قراءة في العدد (53) من مجلة الاجتهاد والتجديد
تمهيد: مِمَّ خُلقت (حوّاء)؟
يعتقد كثيرون أنّ (حوّاء) قد خُلقت من ضلعٍ من أضلاع (آدم)، بل من الضلع الأيسر لآدم، فهل هذا صحيحٌ؟
بعد أن خلق الله (آدم)، وأودعه جنّتَه في دورةٍ تدريبيّة يتعرَّف فيها على عدوِّه الأكبر، وهو الشيطان الرجيم، وكانت إرادته أن يكون هذا المخلوق خليفةً له في أرضه، لزم أن تكون له ذرّيّةٌ ونَسْلٌ يملؤون الأرض ويحيونها، وتستمرّ بهم الحياة، وهذا يقتضي بحكم الله سبحانه وتعالى أن تكون هناك علاقةٌ وارتباط بين ذكرٍ وأنثى، بين رجلٍ وامرأة، وقد خلق الله (آدم) رجلاً، فمَنْ هي شريكتُه في الحياة؟ ومَنْ هي التي ستلد له ما يكون به استمرارُ الحياة ودوامُها؟
إنّها (حوّاء)، خلقها الله من الطِّينة نفسها التي خلق منها زوجها، يأنس بها وتأنس به، وتسكن إليه ويسكن إليها، وإلى ذلك تشير آياتٌ كريمة كثيرة، وأبرزها: قوله تعالى: ﴿الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا﴾ (النساء: 1)، وكذلك قوله سبحانه: ﴿وَاللهُ جَعَلَ لَكُمْ مِنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجاً وَجَعَلَ لَكُمْ مِنْ أَزْوَاجِكُمْ بَنِينَ وَحَفَدَةً﴾ (النحل: 72).
والنَّفْس في اللغة هي عَيْنُ الشيء، فيقولون: رأينا الرجلَ نفسَه، أي عَيْنَه، أي هو هو لا غير. وعليه فقوله تعالى: ﴿خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ﴾، أي من شيءٍ واحدٍ لا غير.
فما خُلقت منه (حوّاء) هو نفسُه ما خُلق منه زوجُها (آدم)، وهو الطِّين. فكلاهما من طينةٍ واحدة.
وَهْم الخلق من الضلع
وأمّا ما يُقال من أنّ (حوّاء) خُلقَتْ من ضلعٍ من أضلاع (آدم) فهو ممّا لا دليل عليه، بل أنكره ونفاه وكذّبه أئمّةُ أهل البيت(عم).
فقد روى الصدوق في علل الشرائع 1: 17 ـ 18، عن محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد(رض)، عن أحمد بن إدريس ومحمد بن يحيى العطّار جميعاً، عن محمد بن أحمد بن يحيى بن عمران الأشعري، عن أحمد بن الحسن بن عليّ بن فضّال، عن أحمد بن إبراهيم بن عمّار، عن ابن نويه، رواه عن زرارة، قال: سُئل أبو عبد الله(ع) كيف بَدْءُ النسل من ذرّية آدم(ع)…، قال زرارة: ثمّ سُئل(ع) عن خلق حوّاء، وقيل له: إنّ أناساً عندنا يقولون: إنّ الله عزَّ وجلَّ خلق حوّاء من ضلع آدم الأيسر الأقصى؟ قال: سبحان الله وتعالى عن ذلك علوّاً كبيراً، أيقول مَنْ يقول هذا: إنّ الله تبارك وتعالى لم يكُنْ له من القدرة ما يخلق لآدم زوجته من غير ضلعه، وجعل لمتكلِّمٍ من أهل التشنيع سبيلاً إلى الكلام؟! يقول: إنّ آدم كان ينكح بعضه بعضاً إذا كانت من ضلعه؟! ما لهؤلاء، حكم الله بيننا وبينهم، ثمّ قال: إنّ الله تبارك وتعالى لمّا خلق آدم من الطين، وأمر الملائكة فسجدوا له، ألقى عليه السُّبات، ثمّ ابتدع له خَلْقاً…
وروى العيّاشي في التفسير 1: 216، عن عمرو بن أبي المقدام، عن أبيه، قال: سألتُ أبا جعفر(ع): من أيّ شيءٍ خلق اللهُ حوّاء؟ فقال: أيّ شيءٍ يقولون هذا الخلق؟ قلتُ: يقولون: إنّ الله خلقها من ضلعٍ من أضلاع آدم، فقال: كذبوا، أكان الله يعجزه أن يخلقها من غير ضلعه؟! فقلتُ: جُعلتُ فداك، يا بن رسول الله(ص)، من أيّ شيءٍ خلقها؟ فقال: أخبرني أبي، عن آبائه، قال: قال رسول الله(ص): إنّ الله تبارك وتعالى قبض قبضةً من طين فخلطها بيمينه ـ وكلتا يديه يمينٌ ـ، فخلق منها آدم، وفضلت فضلةٌ من الطين فخلق منها حوّاء.
وهو في نفس الوقت مخالفٌ لما أثبته علماء التشريح اليوم، من تساوي أضلاع الرجل والمرأة، فلا تزيد أضلاعُ الرجل عن المرأة، ولا العكس، وقد انكشف الأمر لهم بشكلٍ كامل لا لُبْس فيه.
والظاهر أنّ هذا القول، وهو أنّ (حوّاء) خُلقَتْ من ضلعٍ من أضلاع (آدم)، من الإسرائيليّات التي راجَتْ بين المسلمين؛ حيث جاء هذا الخبر في الإصحاح الثاني من سفر التكوين من التوراة، الإصحاح الثاني: 72، الآيات رقم 21 ـ 23: (فأوقع الربّ الإله سباتاً على آدم، فنام، فأخذ واحدة من أضلاعه وملا مكانها لحماً. وبنى الربُّ الإله الضلع التي أخذها من آدم امرأة، وأحضرها إلى آدم. فقال آدم: هذه الآن عظم من عظامي، ولحم من لحمي. هذه تُدعى امرأة؛ لأنها من امرئ أُخذَتْ).
