14 يونيو 2012
التصنيف : مقالات فكرية
لا تعليقات
10٬316 مشاهدة

الإساءة لمقدّسات الإسلام تدبيرٌ يهوديٌّ خطير

(بتاريخ: 29 ـ 2 ـ 2012م)

منذ أقلّ من عامٍ عمد القِسّ الأمريكيّ المتعصِّب تيري جونز إلى إحراق القرآن الكريم داخل كنيسةٍ في ولاية فلوريدا الأمريكيّة.

وقد كتبتُ حينها مقالاً بعنوان: (كيف نحمي مقدّساتنا؟)، ونشرَتْه جملةٌ من المواقع الإلكترونيّة، على الروابط التالية:

http://www.rohama.org/ar/news/5071

http://www.neworientnews.com/news/fullnews.php?news_id=26221

http://www.kufur-kassem.com/2010/?articles=topic&topic=76669

http://www.nosos.net/main/?p=news&gid=37

وخلاصةُ ذلك المقال أنّ هذه الحادثة ليست الحادثة الأولى في تاريخ الإساءة إلى الإسلام ورموزه، فقد سبقته محاولاتٌ ومحاولات، من قبيل: كتاب «آيات شيطانيّة»، للكاتب البريطانيّ سلمان رشدي، الذي أساء فيه إلى نبيّ الرحمة والهدى والخير والمحبّة محمّد صلّى الله عليه وآله وسلم، واصفاً إيّاه بأبشع الأوصاف، وأبذأ التعابير؛ والرسوم الكاريكاتوريّة المسيئة إلى نبيّ الإسلام محمّد صلّى الله عليه وآله وسلم من قبل رسّام كاريكاتور دانماركيّ، ثمّ انتشرت هذه الرسوم في صحفٍ متعدّدة حول العالم.

ولم تتعدَّ ردّاتُ فعلنا، كعربٍ وكمسلمين، وكما هي العادة، بيانات الاستنكار الصارخ، وخطابات الإدانة الرنّانة، والتظاهرات والمسيرات الشبابيّة والطلاّبيّة الغاضبة، في حين أنّ ما يفيدنا حقّاً هو وقفةُ عزٍّ وكرامة وعنفوان، وذلك من خلال:

1ـ الضغط على الحكومات العربيّة والإسلاميّة من أجل طرد سفراء الولايات المتّحدة الأمريكيّة منها، إلى أن تقوم الإدارة الأمريكية بمعاقبة المسيئين معاقبةً رادعةً.

2ـ مقاطعة البضائع الأمريكيّة مقاطعة جادّة.

3ـ تنقية التعاليم الدينيّة من كلّ ما يشوبها من الخرافة والغلوّ والحقد على الإنسان، لمجرّد الاختلاف معه في الدين.

4ـ الوقوف صفّاً واحداً في وجه أيّ شخص يعمل على إثارة الفتنة الدينيّة أو الطائفيّة أو المذهبيّة باسم الدين، ويتشدَّق بتكفير هذا وذاك، لمجرّد خلافٍ فكريٍّ معه.

5ـ تعريف الناس في كلّ أنحاء العالم بما تتضمّنه الكتب السماويّة الحقّة، والتعاليم الدينيّة الصائبة، من قيم عالية ومفاهيم راقية وإرشادات سامية وأخلاق نبيلة؛ كي تُسحب الذرائع الواهية من أيدي هؤلاء المسيئين.

غير أنّنا لاحظنا أنّه تتجدّد بين فترةٍ وأخرى الإساءة إلى مقدّسات المسلمين:

كما في التهديد بهدم الكعبة المشرَّفة، ردّاً على هجمات الحادي عشر من أيلول.

وكما في هدم المساجد أو تدنيسها من حينٍ لآخر على أيدي الصهاينة والأمريكيّين المحتلِّين، حيث ذكرت بعض المواقع الإلكترونيّة أنّ طلاّباً يهوداً قاموا بتدنيس الحرم الإبراهيميّ من خلال الدخول إليه بأحذيتهم تحت حماية جنود الاحتلال، ضاربين بحرمة المسجد وأحكامه (ومنها: حرمة تنجيسه) عرض الحائط. وقد فعلها من قبل (شمعون بيريز) لدى دخوله أحد المساجد في المغرب. وفعلها أيضاً البابا بنديكتوس السادس عشر أثناء زيارته لمسجد الحسين بن طلال في عمّان، مبرِّراً ذلك بأنّ القائمين على ترتيبات الزيارة لم يبلغوه بضرورة القيام بخلع الحذاء. وتعمد بعض الشركات أحياناً إلى وضع صورة (المسجد) في أماكن موجبة للهتك والتحقير، كما على علب الأحذية، أو على الأحذية نفسها.

