3 يوليو 2013
التصنيف : حوارات، مقالات سياسية
لا تعليقات
2٬888 مشاهدة
الصحوة الإسلامية ونبذ التطرُّف

مطالب الشعب البحريني2  000-الدعاية لنشر نص حلقة الصحوة الإسلامية ونبذ التطرف  مطالب الشعب البحريني1

حوارٌ مع سماحة الشيخ محمد دهيني

ضمن برنامج (آراء وأحداث)، على قناة الثقلين العالميّة، مع الإعلاميّة نسرين نجيم

 بتاريخ: الأحد 19 ـ 5 ـ 2013م، الساعة 5.00 عصراً

 

1ـ هل في الأديان ما يعزِّز التطرُّف؟

بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله ربّ العالمين، والصلاة والسلام على سيّدنا ونبيّنا أبي القاسم المصطفى محمّد، وعلى آله الطيّبين الطاهرين وأصحابه المنتجبين.

ليس في الأديان ما يدعو إلى التطرُّف، فضلاً عن أن يعزِّزه. وفي دراسة تاريخيّة لحياة الأنبياء والرسل مع أقوامهم ـ ولا سيّما نبيّ الإسلام، النبيّ الخاتم، ووارث الأنبياء، والإسلام هو الدين المهيمن على الدين كلِّه ـ تتأكَّد هذه الفكرة.

فما من نبيٍّ مارس العنف والقمع والإرهاب مع قومه أو غيرهم: ﴿وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلاَّ رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ﴾، ﴿فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنْ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظّاً غَلِيظَ الْقَلْبِ لاَنْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ﴾، وإنّما كان لسان دعوتهم: ﴿وَقُلْ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكُمْ فَمَنْ شَاءَ فَلْيُؤْمِنْ وَمَنْ شَاءَ فَلْيَكْفُرْ﴾، و﴿لاَ إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَدْ تَبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنْ الغَيِّ﴾.

وإنما كانت الدعوة إلى الهدى والحقّ بالكلمة الطيّبة والأسلوب الأحسن: ﴿ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ﴾.

وهكذا كان من صفات أتباع الأنبياء أنّهم رحماء بينهم: ﴿مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ﴾.

نعم، حين يعتدي الآخرون على المتديِّنين، ويضطهدونهم، ويقمعونهم، فلا بدّ من الدفاع عن النفس والعقيدة والشريعة، ومن باب المعاملة بالمثل: ﴿أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا وَإِنَّ اللَّهَ عَلَى نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ﴾.

إذاً التطرُّف، بما يرافقه في الغالب من نزعةٍ نحو القمع الفكري والميداني، والإرهاب، والعنف في التعامل مع الآخر، أمرٌ مرفوضٌ في الشرائع السماوية كافّةً، وهو أمرٌ مرفوضٌ عند العقلاء أيضاً. إذاً هو مرفوضٌ عقلاً وشرعاً.

ولكنّنا نشهد بعض الحركات التي تنتسب إلى الدين تنزع نحو التطرُّف في الفكر، والسلوك. ولتبرير ما يقومون به يعتمدون على بعض الروايات والأحاديث الموضوعة، والتي لا تمتّ إلى الدين وأصحابه بصلةٍ، وإنّما هي صنيعة أمثال هذه الحركات التي لم يخلُ منها زمانٌ قطّ.


أكمل قراءة بقية الموضوع ←

3 يوليو 2013
التصنيف : حوارات
التعليقات : 2
4٬975 مشاهدة
الإمام زين العابدين عليه السلام، نبعُ عطاءٍ لا ينضب

