19 أغسطس 2016
التصنيف : مقالات عقائدية، منبر الجمعة
لا تعليقات
6٬848 مشاهدة

البلاءات والكوارث، هل تتناقض مع العدل الإلهيّ؟

2016-08-19-منبر الجمعة#ورشة عمل-البلاءات والكوارث، هل تتناقض مع العدل الإلهي

(الجمعة 19 / 8 / 2016م)

بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله ربّ العالمين، والصلاة والسلام على سيِّدنا محمّدٍ، وعلى آله الطيِّبين الطاهرين، وأصحابه المنتَجَبين، وعلى جميع الأنبياء والمرسلين.

ولا يزال الكلام في بعض الشبهات التي تُطرَح حول العدل الإلهيّ:

هل يتناقض العدل مع البلاءات والكوارث؟

3ـ كيف يتلاءم وجود كلّ هذه المصائب والأمراض والكوارث الطبيعية (السيول والزلازل و…)، والمتاعب الاجتماعية (الحروب وألوان الظلم المختلفة)، مع العدل الإلهي؟

أو فقُلْ: هل ينسجم حصول الزلازل والبراكين والفيضانات والأعاصير، التي تفتك بحياة البشر والنباتات والحيوانات وجمال الطبيعة، مع عقيدة العدل الإلهي؟

أو فقُلْ: أليس من العدل الإلهي الواجب المحافظة على جمال الطبيعة، وحياة الكائنات الحيّة؟

والجواب: أوّلاً: إن الحوادث الطبيعية المؤلمة ملازمةٌ لأفعال العوامل المادية وانفعالاتها وتصادمها والتزاحم بينها، وبما أن خيرات هذه العوامل أكثر من شرورها لذلك لا تكون مخالفةً للحكمة.

وإنّ ظهور المتاعب والمفاسد الاجتماعية ممّا يقتضيها كون الإنسان مختاراً، وهو مقتضى الحكمة الإلهية.

ومن الملاحظ أن فوائد الحياة الاجتماعية وإيجابياتها أكثر من مفاسدها. ولو كانت المفاسد هي الأكثر لما بقي إنسانٌ على وجه الأرض.

البلاءُ امتحانٌ وعقاب

وتفصيل ذلك: إنّ من السُّنَن الإلهيّة الجارية على الإنسان في هذه النشأة الدنيا (البلاء). وهو يصيب كلَّ الناس على اختلاف بلدانهم وألوانهم ومناصبهم. فما من إنسانٍ إلاّ ويتعرَّض للبلاء في يومٍ من الأيّام. والبلاءُ هو الامتحان والاختبار، ولكنّ هذا لا يعني أنّه لا يكون عقاباً وجزاءً لفعل السوء. فقد يكون البلاء امتحاناً لإيمان الإنسان وصبره وتحمُّله لما يقدِّره الله عليه، وهذا هو البلاء من غير معصيةٍ أو جريرةٍ؛ وقد يكون امتحاناً لحسّ التوبة والنَّدَم والرجوع إلى الصراط المستقيم، وهو البلاء بعد عِصْيانٍ وتمرُّد، وكُفْرٍ وجُحود، فيذكِّره الله بضعفه وحاجته، وأنّ له خالقاً وربّاً يرعاه، ولا غنى له عن ربوبيّته، لعلّه يثوبُ ويرجع إليه.

وعندما يبتلي اللهُ الإنسان بأيِّ نوعٍ من البلاء عليه أن يعود إلى نفسه، فيحاسبها؛ فإنْ كان قد ارتكب إِثْماً فعليه أن يستغفر الله منه، ويتوب إلى الله توبةً نَصُوحاً لا عَوْدةَ بعدها إلى مثله، ويبرِّئ ذمَّته من تَبِعاته، حينها يعود طاهرَ الفؤاد، نقيَّ السريرة، سليمَ الإيمان، تقيَّ العمل، فيستحقَّ مغفرةَ الله ورحمتَه، والخلاصَ من عذابه وعقابه.

والاستغفار ـ أيُّها الأحبَّة ـ دواءٌ ناجعٌ لكشف الضرِّ والبلوى. فإذا ما شكا الإنسان فَقْراً في المال أو الوَلَد فعليه بالاستغفار؛ فإنّ الله سبحانه وتعالى قد قال على لسان نبيِّه نوح(ع)، مخاطباً قومه: ﴿فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّاراً * يُرْسِلْ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَاراً * وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَلْ لَكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَلْ لَكُمْ أَنْهَاراً﴾ (نوح: 10 ـ 12).

