20 فبراير 2015
التصنيف : منبر الجمعة
لا تعليقات
4٬133 مشاهدة

الاستقامةُ سبيل النجاة

(الجمعة 20 / 2 / 2015م)

بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله ربّ العالمين، والصلاة والسلام على سيِّدنا محمّدٍ، وعلى آله الطيِّبين الطاهرين، وأصحابه المنتَجَبين، وعلى جميع الأنبياء والمرسلين.

تمهيد

قال الله سبحانه وتعالى في كتابه المجيد، مخاطباً نبيَّه وحبيبه محمداً(ص): ﴿فَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ وَمَنْ تَابَ مَعَكَ وَلاَ تَطْغَوْا إِنَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ * وَلاَ تَرْكَنُوا إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا فَتَمَسَّكُمْ النَّارُ وَمَا لَكُمْ مِنْ دُونِ اللهِ مِنْ أَوْلِيَاءَ ثُمَّ لاَ تُنصَرُونَ * وَأَقِمْ الصَّلاَةَ طَرَفِي النَّهَارِ وَزُلَفاً مِنْ اللَّيْلِ إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ ذَلِكَ ذِكْرَى لِلذَّاكِرِينَ * وَاصْبِرْ فَإِنَّ اللهَ لاَ يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ﴾ (هود: 112 ـ 115).

إنّه خطابٌ إلهيٌّ لعبده ورسوله الأكرم محمدٍ(ص)، و للذين آمنوا معه، سواءٌ في عصره أو بعد ذلك، ونحن منهم، يأمرهم فيه بالاستقامة على جادّة الشريعة الإسلاميّة، والالتزام بأوامر الله ونواهيه، بعيداً عن أيّ تجاوزٍ للحدود المرسومة من قِبَل الله عزَّ وجلّ؛ حيث سبق الأمر منه جلَّ وعلا بالتزام هذا الدين الحنيف، بما يشتمل عليه من عقيدةٍ وشريعة وقِيَم وأخلاق، تتماهى مع الفِطْرة التي أودعها الله في الإنسان، واستوثقه عليها في شهادةٍ واضحة لا تقبل الشكَّ والارتياب، فقال عزَّ من قائلٍ: ﴿فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفاً فِطْرَةَ اللهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لاَ تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللهِ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لاَ يَعْلَمُونَ﴾ (الروم: 30)، ﴿فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ الْقَيِّمِ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَ يَوْمٌ لاَ مَرَدَّ لَهُ مِنْ اللهِ يَوْمَئِذٍ يَصَّدَّعُونَ﴾ (الروم: 43)، ﴿وَأَنْ أَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفاً وَلاَ تَكُونَنَّ مِنْ الْمُشْرِكِينَ (105) وَلاَ تَدْعُ مِنْ دُونِ اللهِ مَا لاَ يَنْفَعُكَ وَلاَ يَضُرُّكَ فَإِنْ فَعَلْتَ فَإِنَّكَ إِذاً مِنْ الظَّالِمِينَ﴾ (يونس: 106).

الاستقامة طريقٌ شاقٌّ وطويل

أيُّها الأحِبَّة، هذه الاستقامة ليست بالبساطة التي يتصوَّرها بعض الناس؛ فإنّ الاستقامة تفرض على الإنسان مقاومة رغباته وشهواته ونوازع نفسه الأمّارة بالسوء. والاستقامة تحجب المرء عن ممارسة ما يُخيَّل إليه أنّ فيه سعادته وراحته وهناءه. والاستقامة تتطلَّب من المؤمن أن يتحمَّل آلام الطاعة لله، ويصبر على بلاءات الدنيا والحِرْمان فيها؛ في سبيل الحفاظ على عقيدته وإيمانه والتزامه؛ فإنّ ذلك أكثر ما يصيب الأنبياء فالأوصياء فالأولياء فالعلماء، ثمّ الأمثل فالأمثل، وقد رُوي ـ في الحديث الصحيح ـ أنّه سُئل رسول الله(ص): مَنْ أشدُّ الناس بلاءً في الدنيا؟ فقال: «النبيّون، ثمّ الأمثل فالأمثل، ويُبتلى المؤمنُ بعدُ على قَدْر إيمانه وحُسْن أعماله؛ فمَنْ صحَّ إيمانه وحسن عمله اشتدَّ بلاؤه؛ ومَنْ سخف إيمانه وضعف عمله قلَّ بلاؤه»([1]).

