19 ديسمبر 2014
التصنيف : منبر الجمعة
لا تعليقات
3٬566 مشاهدة

سوء الظنّ والتجسُّس والغِيبة، كفرٌ عمليّ بآيات الله

منبر الجمعة-سوء الظن والتجسس والغيبة، كفر عملي بآيات الله

(الجمعة 19 / 12 / 2014م)

بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله ربّ العالمين، والصلاة والسلام على سيِّدنا محمّدٍ، وعلى آله الطيِّبين الطاهرين، وأصحابه المنتَجَبين.

تمهيد

يقول الله سبحانه وتعالى في محكم كتابه: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيراً مِنْ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ وَلاَ تَجَسَّسُوا وَلاَ يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضاً أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتاً فَكَرِهْتُمُوهُ وَاتَّقُوا اللهَ إِنَّ اللهَ تَوَّابٌ رَحِيمٌ﴾ (الحجرات: 12).

في هذه الآية الكريمة دعوةٌ إلهيّة واضحة للابتعاد عن خصالٍ ثلاث: الظنّ في بعض أقسامه؛ التجسُّس؛ اغتياب الناس.

والله سبحانه وتعالى الذي خَلَقَ الخَلْق، وهو غنيٌّ عن طاعتهم، يعلم ما فيه مصلحتهم وما فيه مفسدتهم من الأعمال. ورحمةً منه بهؤلاء المخلوقين الضعفاء شرع لهم ما فيه مصلحةٌ ومنفعة لهم، وحرَّم عليهم كلَّ ما يؤثِّر عليهم سَلْباً. فالإنسان مجبولٌ على حبِّ اللقاء والاجتماع بالناس من حوله، فهو اجتماعيٌّ بطَبْعه. وبما أنّ هذه النزعة لديه تؤدّي إلى قيام مجتمعاتٍ إنسانيّةً متعدِّدة ومتفرِّقة فقد أراد الله سبحانه وتعالى أن يحمي له هذه التجمُّعات التي يشكِّلها، عبر تشريعاتٍ وأحكام تحدِّد علاقة الفرد بالناس من حوله، أفراداً كانوا أم جماعات. ومن الطبيعيّ جدّاً أن انتشار بعض العادات والأخلاق السيّئة في أيِّ مجتمعٍ من المجتمعات عاملٌ أساس في انهياره وتفكُّكه. ولذا ركَّز الله عزَّ وجلَّ في كتابه المجيد على مسألة الأخلاق، حيث نجد العَشَرات من التشريعات الأخلاقيّة، التي من شأنها أن تهذِّب عادات وتقاليد المجتمع الإسلاميّ إذا ما التزم بها. كما أنّه تقدَّست أسماؤه وصف نبيَّه الأكرم(ص) بقوله: ﴿وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ﴾ (القلم: 4)؛ للدلالة على أهمِّيّة الخُلُق الحَسَن ومكانته عند الله جلَّ وعلا، وفي حياة الإنسان.

وهذا ما استوحاه الشاعر حيث يقول:

إنَّما الأُمَمُ الأخلاقُ ما بَقِيَتْ

فإنْ هُمُ ذهبَتْ أخلاقُهُمْ ذَهَبوا

﴿اجْتَنِبُوا كَثِيراً مِنْ الظَّنِّ﴾

ونعود إلى الآية الكريمة لنجِد دعوةً صريحة، وحكماً إلهيّاً واضحاً في تحريم الاعتماد وترتيب الأثر على كثيرٍ من الظنون، التي تتولَّد عند الإنسان من كلمةٍ يسمعها من هنا وهناك، أو تحليل يقرؤه في صفحات الكتب والجرائد والمجلاّت؛ فإنّ هذه الظنون لا تولد في نفس الإنسان يقيناً وقطعاً يبرئ ذمَّته أمام الله سبحانه وتعالى إذا ما اعتمد عليه.

فالقطعُ واليقين والعلم وحده هو الحجّةُ، وحجّتُه في ذاته، ولو لم يكن حجّةً لما كان هناك حجّةٌ في هذا العالَم، وبالتالي لتوقَّفت وتعطَّلَتْ كلُّ التشريعات على الإطلاق. وهذا هو الدليل العقليّ على حجّيّته.