وكما هو الاستغفار دواءٌ لكشف الضرّ فالصَّدَقة أيضاً تدفع البلاء ـ بكلا نوعَيْه: الامتحانيّ؛ والجزائيّ ـ، كما هو مفادُ مضمونِ رواياتٍ كثيرة؛ ومنها: ما رُوي عن النبيّ الأكرم محمد(ص) أنّه قال: «إنّ الله لا إله إلاّ هو ليدفع بالصَّدَقة الداءَ والدُّبَيْلةَ([1]) والحَرَق والغَرَق والهَدْم والجنون، وعدَّ(ص) سبعين باباً من السوء»([2]).

ومنها: ما رُوي عن مولانا الصادق(ع) أنّه قال: «بكِّروا بالصَّدَقة، وارغبوا فيها؛ فما من مؤمنٍ يتصدَّق بصَدَقةٍ يريد بها ما عند الله؛ ليدفع اللهُ بها عنه شرَّ ما ينزل من السماء إلى الأرض في ذلك اليوم، إلاّ وقاه الله شرَّ ما ينزل من السماء إلى الأرض في ذلك اليوم»([3]).

ولقد حدَّثنا القرآن الكريم في أكثر من آيةٍ عن السبب في ظهور الفساد والمصائب في الحياة الدنيا، فقال: ﴿وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ﴾ (الشورى: 30)؛ وقال: ﴿ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُمْ بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ﴾ (الروم: 41).

إذن هو ما يجنيه الإنسان على نفسه، من خلال إساءته للطبيعة من حوله، فهل ذاك الثقب الذي يتوسَّع يوماً بعد آخر في طبقة الأوزون سوى نتاجٍ طبيعيّ لهذا التلوُّث البيئيّ الذي أوجده الإنسان.

ومن خلال إساءته إلى نفسه، بتركه لتشريعات الله عزَّ وجلَّ، وهو الخبير العليم بما يصلح الإنسان وما يفسده، وقد شرع له من الدِّين ما فيه كلَّ الخير والصلاح، وأمره باتّباعه، فتركه؛ تمرُّداً وعصياناً واجتراءً على الله، فأصابته الأمراض والأوبئة، كالسرطان (الموادّ الحافظة، والروائح الخبيثة في المراحيض([4])، واللحوم غير المذكّاة، و…)، والإيدز (العلاقات غير المشروعة)، والسارس (أكل لحم القطط في الصين، ووصل بهم الأمر أن يأكلوا الأجنّة)، و…

وأمره بولاية أولياء الله ـ وهم الأنبياء والأوصياء(عم)، الذين لم يُقصِّروا في إدارة شؤون العباد والبلاد ـ فتركناهم إلى حكّامٍ ظالمين، أهل فسقٍ وفجور، وفساد عظيم، لا يرتدعون عن مُنْكَرٍ، ولا يردعون أتباعهم عنه، وننتخبهم بكامل إرادتنا، ونحن متحمِّسون لهم، ونخاصم بعضنا لأجلهم، فعمَّتْ الفوضى (بناء عشوائي، سرقة ماء، سرقة كهرباء، خرابٌ في الطرقات، رشاوى في كلّ مكان)، وحصلت الكوارث (حوادث السير، الفيضانات والسيول، الحرائق، نفايات في الطرقات)، وانتشر الفساد (القتل، والزِّنا، والسرقة، و…). في الدول المتحضِّرة وُضعت قوانين صارمة، بعد سلسلةٍ من الخطوات الإصلاحيّة، وقد حالَتْ هذه القوانين دون استشراء الفساد والفوضى الموجودين في بلادنا.

بين الضرر الشخصي والنوعي

كما أنّ بعض الظواهر الطبيعيّة ضروريّةٌ لحماية الأرض من الفناء، وبقائها بحيث يمكن للإنسان أن يحيا على ظهرها. فالبراكين، أو الزلازل، والتي قد تتسبَّب بفيضانات هائلة (تسونامي)، هي في الظاهر شرٌّ وضرر على الإنسان، ولكنّها شرٌّ شخصيّ أو فئويّ، في حين أنّها في الحقيقة خيرٌ نوعيٌّ للبشر جميعاً؛ إذ إنّ الكرة الأرضيّة تفيد كثيراً من هذه الظواهر، حيث تحافظ على حرارتها، فلا ترتفع إلى المستوى الذي تنعدم فيه الحياة عليها، ولا تتشظّى بانفجارٍ ضخم جرّاء الضغط الهائل في باطنها، وإنّما تتخلّص من هذا الضغط بالتدريج عبر الزلازل، وتخفض حرارتها بانفجار البراكين، فتكون نجاة البشريّة من كارثةٍ محتومة.