إشكالٌ وجواب
وقد يُقال: ماذا نفعل بـ (من) الدالّة على الجزئية في قوله سبحانه: ﴿وَاللهُ جَعَلَ لَكُمْ مِنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجاً﴾ (النحل: 72)، وهي تفيد أن الزوجة جزءٌ من نفس الرجل وذاته؛ بقرينة قوله: (لكم) و(أنفسكم)، الدالّ على أنّ المأخوذ منه هو الرجال، وليس النساء؟ وعليه فالمرأة مجعولةٌ ومخلوقةٌ من الرجل.
والجواب: ليس في هذه الآية الكريمة دلالةٌ على ما ذُكر، وإنّما غاية ما تدلّ عليه أن الرجل والمرأة، وهما الزوجان البشريان، مخلوقان من نفسٍ واحدة، وطبيعةٍ واحدة، وطينةٍ واحدة. ويؤيِّد ذلك ما جاء في قوله تعالى: ﴿الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا﴾ (النساء: 1)، فقد خُلق الرجال من طبيعةٍ واحدة، وخُلق من هذه الطبيعة النساء أيضاً، وإلاّ لوجب القول: الذي خلقكم من نفسٍ واحدة، وخلق منكم أزواجكم.
ويزيد في بيان وتوضيح هذا المعنى ما جاء في قوله تعالى: ﴿هُوَ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَجَعَلَ مِنْهَا زَوْجَهَا لِيَسْكُنَ إِلَيْهَا فَلَمَّا تَغَشَّاهَا حَمَلَتْ حَمْلاً خَفِيفاً فَمَرَّتْ بِهِ فَلَمَّا أَثْقَلَتْ دَعَوَا اللهَ رَبَّهُمَا لَئِنْ آتَيْتَنَا صَالِحاً لَنَكُونَنَّ مِنْ الشَّاكِرِينَ﴾ (الأعراف: 189)، فإنْ كانت الآية الكريمة في سورة النساء تدلّ على كون الزوج هو المرأة؛ لمكان (كُمْ)، فإنّ الآية الكريمة في سورة الأعراف تشير بوضوحٍ إلى أنّ الزوج هو الرجل، بقرينة الضمير المذكّر المستتر (هو)، الذي يعود إلى (الزوج)، في كلٍّ من: (ليسكن) و(تغشّاها). وإذا أصررنا على دلالة الآية في سورة النساء على كون المرأة جزءاً من الرجل فإنّها ستتعارض مع دلالة الآية في سورة الأعراف، وهي أن الرجل جزءٌ من المرأة. ومن هنا نعرف أنّ هذا المعنى ليس هو المراد في الآيتين معاً، وإنما هناك معنىً آخر هو المتعيِّن، وهو أنّ الرجل والمرأة كلاهما من طبيعةٍ وماهيّة واحدة، ولذلك يكون بينهما الأُنْس والسَّكَن والمودّة والرحمة، وهو ما أشار إليه قوله تعالى: ﴿وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجاً لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ﴾ (الروم: 21).
أوهامٌ وأباطيل
وكذلك نعرف ممّا جاء في هذه الآيات الكريمة أنّ البشرَ كلَّهم خُلقوا من شيءٍ واحد، وهو الطِّين. وبذلك يثبت بطلان ما يشيع بين بعض المؤمنين، من أنّ النبيّ الأكرم محمد(ص) وأهل بيته الأطهار(عم) قد خُلِقوا من نور؛ إذ خُلق (آدم) من طين، فوجدهم بعرش الله مُحْدِقين، أو أنّه نظر إلى يمين العرش فأبصر أنوارهم(عم).
هذا الاعتقاد باطلٌ، وإنْ تضمَّنته بعضُ الروايات، كالذي رواه الصدوق في الخصال: 481 ـ 482؛ وفي معاني الأخبار: 306 ـ 308، عن أحمد بن محمد بن عبد الرحمن بن عبد الله بن الحسين بن إبراهيم بن يحيى بن عجلان المروزي المُقْرئ، عن أبي بكر محمد بن إبراهيم الجرجاني، عن أبي بكر عبد الصمد بن يحيى الواسطي، عن الحسن بن عليّ المدني، عن عبد الله بن المبارك، عن سفيان الثوري، عن جعفر بن محمد الصادق، عن أبيه، عن جدّه، عن عليّ بن أبي طالب(عم) قال: إنّ الله تبارك وتعالى خلق نور محمد(ص) قبل أن خلق السماوات والأرض والعرش والكرسيّ واللوح والقلم والجنّة والنار، وقبل أن خلق آدم ونوحاً…، ثمّ أظهر عزَّ وجلَّ اسمَه على اللوح، وكان على اللوح منوِّراً أربعة آلاف سنة، ثم أظهره على العرش، فكان على ساق العرش مثبَتاً سبعة آلاف سنة، إلى أن وضعه اللهُ عزَّ وجلَّ في صلب آدم…
وكالذي رواه الصدوق في الخصال: 638 ـ 639، عن أبيه(رض)، عن سعد بن عبد الله، عن محمد بن عبد الحميد العطّار، عن محمد بن راشد البرمكي، عن عمر بن سهل الأسدي، عن سهيل بن غزوان البصري قال: سمعْتُ أبا عبد الله(ع) يقول: إنّ امرأة من الجنّ كان يقول لها عفراء…، [سألها النبيّ(ص)]: يا عفراء أيَّ شيءٍ رأيتِ؟ قالت: رأيتُ عجائب كثيرة، قال: فأعجب ما رأيتِ؟ قالت: رأيتُ إبليس في البحر الأخضر على صخرةٍ بيضاء مادّاً يدَيْه إلى السماء، وهو يقول: إلهي إذا برَرْتَ قَسَمَك وأدخَلْتَني نارَ جهنَّم فأسألك بحقّ محمدٍ وعليّ وفاطمة والحسن والحسين إلاّ خلَّصتني منها وحشرتني معهم، فقلتُ: يا حارث، ما هذه الأسماء التي تدعو بها؟ قال لي: رأيتُها على ساق العرش من قبل أن يخلق الله آدم بسبعة آلاف سنة…