وما ذلك إلاّ امتحانٌ وفتنة؛ لتكون الحجّةُ كاملةً لله سبحانه وتعالى في إثابة الصادقين في إيمانهم، والمحسنين في أعمالهم، ومعاقبة الكاذبين والمسيئين: ﴿الم * أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لاَ يُفْتَنُونَ * وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَّ اللهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ﴾ (العنكبوت: 1 ـ 3).

إذن الاستقامةُ ليست أمراً سهلاً بسيطاً، لكنّها ليست مستحيلةً؛ وإلاّ لما أمر اللهُ بها.

ومن هنا كان قولُ النبيّ(ص) ـ في ما يُروى عنه ـ: «شيَّبَتْني هود»، فقيل له في ذلك، فقال: «قوله: ﴿فَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ﴾»([2]). فإذا كان الأمر بالاستقامة قد جعل النبيَّ الأعظم محمداً(ص) ـ وهو المعصوم الذي غفر الله له ما تقدَّم من ذنبه وما تأخَّر ـ يحمل من الهمِّ والقلق ما جعل الشَّيْب يُسرع إليه فكيف بنا نحن اللاهون العابثون المسارعون إلى مباهج هذه الدنيا الفانية؟! أليس يجدر بنا أن نجدّ ونجتهد في سبيل الاستقامة؟!

أيُّها الأحِبَّة، الاستقامةُ ـ كما قلنا ـ هي التزامُ جادّة الشريعة الإسلاميّة في كلِّ ما أمر الله به ونهى عنه، ولكنَّ الله سبحانه وتعالى ركَّز في القرآن الكريم ـ بعد هذه الآية مباشرةً ـ على ثلاثة أمور، وكأنَّها تختصر طريق الاستقامة الطويل، فما هي هذه الأمور الثلاثة؟

1ـ عدم الركون إلى الظالمين

﴿وَلاَ تَرْكَنُوا إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا فَتَمَسَّكُمْ النَّارُ وَمَا لَكُمْ مِنْ دُونِ اللهِ مِنْ أَوْلِيَاءَ ثُمَّ لاَ تُنصَرُونَ﴾. وفي هذه الآية نهيٌ واضحٌ عن الركون إلى الظالمين، كائناً مَنْ كانوا.

والظالمون أنواعٌ: ظالمون لربِّهم حين أشركوا معه غيره ممَّا لم ينزِّل به سلطاناً([3])، والشرك ظلمٌ عظيم، كما جاء في وصيّة لقمان الحكيم لابنه ـ وهو يعظه ـ، فقال: ﴿يَا بُنَيَّ لاَ تُشْرِكْ بِاللهِ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ﴾ (لقمان: 13). وهذا ظلمٌ لا يغفره الله، إلاّ إذا تاب منه فاعلُه؛ وظالمون لأنفسهم بما يقترفونه من الذنوب والخطايا؛ وظالمون لغيرهم في ما يمارسونه من اعتداء على حرِّيّتهم وكرامتهم وحياتهم الكريمة. وهذا ظلمٌ لا يُترَك، و«القصاصُ هناك شديدٌ، ليس هو جَرْحاً بالمُدى، ولا ضرباً بالسياط، ولكنَّه ما يُستصغَر ذلك معه»([4]).

وأمّا الركون إلى الظالمين فهو من الذنوب الكبيرة التي توعَّد الله عليها بالنار. ويتحقَّق الركون إليهم بمساعدتهم ودعمهم وتأييدهم والتعاطف معهم، بل بحبِّ بقائهم يُصبح المرء منهم؛ فها هو الله سبحانه وتعالى يبيِّن السبب الذي سوَّغ لإبراهيم(ع) ـ وهو خليلُ الله ـ أن يستغفر لأبيه المُشْرِك، الظالم لربِّه ولنفسه، في دلالةٍ منه عزَّ وجلَّ على حرمة الاستغفار للمشركين؛ فإنّه من التعاطف معهم: ﴿وَمَا كَانَ اسْتِغْفَارُ إِبْرَاهِيمَ لأَبِيهِ إِلاَّ عَنْ مَوْعِدَةٍ وَعَدَهَا إِيَّاهُ فَلَمَّا تَبَيَّنَ لَهُ أَنَّهُ عَدُوٌّ للهِ تَبَرَّأَ مِنْهُ إِنَّ إِبْرَاهِيمَ لأَوَّاهٌ حَلِيمٌ﴾ (التوبة: 114). فالوعدُ هو العنوان الثانويّ الذي أباح لإبراهيم(ع) أن يستغفر لأبيه وهو على شركه.

