(أوباما) و(رومني) وجهان لعملةٍ صهيونيّةٍ واحدة
(بتاريخ: 7 ـ 11 ـ 2012م)
ها قد وضعت حرب الرئاسة أوزارها بين (أوباما) و(رومني)، وفاز (باراك أوباما)، وفرح المتخلِّفون من الأعراب بهذا النصر المؤزَّر.
ويُسأل بعض حاملي الجنسيّة الأمريكية، من ساسة هذا الدهر النَّكِد، عمَّنْ سينتخب فأجاب بكلّ صراحةٍ ووقاحة: طبعاً (باراك أوباما)؛ إذ تعجبه سياساتُه الخارجيّة.
ولا أدري ما الذي يُعجبه فيها؟!
هل يظنّ أنّ خروجه من العراق كان طوعاً، وحبّاً منه للعرب والمسلمين، واحتراماً منه لحرّيّتهم وإنسانيّتهم؟!
لا واللهِ، ما خرج من العراق إلاّ بعد أن أُوجِع جنودُه قتلاً وجرحاً من قبل المقاومة العراقيّة الباسلة، فآثر الانسحاب؛ حفاظاً على أرواح جنوده، ولئلاّ يخسر شعبيّته التي سيحتاجها في هذه الانتخابات الأخيرة التي شهدناها.
هل يظنّ أنّه رفض ضربةً عسكريّةً استباقيّة لإيران، يقوم بها الكيان الصهيونيّ الغاصب (إسرائيل)، منفرداً أو بالاشتراك مع أمريكا، شفقةً منه ورحمةً بالشعب الإيرانيّ المسلم والعزيز؟!
لا واللهِ، إنّما رفض ذلك بعد تأمُّلٍ طويل، وتفكُّرٍ عميق، كشف له أنّه لن يحقِّق نصراً في هذه الحرب، بل إنّ مؤشِّرات الهزيمة أكبر من فرص النصر. وما وعد به (رومني) أنصاره من شنّ حربٍ ساحقة على إيران ، في حال فوزه، ما هو إلاّ خديعةٌ كبرى لهم؛ إذ الحقائق العسكريّة التي يعرفها كلّ قادة البيت الأبيض تقول: لا نصر مؤكَّد في الحرب على إيران، بل إنّ معطيات الهزيمة أكثر من فرص النصر. ولذا لو عاد (روزفلت) حيّاً فلن يجرؤ على شنّ حرب على إيران الإسلاميّة، إلاّ إذا أصيب بلوثةٍ في عقله، فأقدم على عملٍ متهوِّرٍ تكون به نهايته ونهاية الولايات المتّحدة الأمريكيّة.
حقّاً ـ والحقَّ أقول ـ لا أدري ما الذي يُعجب البعض في سياسات (أوباما) الخارجيّة؟!
منذ عدّة أيّام شهدت نيويورك اجتياح الإعصار (ساندي)، حيث غرقت الشوارع بالمياه، وقُتل مَنْ قُتل، وجُرح مَنْ جُرح.
وتنوَّعت تعليقات الناس بين: متضامنٍ مع (الشعب الأمريكي) المسكين، آسفٍ لما يحصل له؛ وغيرِ مبالٍ بما يحصل هناك من مآسي وويلات، وربما شامتٍ بهذا الشعب الخبيث والمعادي، معتبراً ما حلّ به عقوبةً ونقمةً من الله سبحانه وتعالى.
فأيُّ الأمرين هو الصحيح؟
ممّا شاهدناه في حملة الانتخابات الأخيرة نعتقد أنّه من غير الصحيح توصيف (الشعب الأمريكي) بـ (المسكين) أو (المسالم)؛ إذ شاهدنا كيف يتسابق كلٌّ من (أوباما) و(رومني) للتفاخر بمساعدة ودعم الكيان الصهيونيّ الغاصب (إسرائيل)، والتأكيد على أنّ سياستهما الخارجيّة ستكون لصالح أمن هذا الكيان الغاصب (إسرائيل)، وقوّتها، وتفوّقها، وهيمنتها. فإذا كلاهما صهيونيٌّ بامتياز.
وبالاطّلاع على مجريات الانتخابات تبيَّن أنّ نسبة المقترعين من الناخبين وصلت إلى 70%، مقسَّمةً بين (أوباما) و(رومني)، ما يعني أنّ 70% من (الشعب الأمريكي)، أي أكثريّته (أكثر من الثلثين)، مع الصهيونيّة العالميّة، ودعم الكيان الغاصب (إسرائيل)، والحفاظ على قوّتها وسيطرتها وهيمنتها على مَنْ؟ على المنطقة والشعوب العربيّة والإسلاميّة، أي علينا نحن.
وبالتالي فأيُّ فرقٍ بين (الشعب الأمريكي) و(الشعب الإسرائيلي) الغاصب لـ (فلسطين المحتلّة)؟!
كلاهما محارِبٌ ومعادٍ لقضايانا المصيريّة، وداعمٌ لعدوّنا الأساسيّ والحقيقيّ، ألا وهو الكيان الصهيونيّ الغاصب (إسرائيل)، وبالتالي لا يستحقّ منّا شفقةً أو رحمة.
أيّها الأحبّة، هذه هي قواعدُ الحرب، التي سيُسحَق حتماً مَنْ لا يلتزم بها، ولا يلومَنَّ حينئذٍ إلاّ نفسه.
وبناءً على ما تقدَّم يمكننا القول: إنّ ما حصل لـ (الشعب الأمريكي) إنّما هو عقوبةٌ إلهيّةٌ عادلة لما يقوم به هؤلاء الخبثاء من دعمٍ للكيان الصهيونيّ الغاصب، ولو بشكلٍ غير مباشر، من خلال انتخابهم لرئيسٍ يتبنّى هذا الخيار في سياسته الخارجيّة.
فيا ليت (ساندي) يعود كلّ يومٍ، حتّى نستفيق يوماً فلا نجد لأمريكا من أثرٍ على خارطة العالم. بذلك يرتاح العالم، وترتاح الشعوب المستضعَفة والمقهورة.