وكالذي رواه الصدوق في كمال الدين وتمام النعمة: 254 ـ 256، عن الحسن بن محمد بن سعيد الهاشمي، عن فرات بن إبراهيم بن فرات الكوفي، عن محمد بن عليّ بن أحمد بن الهمداني، عن أبي الفضل العبّاس بن عبد الله البخاري، عن محمد بن القاسم بن إبراهيم بن عبد الله بن القاسم بن محمد بن أبي بكر، عن عبد السلام بن صالح الهروي، عن عليّ بن موسى الرضا(ع)، عن أبيه موسى بن جعفر، عن أبيه جعفر بن محمد، عن أبيه محمد بن عليّ، عن أبيه عليّ بن الحسين، عن أبيه الحسين بن عليّ، عن أبيه عليّ بن أبي طالب(عم) قال: قال رسول الله(ص) [في حديث المعراج]:…فقلتُ: يا ربِّ، ومَنْ أوصيائي؟ فنُوديت يا محمد، إنّ أوصياءك المكتوبون على ساق العرش، فنظرتُ ـ وأنا بين يدي ربّي ـ إلى ساق العرش، فرأيتُ اثني عشر نوراً، في كلّ نورٍ سطرٌ أخضر مكتوب عليه اسم كلّ وصيٍّ من أوصيائي، أوّلُهم عليّ بن أبي طالب، وآخرُهم مهديّ أمّتي…
وكالذي رواه الصدوق في معاني الأخبار: 108 ـ 109، عن أحمد بن محمد بن الهيثم العجلي(رض)، عن أبي العبّاس أحمد ين يحيى بن زكريا القطّان، عن أبي محمد بكر بن عبد الله بن حبيب، عن تميم بن بهلول، عن أبيه، عن محمد بن سنان، عن المفضَّل بن عمر، قال: قال أبو عبد الله(ع) [في قصّة خلق آدم وحوّاء وما جرى معهما في الجنّة]:…فقال الله جلَّ جلاله: ارفعا رؤوسكما إلى ساق عرشي، فرفعا رؤوسهما، فوجدا اسم محمد وعليّ وفاطمة والحسن والحسين والأئمّة بعدهم صلوات الله عليهم مكتوبةً على ساق العرش بنورٍ من نور الجبّار جلَّ جلاله…
وكالذي رواه المجلسي في بحار الأنوار 15: 23 ـ 24، نقلاً من كتاب رياض الجنان، لفضل الله بن محمود الفارسي، بإسناده [وهذا الإسناد غير معروفٍ] إلى جابر بن عبد الله قال: قلتُ لرسول الله(ص): أوّل شيءٍ خلق الله تعالى ما هو؟ فقال: نور نبيّك يا جابر، خلقه الله، ثمّ خلق منه كلَّ خيرٍ.
وعن جابر أيضاً قال: قال رسول الله(ص): أوّلُ ما خلق الله نوري، ابتدعه من نوره، واشتقّه من جلال عظمته.
ورواياتٌ كثيرة مماثلة.
ولا يسَعُنا سوى أن نرفض هذه الروايات وأمثالها ـ ولعلّها كلَّها ضعيفةٌ سنداً ـ بعد التدبُّر في مضمونها العقائديّ الفاسد والباطل، وهو القولُ بالتجسيم، وأنّ لله عرشاً مادّيّاً مجسَّماً ومحدوداً، ذا يمينٍ وشمال وساق، وتُحدق به الأشياء. تعالى الله عن ذلك علوّاً كبيراً.
وإنْ كنّا نؤمن بفضل النبيّ(ص) وأهل بيته(عم)، وأنّهم خيرُ عباد الله قاطبةً، والمكرَّمون لديه، وأنّهم أوصياء النبيّ الأكرم محمد(ص) حقّاً، أوّلهم عليّ(ع)، وآخرهم المهديّ(عج)، لا يتقدَّمهم إلاّ مارقٌ، ولا يتأخَّر عنهم إلاّ زاهقٌ، والتابعُ لهم لاحقٌ.
وكعادتها في كلِّ فصلٍ تعرض مجلّة «الاجتهاد والتجديد»، في عددها الثالث والخمسين (53)، جملةً من الدراسات المتنوِّعة (13 دراسةً).
تليها قراءةٌ في كتاب (وسائل الشيعة)، للحُرّ العاملي، وهي بعنوان «الحُرّ العاملي وكتابه (وسائل الشيعة)، تعريفٌ وخصائص»، للشيخ محمد عباس دهيني.
كلمة التحرير
وهي بعنوان «فقه الأطعمة والأشربة، إثاراتٌ تحفيزيّة لدراساتٍ جادّة»، استعرض فيها رئيس التحرير الشيخ حيدر حبّ الله جملةً من العناوين:
تمهيدٌ حول الأطعمة والأشربة في الديانات الإبراهيميّة: اهتمّت الشعوب المختلفة بقضايا الطعام والشراب، وكانت لها أنماطها وأعرافها وعاداتها؛ وكذلك الأديان بدَوْرها كانت لها مساهماتٌ في هذا الموضوع، وشكَّلت أعرافاً وعادات في ثقافة الشعوب التي انتمت إليها.
ولم تعرف المسيحيّة نظاماً خاصّاً في المأكولات والمشروبات، باستثناء مثل كنيسة التوحيد الأرثوذكسيّة الأثيوبيّة، المعروفة بتشابهها الكبير مع اليهوديّة، وهي من الكنائس المشرقيّة التي تهتمّ كثيراً بالعهد القديم، وليس فقط بالعهد الجديد.
من هنا لو تخطَّينا المسيحيّة للرجوع خطوةً نحو اليهوديّة فسوف نجد المشهد مختلفاً تماماً؛ ففي اليهوديّة نظامٌ تفصيليّ للأكل والشرب والذبح وغير ذلك.
وبالانتقال إلى الفقه الإسلامي نجد نصوصاً محدودةً في القرآن الكريم تتكلَّم عن موضوع المأكول والمشروب، إلى جانب نصوصٍ كثيرة في السنّة الشريفة.
1ـ هل المقارنات الأديانيّة في الأطعمة والأشربة مفيدةٌ أو خطرة؟!: رُبَما يُقال: إنّ هذه المقارنات ضروريّة على المستوى البحثي؛ إذ إن بعض فقهاء المسلمين من أهل السنّة ـ ورُبَما من الشيعة ـ يعتقدون بأنّه إذا لم نجِدْ حكماً لموضوعٍ ما في النصوص الدينيّة الإسلاميّة فإنّ علينا الرجوع إلى نصوص مَنْ قبلنا في ما لم يأتِ نصٌّ إسلاميّ على خلافه.
