14 يوليو 2015
التصنيف : برامج تلفزيونية (إعداد وتقديم)
لا تعليقات
2٬574 مشاهدة

أمثال/ح14: المؤمنون مع محمّدٍ(ص)… ﴿كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَى﴾

للدعاية لنشر الحلقة 14

بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله ربّ العالمين، والصلاة والسلام على سيِّدنا محمّد، وعلى آله الطيِّبين الطاهرين والسلام عليكم ـ أيُّها الأحبَّة ـ ورحمة الله وبركاته.

﴿مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعاً سُجَّداً يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِنْ اللهِ وَرِضْوَاناً سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ مِنْ أَثَرِ السُّجُودِ ذَلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَمَثَلُهُمْ فِي الإِنْجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَى عَلَى سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمْ الْكُفَّارَ وَعَدَ اللهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنْهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْراً عَظِيماً﴾(الفتح: 29).

بهذا الوَصْف (رسولُ الله) نَعَتَ اللهُ جلَّ جلاله عبدَه وحبيبَه محمّداً(ص)، فهذه هي الصفة الشخصيّة التي ينبغي للمسلم أن يهتمَّ بها، ويلتفت إليها، بعيداً عن أوصاف الجَسَد، أو سلسلة النَّسَب، أو غير ذلك؟

فمحمدُ بن عبد الله(ص) هو رسولُ الله الخاتم، الذي لا نبيَّ بعده، وشريعتُه هي الشريعةُ النهائيّة الصالحة لكلِّ زمانٍ ومكان إلى يوم القيامة.

وكما كان لكلِّ نبيٍّ أتباعُه ومريدوه، وكذلك خصومُه وأعداؤه، فقد كان لنبيِّ الإسلام(ص) أتباعٌ ومريدون كُثُرٌ، أو هكذا يدَّعون. وقد بيَّن الله في هذه الآية صفاتِ أتباع هذا النبيِّ العظيم(ص)، بما يوحي أنّ مَنْ لا يستجمع هذه الصفات فليس من أتباعه، ولو ادَّعى ذلك قَوْلاً ظاهراً.

أتباعُ النبيّ الأكرم محمّدٍ(ص) هم الأشدّاءُ على الكفّار، الذين لا يخافونهم، ولا يجبُنون عن مواجهتهم، ولا يُحابونهم، ولا يتملَّقون لهم، وإنَّما هو موقفٌ حازم، لا ضَعْفَ فيه: آمِنوا بالله تكونوا إخوةً لنا في الدِّين، فإنْ كفَرْتُم واعتدَيْتُم، وكِدْتُم للإسلام والمسلمين، فهو القتالُ والبأسُ الشديد.

وهم الرحماءُ فيما بينهم، فلا يحمل أحدُهم على أخيه المسلم حِقْداً أو غِلاًّ، ولا يحسده، ولا يغتابه، ولا يتجسَّس عليه، ولا يكيد له, وإنَّما هم إخوةٌ رحماء، يعيشون المحبَّة والرأفة والرَّحْمة.

وهم الرُّكَّعُ السجود لله سبحانه وتعالى، تعظيماً لشأنه، واعترافاً بقَدْره، وشُكْراً لنَعمائه، وطلباً لمَرْضاته وفضله.

ولهؤلاء المسلمين ـ أتباع النبيّ الأكرم(ص) ـ سيماءٌ وسلوكٌ معيَّن، يُعرَفون به بين الناس، فهم الصادقون، والأمناء، والمُوفون بعهدهم، والذين تظهر آثار العبادة والطاعة والمناجاة لله في وجوههم، فترى فيها أثر السجود بارزاً، كشاهِد صدقٍ على أنَّهم يقومون بتكاليفهم على أتمِّ وجهٍ.

هذا هو مَثَلهم في التوراة، وهو الكتابُ السماويّ المقدَّس الذي أُنزل على نبيِّ الله وكليمه موسى(ع).

وأمّا مَثَلهم في الإنجيل ـ وهو الكتاب السماويّ المقدَّس الذي أُنزل على روح الله وكلمته عيسى(ع) ـ فهو أنّهم يعيشون التكافُل والمودَّة فيما بينهم، فمَثَلهم كزَرْعٍ أفرخ من جوانبه، فاستكثر، واستوى الجميعُ بمقدارٍ واحد، ما يعني وفرةً في النتاج الزراعيّ، وبذلك يفرح الزرّاع.

وتلك إشارةٌ إلى قوّة النبيّ(ص) بأصحابه وأتباعه، حتَّى لم يعُدْ للمشركين بهم طاقةٌ.

وذلك هو الوعد الإلهي للمؤمنين حقّاً، العاملين صِدْقاً، بالمغفرة والمثوبة، والتمكين في الأرض، والغَلَبة على كلِّ كافرٍ لا يؤمن بيوم الحساب.

ربَّنا آتِنا ما وعدتَنا على رُسُلِكَ، ولا تُخْزِنا يوم القيامة، إنَّكَ لا تُخْلِف الميعاد. والحمد لله ربِّ العالمين.



أكتب تعليقك