وكما في تكرار الإساءة إلى النبيّ الأكرم صلّى الله عليه وآله وسلّم، الذي أهانه في ذكرى مولده الأخيرة شابٌّ سعوديٌّ مسلمٌ، على إحدى صفحات الإنترنت بعباراتٍ بعيدةٍ عن الأدب الذي طالبنا الله به تجاه نبيّه الخاتَم محمد صلّى الله عليه وآله وسلّم، حيث قال: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لاَ تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيْ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ * يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لاَ تَرْفَعُوا أَصْوَاتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِّ وَلاَ تَجْهَرُوا لَهُ بِالْقَوْلِ كَجَهْرِ بَعْضِكُمْ لِبَعْضٍ أَنْ تَحْبَطَ أَعْمَالُكُمْ وَأَنْتُمْ لاَ تَشْعُرُونَ * إِنَّ الَّذِينَ يَغُضُّونَ أَصْوَاتَهُمْ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ أُوْلَئِكَ الَّذِينَ امْتَحَنَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ لِلتَّقْوَى لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ عَظِيمٌ * إِنَّ الَّذِينَ يُنَادُونَكَ مِنْ وَرَاءِ الْحُجُرَاتِ أَكْثَرُهُمْ لاَ يَعْقِلُونَ * وَلَوْ أَنَّهُمْ صَبَرُوا حَتَّى تَخْرُجَ إِلَيْهِمْ لَكَانَ خَيْراً لَهُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ) (الحجرات: 1 ـ 5)، وقال أيضاً: (إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَإِذَا كَانُوا مَعَهُ عَلَى أَمْرٍ جَامِعٍ لَمْ يَذْهَبُوا حَتَّى يَسْتَأْذِنُوهُ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَأْذِنُونَكَ أُوْلَئِكَ الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ فَإِذَا اسْتَأْذَنُوكَ لِبَعْضِ شَأْنِهِمْ فَأْذَنْ لِمَنْ شِئْتَ مِنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ * لاَ تَجْعَلُوا دُعَاءَ الرَّسُولِ بَيْنَكُمْ كَدُعَاءِ بَعْضِكُمْ بَعْضاً قَدْ يَعْلَمُ اللَّهُ الَّذِينَ يَتَسَلَّلُونَ مِنْكُمْ لِوَاذاً فَلْيَحْذَرْ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ) (النور: 62 ـ 63)، وقال أيضاً: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لاَ تَدْخُلُوا بُيُوتَ النَّبِيِّ إِلاَّ أَنْ يُؤْذَنَ لَكُمْ إِلَى طَعَامٍ غَيْرَ نَاظِرِينَ إِنَاهُ وَلَكِنْ إِذَا دُعِيتُمْ فَادْخُلُوا فَإِذَا طَعِمْتُمْ فَانْتَشِرُوا وَلاَ مُسْتَأْنِسِينَ لِحَدِيثٍ إِنَّ ذَلِكُمْ كَانَ يُؤْذِي النَّبِيَّ فَيَسْتَحْيِ مِنْكُمْ وَاللَّهُ لاَ يَسْتَحْيِ مِنْ الْحَقِّ وَإِذَا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتَاعاً فَاسْأَلُوهُنَّ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ ذَلِكُمْ أَطْهَرُ لِقُلُوبِكُمْ وَقُلُوبِهِنَّ وَمَا كَانَ لَكُمْ أَنْ تُؤْذُوا رَسُولَ اللَّهِ وَلاَ أَنْ تَنْكِحُوا أَزْوَاجَهُ مِنْ بَعْدِهِ أَبَداً إِنَّ ذَلِكُمْ كَانَ عِنْدَ اللَّهِ عَظِيماً) (الأحزاب: 53). إلى هذا الحدّ أراد الله منّا احترام نبيّنا، والعمل على جعل الآخرين يكنوّن له كلّ محبّةٍ واحترامٍ، حتّى لو اختلفوا معه في الدين والعقيدة.

وقد هاجم هذا الشابّ أيضاً الذات الإلهيّة المقدّسة، مشكِّكاً في وجوده، وفي وجوب عبادته، وفي قدرته على البقاء، منزِّلاً إيّاه منزلة البشر. كما استخفّ بالقرآن الكريم، من خلال تقليده، متلاعباً ببعض الكلمات في الآيات المباركات.

وكما في ما حصل مؤخَّراً من إحراقٍ وتدنيسٍ للقرآن الكريم على يد مجموعة من الجنود الأمريكيّين في أفغانستان.

وقد هاجمت القرآن الكريم أيضاً الكاتبة بسمة القضماني، منتقصةً من أهمّيّته في حياة المسلمين، داعيةً إلى امتلاك ثقافةٍ تغنينا عن الرجوع إلى القرآن دائماً.