ولعلّ أصحاب هذا الاتجاه في الصدر الإسلامي والقرون الأولى كانوا ينطلقون من ثنائيّة أنّ القرآن مصدِّقُ الذي بين يديه من التوراة، وفي الوقت عينه مهيمنٌ عليه، بما قد يُفهم منه بالنسبة إليهم أنّ كلّ ما لا يقدِّمه القرآن فهو نوعُ إحالةٍ على الكتب السماويّة السابقة التي يصدّقها.
كما قد يستوحي الإنسان أنّ بعض النصوص الحديثيّة دلَّتْ على نهي النبيّ المسلمين عن الرجوع للتوراة، ممّا يعني أنّ واضع هذا الحديث ـ لو فرض أنّ الحديث موضوعٌ ـ في القرنين الأوّل أو الثاني الهجريين كان يلاحظ ظاهرةً من هذا النوع في عصره، فجاء الحديث في مواجهتها
وحتى مَنْ يُعتبرون من مسرِّبي الإسرائيليّات في الصدر الأوّل، مثل: كعب الأحبار وغيره، رُبَما تكون هذه نزعتهم التي انطلقوا منها لنشر ثقافة الكتب السماويّة السابقة في غير ما نصّ القرآن والنبيّ على عدم صحّته.
وهذه دعوى كبيرةٌ جداً وخطيرةٌ للغاية في الوقت عينه. وهذه الدعوى تحتاج لرصدٍ وتتبُّعٍ تاريخي كبيرين؛ لنعرف صحّتها من عدمها.
لكنْ لو غضَضْنا الطرف عن هذه الدعوى ـ التي لا أتحمّس كثيراً لثبوتها تاريخيّاً؛ فإثباتها ليس سهلاً أبداً، وإنْ كنتُ متحمِّساً جدّاً لاهتمام الباحثين بها؛ فهي موضوعٌ بالفعل يحتاج لدراسةٍ معمّقة مستأنفة جادّة لو أخذناه على كلِّيّته، بعيداً عن خصوصيّة بحث الأطعمة والأشربة ـ فإنّ التشابه بين الفقه اليهودي والإسلامي هل يمثِّل عنصر قوّة للأدلّة الشرعيّة في الفقه الإسلامي أو أنّه ـ كما قد يرى بعضٌ ـ يمثِّل عنصر ضعفٍ؟ فالحديث الشريف مثلاً إذا دلّ على أحكام شرعيّة، ووجدناها بعينها في الموروث اليهودي، هل يعني ذلك نوعاً من ضعف الوثوق به؛ على أساس احتماليّة الاستعارة بشكلٍ من الأشكال والوضع من قبل الواضعين، أو لا؟ وهنا يأتي الموقف من الإسرائيليّات.
والأمر المهمّ الذي يجب أن ننتبه له هنا أيضاً هو أنّ الديانة اليهوديّة أقرب نظريّاً إلى الديانة الإسلاميّة، خاصّة على صعيد القضيّة الأكثر خطورة وهي قضيّة التوحيد، إلى جانب قضايا فقهيّة عديدة؛ بينما نجد أنّ النصّ القرآني يتعامل بلينٍ عجيب ومدحٍ مهمّ للمسيحيّين، بمَنْ فيهم رجال دين ومتعبِّدون، بعكس تعامله مع اليهود!
2ـ مرجعيّة المصلحة في فقه الأطعمة والأشربة: وقد أثارَتْ هذه القضيّة جَدَلاً نلاحظه اليوم في سياق الصراع بين التراث والحداثة، وكذلك بين العلم والدين.
ولستُ أريد هنا الدخول في جَدَلٍ بقدر ما أريد أن أشير إلى قضيّةٍ عامّة في بحث الأطعمة والأشربة، وهي أنّ تحريم شيءٍ لا يعني أنّ المحرَّم بنفسه (أعني متعلَّق المتعلَّق) صارت فيه مفسدةٌ، بل قد يكون هو هو، لكنّ التحريم يأتي من أمرٍ خارج إطار المأكول المحرَّم نفسه.
3ـ فقه الأطعمة والأشربة وإشكاليّة التناقض المفتَرَض بين الكتاب والسنّة: ثمّة إشكاليّة يجب التوقُّف عندها بجِدِّية أكبر، وهي أنّ المُراجع للنصّ القرآني يلاحظ فيه أنّ عدد المحرَّمات قليلٌ جدّاً، بل يبدو القرآن مصرّاً على حصر المحرَّمات وتقليلها وانتقاد توسعتها، فيما الذي نلاحظه في الحديث الشريف، وكذلك في التراث الفقهي، أنّ مساحة التحريم واسعةٌ، خاصّةً في الفقه الجعفري، حيث بُني الفقه الإسلامي في موضوع الأطعمة والأشربة على فرضيّة أنّ عدد المحرَّمات ليس بالقليل، فكيف تنسجم هذه الصورة مع العدد المحدود جدّاً للمحرَّمات في القرآن بصيغة الحَصْر والتشديد بما لا يتجاوز أصابع اليد الواحدة تقريباً؟!
دعوةٌ للباحثين في مجال الدراسات الشرعيّة ومقارنة الأديان: من هنا أدعو الباحثين في مجال الدراسات الشرعيّة ومقارنة الأديان معاً إلى الاهتمام بهذه الإثارات الثلاث:
1ـ بين الفقه اليهودي والفقه الإسلامي في الأطعمة والأشربة (موضوعٌ أدياني مقارن).
2ـ مفهوم المصلحة في باب الأطعمة والأشربة (جَدَل العلم والحداثة مع الدين).
3ـ العلاقة بين الكتاب والسنّة في موضوع الأطعمة والأشربة (جَدَل المصادر المعرفيّة للاجتهاد الشرعي).
إنّ الاهتمام الجادّ، وليس المبتسر ولا المستعجل، والاهتمام الباحث عن الحقيقة، وليس الاهتمام الذي يحمل معه مسبقاً حقيقةً ناجزة، ضروريٌّ في هذا الملفّ الحياتي بالنسبة للفكر الديني من جهةٍ، والإنسان المسلم من جهةٍ ثانية.