حوارٌ مباشرٌ مع سماحة الشيخ محمد دهيني

ضمن برنامج (صباح الكوثر)، على قناة الكوثر الفضائيّة

مع الإعلاميتين: أوجينا القرعان، وجنان شرف الدين

بمناسبة مولد الإمام زين العابدين عليه السلام

بتاريخ: الجمعة 14 ـ 6 ـ 2013م

هذا الذي تعرف البطحاءُ وَطْأتَهُ

والبيتُ يعرفُه والحِلُّ والحَرَمُ

هذا ابنُ خيرِ عبادِ الله كلِّهِمُ

هذا التَّقِيُّ النقيُّ الطاهرُ العَلَمُ

إذا رَأَتْهُ قُرَيْشٌ قال قائلُها

إلى مكارمِ هذا ينتهي الكَرَمُ

الحسب والنسب

نبدأ بحَسَبه ونَسَبه، مع أنّه ليس للحَسَب والنَّسَب قيمةٌ في ميزان الحساب يوم القيامة، وإنّما ينتفع الإنسان بعمله لا غير، فإنّ الله يدخل الجنّة مَنْ أطاعه ولو كان عبداً حبشيّاً، ويدخل النار مَنْ عصاه ولو كان سيّداً قرشيّاً، كما يقول هذا الإمام الهُمام نفسه([1])، ولكنْ العِرْقُ دَسّاسٌ، وللتربية دورُها، والمرءُ قد يكتسب الفضائل أو الرذائل من أهله، ولذا نقول:

هو سليلُ بيت النبوّة والولاية، بيت العصمة والطهارة في القول والعمل والخُلُق، فهو عليّ بن الحسين بن عليّ بن أبي طالب(ع)، وجدّته هي فاطمة الزهراء(ع)، وكفاه بذلك فخراً.

وأمّا أمّه فهي جاريةٌ فارسيّة من بنات الملوك، ولهذا كان يُقال لعليّ بن الحسين(ع): ابنُ الخِيرتَيْن، فخِيرةُ الله من العَرَب هاشم، ومن العَجَم فارس، كما في بعض الروايات([2]). ونحن نرى أنّها من الموضوعات؛ لأنّها تخالف قوله تعالى: ﴿إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ﴾. ففي الإسلام ليس من شعبٍ مختارٍ، ولا قومٍ مختارين، وإنّما هو العمل الصالح يرفع أناساً، ويحطّ آخرين.

وعلى أيّ حال فقد قال أبو الأسود الدؤلي مادِحاً إيّاه(ع):

وإنّ وليداً بين كِسْرى وهاشِمٍ

لأَكْرَمُ مَنْ نيطَتْ عليه التَّمائِمُ


أكمل قراءة بقية الموضوع ←

3 يوليو 2013
التصنيف : حوارات، مقالات سياسية
لا تعليقات
2٬670 مشاهدة
مطالب الشعب البحريني

مطالب الشعب البحريني1  000-الدعاية لنشر نص حلقة مطالب الشعب البحريني  مطالب الشعب البحريني2

حوارٌ مع سماحة الشيخ محمد دهيني

ضمن برنامج (آراء وأحداث)، على قناة الثقلين العالميّة، مع الإعلاميّة نسرين نجيم

 بتاريخ: الأحد 19 ـ 5 ـ 2013م، الساعة 11.45 ليلاً

1ـ ماذا يريد الشعب البحريني من سلطته؟

بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله ربّ العالمين، والصلاة والسلام على سيّدنا ونبيّنا أبي القاسم المصطفى محمّد، وعلى آله الطيّبين الطاهرين وأصحابه المنتجبين.

هو شعبٌ ـ ككلّ شعوب العالم ـ يتوق إلى الحرّية والعدالة والمساواة، وأن يعيش عزيزاً كريماً. هو شعبٌ يعاني من ممارسات السلطة الحاكمة منذ عقود. هذا الشعب أراد أن يكون له ما كان لغيره من الشعوب في المنطقة، من إبداء رأيها في الحاكم، ومطالبته بالإصلاح أو الرحيل. بل إنّ الشعب في البحرين رضي بالحوار مع السلطة؛ طمعاً في إصلاحٍ حقيقي، يجنِّب البلاد والعباد الدخول في حالةٍ من الصدام والمواجهة التي قد تنتهي لصالح الشعب. ومع ذلك رضي بالحوار، ولكنْ الحوار الجادّ والهادف، لا حوار كسب الوقت، ولم يرفع شعار (إسقاط النظام) على كلّ حال، وإنّما أرادها حركة إصلاحيّة.