وقد اعتذر الرئيس الأمريكيّ من الرئيس الأفغانيّ حميد كرزاي، وكأنّ الإساءة كانت إليه وحده، أو كأنّ المسألة تخصّه وحده. هكذا يعملون على تبسيط المسألة، وتسطيح المشكلة.

إننا نعتقد أنّ ما حصل ما هو إلاّ حلقةٌ في مسلسلٍ طويل، وخطّةٌ خطيرةٌ مفادها: ما دام رسول الإسلام محمّد صلّى الله عليه وآله وسلّم، ودستوره الخالد القرآن الكريم، محترماً وموقَّراً فهذا يعني أنّ الساحة ستبقى مفتوحةً أمام تعاليم الإسلام، لتنتشر في كلّ بقاع الأرض، ولتصل إلى كلّ أذنٍ، وبالتالي ستلقى صداها الطيِّب والإيجابيّ في نفوس الطيّبين من الناس، والذين لا زال للفطرة عندهم بقيّةٌ حيّة، بخلاف الذين ماتت فطرتهم أو حجبها تراكم الذنوب والمعاصي والجرائم.

هذه القاعدة اكتشفها أعداء الدين الإسلاميّ، واستغلّوها في حربهم على الإسلام أيَّما استغلال، فعمدوا إلى تحطيم هيبة النبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم واحترامه وقدسيّته في نفس الإنسان، كلّ إنسان، حتّى الفرد المسلم؛ إذ ـ وكما هو مقرَّر في محلّه ـ إنّ تكرار القول على مسامع الشخص لأكثر من مرّة يترك أثره في نفسه، وفي اللاوعي عنده، بحيث يتذكّره ويستحضره في أيّ مورد تربطه بتلك الفكرة أو المقولة أدنى علاقة.

هذا ما نستنتجه ممّا تركته بعض النصوص الروائيّة التي تصوّر النبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم بصور غير لائقة، ولا منسجمة مع موقعه ومسؤوليّته والتزامه الدينيّ والأخلاقيّ، ومن ذلك:

1ـ تصويره بأنّه يستمع لضرب الدفّ والمزمار، وهو حرامٌ، إذ روى بريدة أنّ جارية قالت له عليه السلام بعد رجوعه من غزاة: كنتُ نذرتُ إن رجعتَ سالماً أضرب بين يديك بالدفّ وأتغنّى، فقال: إن كنتِ نذرتِ فاضربي، وإلا فلا، فضربتُ، فدخل أبو بكر، ثم عليّ، ثم عثمان، وهي تضرب، فدخل عمر، فوضعت الدفّ تحت استها، وقعدت، فقال النبيّ صلى الله عليه وآله وسلّم: إنّ الشيطان ليخاف منك يا عمر[1].

ولا يخفى أنّ في قوله: (إن الشيطان يخاف منك يا عمر) تصريحٌ بأنّ ضرب الدفّ فعل الشيطان، ومع ذلك كان يسمعه النبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم!!!

وعن عائشة قالت: دخل عليّ رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم وعندي جاريتان تغنّيان بغناء، فاضطجع رسول الله على الفراش، وحوَّل وجهه، ودخل أبو بكر فانتهرني، وقال: مزمار الشيطان عند النبيّ، فأقبل عليه رسول الله، فقال: دعهما، فلمّا غفل غمزتهما فخرجتا[2].

2ـ تساهله في أمر الدين وأحكامه؛ إرضاءً للآخرين، حيث نُقل عنه عليه السلام أنّه مرّ بقوم من الزنج وهم يضربون بطبولٍ لهم ويغنّون، فلما رأوه سكتوا، فقال: خذوا يا بني أرفدة في ما كنتم فيه؛ ليعلم اليهود أن في ديننا فسحة[3].

3ـ حمله لعائشة على ظهره تنظر إلى لعب الأحباش، حيث جاء عن عائشة قولها: إن رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم رأى السودان يلعبون في مسجده بدرقهم وحرابهم، فقال لها: أتشتهين تنظرين إليهم؟ قالت: نعم، قالت: فأقامني وراءه وخدّي على خدّه، وهو يقول: دونكم يا بني أرفدة، قالت: حتى إذا مللتُ، قال: حسبك؟ قلت: نعم، قال: فاذهبي[4].

وفي رواية أنها قالت: مرّ رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم بالذين يدوكون بالمدينة، فقام عليهم، وكنت أنظر في ما بين أذنيه، وهو يقول: خذوا يا بني أرفدة؛ حتّى تعلم اليهود والنصارى أن في ديننا فسحة، فجعلوا يقولون: أبو القاسم الطيّب، فجاء عمر فارتدعوا[5].

