الحلقة الثانية من برنامج (آيات) على قناة الإيمان الفضائية: قصّة الخلق
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله ربّ العالمين، والصلاة والسلام على سيِّدنا محمّد، وعلى آله الطيّبين الطاهرين.
مشاهدينا الكرام، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
يقول الله سبحانه وتعالى في كتابه المجيد: ﴿وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالإِنسَ إِلاَّ لِيَعْبُدُونِ﴾ (الذاريات: 56)(صدق الله العليّ العظيم).
في هذه الآية الكريمة يحدِّد الله سبحانه وتعالى الهدف من خلق الإنس والجنّ، الهدف من خلق الكائنات في هذا الكون، ألا وهو عبادة الله سبحانه وتعالى، الذي خلق الإنسان، وأنعم عليه بنعمة الوجود، وهي أعظم نعمةٍ يعرفها، وتستحقّ منه حمداً وشكراً لذي النعمة والفضل والإحسان؛ إذ تَرْكُ شكر النعمة قبيحٌ، لا يليق بعاقلٍ أن يرتكبه.
ومن هنا كانت دعوتُه عزَّ وجلَّ إلى التفكُّر في سائر المخلوقات؛ ليعرف الإنسان عظمةَ ما أنعم الله به عليه، ويحيط علماً بما يستطيع الوصول إليه من أسرارها؛ فإنَّ ذلك هو الذي يدفع إلى الشكر الخالص، إلى الشكر الحقيقيّ والتامّ.
لقد خلق اللهُ سبحانه وتعالى آدمَ أبا البشر، وأنعم عليه بنعمة الوجود، وخلق له زوجةً تؤنسه، وهي حوّاء؛ ليكون خليفةً لله في الأرض، ولكنّه عزَّ وجلَّ قال لآدم: ﴿يَا آدَمُ اسْكُنْ أَنْتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ وَكُلاَ مِنْهَا رَغَداً حَيْثُ شِئْتُمَا﴾ (البقرة: 35)، وهذا يعني أنّ الجنّة كانت موجودةً قبل خِلْقة آدم وزوجته. كما أنّ الأرض كانت موجودةً قبلهما.
وكذلك أمر الله سبحانه وتعالى إبليس أن يسجد لآدم، ولمّا رفض هذا السجود أخرجه الله من الجنّة، وطرده من رحمته، فأقسم الملعون بعزّة الله ليُغْوِيَنَّ بني آدم، فتوعَّده الله بجنَّهم: ﴿قَالَ اخْرُجْ مِنْهَا مَذْؤُوماً مَدْحُوراً لَمَنْ تَبِعَكَ مِنْهُمْ [أي من بني آدم] لأَمْلأَنَّ جَهَنَّمَ مِنْكُمْ أَجْمَعِينَ﴾ (الأعراف: 18).
ولمّا عصى آدم ربَّه، فأكل وزوجتَه من الشجرة التي نهاهما الله عنها، ناداهما ربُّهما أنْ ﴿اهْبِطَا مِنْهَا جَمِيعاً بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ﴾ (طه: 123)، فكان الهبوط من السماء إلى الأرض.
إذاً الجنّة والنار، وكذلك الأرض والسماء، خُلقتا قبل خلق آدم(ع).
هو خلق الأرض، هو خلق السماء، هو خلق الجنّة، هو خلق النار، هو خلق آدم، هو خلق هذا الكون العظيم بكلِّ ما فيه من نِعَمٍ إلهيّة، بكلِّ ما فيه من ليلٍ ونهارٍ، وشمسٍ وقمرٍ، وسماوات وأرضين.
ففي كَمْ يومٍ من الأيّام خلق الله سبحانه وتعالى هذا الكون. نتعرَّف على بعض الآراء في هذا التقرير، ونتابع.