 
أكمل قراءة بقية الموضوع ←

3 يوليو 2013
التصنيف : مقالات قرآنية
لا تعليقات
3٬152 مشاهدة
﴿اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ﴾، نداءٌ أوّلٌ وأخيرٌ

1 11 111

في ذكرى المبعث النبويّ الشريف نتذكَّره نبيّاً للرحمة، ورسولاً للهدى،

رحمةٌ نفتقدها اليوم بين المسلمين، وهم يقتتلون ويتناحرون،

وهدىً أضاعوه في حمأة صراع طائفيّ ومذهبيّ بغيض.

وإذ نتقدَّم من البشريّة جمعاء، والمسلمين خصوصاً، بأسمى آيات التبريك نسأل الله العليّ القدير أن يكشف هذه الغمّة عن هذه الأمّة، وأن يصلح ما فسد من أمور المسلمين، وأن يعيننا على أنفسنا بما يعين به الصالحين على أنفسهم، إنّه سميع مجيب.

(7 ـ 6 ـ 2013م)

من إفادات الشيخ الأستاذ الدكتور وليّ الله نقي پور فر

البسملة جزءٌ من كلّ سورةٍ قرآنيّة

قال الله سبحانه وتعالى في كتابه المجيد: ﴿بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ * اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ * خَلَقَ الإِنسَانَ مِنْ عَلَقٍ * اقْرَأْ وَرَبُّكَ الأَكْرَمُ * الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ * عَلَّمَ الإِنسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ * كَلاَّ إِنَّ الإِنسَانَ لَيَطْغَى * أَنْ رَآهُ اسْتَغْنَى * إِنَّ إِلَى رَبِّكَ الرُّجْعَى﴾.

نزلت هذه الآيات التسعة ـ مع البسملة ـ عند بعثة النبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم. وهذا ما يعني أنّ البسملة جزءٌ من هذه السورة القرآنيّة، خِلافاً لما يقول به بعض العلماء، من أنّ البسملة ليست جزءاً من السورة.

والدليلُ على جُزئيّتها في هذه السورة أنّ هذه الآيات هي أوّل آيات القرآن نزولاً، فلا بُدَّ من سبقها بـ ﴿بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ﴾. وجميعُ الكتب السماويّة قد بدأت بالبسملة، فلماذا لا يَبدأ بها القرآن الكريم أيضاً؟!

هذا مضافاً إلى الدليل على كون البسملة جزءاً من كلِّ سورةٍ قرآنيّةٍ ـ ما عدا سورة التوبة ـ، وهو أقوى الأدلّة، وهو قيام السيرة المتواترة على بَدْء جميع السور القرآنيّة بالبسملة. فالقرآن على ترتيبٍ واحدٍ عند جميع المسلمين، وكُلُّ سورةٍ فيه تبدأ بـ ﴿بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ﴾، فلو لم تكن البسملة جزءاً من السور القرآنيّة لحاول بعض المسلمين حذف هذه الزيادات. وهذا ما لم يحصل، الأمر الذي يعني أنّ الله عزَّ وجلَّ قد جعل البسملة جزءاً من كلِّ سورةٍِ قرآنيةٍ، ورتَّبَه النبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم وِفْق ذلك، وتناقل المسلمون هذا الترتيبَ النبويَّ عبر الأجيال بطريقٍ متواترٍ لا يتطرَّق إليه الشكّ.