وأمّا الدليل الشرعيّ فيكفينا قوله تعالى: ﴿وَلاَ تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُوْلَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْؤُولاً﴾ (الإسراء: 36). أمّا الظنّ فإنَّه لا حجّيّة عقليّة أو شرعيّة له، وقد قال تعالى: ﴿وَمَا يَتَّبِعُ أَكْثَرُهُمْ إِلاَّ ظَنّاً إِنَّ الظَّنَّ لاَ يُغْنِي مِنْ الْحَقِّ شَيْئاً إِنَّ اللهَ عَلِيمٌ بِمَا يَفْعَلُونَ﴾ (يونس: 36)؛ وقال أيضاً: ﴿إِنَّ الَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِالآخِرَةِ لَيُسَمُّونَ الْمَلاَئِكَةَ تَسْمِيَةَ الأُنْثَى * وَمَا لَهُمْ بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِنْ يَتَّبِعُونَ إِلاَّ الظَّنَّ وَإِنَّ الظَّنَّ لاَ يُغْنِي مِنْ الْحَقِّ شَيْئاً﴾ (النجم: 27 ـ 28).

نعم، هناك بعض الظنون جعل لها اللهُ سبحانه وتعالى حجّيةً، ككلام الثقات مثلاً، فهو يحتمل الصِّدْق والكَذِب، ولكنّ الشارع المقدَّس رجَّح كفّة الصدق، وأباح ـ بل قد يوجب ـ الاعتماد على مثل هذا الكلام.

وهنا نلاحظ دقّة القرآن الكريم، حيث يقول: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيراً مِنْ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ﴾، وأمّا بعضه الآخر فلا بأس به.

هذا بالنسبة إلى الظنّ الذي لو تركنا علاقات الناس ببعضهم تقوم على أساسه لما بقي اثنان على علاقة مودّةٍ ورحمة؛ لأنّ الإنسان سيِّئ الظنِّ بطبعه، ولذا يُروى عن أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب(ع) أنّه قال مرشِداً: «لا تظنَّنَّ بكلمةٍ خرجَتْ من أحدٍ سوءاً وأنتَ تَجِدُ لها في الخير محتَمَلاً»([1]).

﴿وَلاَ تَجَسَّسُوا﴾

إذ لا يمكن لأيِّ مجتمعٍ من المجتمعات أن تستقرّ الأوضاع في داخله، وأن يحيا حياةً طبيعيّة، ما دام فيه مَنْ ينقل أخباره وأسراره، وحركاته وسكناته، إلى الآخرين، الذين يدبِّرون له المكائد، ويحيكون له المؤامرات؛ لكي يتمكَّنوا من السيطرة عليه، والتلاعب بمصيره؛ ليصبح أداةً طيِّعة بيدهم، يحرِّكونه في سبيل تحقيق مصالحهم الذاتيّة، حتّى لو كان ذلك على حساب مصلحته الدنيويّة أو الأخرويّة.

﴿وَلاَ يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضاً﴾

والغِيبة هي أن تذكر أخاك المؤمن بعَيْبٍ ـ خَلْقيّ أو خُلُقيّ ـ مستور فيه، لم يطَّلع عليه الناس، فتشهِّر به أمامهم. وقد رُوي عن إمامنا الصادق(ع) أنّه سُئل عن الغِيبة؟ فقال: «هو أن تقول لأخيك في دينه ما لم يفعل، وتبثّ عليه أمراً قد ستره الله عليه لم يُقَمْ عليه فيه حدٌّ»([2]).

وأشدُّ من الغِيبة البُهْتان، وهو أن تذكر أخاك المؤمن بعيبٍ، ولا يكون هذا العَيْب موجوداً فيه، بل هو محض الافتراء والكَذِب. وقد رُوي عن سيِّدنا مولانا أبي الحَسَن الكاظم(ع) أنّه قال: «مَنْ ذكر رجلاً من خلفه بما هو فيه ممّا عرفه الناس لم يغتَبْه، ومَنْ ذكره من خلفه بما هو فيه ممّا لا يعرفه الناس اغتابه، ومَنْ ذكره بما ليس فيه فقد بَهَتَه»([3]).

ويكفي في ذمِّ الغِيبة وبيان قبحها أنّها أوّلاً معصيةٌ من معاصي الله، بل هي من كبائر الذنوب التي توعَّد الله فاعلَها بالنار والعذاب؛ حيث رُوي أنّ رجلاً جاء إلى النبيّ(ص) فقال: يا رسول الله، أَوْصِني فقال: احفَظْ لسانَك، قال: يا رسول الله، أَوْصِني، قال: احفَظْ لسانَك، قال: يا رسول الله، أَوْصِني، قال: «احفَظْ لسانَك، وَيْحَك، وهل يكبّ الناس على مناخرهم في النار إلاّ حصائد ألسنتهم»([4]).