في كَمْ يومٍ خلق الله الكون؟
مشاهدينا الكرام، وكما رأينا في هذا التقرير، تنوَّعت الإجابات؛ فمنهم مَنْ ذهب إلى أنّ الله خلق الكون في لحظات؛ ومنهم مَنْ ذهب إلى أنّ ذلك استغرق أيّاماً ستّة أو سبعة.
ولكلٍّ من الفريقين لحاظٌ معيَّن؛ فمَنْ ذهب إلى أنّ الله خلق الكون في لحظاتٍ كأنّه يستحضر قدرة الله وعظمة الله سبحانه وتعالى، فهو القادر على كلِّ شيء، و﴿إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئاً أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ﴾ (يس: 82)؛ والذي قال: إن الله سبحانه وتعالى خلق السماوات والأرض في ستّة أيّام، أو في سبعة أيام، يستند إلى بعض ما جاء في القرآن الكريم حول ذلك، ألا وهو قوله سبحانه وتعالى: ﴿وَلَقَدْ خَلَقْنَا السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ وَمَا مَسَّنَا مِنْ لُغُوبٍ﴾ (ق: 38)، وقوله الآخر: ﴿إِنَّ رَبَّكُمْ اللهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ يُدَبِّرُ الأَمْرَ﴾ (يونس: 3).
أمّا لماذا خلق الله سبحانه وتعالى السماوات والأرض وهذا الكون في ستّة أيّامٍ، ولم يخلقه في سبعةٍ، ولم يخلقه في خمسةٍ؟
إنّ هذا ممّا لا مجال لمعرفة العِلَّة الحقيقيّة فيه، أي لا مجال لتفسيره بشكلٍ قطعيّ يقينيّ.
ولكنْ لماذا خلق الله سبحانه وتعالى، وهو القادر الذي لا يعجزه شيءٌ في الأرض ولا في السماء، وهو العظيم الذي لا يمكن لشيءٍ أن يأمرَه فيتخلَّف، لماذا خلق الكونَ في ستّة أيّامٍ، ولم يخلُقْه في لحظةٍ واحدة؟
قد نذكر لذلك أسباباً عديدة، ولكنّها ـ كما أشرنا ـ تبقى في دائرة الاحتمال، وليست قطعيّة يقينيّة، وإنّما هي احتمالاتٌ قريبة، تدفعنا إليها بعض الشواهد والمؤيِّدات من هنا وهناك:
1ـ فممّا ذكرَتْه بعض الروايات في هذا المجال أنّ الله سبحانه وتعالى خلق السماوات والأرض في ستّة أيام لكي يظهر لملائكته الخَلْق شيئاً فشيئاً، وبالتالي تستدلّ الملائكة بحدوث ما يحدُث على الله سبحانه وتعالى، مرّةً بعد أخرى، فتزداد معرفتُهم به، وتزداد عبادتُهم له، ويزداد تعظيمُهم إيّاه.
2ـ إنّه ربَما خلق الله سبحانه وتعالى السماوات والأرض في ستّة أيّام ليدلِّل على ضرورة التروِّي في الصنع والإبداع. فهذا الخلق المترامي الأطراف، هذا الخلق المتعدِّد الكائنات، لا بدّ فيه من تروٍّ وتأنٍّ في الصنع والإبداع والخَلْق، حتّى مع القدرة على الإنجاز السريع. فإنّ اللهَ قادرٌ على أن ينجزه في لحظات: ﴿إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئاً أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ﴾ (يس: 82)، ولكنْ هل يتحمَّل هذا الكون؟! هل تتحمَّل المادّة أن يكون إنشاؤها سريعاً؟!
إنّ المادّة تحتاج؛ لكي تتماسك وتتألَّف وتتقوَّم وتلتحم في تناسقٍ وتنتظم في هذا الشكل البديع الذي هي عليه، تحتاج إلى وقتٍ، وربَما يكون الله سبحانه وتعالى قد خلق الكون في ستّة أيام، لا لنقص فيه عزَّ وجلَّ، وإنّما لنقصٍ وحاجةٍ في المادّة التي يُخلَق منها هذا الكون، فلا يمكن أن يكون ذلك بشكلٍ صحيح ومنظَّم إلاّ من خلال استغراق هذا الوقت كلِّه.