أكمل قراءة بقية الموضوع ←

3 يوليو 2013
التصنيف : بيانات
لا تعليقات
3٬036 مشاهدة
بيان العزاء برحيل سيدنا الأستاذ المرجع محمد حسين فضل الله رحمه الله

نعينا للسيد فضل الله

(الاثنين 5 ـ 7 ـ 2010م)

بسم الله الرحمن الرحيم

﴿إنّا للهِ وإنّا إِلَيْهِ راجِعُون﴾

لا صوَّتَ الناعي بفقدِك إنّه

يومٌ على آلِ الرسول عظيمُ

ببالغ الحزن والأسى ولوعة الفراق ننعى إلى صاحب العصر والزمان عجّل الله تعالى فرجه الشريف، وإلى وليّ أمر المسلمين وكافّة العلماء والمجاهدين الأبرار، وإلى الأمة الإسلاميّة جمعاء، المرجع الدينيّ الكبير سماحة آية الله العظمى السيّد محمّد حسين فضل الله (رضوان الله تعالى عليه)، رجلَ العلم والفكر والوعي والتجديد.

هكذا عرفناه

عرفناه عالماً، عاملاً، عابداً، ورعاً، مخلصاً، مجاهداً، ناصراً للحقّ وأهله، مدافعاً عن المظلومين والمقهورين والمحرومين والمستضعفين، مقارعاً للاستكبار العالميّ، كافلاً للأيتام والفقراء والمساكين.

عرفناه عالماً واعياً، اطّلع على الماضي فوعاه تماماً، فاستشرف المستقبل وخطَّط له، وفقيهاً مجتهداً، واكب بفقهه الحياةَ وتطوّرَها، على نهج السلف العامليّ الصالح، كالشهيد الأوّل، والشهيد الثاني، و…

عرفناه عاملاً بما علم، لا يقدِّم رجلاً ولا يؤخِّر أخرى حتّى يعلم أنّ ذلك لله رضا، ولا تأخذه في الله لومة لائم.

عرفناه ذا عقلٍ واعٍ مستنير يتوق إلى إضاءة حياة الإنسان، كلّ إنسان، بالخير والمحبّة والوعي والحقيقة.

عرفناه مواظباً على الحضور إلى المسجد ـ بيت الله، يُعلِّم ويُرشد ويبلِّغ رسالات ربّه، لا يضجر ولا يملّ ولا يتعب، وكلّ همّه أن يستنقذ هذه الأمّة من جاهليّتها ومكائد العدّو لها.

عرفناه أباً رحيماً ومرشداً حكيماً وكهفاً حصيناً للمجاهدين في سبيل الله في كلّ بقاع العالم، ولا سيّما مجاهدي المقاومة الإسلاميّة في لبنان، يشاركهم جهادهم بعقله وقلبه وفكره ودعائه، وبقي إلى جانبهم في أحلك الظروف وأصعب المراحل، فكان نصرُ الله والفتح.

عرفناه حلقةً قويّةً في سلسلة الخطّ الثوريّ الجهاديّ المقاوم، في سلسلة العظماء الكبار، كالإمام روح الله الخمينيّ، والسيّد المغيَّب موسى الصدر، والسيّد الشهيد محمّد باقر الصدر، و…

عرفناه داعياً إلى الله بالحكمة والموعظة الحسنة، وداعياً إلى الوحدة بين أبناء الأمّة الإسلاميّة أجمع، بعيداً عن كلّ أشكال التكفير والتضليل.

سيّدنا، رحلتَ وفي قلبك الكبير غصّةٌ كبيرةٌ أن لم تبلغ بهذه الأمّة شاطئ الوحدة والمحبّة والوعي والحضارة، وبرّ الأمن والسلام.

عزاؤنا برحيلك أن مهَّدتَ لنا طريقاً إلى الهدى، وأصَّلتَ فينا حبّ الحقّ وأهله، حبّاً ثابتاً لا يتغيَّر ولا يتبدَّل، فعلى دربك ـ إنْ شاء الله ـ نحن سائرون، وإنّا لله وإنا إليه راجعون.

فإلى رحمة الله ورضوانه، وجنان الخُلْد التي أعدّت للمتّقين، إلى جوار أجدادك الطيّبين الطاهرين، مع الذين أنعم الله عليهم من النبيّين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقاً.