ورُوي عن مولانا الصادق(ع) أنّه قال: «مَنْ قال في مؤمنٍ ما رأَتْهُ عيناه، وسمعَتْه أذناه، فهو من الذين قال الله عزَّ وجلَّ: ﴿إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَنْ تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ﴾ (النور: 19)»([5]).

ورُوي عن النبيّ(ص) أنّه قال: «الغِيبة أشدُّ من الزِّنا»، فقيل: يا رسول الله، ولَمَ ذلك؟ قال: «صاحب الزِّنا يتوب فيتوب الله عليه، وصاحب الغِيبة يتوب فلا يتوب الله عليه حتّى يكون صاحبه الذي يحلّه»([6]).

وثانياً: الغِيبة هي من أكثر العادات الاجتماعية فتكاً بالمجتمع الذي تشيع فيه؛ لأنّها تجعل الإنسان ـ الذي يطلب الحياة الاجتماعيّة؛ لما فيها من الاستقرار والطمأنينة ـ لا يأمن على نفسه وعمله وحياته من عبث الآخرين، حيث يصير من المحتَمَل بشكلٍ قويّ وكبير أن يتكلَّم أحدهم، ممَّنْ يعرف أسراره وخفاياه، بما يعرف عنه، فتتعرَّض مصالحه ـ وربما حياته ـ للخطر، وكم يحدث هذا في المجتمعات!

ولكنْ بكلّ أسفٍ نجد هذه العادة القبيحة منتشرةً في أبناء مجتمعاتنا على نحوٍ تكاد تكون فيه كطعامهم وشرابهم، حتّى يُخيَّل إلينا أنّهم لا يستطيعون الحياة بدونها.

ويضيفون إليها شيئاً آخر أسوأ منها، ألا وهو الكَذِب والافتراء، فيكون حينئذٍ البهتان (أي أن تذكره بعَيْبٍ، وهو ليس فيه).

وقد أصبح هذا الأمر يطال العلماء والعاملين والمجاهدين، وغيرهم من الذين حملوا هموم الأمّة ومسؤوليّاتها على أكتافهم. والذين يمارسونه ـ وللأسف الشديد ـ من المؤمنين الذين يدَّعون الإيمان والتَّقْوى ومحبّة الله عزَّ وجلَّ، ومع ذلك تراهم يدمنون على غِيبة الناس وبَهْتهم، علماً أنّ الله سبحانه وتعالى لم يحرِّم غِيبة الناس وبَهْتهم فقط، بل حرَّم الاستماع إلى تلك الغِيبة وذلك البُهْتان، ونزَّل المُسْتمِع لهما منزلة الفاعل الحقيقيّ لذلك، فقال تقدَّسَتْ أسماؤه: ﴿وَقَدْ نَزَّلَ عَلَيْكُمْ فِي الْكِتَابِ أَنْ إِذَا سَمِعْتُمْ آيَاتِ اللهِ يُكْفَرُ بِهَا وَيُسْتَهْزَأُ بِهَا فَلاَ تَقْعُدُوا مَعَهُمْ حَتَّى يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ إِنَّكُمْ إِذاً مِثْلُهُمْ إِنَّ اللهَ جَامِعُ الْمُنَافِقِينَ وَالْكَافِرِينَ فِي جَهَنَّمَ جَمِيعاً﴾ (النساء: 140).

وما أبشع وأفظع تلك الصورة التي أظهر الله فيها مَنْ يغتاب الناس، حيث يقول: ﴿أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتاً فَكَرِهْتُمُوهُ﴾! فصوَّره وَحْشاً فظيعاً يقطع لحم أخيه المَيْت، ليأكُلَه، وفي هذا منتهى القَرَف والاشمئزاز.

وعلى هذا الأساس أيُّها الأحبّة، لا بُدَّ أنْ نحدِّد موقفنا وموقعنا مع مَنْ نكون، مع المنافقين والكافرين في جهنَّم جميعاً، أو مع المتَّقين يُساقون إلى الجنّة زُمَراً.