نعم، قد يتضرَّر منها فئةٌ قليلة من الناس، ممَّنْ يعيش في مناطق الزلزال أو البركان، ولكنّ ضرراً محدوداً خيرٌ من ضرر عامّ تفنى جرّاءه البشريّة بأكملها. كما أنّه يمكن لهؤلاء أن ينتقلوا من مكانهم، ويتخلَّصوا من هذا الخطر بقليلٍ من الحيطة والحَذَر.

وكثيراً ما يخال الإنسان أنّ بعض الأعمال والحوادث شرٌّ؛ اعتماداً منه على ظاهر حالها، ولكنّها تكون في الحقيقة خيراً محضاً. وهذا ما صوَّره لنا القرآن الكريم في قصّة العبد الصالح (الخضر)، الذي خرق سفينة أولئك المساكين، فعابها ظاهراً، ولكنّه حفظها لهم، من أن تمتدّ إليها يد الملك الظالم الغاصب لأموال الناس. وكذلك قتل غلاماً، ظاهر حاله أنّه بريءٌ، ولكنّ الواقع أنّه سوف يتسبَّب بشقاء أهله، فكان قتله خيراً في حقيقته، وإنْ كان قبيحاً في الظاهر.

إذن هو العَدْل التامّ في التشريع والتكوين معاً، غير أنّ تكوين بعض المخلوقات يجعلها عرضةً للخطر والأذى، فالنملة الصغيرة تعيش على الأرض؛ لمصلحتها، ومن الطبيعيّ أن تدفع ضريبة ذلك، فتكون عرضةً للموت سَحْقاً تحت أقدام البشر والحيوانات.

ثانياً: إنّ وجود هذه المتاعب والكوارث والمصائب تدفع الإنسان من جهةٍ إلى البحث عن معرفة أسرار الطبيعة والكشف عنها، وبذلك تظهر الثقافات والكشوفات والصناعات المختلفة. ومن جهةٍ أخرى فإنّ خوض هذه المتاعب ومواجهتها وعلاجها له دورٌ كبير في تنمية الطاقات والاستعدادات ورشدها وتفجيرها، وفي تكامل الإنسان ورقيّه وتقدُّمه.

وأخيراً فإنّ تحمُّل أيّ مصيبة أو ألم، والصبر عليه، إذا كان لتحمُّله ما يبرِّره من مبرِّرات صحيحة ومشروعة، سوف يكون له الثواب الجزيل في العالم الأبديّ، وسوف لا يذهب هدراً، بل يتمّ جبرانه بصورةٍ أفضل.

العدل الإلهيّ والعذاب الأبديّ

4ـ كيف يتلاءم العذاب الأبديّ للذنوب المحدودة والمؤقَّتة، التي يرتكبها المذنبون في هذا العالم، مع العدل الإلهي؟

الجواب: هناك علاقةُ علّيةٍ بين الأعمال الحسنة والقبيحة وبين الثواب والعقاب الأخرويين، وقد كشف عنها الوحي الإلهيّ، ونبَّه الناس عليها. وكما أننا نلاحظ في عالم الدنيا أنّ هناك بعض الجرائم تعقبها آثار سيّئة تمتدّ طويلاً، رغم قصر مدّة الجريمة، كما لو فقأ الإنسان عينه هو، أو عيون الآخرين، فأعماها، فإنّ هذا الفعل يتمّ في مدّةٍ قصيرة جدّاً، ولكنّ نتيجته ـ وهي العمى ـ تمتدّ إلى نهاية العمر، فكذلك الذنوب الكبيرة لها آثارها الأخروية الأبديّة، وإذا لم يوفِّر الإنسان في هذه الدنيا مستلزمات جبرانها، (كالتوبة مثلاً) فإنّه سوف يعيش آثارها السيِّئة وإلى الأبد. فكما أن بقاء عمى الإنسان إلى نهاية العمر؛ بجريمةٍ لم تستغرق إلاّ لحظةً واحدة، لا ينافي العدل الإلهيّ فكذلك الابتلاء بالعذاب الأبديّ؛ بسبب ارتكاب الذنوب الكبيرة، لا ينافي العدل الإلهيّ؛ لأنه نتيجة الذنب الذي ارتكبه المُذنب عن سابق وَعْيٍ وإصرار.