وفي روايةٍ: فقال: يا عائشة تعالي فانظري، فجئت فوضعت لحيي على منكب رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم، فجعلت أنظر إليها ما بين المنكب إلى رأسه، فقال لي: أما شبعتِ؟ أما شبعتِ؟ قالت: فجعلت أقول: لا؛ لأنظر منزلتي عنده، إذ طلع عمر، قال: فارفضّ الناس عنها، قالت: فقال رسول الله: إني لأنظر إلى شياطين الإنس والجن قد فرّوا من عمر[6]. وفي صحيح البخاري عن أبي هريرة: إذ دخل عمر بن الخطاب، فأهوى إلى الحصباء يحصبهم بها، فقال رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم: دعهم يا عمر[7].

4ـ أنّه يهجم على الناس هجمة غضبانٍ، فيأخذ بفضحهم على رؤوس الأشهاد، حيث جاء في الكافي ـ بسندٍ صحيح ـ عن أبي عبد الله عليه السلام قال: إن أبا بكر وعمر أتيا أم سلمة فقالا لها: يا أمّ سلمة إنكِ قد كنتِ عند رجل قبل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم، فكيف رسول الله من ذاك في الخلوة؟ فقالت: ما هو إلاّ كسائر الرجال، ثم خرجا عنها، وأقبل النبيّ صلى الله عليه وآله وسلّم، فقامت إليه مبادرةً؛ فرقاً أن ينزل أمر من السماء، فأخبرته الخبر، فغضب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم حتى تربّد وجهه، والتوى عرق الغضب بين عينيه، وخرج وهو يجرّ رداءه، حتّى صعد المنبر، وبادرت الأنصار بالسلاح، وأمر بخيلهم أن تحضر، فصعد المنبر، فحمد الله وأثنى عليه، ثم قال: أيّها الناس، ما بال أقوام يتبعون عيبي، ويسألون عن غيبي؟! واللهِ، إني لأكرمكم حسباً، وأطهركم مولداً، وأنصحكم لله في الغيب، ولا يسألني أحدٌ منكم عن أبيه إلاّ أخبرتُه، فقام إليه رجل فقال: مَنْ أبي؟ فقال: فلانٌ الراعي، فقام إليه آخر فقال: مَنْ أبي؟ فقال: غلامكم الأسود، وقام إليه الثالث فقال: مَنْ أبي؟ فقال: الذي تُنسَب إليه، فقالت الأنصار: يا رسول الله، اعفُ عنّا عفا الله عنك؛ فإن الله بعثك رحمةً، فاعف عنا عفا الله عنك، وكان النبيّ صلى الله عليه وآله وسلّم إذا كُلِّم استحيى، وعرق وغضّ طرفه عن الناس حياءً حين كلَّموه، فنزل. فلما كان في السحر هبط عليه جبرئيل عليه السلام بصحفة من الجنة فيها هريسة فقال: يا محمّد، هذه عملها لك الحور العين، فكلها أنت وعليّ وذريّتكما؛ فإنه لا يصلح أن يأكلها غيركم، فجلس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم وعليّ وفاطمة والحسن والحسين عليهم السلام فأكلوا، فأعطي رسول الله صلى الله عليه وآله في المباضعة من تلك الأكلة قوّة أربعين رجلاً، فكان إذا شاء غشي نساءه كلّهنّ في ليلة واحدة[8].

5ـ أنّه متيَّمٌ بالنساء إلى درجة أنّه يطوف على نسائه التسعة كلّهنّ في ليلةٍ واحدةٍ، وبغسلٍ واحدٍ، حيث روى أنس أنّ النبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم كان يطوف على جميع نسائه في ليلةٍ واحدةٍ، بغسلٍ واحدٍ، وله تسع نسوة[9].

وعن أبي رافع أنّ رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم طاف على نسائه في ليلةٍ، فاغتسل عند كلّ امرأة منهنّ غسلاً، فقلتُ: يا رسول الله، لو اغتسلت غسلاً واحداً، فقال: هذا أطهر وأطيب[10].

وقد نسب ذلك إلى نبيّ الله سليمان عليه السلام أيضاً، حيث صوّروه يطوف على ألفٍ من نسائه في ليلةٍ واحدة، وفي أقلّ الأحوال يطوف بمئةٍ منهنّ فقط.

جاء في الكافي ـ بسندٍ ضعيف؛ لعدم ثبوت وثاقة محمد بن خالد البرقيّ ـ عن أبي الحسن [الكاظم أو الرضا] عليه السلام أنّه قال: من أخلاق الأنبياء التنظُّف والتطيُّب وحلق الشعر وكثرة الطروقة، ثم قال: كان لسليمان بن داوود عليه السلام ألف امرأة في قصر واحد: ثلاثمائة مهيرة؛ وسبعمائة سريّة. وكان رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم له بضع أربعين رجلاً، وكان عنده تسع نسوة، وكان يطوف عليهنّ في كلّ يوم وليلة[11].