3 يوليو 2013
التصنيف : كلمات ومحاضرات
لا تعليقات
2٬819 مشاهدة
الولاء لعليٍّ عليه السلام سلوكٌ وموقف

اااا

Copy of IMG_0322 Copy of IMG_6211 Copy of IMG_6215

Copy of IMG_6209

كلمةٌ بمناسبة ولادة الإمام عليّ بن أبي طالب عليه السلام،

أُلقيت في المعهد الشرعي الإسلامي في حارة حريك، بتاريخ: 23 ـ 05 ـ 2013م

التسجيل الصوتي للمحاضرة:

2013-05-23-كلمة الولاء سلوك وموقف، ألقيت في المعهد الشرعي بمناسبة مولد الإمام علي

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله ربّ العالمين، والصلاة والسلام على سيّدنا ونبيّنا محمّد، وعلى آله الطيّبين الطاهرين، وأصحابه المنتَجَبين، ومَنْ تبعهم بإحسانٍ إلى يوم الدين.

جُمِعَتْ في صِفاتِكَ الأضدادُ

فلِهذا عزَّتْ لكَ الأندادُ

زاهدٌ حاكمٌ حليمٌ شجاعٌ

ناسكٌ فاتكٌ فقيرٌ جوادُ

ونلتقيه مجدَّداً في يوم مَوْلِدِه، وهو الحاضرُ بيننا دَوْماً لا يغيب.

هو الحاضرُ في عُمْقِ وِجْدانِنا البشريِّ والإنسانيِّ، عالِماً زاهِداً عادِلاً، محِقّاً، لا يطلُبُ النصرَ بالجَوْر. ولنا إلى كُلِّ هذه الصفاتِ عودةٌ في ما يأتي.

نلتقيه وليداً في بيتِ الله الحرام، أشرفِ وأطهرِ وأقدسِ بقعةٍ على وجه الأرض. لم يسبِقْه ولم يلحَقْه أحدٌ. ويشهد لذلك التاريخ، فلا نحتاج إلى شِقٍّ في جدارٍ يؤكِّد الحقيقة. فإنْ لم يوجَدْ لم تكُنْ. وكثيرون ممَّنْ أَمُّوا البيتَ لم يجِدُوه، والبيتُ قد هُدِم لمرّاتٍ.

هو وليدُ البيت، وشهيدُ المحراب، وفي ما بينهما عبدٌ مطيعٌ لخالقه، وكفاه بذلك عزّاً.

لم يُشرِكْ بالله طَرْفةَ عَيْن، ولم يسجُدْ لصَنَمٍ قطّ، فكان إمامَ الموحِّدين، بعد رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلَّم.

أحبَّ الله حُبّاً صادقاً فأطاعه، والمُحِبُّ لمَنْ يُحِبُّ مطيعُ، فأحبَّه اللهُ، وقرَّبه إليه، وفرض محبَّته على المؤمنين، فلا يحبُّه إلاّ مؤمنٌ، ولا يبغضه إلاّ منافقٌ.


أكمل قراءة بقية الموضوع ←

3 يوليو 2013
التصنيف : مقالات سياسية
لا تعليقات
2٬652 مشاهدة
الصحابيُّ الجليل حِجْرٌ بنُ عِدِيٍّ الكِنْدِيّ

حجر1_n  حجر2

السلامُ على العبدِ الصالح، والوليِّ الناصح، حِجْرٍ بنِ عِدِيٍّ الكِنْدِيّ،

وَوَلَدِه الشهيد، وأصحابِه الأبرار، ورحمةُ اللهِ وبركاتُه

(الجمعة 3 ـ 5 ـ 2013م)

مرّةً جديدة يفعلها بنو أميّة، بنو الطلقاء، بنو الذين لم يدخل الإيمان إلى قلوبهم يوماً.

مرّةً جديدة يريدون ليطفئوا نور الله بأفواههم وأيديهم، ويأبى الله إلاّ أنْ يُتِمَّ نورَه ولو كره المشركون، ولو كره المجرمون.