تماماً كما أنّ الإنسان إذا أراد أن يطبخ شيئاً المأكولات فإنّه لا يمكنه أن يطبخه على نارٍ قويّة، رغم أنّ النارَ قادرةٌ على أن تنضجه، ولكنّ المادّة المأكولة نفسها تحتاج إلى نارٍ هادئة رويّة خفيفة؛ لكي تنضج وتستوي شيئاً فشيئاً.
3ـ ربَما خلق الله سبحانه وتعالى السماوات والأرض في ستّة أيّام ليعلِّمنا أنّ كلَّ تغيير يحتاج إلى وقتٍ؛ فإنّ الفاعل المغيِّر قد يكون قادراً على التغيير بسرعة، ولكنْ لا بدّ من مراعاة ظروف المتغيِّر نفسه. فإذا ما أراد الإنسان أن يغيِّر في مجتمعٍ ما سلوكاً أو عادةً فلا بدّ أن يلحظ الظروف والأوضاع، ولا بدّ أن يختار الأسلوب والشكل المناسب؛ حتّى لا يرتدّ عمله بخلاف ما أراده.
لقد خلق الله سبحانه وتعالى السماوات والأرض وما بينهما في ستّة أيّام. فما هو ما بينهما؟
إنّها السهول، إنّها الجبال، إنّه التراب، إنّها الشمس، إنّه القمر، إنّه الليل، إنّه النهار. وقد خلق الله سبحانه وتعالى كلّ هذه الأمور، واستمرّ في تدبيرها وتنظيم أمورها ورعايتها، حتّى وجدناها على ما هي عليه اليوم، تؤدّي وظيفتها على أتمّ وجهٍ وبأكمل طريقة.
لقد عرَّفَنا الله سبحانه وتعالى عظمةَ الخَلْق وإحكامَه. ولكنْ قد يخطر في الذهن سؤالٌ: أين هي السماوات السبع؟ وأين هي الأرضين السبع؟. وللجواب عن هذا السؤال نستمع وإيّاكم ـ مشاهدينا الكرام ـ إلى هذا التقرير، ونتابع.
أين السماوات والأراضي السبع؟
مشاهدينا الكرام، وكما لاحظنا وإيّاكم، تنوَّعت الإجابات في هذا التقرير حول مكان السماوات والأرض؛ فمنهم مَنْ ذهب إلى أنّ السماء هي الكواكب، وأنّ الأرض هي الأرض التي نعيش عليها، وصولاً إلى نواتها؛ ومنهم مَنْ ذهب إلى أنّ السماوات السبع هي الكواكب السبعة، وأنّ فوق كلّ كوكبٍ سماءٌ؛ ومنهم مَنْ ذهب إلى أنّ الأرض سبع طبقاتٍ، والسماء أيضاً سبع طبقات، ولم يعطِ تفسيراً أزيد من ذلك.
يذكر لنا الله سبحانه وتعالى في كتابه العزيز أنّه خلق السماوات السبع، وخلق الأرضين السبع، فقال: ﴿اللهُ الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ وَمِنْ الأَرْضِ مِثْلَهُنَّ﴾ (الطلاق: 12).
كما يذكر أنّه ﴿خَلَقَ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ طِبَاقاً﴾ (الملك: 3)، أي طبقاتٌ بعضُها فوق بعض.
وقد ذكر لنا أيضاً بعض المواصفات عن السماء الدنيا، أي السماء الأولى، السماء التي نشاهدها، السماء الظاهرة بالنسبة إلينا، فقال سبحانه وتعالى: ﴿إِنَّا زَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِزِينَةٍ الْكَوَاكِبِ﴾ (الصافّات: 6).
