9 يناير 2015
التصنيف : مقالات فكرية
لا تعليقات
680 مشاهدة

يا أولاد (الحلال)، هنيئاً لكم هذا الوسام

(الجمعة 9 / 1 / 2015م)

ذوو لسانَيْن ووجهَيْن

ذات يومٍ؛ واستشماماً منه لرائحة فتنةٍ قَذِرة، واستباقاً لحلول الخطر والمحظور، أصدر أستاذُنا العلاّمة المرجع السيد محمد حسين فضل الله(ر) فتواه الشهيرة بتحريم سبِّ أمّهات المؤمنين وجميع الصحابة، حتّى لو كانوا مخطئين في بعض أفعالهم؛ انطلاقاً من مبنىً فقهيّ علميّ أورثه قناعةً تامّة بحرمة سَبِّ أيِّ مسلمٍ([1])، فقامت قيامةُ بعض الجَهَلة هنا وهناك.

وبعد عشر سنوات صدرَتْ نفسُ هذه الفتوى ـ وإنْ متأخِّرةً ـ من قائد الثورة الإسلاميّة في إيران السيد عليّ الخامنئي(ح)([2])، فأصبح ذلك مقبولاً عند بعضهم، كما بقي مستنكَراً عند آخرين.

وحينها تذكَّرنا موقف أستاذنا الجليل، وقُلْنا في مقالةٍ بعنوان (المرجعيّة الرشيدة، جولةٌ في حياة السيد فضل الله وأعماله الفكريّة والسياسيّة والخيريّة): «وهكذا سقط الفارس عن جواده، ورحل الذي ملأ الدنيا وشغل الناس، ففي صبيحة يوم الأحد الرابع من تموز 2010م التحق الحبيب بحبيبه، ورحل المرجع فضل الله إلى جوار ربّه؛ ليوفّيه أجره، بعيداً عن حقد الحاقدين، وكيد الظالمين، وبغي الحاسدين، ولسان حاله ـ كجدّه أمير المؤمنين(ع) ـ: «اللهُمّ إنّي قد مَلَلتُهم ومَلُّوني، وسئمتُهم وسئموني، فأبدِلْني بهم خيراً منهم، وأبدِلْهم بي شرّاً منّي»([3]). وخسر المسلمون والمؤمنون، بل الإنسانيّة جمعاء، رجلَ الحقّ والحقيقة، خسروا بموته العالم الربّانيّ الواعي، والمفكِّر الحُرّ، والسياسيّ المحنَّك والملتزم في آنٍ»([4]).

مقالةٌ بحقّ ومشورةٌ بعدل

ولمّا دافعنا عن السيِّدَيْن الجليلين وفكرهما الأصيل قامت قيامةُ بعض المرتزِقة من (الشيعة السلفيّين)، وتكالبوا علينا من كلّ حَدْبٍ وصَوْب، فنصرنا الله عليهم بنصره المؤزَّر، وفتح الله علينا من واسع علمه وفضله ما أغنانا.

وثَبَتْنا على الموقف الحقّ، وقُلْنا في مقالةٍ أخرى، بعنوان («لبَّيْكَ يا رسول الله»، من نداءٍ إلى فعل وفاءٍ وولاء): «وإنَّني لأختلف ولا أكاد أتَّفق مع الخليفة عمر بن الخطّاب في شيءٍ، فمثلنا كمثل السائرَيْن في طريقين متعاكسين، ولا أرى في ذلك ضَيْراً أو إثْماً، غير أني لا أستطيع أن أتجاوز في علاقتي معه الحدود الشرعيّة التي رسمها لي ربّي، وألزمتُ نفسي بها من خلال إسلامي لربّ العالمين، فأقذف أباه وأمَّه بما لم يحصل لي به علمٌ»([5]).

غير أنّ الله يُمْهِل ولا يُهْمِل

فابتلاهُم بمَنْ يقول صُراحاً: «الذي يكره أبا بكر وعمر وعثمان وعليّ يكون ابنَ حرام»([6]).

فأين ألسنتُهم القَذِرة لا نسمع لها صدىً؟! وأين حرابُهم الصَّدِئة لا نرى لها ظلاًّ؟! أم إنَّهم قد ابتلعوها، وتخرس أمام أهل السلطة والمال؟

فيا أولاد (الحلال)، هنيئاً لكم جميعاً هذا الوسام الرفيع، الذي يليق بكم؛ استحقاقاً لما هو كامنٌ في نفوسكم. ونتذكَّر دائماً قول الله عزَّ وجلَّ ـ ومَنْ أصدق من الله قيلاً ـ : ﴿وَمَا ظَلَمْنَاهُمْ وَلَكِنْ كَانُوا هُمْ الظَّالِمِينَ﴾ (الزخرف: 76)، ﴿وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ * وَمَا أَنْتُمْ بِمُعْجِزِينَ فِي الأَرْضِ وَمَا لَكُمْ مِنْ دُونِ اللهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلاَ نَصِيرٍ﴾ (الشورى: 30 ـ 31).

**********

الهوامش

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

([1]) راجع: http://www.wata.cc/forums/showthread.php?25830-%D9%81%D8%AA%D8%A7%D9%88%D9%89 (بتاريخ: الجمعة 9 / 1 / 2015م، الساعة 3:39 عصراً).

([2]) راجع: http://www.yahosein.com/vb/showthread.php?t=143605 (بتاريخ: الجمعة 9 / 1 / 2015م، الساعة 3:39 عصراً).

([3]) نهج البلاغة، الخطبة 25.

([4]) راجع: http://dohaini.com/?p=243#more-243

([5]) راجع: http://dohaini.com/?p=282#more-282

([6]) https://www.youtube.com/watch?v=VNYnN9ULhIw



أكتب تعليقك