وعن أبي هريرة قال: قال سليمان بن داوود عليهما السلام: لأطوفنّ الليلة بمائة امرأةٍ، تلد كلّ امرأة غلاماً يقاتل في سبيل الله، فقال له الملك: قُلْ شاء الله، فلم يقُلْ، ونسي، فأطاف بهنّ، ولم تلد منهنّ إلاّ امرأةٌ نصف إنسان، قال النبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم: لو قال: إنْ شاء الله لم يحنث، وكان أرجى لحاجته[12].

6ـ أنّه إنّما بُعث بالسيف والقتال وإراقة الدماء، وأنّه يؤمِّن رزقه ممّا يحصل عليه من غنائم الحروب، قاهراً للمخالفين له.

فعن ابن عمر قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم: بُعثتُ بالسيف حتّى يعبد الله لا شريك له، وجُعل رزقي تحت ظلّ رمحي، وجُعل الذلّة والصغار على مَنْ خالف أمري، ومَنْ تشبَّه بقومٍ فهو منهم[13].

هذه الروايات وأمثالها جعلت بعض المسلمين ذوي النفوس الضعيفة يتّهمونه كذباً وافتراءً بأنّه شهوانيٌّ[14]، أو مجرمٌ قاتلٌ وقاطعٌ للطرق، يستولي على ممتلكات الآخرين بالقهر والغلبة، أو غضوبٌ، أو يبدو لهم أنّهم أندادٌ له، في حين أنّه صاحب الخلق الكريم العظيم، الذي بُعث لإتمام مكارم الأخلاق، وصاحب المكانة الرفيعة عند الله تعالى، الذي لا يدانيه أحدٌ في فضله وعظمته، حتّى قال فيه أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب عليه السلام: (أنا عبدٌ من عبيد محمّد)، لا بمعنى العبادة؛ إذ لم يعبد عليٌّ عليه السلام إلاّ الله عزّ وجلّ، ولم يسجد لصنمٍ قطّ، بل بمعنى الطاعة والانقياد التامّ لكلّ ما جاء به؛ إذ هو من عند الله، ويقول تعالى: (وَمَا آتَاكُمْ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ) (الحشر: 7).

ومن هنا كانت إساءة سلمان رشدي، وهذا الشابّ السعوديّ المغرور (حمزة كاشغري)، الذي عاد فاعتذر عن فعلته، ولكنْ بعد أن وصلت كلماته الشنيعة إلى الآلاف من الناس من مرتادي صفحات الإنترنت، وغيرهم كثيرٌ.

وهذا ما نلاحظه أيضاً في ما يعمد إليه كثيرٌ من خصوم فكرةٍ أو مقالةٍ أو بحثٍ أو تحقيقٍ ما، حيث يعمدون إلى التشهير والتحقير لصاحبه؛ حتّى يسقط من أعين الناس، ولو بعد حين، ولو على نحو الشكّ والظنّ، لا اليقين والقطع، وبالتالي يستحضر هؤلاء الناس ما قيل في حقّه عند كلّ حادثةٍ ترتبط ببعض طروحاته وأفكاره، ما يجعلهم يتوقَّفون عن الاستماع إليه استماع المحقِّق المدقِّق المتأمِّل في القول، ليصبح النظر في مَنْ قال، لا في ما قيل، وبالتالي يصدر الحكم خاطئاً ومغلوطاً، ومعتمداً على خلفيّات مسبَقة، وتصوُّرات مشوَّهة. ومن ذلك ما قام به بعض الحاقدين الحاسدين مع السيد محسن الأمين، حتّى قيل في حقّه ما يندى له جبين المؤمن الغيور، ثمّ مع السيد موسى الصدر، ومع الإمام روح الله الخمينيّ، ومع السيد الشهيد محمد باقر الصدر ـ الذي لا تزال سهام الحقد والحسد تطاله بين الفينة والأخرى، حتّى سمعنا مؤخَّراً أنّ أحد الأعلام في النجف الأشرف قد عارض بشدّة تدريس الحلقات الثلاث للسيد الشهيد في أصول الفقه، قائلاً لجلسائه: (إذا أقررتموها في منهج التدريس فسأكون خصمكم يوم القيامة) ـ، ومع الشهيد مطهّري، ومع سيدنا الأستاذ السيد محمد حسين فضل الله، ومع السيد مرتضى العسكريّ، وهو ما يحصل اليوم أيضاً مع القائد السيد الخامنئيّ، وآخرين من المفكِّرين والباحثين والمحقِّقين، من تكفيرٍ، وتضليلٍ، وتفسيقٍ، واتّهام بالزندقة، والنكوص على الأعقاب، وخسران الأعمال والصالحات، والتفريط في الأحكام الشرعيّة، والخروج من ولاية أهل البيت عليهم السلام، إلى غير ذلك من التهم الجاهزة، وهي محض افتراء وكذب وبهتان.

