23 يناير 2024
التصنيف : استفتاءات
لا تعليقات
485 مشاهدة

عرض لوط(ع) بناته للزواج من كفّار قومه والشاذّين منهم

سؤال: ما هو تفسير الآية التي قال فيها النبيّ لوط(ع) لفاعلي الفاحشة في زمانه: (هَؤُلاَءِ بَنَاتِي إِنْ كُنتُمْ فَاعِلِينَ)؛ إذ كيف يضحّي النبيّ ببناته المؤمنات، ويزوِّجهنّ لمرتكبي الفاحشة؟! فهل المراد بناته من صلبه أو بنات قومه (والنبيّ أبو أمّته)؟ مع العلم أن الروايات تذكر أنه كان له ابنتان أو ثلاث، فكيف يزوِّجهنّ لأولئك الرجال جميعاً؟! وكيف يُزوِّج الكافر بالمؤمنة؟

مع الإشارة إلى أن بعض المفسِّرين استبعد احتمال إرادة تزويجهم من بنات قومه؛ لأنه خلاف الظاهر، وذكر أن المهاجمين كانوا ثلّةً فقط فيُتصوَّر تزويجهم من ابنتين أو ثلاث، وأنه(ع) شرط عليهم الإيمان، مع أن زواج المؤمنة من الكافر لم يكن ممنوعاً في تلك الشرائع إلى عصر النبيّ(ص).

الجواب: بعيداً عن النقاش في الظاهر وغير الظاهر، وفي إمكان تصوُّر تزويج بنتان أو ثلاث لمجموعة (ثلّة) من الرجال، نقول: يحتمل أيضاً أنه لم تكن دعوةٌ للتزويج أصلاً، وإنما إرشادٌ إلى حدود متعة الرجل بالمرأة زوجته، حيث يجوز له كافّة الاستمتاعات، ومنها: الوطء في الدبر، وهو ما يشبه اللواط (وطء الرجال)، فكأنّه يرشدهم إلى أنهم استبدلوا فعلاً حراماً بنفس الفعل الحلال، وهذا من عجيب الفعال.

فتكون دعوةً منه لاستمتاع كلّ رجلٍ بزوجته بشكلٍ كاملٍ، وهي علاقة طُهْرٍ واستعفافٍ، فهُنَّ أطهر لكم من الرجال؛ إذ العلاقةُ بين رجلين أو امرأتين ليست علاقةَ طُهْرٍ وعفّةٍ وهَدَفٍ نبيل.



أكتب تعليقك