دراسات
1ـ في الدراسة الأولى، وهي بعنوان «الاجتهاد وقضايا الفقه الإسلامي المعاصر»، وهو حوارٌ مع: الشيخ يوسف الصانعي (أحد مراجع التقليد في إيران اليوم. تلميذ الإمام الخميني والسيد البروجردي، وعضوٌ سابق في مجلس خبراء القيادة. له آراءٌ فقهيّة عديدة مخالفةٌ لمشهور العلماء، ولا سيَّما في فقه المرأة. وقد أجرَتْ مجلّة «الاجتهاد والتجديد» اللبنانيّة هذا الحوار مع سماحته عبر كلٍّ: عبد الله الأميني؛ وأ. ربيع الله كمري (من مؤسَّسة فقه الثقلين)، وأ. رضا أحمدي (من مجمع المحقِّقين والمدرِّسين)) (ترجمة: مرقال هاشم)، نشهد العناوين التالية: الإنسان وموقعه في الرؤية الفقهية؛ الفقه بين التكليف والحقّ؛ بدايات الإبداع في الفقه الإسلامي؛ موقع الدولة في الفقه والحكم الولائي؛ في قضايا المرأة؛ الجمع بين الإبداع والنزعة الجواهريّة؛ موقفٌ من نظرية الزمان والمكان في الاجتهاد؛ ماذا تعني منطقة الفراغ؟؛ دَوْر العقل والعُرْف في الاستنباط.
2ـ وفي الدراسة الثانية، وهي بعنوان «المدخل إلى دراسة الفقه المقارن [الاجتهاد، التقليد، ومصدريّة القرآن الكريم] (تقريرات بحث السيد محمد تقي الحكيم) / القسم الثاني»، للدكتور الشيخ عبد الهادي الفضلي (أحد الفقهاء الشيعة البارزين. ومن أبرز مدوِّني الكتب الدراسيّة في العديد من الحوزات والجامعات الدينيّة، ومن روّاد الوعي والانفتاح والتقريب، رحمه الله تعالى. له عشرات المؤلَّفات في العلوم الإسلاميّة المختلفة. من المملكة العربيّة السعوديّة. وهذه الدِّراسة عبارةٌ عن محاضرات ألقاها السيد محمد تقي الحكيم(ر) على طلاب السنة الثالثة في كلِّية الفقه بالنجف الأشرف سنة (1380هـ ـ 1960م)، تناول فيها أبحاث (الاجتهاد والتقليد ومصدرية القرآن الكريم)؛ وهي تشكّل النواة الأساسية لكتابه الرائد (الأصول العامّة للفقه المقارَن، مدخلٌ إلى دراسة الفقه المقارَن). ومقرِّرها هو الدكتور الشيخ عبد الهادي الفضلي(ر) من طلاّب تلك الدفعة في الكلِّية. تمّ تنظيمها وتقويم نصوصها بعد أن تفضَّلوا بها ـ مشكورين ـ ورثةُ الدكتور الشيخ الفضلي. وهي تنشر لأوّل مرّة بعد مرور أكثر من نصف قرن على إلقائها وتقريرها) (تنظيم وتقويم وتحقيق: الشيخ أحمد عبد الجبّار السميِّن)، تطالعنا العناوين التالية: 9ـ [مراحل وأدوار التشريع]؛ 1ـ مرحلة ولادة الاجتهاد ونشأته؛ 2ـ مرحلة تمذهب المذاهب وتأصيل الأصول؛ 3ـ مرحلة التقليد الذي وقفت فيه حركة الاجتهاد؛ 10ـ [إشكاليات وآراء حول الاجتهاد الإمامي]؛ [الإمامية بين الاجتهادين: المطلق؛ والمنتسب]؛ 11ـ [انسداد الاجتهاد…، مستنداتٌ ومناقشات]؛ 12ـ [الحُجَج الاجتهادية…، أقسامها وأنواعها]؛ [حدود الحُجَج الضرورية]؛ [حدود الحُجَج النظرية]؛ [إشكالية الأحكام الظاهرية المُنْتَجة من الأدلة القطعية]؛ 13ـ [حرمة التشريع…، المعنى والمقصود]؛ 14ـ [أحكام المجتهد لنفسه]؛ [الحالة الأولى]؛ [التفصيل بين الاجتهاد المطلق والمتجزّئ]؛ [الحالة الثانية]؛ [الحالة الثالثة]؛ ثانياً: التقليد الشرعي، حجِّيته وشرائطه؛ 1ـ [التقليد في اللغة والاصطلاح]؛ 2ـ [الحشوية التعليمية وتعيُّن التقليد]؛ 3ـ [علماء حلب وحرمة التقليد]؛ 4ـ [جواز التقليد، الأدلّة والمستندات]؛ 5ـ [حول شرائط مرجع التقليد]؛ 6ـ [شرط الحياة في مرجع التقليد]؛ [تحرير محلّ الخلاف في التقليد]؛ [الأصل في المسألة]؛ [أدلة جواز تقليد الميت]؛ 7ـ [شرط العقل في مرجع التقليد]؛ 8ـ [شرط الأعلمية في مرجع التقليد]؛ [نفي الأعلمية، المستند الشرعي]؛ [الأعلمية، الأدلّة والمستندات]؛ 9ـ [شرط العدالة في مرجع التقليد]؛ [ثالثاً: القرآن الكريم مصدرٌ للتشريع]؛ الكتاب العزيز؛ [1ـ تعريفه]؛ [2ـ حجّيته]؛ [3ـ حجّية ظواهره].
3ـ وفي الدراسة الثالثة، وهي بعنوان «تعدُّد القراءات في فهم النصّ القرآني»، للأستاذة مواهب الخطيب (كاتبةٌ مهتمّة بمجال الدراسات القرآنيّة)، تتناول الكاتبة بالبحث العناوين التالية: مقدّمة؛ بيان المسألة ؛ المبحث الأوّل: كلّيات ؛ المحور الأوّل: تعريف (تعدُّد القراءات للنصّ)، لغةً واصطلاحاً؛ التعدُّد لغةً؛ القراءات لغةً؛ النصّ لغةً؛ النصّ اصطلاحاً؛ تعدُّد القراءات للنصّ اصطلاحاً؛ المحور الثاني: السياق التاريخي؛ المحور الثالث: دخول القراءات إلى النصّ القرآني؛ المبحث الثاني: القراءات، وأسباب ظهورها؛ المحور الأوّل: مفهوم القراءة عند الحداثيين؛ المحور الثاني: أسباب ظهور القراءات؛ 1ـ ظاهرة الاستشراق؛ 2ـ اختلاف وجهات النظر في مسألة أصالة النصّ أو القارئ؛ 3ـ الاصطدام العقدي المسيحي؛ 1ـ طبيعة عملية فهم النصّ القرآني؛ 2ـ تطوّر علم التفسير، وآلياته؛ المبحث الثالث: القراءات الحديثة؛ المحور الأوّل: منهج القراءات الحديثة؛ 1ـ خطّة التأنيس أو الأنسنة؛ 2ـ خطّة التعقيل أو العقلنة ؛ 3ـ خطّة التأريخ أو الأرخنة؛ المحور الثاني: نقد القراءات؛ نتائج البحث؛ خاتمةٌ.