لقد هدموا قبره الشريف، وأخفَوْا رفاته الطاهر، فمَنْ هو حِجْر بن عِدِيّ الكِنْدِيّ؟

أسلم وهو صغير السنّ، ووفد على النبيّ(ص) وهو في المدينة في آخر حياته.

كان شريفاً، أميراً مطاعاً، أمّاراً بالمعروف، مقدِماً على الإنكار.

شهد صفين أميراً، وكان ذا صلاح وتعبُّد، كثير الصلاة والصيام.

هو أحد قادة الجيش الإسلاميّ الذي فتح (عذراء)، وهي المنطقة التي استُشهد فيها فيما بعد.

هو أحد الذين شاركوا في دفن أبي ذرٍّ الغفاري في الربذة، وهم الذين شهد لهم النبيّ(ص) بأنّهم عصابةٌ من المؤمنين.

صحب أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب(ع)، وكان من أبرز شيعته، وشاركه في حروب الجمل وصفّين والنهروان.

كان من أشدّ المنكرين على ولاة معاوية في الكوفة، فحاولوا إسكاته بالتهديد والوعيد مرّةً، وبالأموال والمناصب أخرى، لكنّهم لم يفلحوا في ذلك.


أكمل قراءة بقية الموضوع ←

3 يوليو 2013
التصنيف : مقالات سياسية
لا تعليقات
2٬366 مشاهدة
بنو الطلقاء لكم يومٌ طويل

حجر1_n  حجر2

(الخميس 2 ـ 5 ـ 2013م)

مرّةً جديدة يفعلها بنو أميّة، بنو الطلقاء، بنو الذين لم يدخل الإيمان إلى قلوبهم يوماً ما.

مرّةً جديدة يريدون ليطفئوا نور الله بأفواههم، ويأبى الله إلاّ أنْ يُتِمَّ نوره ولو كره المشركون، ولو كره المجرمون.

سيّدي حِجْرَ بن عديّ الكندي، أيُّها الشهيد البطل، أيُّها التابِع المخلص، أيُّها الشيعي الصادق…

أسلَمْتَ، عقِلْتَ، وعَيْتَ، فوالَيْتَ واقتدَيْتَ، فهاجَهُم ولاؤك لأمير المؤمنين وسيّد الوصيين، واللهُ وليُّ المؤمنين.

لاحَقُوك، وأَسَرُوك، وعذَّبوك، فصبرتَ على الأذى في جنب الله.

وقدَّموكَ للقتل فقُلْتَ: اقتُلوا ابني قبلي؛ فإنّي أخاف أن يترك ولايةَ سيّده ومولاه.

فقتلوه أمام ناظرَيْك، صبراً واحتساباً، فهنيئاً لكم جميعاً مقعدَ صِدْقٍ عند مليك مقتدر.

يظنّون أنّهم بهدم قبرك الشريف، وإخفاء رفاتك الطاهر، يظنّون أنّهم بفعلهم الإجرامي هذا يثأرون لأسيادهم من بني أميّة، معاوية وحزبه، حزب الشيطان، كيف لا وهو الذي طغى وتجبَّر، وقَتَل وشرَّد وأَسَر، ثم ها هو ذليلٌ حقيرٌ يئنّ ممّا يعرفه، ويجحده ظلماً وعلوّاً، ويقول: إنّ يومي من حِجْرٍ لطويلٌ.

فلهؤلاء الأحفاد الأوغاد نقول ما قالته سيِّدتُنا ومولاتُنا لسيِّدهم وزعيمهم وقائدهم إلى جهنّم وبئس المصير، يزيد بن معاوية بن أبي سفيان، شجرةٍ خبيثةٍ اجتُثّت من فوق الأرض ما لها من قرار، نقول لكلِّ فردٍ منهم: «كِدْ كيدَك، وَاسْعَ سعيَك، وناصِبْ جهدَك، فوالله لا تمحو ذكرَنا، ولا تميت وحيَنا، ولا يرحض عنك عارها، وهل رأيُك إلاّ فَنَد؟ وأيامُك إلاّ عَدَد، وجمعُك إلاّ بَدَد، يوم ينادى المنادي: ألا لعنة الله على الظالمين».