وفي هذا السياق أيضاً نستحضر ما كان بين الإمام الكاظم(ع) وأحد أصحابه الأتقياء الورعين، وهو صفوان بن مهران الجمّال، قال: «دخلتُ على أبي الحسن الأول [الكاظم](ع) فقال لي: يا صفوان، كلُّ شيءٍ منك حسنٌ جميل [وما أعظمها من شهادةٍ]، ما خلا شيئاً واحداً، قلتُ: جعلتُ فداك، أيُّ شيء؟ قال: إكراؤك جمالك من هذا الرجل، يعني هارون، قلتُ: واللهِ، ما أكريتُه أشراً ولا بطراً، ولا لصيد ولا للهو، ولكنّي أكريه لهذا الطريق، يعني طريق مكّة [أي للحجّ]، ولا أتولاّه بنفسي، ولكنْ أنصب غلماني، فقال لي: يا صفوان، أيقع كراؤك عليهم؟ قلتُ: نعم، جعلتُ فداك، قال: فقال لي: أتحبُّ بقاءهم حتّى يخرج كراؤك؟ قلتُ: نعم، قال: فمَنْ أحبَّ بقاءهم فهو منهم، ومَنْ كان منهم كان ورد النار. قال صفوان: فذهبتُ وبعتُ جمالي عن آخرها، فبلغ ذلك إلى هارون، فدعاني فقال لي: يا صفوان، بلغني أنّك بعتَ جمالك؟ قلتُ: نعم، فقال: لِمَ؟ قلت: أنا شيخٌ كبير، وإنّ الغِلْمان لا يفون بالأعمال، فقال: هيهات هيهات، إنّي لأعلم مَنْ أشار عليك بهذا، موسى بن جعفر، قلتُ: ما لي ولموسى بن جعفر، فقال: دَعْ هذا عنك، فواللهِ لولا حسنُ صحبتك لقتلتُك»([5]).

2ـ إقامة الصلاة في أوقاتها

﴿وَأَقِمْ الصَّلاَةَ طَرَفِي النَّهَارِ وَزُلَفاً مِنْ اللَّيْلِ إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ ذَلِكَ ذِكْرَى لِلذَّاكِرِينَ﴾. وفي هذه الآية تركيزٌ على أوّل وأهمّ فرعٍ من فروع الدين، وهو الصلاة، فهي «قربان كلِّ تقيٍّ»([6])، وهي «عمود الدِّين»([7])، وهي أوّلُ ما يُحاسَب به العبد يوم القيامة، فإذا قُبلَتْ قبل ما سواها([8])، وإنْ رُدَّت رُدَّ ما سواها.

وهي العمل الذي إذا عاش فيه الإنسان الخشوع والخضوع والتفكُّر في الله وعظمته نهاه عن الفحشاء والمُنْكَر: ﴿وَأَقِمْ الصَّلاَةَ إِنَّ الصَّلاَةَ تَنْهَى عَنْ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَلَذِكْرُ اللهِ أَكْبَرُ وَاللهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ﴾ (العنكبوت: 45)

وهي الحَسنة التي تُذهِب كلَّ ذنبٍ صغير قبلَها ـ وهو اللَّمَم ـ، حيث رُوي عن عليٍّ(ع) أنه قال: «الصلوات الخمس كفّارةٌ لما بينهنّ، ما اجتنبت الكبائر، وهي التي قال اللهُ عزَّ وجلَّ: ﴿إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ ذَلِكَ ذِكْرَى لِلذَّاكِرِينَ﴾»([9]).

وقد رُوي عن النبيّ(ص) أنّه قال: «لو كان على باب دار أحدكم نهرٌ، فاغتسل في كلِّ يومٍ منه خمس مرات، أكان يبقى في جسده من الدَّرَن شيءٌ؟ قلنا: لا، قال: فإنّ مثل الصلاة كمثل النهر الجاري، كلَّما صلّى صلاةً كفَّرَتْ ما بينهما من الذنوب»([10]).

ولكنّ للصلاة وقتُها الذي لا يجوز تأخيرها عنه لغير عذرٍ، كما أنّ لها وقت فضيلة إذا أُخِّرَتْ عنه قلَّ ثوابها.