4ـ وفي الدراسة الرابعة، وهي بعنوان «اشتراط «المَلَكة القُدْسيّة» في مفهوم الاجتهاد عند الإماميّة، قراءةٌ نقديّة»، للدكتور سعيد نظري توكُّلي (أستاذٌ مساعد في كلِّية الإلهيّات في جامعة طهران) والأستاذ إبراهيم العزيزي (طالبٌ على مستوى الدكتوراه في «مركز البحوث حول الإمام الخميني(ر) والثورة الإسلاميّة ـ قسم الفقه ومباني الحقوق»)، يستعرض الكاتبان العناوين التالية: المدخل؛ المَلَكة القُدْسية في ألسنة الفقهاء؛ أوّل مَنْ شرط المَلَكة القُدْسية؛ المَلَكة القُدْسية وماهيّتها؛ المَلَكة القُدْسية وعلاماتها؛ المَلَكة القُدْسية وكيفية تحصيلها؛ المَلَكة القُدْسية ومعرفة وجودها؛ المَلَكة القُدْسية ونتائجها؛ المَلَكة القُدْسية والردود عليها؛ التحقيق في المقام؛ النتائج.
5ـ وفي الدراسة الخامسة، وهي بعنوان «البِدْعة والشهادة الثالثة عند المحقّق أحمد النراقي»، للأستاذ علي رضا صادقي (أستاذٌ في الحوزة العلمية في مشهد، وباحثٌ على مستوى الدكتوراه في جامعة تربيت مدرِّس) (ترجمة: مرقال هاشم)، نشهد العناوين التالية: المقدّمة؛ المقدّمة الأولى: أقسام الأفعال الإرادية، والمراحل العملية قبل القيام بها؛ المقدّمة الثانية: أصل تطابق القصد والعلم في الأفعال العنوانية الإرادية؛ الخلاصة.
6ـ وفي الدراسة السادسة، وهي بعنوان «تغسيل الإمام كعلامةٍ للإمامة، دراسةٌ في الروايات الإماميّة / القسم الأوّل»، للشيخ محمد الخراساني (باحثٌ في الحوزة العلميّة في قم. من مدينة بيرجند)، يستحضر الكاتب العناوين التالية: المقدّمة؛ منهجي في التحقيق؛ مدارك القاعدة؛ الرواية الأولى: تقرير القاعدة من قِبَل الإمام الرضا(ع)؛ البحث الدلالي؛ البحث السندي؛ الرواية الثانية: إنها سنّة موسى بن عمران(ع)؛ البحث الدلالي؛ البحث السندي؛ مَنْ هو «أبو معمر» في هذا السند؟؛ الرواية الثالثة: إشارة إلى حضور الملائكة في التغسيل؛ البحث الدلالي؛ مَنْ هو الحاضر في الجبّ عند يوسف(ع)؟؛ دراسة مفردات الحديث؛ البحث السندي؛ الرواية الرابعة: تصريح الإمام الرضا(ع) بصحّة القاعدة؛ البحث الدلالي؛ البحث السندي؛ الرواية الخامسة: الصدِّيق لا يغسِّله إلاّ صدِّيق؛ البحث الدلالي؛ البحث السندي؛ الرواية السادسة: تصريح الصادق(ع) بأن الإمام لا يغسِّله إلاّ إمام؛ البحث الدلالي؛ البحث السندي.
7ـ وفي الدراسة السابعة، وهي بعنوان «حقّ الأقلِّيات غير المسلمة في القضاء الإسلامي العادل، من منظور فقه الإماميّة»، للدكتور سيامك جعفر زاده (أستاذٌ مساعِدٌ في جامعة أروميه (كلِّية الآداب والعلوم الإنسانيّة ـ قسم الفقه والحقوق الإسلاميّة)) (ترجمة: حسن علي مطر)، تطالعنا العناوين التالية: المقدّمة؛ 1ـ تعريف غير المسلم (الكافر)؛ القاعدة العامّة في حقوق المواطنة لغير المسلمين؛ 2ـ الحقّ في القضاء العادل للكفّار في المحاكم الإسلامية؛ أـ حقّ البراءة؛ ب ـ الحقّ في الحصول على محامٍ؛ ج ـ حقّ علنية المحكمة؛ د ـ حقّ المتّهم في الاطلاع على تهمته؛ هـ ـ حقّ المساواة في المَيْل القلبي؛ و ـ حقّ العدالة في السلوك؛ النتيجة.