ويعمد هؤلاء؛ لتأييد حركتهم، باللجوء إلى جملة من النصوص التي تتحدّث عن مباهتة أهل الريب والبدع ـ علماً أنّ الصغرى لم تتحقَّق، بل ربما تحقّق عكسها ـ، ومن ذلك: ما جاء في الكافي ـ بسندٍ صحيح ـ عن أبي عبد الله عليه السلام أنه قال: لا تصحبوا أهل البدع ولا تجالسوهم، فتصيروا عند الناس كواحدٍ منهم، قال رسول الله صلى الله عليه وآله: المرء على دين خليله وقرينه[15].

وفي الكافي أيضاً ـ بسندٍ صحيح ـ عن أبي عبد الله عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم: إذا رأيتم أهل الريب والبدع من بعدي فأظهروا البراءة منهم، وأكثروا من سبّهم، والقول فيهم، والوقيعة، وباهتوهم؛ كي لا يطمعوا في الفساد في الإسلام، ويحذرهم الناس ولا يتعلَّمون من بدعهم، يكتب الله لكم بذلك الحسنات، ويرفع لكم به الدرجات في الآخرة[16].

ومن الواضح أنّ المباهتة لا تعني البهتان، وهو الكذب والافتراء، وإنّما تعني إيقاعهم في الدهشة والحيرة[17]، من خلال الحجّة التي تقدَّم في مقابل أقوالهم وطروحاتهم. وهكذا هي العناوين المتقدِّمة من البراءة والسبّ والوقيعة، فإنّها تدلّ على ضرورة التصدّي لبيان خطأ أفكارهم وانحرافها، أمّا السبّ بمعنى الشتم وإطلاق البذيء الفاحش من الألفاظ فقد نهانا عنه سيّدنا ومولانا عليٌّ عليه السلام حين قال لأصحابه، وقد سمعهم يسبّون أهل الشام أيّام حربهم بصفّين: إنّي أكره لكم أن تكونوا سبّابين، ولكنّكم لو وصفتم أعمالهم، وذكرتم حالهم، كان أصوب في القول، وأبلغ في العذر، وقلتم مكان سبِّكم إيّاهم: اللهمّ احقن دماءنا ودماءهم، وأصلح ذات بيننا وبينهم، واهدهم من ضلالتهم، حتى يعرف الحقّ من جهله، ويرعوي عن الغيّ والعدوان من لهج به[18].

وحاشا لله أن يجيز كذباً وافتراءً، أو فحشاً وبذاءةً. وقليلٌ من الحقّ يغني عن كثيرٍ من الباطل.

إذاً فهذه القاعدة هي تحطيم صورة وكرامة وشخصيّة الخصم في نفوس الناس؛ حتّى لا يعودوا مستعدّين نفسيّاً ليقبلوا منه شيئاً ممّا يقول، ولو كان حقّاً، مصحوباً بنورٍ ساطع، وبرهانٍ قاطع؛ إذ إنّ في خلفيّة المشهد صورةً بشعةً ومخيفةً لهذا الباحث، أو المفكِّر، أو المثقَّف، أو الأستاذ الجامعيّ (الأكاديميّ)، أو المتخصِّص، أو المحقِّق، أو المرجع، أو الخطيب، ما يجعل النفس تأنف من قبول أيِّ شيء يطرحه، مهما كان مصيباً للحقّ، ومجانِباً للباطل.

ولقد استغلّ أعداء الإسلام، ولا سيّما اليهود ـ ولا أقول: الصهاينة، بل اليهود ـ؛ إذ أضمروا في نفوسهم ـ ومنذ القدم ـ حقداً دفيناً تجاه الإسلام وأهله، حتى قال الله عنهم: (لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِلَّذِينَ آمَنُوا الْيَهُودَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا وَلَتَجِدَنَّ أَقْرَبَهُمْ مَوَدَّةً لِلَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ قَالُوا إِنَّا نَصَارَى ذَلِكَ بِأَنَّ مِنْهُمْ قِسِّيسِينَ وَرُهْبَاناً وَأَنَّهُمْ لاَ يَسْتَكْبِرُونَ) (المائدة: 82). وكلام الله أصدق الكلام، ولا نلتفت إلى قولٍ من هنا أو هناك يحاول تمييز اليهود عن الصهاينة، ليقول: لا مشكلة لنا مع اليهود في العالم، وإنّما مشكلتنا مع الصهاينة المحتلّين لفلسطين فحسب؛ إذ إنّ الله أخبرنا ـ وهو أصدق المخبرين ـ أنّ اليهود أعداءٌ لنا ولديننا، ولا بدّ لنا من أن نتّخذهم عدوّاً، وإلاّ كنا من الحمقى المغفَّلين التائهين، الذين سرعان ما يسقطون في يد العدوّ؛ إذ من أعظم الحمق مؤاخاة الفجّار.