كما أنّ لبعض الذنوب، التي يحسبها البعض محدودةً، آثاراً تمتدّ مع الأجيال، ومنها: القتل بغير حقٍّ، فقد قال جلَّ وعلا: ﴿مِنْ أَجْلِ ذَلِكَ كَتَبْنَا عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنَّهُ مَنْ قَتَلَ نَفْساً بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعاً وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعاً﴾ (المائدة: 32). فمَنْ يقتل نفساً بريئةً فهو بفعله هذا يشجِّع الناس على القتل، ويسنّ هذه السنّة السيِّئة، وعليه وزرها ووزر مَنْ عمل بها إلى يوم القيامة، فهو شريكٌ في كلّ دمٍ يُسفَك إلى يوم القيامة، وبالتالي لن يبقى عمله (ذنبه) محدوداً ومؤقَّتاً، ويقرب إلى الذِّهْن تصوُّر عقابه الطويل يوم القيامة.

العدل الإلهيّ والمصير الواحد للبشر

5ـ هل من العدل الإلهيّ أن يتساوى الصالح والطالح في المصير، فيصيران إلى حفرةٍ واحدة متشابهة؟

الجواب: قد يتساوى المحسن والمسيء في الدنيا، بل قد يتقدَّم المسيء على المحسن في تحصيل بعض لذائذها، ونيل بعض مشتهياتها، ثمّ يصيران إلى حفرةٍ واحدة متشابِهة.

ولكنْ هل الموت هو نهاية الحياة، أو هو بابٌ يدخل منه الإنسان إلى حياةٍ أخرى، هي الحياة الحقيقيّة؟

إنّ فهمنا لحقيقة الموت يحلّ لنا هذا الإشكال.

فوفق نظريّة الدهريّين، الذين أنكروا المعاد يوم القيامة، ﴿وَقَالُوا مَا هِيَ إِلاَّ حَيَاتُنَا الدُّنْيَا نَمُوتُ وَنَحْيَا وَمَا يُهْلِكُنَا إِلاَّ الدَّهْرُ وَمَا لَهُمْ بِذَلِكَ مِنْ عِلْمٍ إِنْ هُمْ إِلاَّ يَظُنُّونَ﴾ (الجاثية: 24)، المحسن في هذه الحياة الدنيا هو الخاسر الأكبر، إذ سيعيش الحرمان، ثمّ يتساوى مع المسيء في المصير.

ولكنْ وفق النظريّة الدينيّة الصحيحة، التي تؤكِّد البعث والنشور والرجوع إلى الله للحساب، وما الموت فيها إلاّ بابٌ إلى دار القرار: ﴿إِنَّمَا هَذِهِ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا مَتَاعٌ وَإِنَّ الآخِرَةَ هِيَ دَارُ الْقَرَارِ﴾ (غافر: 39)، فالمحسن هو الرابح مهما اشتدَّتْ معاناته في هذه الحياة الدنيا، التي مهما طال أمدها لا تلبث أن تنتهي، وينتقل المرء إلى حيث الجزاء، ولا مجال للعمل والتزوُّد من جديدٍ. فالمحسن فاز بإحسانه، والمسيء قد فاته الوقت للتعويض. وتلك هي العدالة الحقيقيّة. وآخرُ دعوانا أن الحمدُ لله ربِّ العالمين.

**********

الهوامش

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

([1]) قال الطريحي في مجمع البحرين 2: 9: الدُّبَيْلة: هي مصغَّرة كجُهَيْنة. الطاعون وخَراجٌ ودُمَّلٌ يظهر في الجَوْف، ويقتل صاحبَه غالباً. وراجع: ابن منظور، لسان العرب 11: 235، مادّة (دبل).

([2]) رواه الكليني في الكافي 4: 5، عن عليّ بن إبراهيم، عن أبيه، عن النوفلي، عن السكوني، عن جعفر، عن آبائه(عم)، مرفوعاً.

([3]) رواه الكليني في الكافي 4: 5، عن عدّة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن الحسن بن محبوب، عن أبي ولّاد، عن أبي عبد الله(ع).

([4]) قال الشيخ المفيد في (المقنعة: 39): ومَنْ أراد الغائط فليرتَدْ موضعاً يستتر فيه عن الناس بالحاجة، وليغطِّ رأسه إنْ كان مكشوفاً؛ ليأمن بذلك من عبث الشيطان، ومن وصول الرائحة الخبيثة أيضاً إلى دماغه، وهو سنّةٌ من سنن النبيّ(ص).



أكتب تعليقك