8ـ وفي الدراسة الثامنة، وهي بعنوان «علاقات الإماميّة في مدينة الريّ مع غيرهم، المباني والأهداف والسياسات والمعطيات (من القرن 4هـ إلى منتصف القرن 7هـ)»، للأستاذ محمد زرقاني (طالبٌ على مستوى الدكتوراه في مجال تاريخ التشيُّع الاثني عشري في جامعة الأديان والمذاهب) والدكتور علي آغا نوري (أستاذٌ مساعِدٌ في مجال تاريخ التشيُّع في كلِّية شيعه شناسي في جامعة الأديان والمذاهب) (ترجمة: وسيم حيدر)، نشهد العناوين التالية: المقدّمة ؛ 1ـ المباني الفكرية والاعتقادية؛ أـ القيمة والكرامة الذاتية للإنسان؛ ب ـ العزّة والكرامة الواقعية للإنسان رهنٌ بتقوى الله وعبادته ؛ ج ـ العدالة ومواجهة الظلم وعدم المساواة؛ د ـ حاكمية الله والتمسُّك باتّباع الله واجتناب الطاغوت؛ هـ ـ الرأفة والمداراة مع المخالفين من غير المعاندين؛ و ـ الغلظة والشدّة في المواجهة مع المشركين والكفّار والمخالفين المعاندين؛ 2ـ أهداف وسياسات الإماميّة في توجيه العلاقات؛ أـ الأهداف؛ ب ـ السياسات؛ التقريب والاتّحاد بين المذاهب الإسلامية؛ الاعتدال وتجنُّب التطرُّف حتّى في محاربة الأعداء والمعاندين؛ في مجال الثقافة العقائدية؛ 1ـ بيان عقائد الإمامية، وتمييزهم من الجماعات الشيعية الغالية والمنحرفة؛ 2ـ البحث والحوار على أساس الحكمة والجدال بالتي هي أحسن؛ 3ـ الدعوة إلى الحقّ بأسلوبٍ ليِّن؛ 4ـ تجنُّب التطرُّف وإهانة المخالفين؛ 5ـ المقاومة والشدّة ضدّ المشركين والكفّار والمعاندين؛ 3ـ المعطيات والنتائج الإيجابية؛ في المجال السياسي ـ الاجتماعي؛ 1ـ انتشار التشيُّع وتوسيع النشاط الثقافي الاجتماعي لنُخَب الإمامية؛ 2ـ تأثير التشيُّع في جهاز الحكم وإقامة التوازن في سلوك الحكّام؛ 3ـ زيادة الاتحاد والتلاحم بين الإمامية؛ 4ـ ارتفاع شأن الإمامية عند أهل السنّة والمجتمع؛ 5ـ مشاركة أهل السنّة في الشعائر والمناسبات المذهبية لدى الشيعة؛ في المجال الثقافي / العقائدي؛ 1ـ المحافظة على التشيُّع وبقائه واستمراره؛ 2ـ ارتفاع أعداد الإمامية؛ 3ـ توسيع المراكز العلمية والدينية الإسلامية والشيعية؛ 4ـ ازدهار العلم والحضارة الإسلامية؛ النتيجة.
9ـ وفي الدراسة التاسعة، وهي بعنوان «الوجود المطلق اللامتناهي في نهج البلاغة، دراسةٌ علميّة موضوعيّة»، للدكتور يحيى عبد الحسن آل دوخي (أستاذٌ مساعِدٌ في جامعة المصطفى(ص) العالميّة. من العراق)، يبحث الكاتب في العناوين التالية: المقدّمة: أهمّية نهج البلاغة في المعرفة الإلهية؛ إثبات الصانع ؛ برهان العلّة والمعلول؛ برهان الحدوث والقِدَم؛ برهان النَّظْم؛ مفهوم الوجود المطلق اللامتناهي لله تعالى شأنه ؛ مقولة: (ليس في الأشياء بوالجٍ، ولا عنها بخارجٍ)؛ وَهْم التناقض في هذه المقولة؛ الوحدة العددية والحقيقية ؛ الوجود المطلق ينصرف إلى الوحدة الحقيقية؛ واجب الوجود حقيقةٌ صِرْفة، لا تتثنَّى ولا تتكرَّر ولا تتكثَّر؛ الأزلي القديم ؛ إشكال الدَّوْر؛ المحدودية والزمانية تتنافى مع الوجود المطلق؛ ديمومته ليست محصورةً بالزمان والمكان؛ الفاعل المطلق قوام كلّ الوجود؛ الوجود المطلق اللامتناهي في القرآن الكريم؛ خاتمة البحث.
10ـ وفي الدراسة العاشرة، وهي بعنوان «العلمانيّة والعلم الديني، في المعنى والمنهج والبنى الفكريّة»، للأستاذ نبيل علي صالح (باحثٌ وكاتبٌ في الفكر العربيّ والإسلاميّ. من سوريا)، يستعرض الكاتب العناوين التالية: تمهيدٌ ضروري؛ المبحث الأوّل: ضبط المفاهيم النظرية، لغةً واصطلاحاً؛ أوّلاً: العلمانيّة لغةً؛ ثانياً: العلمانية اصطلاحاً؛ ثالثاً: معنى الدين لغةً؛ رابعاً: الدين (وفلسفته) في الاصطلاح الفكري والمعرفي؛ المبحث الثاني: العلمانية والدِّين…، تاريخٌ حافل بالخصومة والعداء؛ المبحث الثالث: العلمانية في الاجتماع الديني الإسلامي، احتواءٌ أم رفض؟؛ مقاربةٌ في التطبيق.
11ـ وفي الدراسة الحادية عشرة، وهي بعنوان «القبض والبسط النظري للفقه / القسم الثاني»، للدكتور أبو القاسم فنائي (أستاذٌ في جامعة المفيد، وأحد الباحثين البارزين في مجال الدين وفلسفة الأخلاق، ومن المساهمين في إطلاق عجلة علم الكلام الجديد وفلسفة الدين) (ترجمة: حسن الهاشمي)، نشهد العناوين التالية: ج ـ أنواع المعرفة؛ د ـ شأن وآلية فلسفة العلم؛ هـ ـ إثبات نظريّة القبض والبسط.
12ـ وفي الدراسة الثانية عشرة، وهي بعنوان «تأثير توحيد أئمّة الفرقة الإماميّة في سائر الفِرَق الإسلاميّة / القسم الثاني»، للشيخ حبّ الله النجفي (باحثٌ في الحوزة العلميّة في قم. من العراق)، يستكمل الباحث مقاله ضمن العناوين التالية: 8ـ التوحيد الأفعالي؛ نكتةٌ ببليوغرافيةٌ؛ موقفٌ مختلقٌ = تأثير ٌ مختلقٌ؛ 9ـ التوحيد العبادي؛ 10ـ ﴿يَوْمَ يُكْشَفُ عَنْ سَاقٍ﴾؛ الرؤية غير الرواية؛ 11ـ السكوت؛ 12ـ وجه الله؛ استخلاص النتائج واقتطاف الثمار.
