوحاً عَسَى رَبُّكُمْ أَنْ يُكَفِّرَ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَيُدْخِلَكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهَارُ﴾(التحريم: 8).

هي المراحل الثلاث التي لا بُدَّ منها في السَّيْر إلى الله: التخلّي عن الرذائل، وعن آثارها السيِّئة على الجسم والرُّوح والنَّفْس؛ ثمّ التحلّي بالفضائل، ويجمعها الأدب والأخلاق؛ ثمّ تتجلَّى هذه الآداب سُلوكاً وعَمَلاً، وتزدادُ بهاءً وكمالاً يوماً بعد آخر، وتلك هي مكارم الأخلاق.
أكمل قراءة بقية الموضوع ←