لقد استغلّ أعداء الإسلام، ولا سيّما اليهود ـ وكلّنا يعلم مدى الدور الفاعل لليهود في السياسة الأمريكيّة، بل العالميّة، وتغلغلهم في المجتمع الأمريكيّ وغيره، وعليه فما يحصل من بعض الجنود الأمريكيّين هنا وهناك، ومن غيرهم أيضاً، تحرّكه الأصابع الخفيّة لليهود وأفكارهم وعقائدهم ودعواتهم التحريضيّة ـ، استغلّ أعداء الإسلام، ولا سيّما اليهود، هذه القاعدة أيَّما استغلال، مستفيدين من الإمكانات المادّية والإعلاميّة المتاحة لهم، فأخذوا منذ عقودٍ خلت بتحطيم صورة الإسلام والمقدّسات الإسلاميّة في نفوس الناس ـ مسلمين وغيرهم ـ، من خلال ما يقومون به من هجماتٍ على المقدّسات، وما يتطاولون به من كلمات على نبيّ الإسلام ومقدّساته. وهكذا تكتمل دائرة الحرب؛ فالمساجد تُهدَم؛ والمصاحف تُحرق؛ والنبيُّ وأصحابه الأخيار وأهل بيته الأبرار عرضةٌ للحملات الفكريّة المشوِّهة لصورتهم النقيّة، وطهارتهم، ونزاهتهم، وقداستهم. وهكذا خفّت وتيرة الحميّة والغيرة على الدين وأهله في نفوس المسلمين، وازدادت الجرأة على هذه المقدَّسات في نفوس أعداء الدين والعلمانيّين و…

عندما صدرت رواية (آيات شيطانيّة) كانت الفتوى الشهيرة للإمام الخمينيّ؛ دفاعاً عن الحرمات والمقدَّسات.

ولما كثر التطاول وتعدّدت الإساءات خفّ التفاعل مع هذه الأحداث، حتى صرنا نشهد مثل هذه الإساءات والانتهاكات ـ إلى أن بلغت حدّ التهديد الجدّي بحرق وهدم المسجد الأقصى نفسه، حيث المعراج والإسراء برسول الله محمد صلّى الله عليه وآله وسلّم ـ دون أن يكون لنا ردُّ فعلٍ يوازي الفعل ضراوةً، ويزيل تأثيراته.

أنا لا أدعو إلى العنف المفتوح؛ فإنّ ذلك قد لا يؤتي فائدة ترتجى.

وإنّما أدعو ـ بعد البيانات والنداءات، التي نفتقد بعضاً منها اليوم، حيث نرى للأسف الشديد غياباً تامّاً لبعض المرجعيّات الدينيّة عمّا حدث ويحدث ـ أدعو إلى:

1ـ تداعٍ عاجلٍ وواسعٍ إلى اجتماعٍ دينيّ عامّ، يتداعى إليه مراجعُ الدين والمبلِّغون والمفكِّرون والمثقَّفون والإعلاميّون والأحزاب الدينيّة والسياسيّة والجهاديّة ـ لا الإرهابيّة ـ؛ للتباحث في هذه القضيّة الخطيرة، وطرق التصدّي لها بكافّة الوسائل المتاحة والمؤثِّرة. وهي موجودةُ حتماً، ولكننا مدعوّون إلى اكتشافها في أسرع وقت، قبل أن نستفيق يوماً على المسجد الأقصى وقد هُدم، والمسجد الحرام وقد هُدم، كما هدّد بذلك بعض اليهود الصهاينة منذ عدّة أعوام، كردّ فعلٍ على هجوم الحادي عشر من أيلول 2001م.

2ـ القيام بهجوم مماثلٍ لما يقومون به ـ ولكنْ بحقٍّ ـ ضدّ ما يزعمونه من مقدّسات زائفة، وخطوط حمراء فكريّة أو سياسيّة، كما قام بذلك الرئيس الإيرانيّ الغيور محمود أحمدي نجاد، من خلال عقد مؤتمرٍ لتفنيد مزاعم اليهود في حصول المحرقة اليهوديّة (الهولوكوست) في أوروبا، الأمر الذي أثار حفيظة اليهود في كلّ بقاع العالم، وأسَّس لمشروع القضاء على هذه الأسطورة وحذفها من الأذهان، ولو بعد خمسين عاماً.

3ـ استغلال الإعلام القويّ والهادف والمفتوح (القنوات الفضائيّة) للدعاية ضدّ رموز هذه الفئات المعادية، وذلك بدلاً من قضاء الوقت المخصَّص للبثّ في ما لا نفع فيه، أو في ما من شأنه توتير أجواء الوحدة والأخوّة بين المسلمين، والتكفير، والتضليل، و…

4ـ المبادرة إلى معاقبة الجاني شخصيّاً في أسرع وقتٍ؛ ليعلم كلّ هؤلاء المسيئين أنّ يد العقاب ستطالهم ولو بعد حين.