13ـ وفي الدراسة الثالثة عشرة، وهي بعنوان «إحياء عاشوراء (محرَّم) في محرِّك البحث جوجل (Google)»، للدكتور أحمد محمد اللويمي (أكاديميٌّ وباحثٌ في القضايا الثقافيّة والفكريّة. من المملكة العربيّة السعوديّة)، تطالعنا العناوين التالية: ملخَّص الدراسة؛ محتويات الدراسة؛ 1ـ مقدّمة؛ 2ـ قضيّة البحث؛ 3ـ مشكلة البحث؛ 4ـ ما هو محرِّك البحث جوجل Google؟؛ 5ـ الكلمات المفتاحية ؛ أـ اللغة الإنجليزية؛ ب ـ اللغة العربية؛ ج ـ اللغة الفارسية؛ 6ـ تقييم المادّة المعروضة في محرك البحث؛ أـ موسوعة الويكيبيديا ؛ ب ـ وصفٌ للمجالس وشكل الإحياء؛ ج ـ مبرّرات الثورة؛ د ـ الصور؛ 7ـ تحديد حجم الفراغ وأشكاله؛ 8ـ مفهوم الحرِّية في محرّك البحث جوجل Google؛ 1ـ المنهج التاريخي؛ 2ـ المنهج السياسي؛ 3ـ المنهج العقائدي؛ 4ـ المنهج التربوي؛ 5ـ الدراسات الميدانية والإحصائية.
قراءات
وأخيراً كانت قراءةٌ في كتاب (وسائل الشيعة)، للحُرّ العاملي، وهي بعنوان «الحُرّ العامليّ وكتابه (وسائل الشيعة)، تعريفٌ وخصائص»، للشيخ محمد عباس دهيني (باحثٌ وأستاذٌ في الحوزة العلميّة. من لبنان)، وفيها نشهد العناوين التالية: نبذةٌ من حياة الشيخ الحُرّ العاملي(ر)؛ كتاب «وسائل الشيعة» وخصائصه العامّة؛ اسمُه؛ مؤلِّفُه؛ محتواه ؛ اختصاصه بذكر بعض أحاديث الأحكام الفقهيّة فقط؛ مرجع موضوعات الكتاب؛ المقدّمة؛ الفهرست الإجماليّ للكتب والأبواب؛ الخاتمة؛ المتحصِّل من تلك الفوائد؛ النهاية ؛ الجهدُ في تأليفه؛ مدّة التأليف؛ قولٌ أوّل لبعض المحقِّقين؛ الردّ على هذا القول؛ إشكالٌ وجوابٌ؛ خلاصة القول؛ قولٌ خاطئٌ ثانٍ ؛ مؤيِّدٌ لمذهبنا؛ ردٌّ آخر على القول الأوّل؛ اهتمامُ الشيخ الحُرّ(ر) وعنايتُه الفائقَيْن به؛ وَهْمٌ مردودٌ؛ طبعاتُه؛ سبب التفاوت في عدد المجلَّدات بين الطبعتَيْن؛ مدحُه والثناءُ عليه؛ القدحُ فيه؛ مكانتُه؛ شروحُه والتعاليقُ عليه ومستدرَكاتُه.
هذه هي
يُشار إلى أنّ مجلّة «الاجتهاد والتجديد» يرأس تحريرها الشيخ حيدر حبّ الله، ومدير تحريرها الشيخ محمّد عبّاس دهيني، والمدير المسؤول: ربيع سويدان. وتتكوَّن الهيئة الاستشاريّة فيها من السادة: الشيخ خميس العدوي (من عُمان)، د. محمد خيري قيرباش أوغلو (من تركيا)، د. محمد سليم العوّا (من مصر)، الشيخ محمّد عليّ التسخيريّ (من إيران). وهي من تنضيد وإخراج مركز (papyrus).
وتوزَّع «مجلّة الاجتهاد والتجديد» في عدّة بلدان، على الشكل التالي:
1ـ لبنان: شركة الناشرون لتوزيع الصحف والمطبوعات، بيروت، المشرّفية، مقابل وزارة العمل، سنتر فضل الله، ط4، هاتف: 277007 / 277088(9611+)، ص. ب: 25/184.
2ـ مملكة البحرين: شركة دار الوسط للنشر والتوزيع، هاتف: 17596969(973+).
3ـ جمهورية مصر العربية: مؤسَّسة الأهرام، القاهرة، شارع الجلاء، هاتف: 7704365(202+).
4ـ الإمارات العربية المتحدة: دار الحكمة، دُبَي، هاتف: 2665394(9714+).
5ـ المغرب: الشركة العربيّة الإفريقيّة للتوزيع والنشر والصحافة (سپريس)، الدار البيضاء، 70 زنقة سجلماسة.
6ـ العراق: أـ دار الكتاب العربي، بغداد، شارع المتنبي، هاتف: 7901419375(964+)؛ ب ـ مكتبة العين، بغداد، شارع المتنبي، هاتف: 7700728816(964+)؛ ج ـ مكتبة القائم، الكاظمية، باب المراد، خلف عمارة النواب. د ـ دار الغدير، النجف، سوق الحويش، هاتف: 7801752581(964+). هـ ـ مؤسسة العطّار الثقافية، النجف، سوق الحويش، هاتف: 7501608589(964+). و ـ دار الكتب للطباعة والنشر، كربلاء، شارع قبلة الإمام الحسين(ع)، الفرع المقابل لمرقد ابن فهد الحلي، هاتف: 7811110341(964+).
7ـ سوريا: مكتبة دار الحسنين، دمشق، السيدة زينب، الشارع العام، هاتف: 932870435(963+).
8ـ إيران: 1ـ مكتبة الهاشمي، قم، كذرخان، هاتف: 7743543(98253+). 2ـ مؤسّسة البلاغ، قم، سوق القدس، الطابق الأوّل. 3ـ دفتر تبليغات «بوستان كتاب»، قم، چهار راه شهدا، هاتف: 7742155(98253+).
9ـ تونس: دار الزهراء للتوزيع والنشر: تونس العاصمة، هاتف: 98343821(216+).
10ـ بريطانيا وأوروپا، دار الحكمة للطباعة والنشر والتوزيع:
United Kingdom London NW1 1HJ. Chalton Street 88. Tel: (+4420) 73834037
كما أنّها متوفِّرةٌ على شبكة الإنترنت في الموقعين التاليين:
1ـ مكتبة النيل والفرات: http: //www. neelwafurat. com
2ـ المكتبة الإلكترونية العربية على الإنترنت: http: //www. arabicebook. com
وتتلقّى المجلّة مراسلات القرّاء الأعزّاء على عنوان البريد: لبنان ــ بيروت ــ ص. ب: 327 / 25.
وعلى عنوان البريد الإلكترونيّ: info@nosos. net
وأخيراً تدعوكم المجلّة لزيارة موقعها الخاصّ: www. nosos. net؛ للاطّلاع على جملة من المقالات الفكريّة والثقافيّة المهمّة.