من أصحاب الحسين(ع): نافع بن هلال البجلي المرادي
في حلقةٍ من سلسلة أصحاب الحسين(ع)
عنوان الحلقة: نافع بن هلال البجلي المرادي
تقديم: سماحة الشيخ محمد عباس دهيني
إعداد: الإعلامية فاطمة خشّاب درويش
https://www.facebook.com/Bayynat.fadlallah/videos/1356732611119409/
نافع بن هلال البَجَلي المُرادي (الجَمَلي المِذْحِجي)
كان سيِّداً شريفاً شجاعاً. من حَمَلة الحديث. ومن أصحاب أمير المؤمنين(ع).
تشرَّف بورود اسمه والسلام عليه في زيارة الناحية المقدَّسة، كما وقع التسليم عليه في الزيارة الرجبية.
شهد وقعة الطفّ، وقاتل بين يدي سيد الشهداء(ع)، ولم يَزَلْ يضرب ويرمي أعداء الحسين(ع) حتّى قتل منهم جماعةً، وكُسرت عضداه، فسيق أسيراً، فقال له ابن سعد: ويحك يا نافع، ما حملك على ما صنعت بنفسك؟! قال: إن ربّي يعلم ما أردت، والدماء تسيل على وجهه ولحيته، وهو يقول: لقد قتلتُ منكم اثني عشر رجلاً سوى مَنْ جرحت، ولو بقيَتْ لي عضد وساعد ما أسرتموني، فانتضى شمر سيفه ليقتله، فقال له نافع: واللهِ، لو كنت من المسلمين لعظم عليك أن تلقى الله بدمائنا، فالحمد لله الذي جعل منايانا على يدي شرار خلقه، فقتله شمر بن ذي الجوشن.
مواقف مشرِّفة
في الشجاعة والإقدام، والإيثار والتضحية
1ـ لمّا اشتدّ على الحسين وأصحابه العطش دعا العباس بن عليّ بن أبي طالب أخاه، فبعثه في ثلاثين فارساً وعشرين راجلاً، وبعث معهم بعشرين قربة، فجاؤوا حتّى دنوا من الماء ليلاً، واستقدم أمامهم باللواء نافع بن هلال الجملي، فقال عمرو بن الحجاج الزبيدي: مَنْ الرجل، ما جاء بك؟ قال: جئنا نشرب من هذا الماء الذي حلأتمونا عنه، قال فاشرب هنيئاً، قال لا والله، لا أشرب منه قطرة وحسين عطشان ومَنْ ترى من أصحابه فطلعوا عليه، فقال: لا سبيل إلى سقي هؤلاء، إنما وضعنا بهذا المكان لنمنعهم الماء، فلما دنا منه أصحابه قال لرجاله: املأوا قربكم، فشدّ الرجالة فملأوا قربهم، وثار إليهم عمرو بن الحجّاج وأصحابه، فحمل عليهم العباس بن عليّ ونافع بن هلال فكفّوهم، ثم انصرفوا إلى رحالهم.
2ـ كان نافع بن هلال البجلي يقاتل قتالاً شديداً، فبرز إليه رجلٌ، فحمل عليه نافعٌ، فقتله، فصاح عمرو بن الحجّاج بالناس: يا حمقى، أتدرون مَنْ تقاتلون؟ تقاتلون فرسان أهل المصر وأهل البصائر وقوماً مستميتين، لا يبرز منكم إليهم أحدٌ إلاّ قتلوه على قلّتهم، والله لو لم ترموهم إلاّ بالحجارة لقتلتموهم، فقال له عمر بن سعد لعنه الله: الرأي ما رأيت، فأرسل في الناس مَنْ يعزم عليهم أن لا يبارزهم رجلٌ منهم، وقال: لو خرجتم إليهم وحداناً لأتَوْا عليكم مبارزة.
نيّةٌ صادقة، وبصيرةٌ نافذة، وولاءٌ مطلق
3ـ لمّا خطب الحسين(ع) خطبته التي قال فيها: «إنه قد نزل من الأمر ما قد ترَوْن، وإن الدنيا تغيّرت وتنكّرت وأدبر معروفها، ولم يبْقَ منها إلاّ صبابة كصبابة الإناء، وخسيس عيش كالمرعى الوبيل، ألا ترَوْن إلى الحقّ لا يعمل به، وإلى الباطل لا يتناهى عنه، ليرغب المؤمن في لقاء ربّه حقّاً حقّاً، فإني لا أرى الموت إلاّ سعادة، والحياة مع الظالمين إلاّ برماً»، وثب نافع بن هلال البجلي فقال: واللهِ، ما كرهنا لقاء ربنا، وإنّا على نياتنا وبصائرنا، نوالي مَنْ والاك، ونعادي مَنْ عاداك.
4ـ لمّا قُتل عمرو بن قرظة بن كعب الأنصاري، وكان مع الحسين(ع)، وكان له أخ مع عمر بن سعد، فقال للحسين(ع): أضللت أخي وغرّرته حتّى قتلته، فقال الحسين(ع): إن الله لم يضلّ أخاك، بل هداه وأضلّك، قال: قتلني الله إنْ لم أقتلك أو أموت دونك، وحمل على الحسين(ع)، فاعترضه نافع بن هلال المرادي، فطعنه نافع فصرعه، وحمل أصحابُه فاستنقذوه.
المصادر
1ـ ابن الأثير، الكامل في التاريخ 4: 67، 71 ـ 72.
2ـ ابن شهرآشوب، مناقب آل أبي طالب 3: 252 ـ 253.
3ـ أبو الفرج الأصفهاني، مقاتل الطالبيين: 78.
4ـ تاريخ الطبري 4: 312، 330، 331، 336 ـ 337.
5ـ الخوئي، معجم رجال الحديث 20: 135 ـ 136.
6ـ خير الدين الزركلي، الأعلام 8: 6.
7ـ علي النمازي الشاهرودي، مستدركات علم رجال الحديث 8: 58.
8ـ المجلسي، بحار الأنوار 44: 382 ـ 383؛ 45: 19.
9ـ محسن الأمين، لواعج الأشجان: 100 ـ 101، 147 ـ 148، 148 ـ 149.