ترفَّــــعْ أيــــــها القــــمرُ المنـيرُ ــــــــــ ترفَّــــعْ هـــل ترى حِجْراً يسيرُ
يسير إلى معــاويــــة بـن حـرب ــــــــــ ليقتــله كــــــما زعـــــم الأميرُ
تجبرت الجبــــابر بــــعــد حِـجْــر ــــــــــ وطــاب لها الخـــورنق والسديرُ
وأصبـحـت البــــــلاد لـــه محولاً ــــــــــ كأنْ لم يُحيـــــها يـــــوماً مطيرُ
ألا يــا حـِـجْــر بـــــنـــي عــديّ ــــــــــ تـلقَّتْكَ الســــلامة والســــرورُ

3 يوليو 2013
التصنيف : مقالات قرآنية
لا تعليقات
3٬778 مشاهدة
﴿إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ﴾، فاطمةً وبنيها

10001426_815005525194609_1062078094919124623_n

نبارك للمسلمين جميعاً ولادة سيدة نساء العالمين
فاطمة الزهراء عليها السلام
سائلين الله عزّ وجلّ أن يوفقنا للسير على نهجها القويم
بالطاعة والتقوى والورع والاجتهاد والعفّة والسداد

(1 ـ 5 ـ 2013م)

من إفادات الشيخ الأستاذ الدكتور وليّ الله نقي پور فر

1ـ اتَّفق المسلمون على أنّ هذه السورة قد نزلت في مرحلة الدعوة العلنيّة، أي بعد السنة الثالثة من البعثة النبويّة .

2ـ ضمير المتكلِّم للجمع يفيد عظمة النعمة والعطيّة الإلهيّة .

3ـ الإعطاء غير الإيتاء، وهو من مختصَّات النبيّ الأكرم محمّد صلّى الله عليه وآله وسلّم؛ فإنّ الله سبحانه وتعالى لم يخاطب أحداً من أنبيائه، غير النبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم، بالإعطاء .

﴿أَعْطَيْنَاكَ فعلٌ ماضٍ. وهذا يعني أنّ الإعطاء قد حَصَل فعلاً. وبهذا نعرف أنْ ليس المراد من الكوثر الشفاعة، ولا حوض الكوثر؛ فإنَّهما لم يُعطَيا فعلاً وتحقيقاً، وإنْ أُعطيا وَعْداً .

﴿فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ دعوةٌ من الله إلى الصلاة والنحر، وهما من مظاهر الشكر لله تعالى. وهذا يعني أنّ العطيّة الإلهيّة مقارِنةٌ لهذا الأمر؛ إذ إنّ تأخيرَ الشكر عن وقت العطاء قبيحٌ . وبقرينة زمان النزول الإجماليّ للسورة لا يمكن أن تكون النعمة النبوّة، ولا القرآن، ولا الخُلُق العظيم، ولا الحكمة، بل لا بدّ أن تكون نعمةً مقارِنةً لنزول السورة، وهو في مرحلة الدعوة العلنيّة .

6ـ عظمةُ العطيّة، مع وصفها بالكوثر، مع طلب الشكر الخاصّ عليها، كلُّ ذلك يدلّ على أنْ لا نعمة أعظم من هذه النعمة المعطاة. وأعظمُ نعمةٍ هي استمرارُ رسالة النبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم؛ إذ الإبقاء على العمل أعظم من إيجاده. واستمرارُ الرسالة بالإمامة. فالإمامُ رسولٌ، وليس بنبيٍّ يتلقَّى الوحيَ وعلم الغيب. وعليه فأعظمُ نعمةٍ هي الإمامة. وهكذا نعلم أنّ العطيّة هي النسلُ، ولا نسلَ إلاّ من الزهراء عليها السلام، فهي الكوثر.