وهنا لا بدّ من الإشارة إلى رفضنا للعنف العشوائيّ، الذي يطال مَنْ لا علاقة له بالإساءة، ولو كانوا محتلّين، وتجب مقاومتهم؛ لاحتلالهم واغتصابهم، غير أنّ قتلهم؛ ردّاً على هذه الإساءات، سيجعل في يد الأعداء مستمسكاً قويّاً لإثبات أنّ الإسلام ـ حسب زعمهم ـ يمثِّل الإرهاب، وأنّ القرآن يدعو إلى هذا الإرهاب، وأنّ المسلمين الملتزمين به يقومون بالإرهاب، وهو ما سيجرّنا إلى عنفٍ متبادلٍ، لا يرضاه الإسلام، ولا مصلحة لنا فيه.

5ـ هذا كلّه مضافاً إلى خطوات أقلّ الإيمان، المطلوبة من كلّ فردٍ أو جماعةٍ أو شعبٍ أو دولةٍ تؤمن بالله ربّاً، وبمحمّد نبيّاً، وباليوم الآخر يوماً تجزى فيه كلّ نفس ما كسبت من خير ومن شرّ. وأبرز هذه الخطوات وأهمّها: المقاطعة لمنتجات الدول الداعمة والمشجِّعة والراضية بهذه الانتهاكات، والمؤوية لهؤلاء المسيئين. كلُّ ذلك بقدر المستطاع، وهو كثيرٌ إذا امتلكنا نيّةً صادقة، وعزيمةً راسخة، وإرادةً صلبة، وأمّا إذا بقينا أتباع الشهوة، وبقي حبّ الدنيا في نفوسنا، فلن نقطف سوى ذلاًّ وخيبةً وهواناً يوماً بعد يومٍ. يقول الله عزّ وجلّ: (إِنَّ اللَّهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنفُسِهِمْ ) (الرعد: 11)، ويقول أيضاً: (وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ) (الشورى: 30).

اللهمّ، إنا نشكو إليك فقد نبيّنا، وغيبة وليّنا، وكثرة عدوّنا، وقلّة عددنا، وشدّة الفتن بنا، وتظاهر الزمان علينا، فأعِنّا على ذلك كلّه بفتحٍ منك تعجِّله، ونصر تعزّه، وسلطان حقٍّ تظهره، ورحمة منك تجلِّلناها، وعافيةٍ منك تلبسناها، برحمتك يا أرحم الراحمين.

الهوامش

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

[1]  سنن الترمذيّ 13: 147، كتاب المناقب، باب مناقب عمر.

[2]  صحيح البخاريّ 3: 228؛ صحيح مسلم 2: 608 ـ 609.

[3]  دعائم الإسلام 2: 205.

[4]  صحيح البخاريّ 1: 116، أوائل كتاب العيدين.

[5]  مسند أحمد بن حنبل 6: 116، 233؛ كنز العمّال 19: 162 ـ 163، 153.

[6]  سنن الترمذيّ 13: 148، كتاب المناقب، باب مناقب عمر.

[7]  صحيح البخاريّ 2: 103، كتاب الجهاد والسير، باب اللهو بالحراب؛ صحيح مسلم 2: 610.

[8]  الكافي 5: 565 ـ 566.

[9]  مسند أحمد بن حنبل 3: 99، 166، 189؛ صحيح البخاريّ 6: 117.

[10]  مسند أحمد بن حنبل 6: 391.

[11]  الكافي 5: 567.

[12]  عمدة القاري 20: 219.

[13]  صحيح البخاريّ 3: 230؛ مسند أحمد بن حنبل 2: 50؛ مجمع الزوائد 5: 267، حيث قال: (وفيه عبد الرحمن بن ثابت بن ثوبان: وثَّقه ابن المديني وأبو حاتم وغيرهما، وضعَّفه أحمد وغيره، وبقيّة رجاله ثقات).

[14]  حيث ذكر تقريرٌ خبريٌّ أنّ إدارة الشؤون الإسلاميّة في ماليزيا أوقفت نساءً ماليزيّاتٍ مسلماتٍ وهنّ يسعين لإطلاق حملة للترويج للتربيّة الجنسيّة وفق سيرة النبيّ محمد مع زوجاته، وقد ضُبطتْ بحوزتهنّ ملصَقاتٌ ولافتاتٌ تصوِّر النبيَّ الأكرم محمد صلّى الله عليه وآله وسلّم بشكلٍ سلبيّ.

[15]  الكافي 2: 375.

[16]  الكافي 2: 375.

[17]  راجع: مقاييس اللغة، كلمة بهت.

[18]  نهج البلاغة 2: 185.



أكتب تعليقك