3ـ الصبر

﴿وَاصْبِرْ فَإِنَّ اللهَ لاَ يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ﴾. والصبر حَسَنٌ في الدنيا والآخرة؛ ففي الدنيا يجنِّبك الوقوع في المشاكل والمتاعب والخصومات؛ وفي الآخرة يجعلك من الفائزين بجنّة الخلد ودار النعيم: ﴿وَمَا يُلَقَّاهَا إِلاَّ الَّذِينَ صَبَرُوا وَمَا يُلَقَّاهَا إِلاَّ ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ﴾ (فصِّلت: 35)، ﴿وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنْ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنْ الأَمْوَالِ وَالأَنفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرْ الصَّابِرِينَ * الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا للهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ * أُوْلَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُوْلَئِكَ هُمْ الْمُهْتَدُونَ﴾ (البقرة: 155 ـ 157).

اللّهُمَّ أفرِغْ عليناً صَبْراً، وثبِّتْ أقدامنا، واهْدِنا الصراط المستقيم. وآخرُ دعوانا أن الحمد لله ربِّ العالمين.

**********

الهوامش

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

([1]) رواه الكليني ـ بإسنادٍ صحيح ـ في الكافي 2: 252، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن الحسن بن محبوب، عن عبد الرحمن بن الحجّاج، عن أبي عبد الله(ع)، مرفوعاً.

([2]) رواه ابن أبي الحديد في شرح نهج البلاغة 11: 213، معلَّقاً مرفوعاً.

([3]) آل عمران: 151؛ الأنعام: 81؛ الأعراف: 33.

([4]) نهج البلاغة 2: 95 ـ 96.

([5]) رواه الكشّي في الرجال (اختيار معرفة الرجال، للطوسي) 2: 740، عن حمدويه، عن محمد بن إسماعيل الرازي، عن الحسن بن عليّ بن فضّال، عن صفوان بن مهران الجمّال، عن أبي الحسن الأوّل(ع)…

([6]) نهج البلاغة 4: 34؛ ورواه الصدوق في عيون أخبار الرضا(ع) 1: 10، عن أبيه(رض)، عن سعد بن عبد الله، عن محمد بن الحسين بن أبي الخطّاب، عن محمد بن الفضيل، عن أبي الحسن الرضا(ع)…

([7]) رواه أحمد بن محمد البرقي في المحاسن 1: 286، عن أبي طالب عبد الله بن الصلت، عن حمّاد بن عيسى، عن حريز بن عبد الله، عن زرارة، عن أبي عبد الله(ع) قال: «بُني الاسلام على خمسة أشياء: على الصلاة، والزكاة، والحجّ، والصوم، والولاية. قال زرارة: فأيُّ ذلك أفضل؟ فقال: الولاية أفضلهنَّ؛ لأنّها مفتاحهنّ، والوالي هو الدليل عليهنّ. قلتُ: ثمّ الذي يلي ذلك في الفضل؟ قال: الصلاة، إنّ رسول الله(ص) قال: الصلاة عمود الدين…». وهذا الإسناد صحيحٌ.

ورواه أيضاً في المحاسن 1: 44 ـ 45، عن عليّ بن الحكم، عن سيف بن عميرة، عن عمرو بن شمر، عن جابر، عن أبي جعفر محمد بن عليّ(عما)، قال: «الصلاة عمود الدين، مثلها كمثل عمود الفسطاط، إذا ثبت العمود يثبت الأوتاد والأطناب، وإذا مال العمود وانكسر لم يثبت وتد ولا طنب».

([8]) رواه الكليني في الكافي 3: 268، عن جماعةٍ، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن الحسين بن سعيد، عن فضالة، عن حسين بن عثمان، عن سماعة، عن أبي بصير قال: سمعتُ أبا جعفر(ع) يقول: «كلّ سهوٍ في الصلاة يطرح منها، غير أنّ الله تعالى يتمّ بالنوافل. إنّ أوّل ما يُحاسَب به العبدُ الصلاة، فإنْ قُبلت قُبل ما سواها. إنّ الصلاة إذا ارتفعت في أوّل وقتها رجعَتْ إلى صاحبها وهي بيضاء مشرقة تقول: حفظتني حفظك الله، وإذا ارتفعَتْ في غير وقتها، بغير حدودها، رجعَتْ إلى صاحبها وهي سوداء مظلمة تقول: ضيَّعتني ضيَّعك الله».

([9]) رواه القاضي النعمان في دعائم الإسلام 1: 135، معلَّقاً.

([10]) رواه الطوسي في تهذيب الأحكام 2: 237، بسنده عن محمد بن عليّ بن محبوب [وهو الحسين بن عبيد الله الغضائري، عن أحمد بن محمد بن يحيى العطّار ، عن أبيه، عنه]، عن محمد بن الحسين، عن وهيب بن حفص، عن أبي بصير، عن أبي جعفر(ع)، مرفوعاً.



أكتب تعليقك