7ـ قالوا : إنّ  مثال ﴿شَانِئ في هذه السورة خاصٌّ، وهو العاص بن وائل، لا عامٌّ .

ولكنّ الصحيح أنّ مثالَه عامٌّ، وهو الشانئ لشخصيّة النبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم، لا لشخصه؛ إذ ليس من دأب القرآن بيان أمورٍ خاصّةٍ بالنبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم ما لم يكن لها ربطٌ بحياة المسلمين.

بالإضافة إلى أنّه لو قلنا بأنّ المثال هو خاصٌّ فإنّ ذلك سينجرّ إلى الكذب؛ فإنّ للعاص ولداً ـ وإنْ ادّعائيّاً ـ، وهو عمرو بن العاص .

ومن هنا نعرف أيضاً أنّ الأبتر ليس مَنْ لا عَقِب له؛ إذ يلزم من القول به كذب القرآن ـ والعياذ بالله ـ؛ فإنّ ذرّيّة بني أميّة كبيرةٌ، ومع ذلك قال تعالى : ﴿إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ الأَبْتَرُ.

إذاً فالمقصودُ من ﴿الأَبْتَر هو المقطوعُ عن المقصود والغرض، وهو الجنّة والثواب ورضا الله تعالى. وقد ورد في الحديث : «كلُّ عملٍ لا يُبدأ فيه بـ «بِسْمِ اللَّهِ» فهو أبتر»، أي لا يوصَل به إلى المقصود، وهو الله والثواب والأجر.

والمحصَّل أنّ شانئي محمّدٍ صلّى الله عليه وآله وسلّم مقطوعون عن الخير والجنّة والثواب.

3 يوليو 2013
التصنيف : مقالات عقائدية، منبر الجمعة
لا تعليقات
5٬448 مشاهدة
الشفاعة والتوسُّل: الحقيقة، والصيغة

2016-09-30-%d9%85%d9%86%d8%a8%d8%b1-%d8%a7%d9%84%d8%ac%d9%85%d8%b9%d8%a9%d9%85%d9%82%d8%a7%d9%84%d8%a9-%d8%a7%d9%84%d8%b4%d9%81%d8%a7%d8%b9%d8%a9-%d9%88%d8%a7%d9%84%d8%aa%d9%88%d8%b3%d9%84%d8%8c

 (الجمعة 30 ـ 9 ـ 2016م)(الأربعاء 24 ـ 4 ـ 2013م)

بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله ربّ العالمين، والصلاة والسلام على سيِّدنا محمّدٍ، وعلى آله الطيِّبين الطاهرين، وأصحابه المنتَجَبين، وعلى جميع الأنبياء والمرسلين.

الشفاعة والتوسُّل مفهومان قرآنيّان روائيّان، تعرَّضَتْ لهما جملةٌ من الآيات القرآنيّة والروايات المأثورة.

معنى الشفاعة

والذي يظهر من هذه الآيات أنّ الشفاعة بمعنى طلب بعض المخلوقات من الخالق جلّ وعلا قضاء حاجةٍ أو غفران ذنبٍ لمحتاجٍ أو عاصٍ: ﴿هَلْ يَنظُرُونَ إِلاَّ تَأْوِيلَهُ يَوْمَ يَأْتِي تَأْوِيلُهُ يَقُولُ الَّذِينَ نَسُوهُ مِنْ قَبْلُ قَدْ جَاءَتْ رُسُلُ رَبِّنَا بِالْحَقِّ فَهَلْ لَنَا مِنْ شُفَعَاءَ فَيَشْفَعُوا لَنَا أَوْ نُرَدُّ فَنَعْمَلَ غَيْرَ الَّذِي كُنَّا نَعْمَلُ قَدْ خَسِرُوا أَنفُسَهُمْ وَضَلَّ عَنْهُمْ مَا كَانُوا يَفْتَرُونَ﴾ (الأعراف: 53).
أكمل قراءة بقية الموضوع ←

Pages: Prev 1 2 3 ... 55 56 57 58 59 60 61 62 63 64 65 Next