هذا استحقاقٌ كبير، وهذا مضمارٌ للسِّباق إلى الجنّة، فهل من متنافسين؟ ﴿وَفِي ذَلِكَ فَلْيَتَنَافَسْ الْمُتَنَافِسُونَ﴾ (المطفِّفين: 26)، وآخر دعوانا أن الحمد لله ربِّ العالمين.

**********

الهوامش

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

([1]) نهج البلاغة 4: 84.

([2]) رواه الكليني في الكافي 2: 357، عن الحسين بن محمد، عن معلّى بن محمد، عن الحسن بن عليّ الوشّاء، عن داوود بن سرحان، عن أبي عبد الله(ع)…، الحديث.

([3]) رواه الكليني في الكافي 2: 358، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن العبّاس بن عامر، عن أبان، عن رجلٍ لا نعلمه إلاّ يحيى الأزرق، عن أبي الحَسَن [الكاظم](صلوات الله عليه)…، الحديث.

وروى الكليني في الكافي 2: 358، عن عليّ بن إبراهيم، عن محمد بن عيسى، عن يونس بن عبد الرحمن، عن عبد الرحمن بن سيّابة قال: سمعتُ أبا عبد الله(ع) يقول: الغِيبة أن تقول في أخيك ما ستره الله عليه، وأمّا الأمر الظاهر فيه مثل الحِدّة والعجلة فلا. والبُهتان أن تقول فيه ما ليس فيه.

([4]) رواه الكليني في الكافي 2: 115، عن عليّ بن إبراهيم، عن أبيه؛ ومحمد بن إسماعيل، عن الفضل بن شاذان، جميعاً، عن ابن أبي عمير، عن إبراهيم بن عبد الحميد، عن قيس أبي إسماعيل ـ وذكر أنه لا بأس به من أصحابنا ـ رفعه…، الحديث.

([5]) رواه الكليني في الكافي 2: 357، عن عليّ بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن بعض أصحابه، عن أبي عبد الله(ع).

([6]) رواه الصدوق في الخصال: 62 ـ 63، عن محمد بن موسى بن المتوكِّل(رض)، عن محمد بن يحيى العطّار، عن محمد بن أحمد بن يحيى بن عمران، عن أبي عبد الله الرازي، عن الحسن بن عليّ بن النعمان، عن أسباط بن محمد، بإسناده يرفعه إلى النبيّ(ص)…، الحديث.

ورواه الصدوق أيضاً في علل الشرائع 2: 557، عن أبيه(ر)، عن محمد بن يحيى العطّار، عن محمد بن أحمد، عن أبي عبد الله الرازي، عن الحسن بن عليّ بن النعمان، عن أسباط بن محمد، يرفعه إلى النبيّ(ص)…، الحديث.

والأحاديث في ذمِّ الغِيبة والبهتان كثيرةٌ، نختصر منها على:

1ـ ما رواه الكليني في الكافي 2: 356 ـ 357، عن عليّ بن إبراهيم، عن أبيه، عن النوفليّ، عن السكونيّ، عن أبي عبد الله(ع) قال: قال رسول الله(ص): «الغِيبة أسرعُ في دين الرجل المسلم من الآكِلة في جوفه».

2ـ ما رواه الكليني في الكافي 2: 357، عن عليّ بن إبراهيم، عن أبيه، عن النوفليّ، عن السكونيّ، عن أبي عبد الله(ع) قال: قال رسول الله(ص): «الجلوس في المسجد انتظار الصلاة عبادةٌ ما لم يُحْدِث»، قيل: يا رسول الله، وما يُحْدِث؟ قال: «الاغتياب».

3ـ ما رواه الكليني في الكافي 2: 357، عن عدّة من أصحابنا، عن أحمد بن أبي عبد الله، عن أبيه، عن هارون بن الجَهْم عن حفص بن عمر، عن أبي عبد الله(ع) قال: سُئل النبيّ(ص): ما كفّارة الاغتياب؟ قال: «تستغفر الله لمَنْ اغتبْتَه كلَّما ذكرْتَه».

4ـ ما رواه الكليني في الكافي 2: 357 ـ 358، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن الحسن بن محبوب، عن مالك بن عطيّة، عن ابن أبي يعفور، عن أبي عبد الله(ع) قال: «مَنْ بهت مؤمناً أو مؤمنة بما ليس فيه بعثه الله في طينة خَبال حتّى يخرج ممّا قال»، قلتُ: وما طينة الخَبال؟ قال: «صديدٌ يخرج من فروج المُومِسات».



أكتب تعليقك