ونستخلص من هذه الآية أنّ السماء الدنيا هي السماء التي نشاهدها نحن؛ إذ نحن الذين نشاهد الكواكب، ونحن الذين نشهد الشمس والقمر والنجوم، وكلُّها كواكب تسبح في هذا الفضاء الفسيح. فإذاً ما نشاهده هو السماء الدنيا، أي الأدنى، وبالتالي هي السماء الأولى. وأمّا الكواكب فهي مخلوقاتٌ تسبح في هذه السماء، وليست هي سماءً أو أرضاً أخرى، وإنّما هي مخلوقاتٌ وكائناتٌ تسبح في السماء الدنيا، وهي السماء الأولى. فكلَّما وصلنا إلى كواكب جديدة لا بدّ أن نستحضر آنذاك أنّ هذه الكواكب تسبح في السماء الأولى، وأنّنا لم نصِلْ بعدُ إلى السماء الثانية. وكلَّما تقدَّم العلم يوماً بعد يوم، ما دام يكتشف كوكباً هنا وكوكباً هناك، فلا بدّ أن يُدرِك أنّه لم يستطِعْ أن يخترق السماء الأولى، وصولاً إلى السماء الثانية وما بعدها.
وهنا قد يتساءل البعض كما تساءل هرقل ملك الروم، حيث أرسل رسولَه إلى النبيِّ الأكرم(ص) ليقول له: يا محمّد، إذا كان ربُّك يقول في كتابه، ويَعِدُ المتَّقين بجنّةٍ عرضُها السماوات والأرض، أي إنّ الجنّة ستملأ السماوات والأرضَ كلَّها، فأين تكون النار حينئذٍ؟ وكأنَّه لم يكن ليتصوَّر موجوداً وكائناً آخر غير السماوات والأرض الظاهرة بالنسبة إليه، فالتفت إليه رسول الله(ص) قائلاً: «سبحان الله، فأين الليل إذا جاء النهار؟!»، وكأنَّه(ص) يريد أن يقول: إنّ لكلٍّ مكانَه.
إنّ الله سبحانه وتعالى خلق هذا الخَلْق، وأتقنه، وأحكم صنعه. ولكلٍّ مكانُه، فللجنّة موضعُها، وللنار موضعُها، وللسماوات مكانُها، وللأرض مكانها، ولا تداخل بينها على الإطلاق.
إذاً كلُّ ما نشاهده من كواكب ونجومٍ تسبح بانتظامٍ وإتقان وإحكام، فلا يتقدَّم بعضها على بعض، ولا يتأخَّر بعضها عن بعض، لا بدّ أن تكون في السماء الدنيا، في السماء الأولى، في السماء التي بَعْدها ستُّ سماوات، كما جاء في القرآن الكريم. وتلك سماواتٌ في غيبِ الله سبحانه وتعالى، لم نطَّلع عليها حتَّى اليوم، وربَما اطَّلعنا على بعضها في المستقبل، وربَما لم يكن للإنسان حظٌّ ونصيبٌ من الاطّلاع عليها، فبقي يقلِّب بصره في هذه السماء الدنيا، التي تشكِّل المكان العالي، ومن هنا كان اسمُها سماءً. فهي سماءٌ لكلّ هذه الكواكب التي تسبح في هذا الجوِّ الفسيح. فهي سماءٌ، وما تحتها أرضٌ. وأمّا السماوات الأخرى فعِلْمُها وأمرها وما فيها بيد الله سبحانه وتعالى، غيبٌ من غَيْبِه، لم يُطْلعنا منها إلاّ على السماء الأولى فقط.
وأمّا الأرض فهي ما نعيش عليه اليوم.
وربما كان لها قشورٌ، كما ذكر بعض الإخوة في التقرير، وتعتبر هذه القشور بمثابة الطبقات السبع.
وربما يُقال: إنّ الكواكب هي ما أشارت إليه الآية التي تتحدَّث عن أنّ الأرضين ـ كالسماوات ـ سبعٌ.
ولكنّ الكواكب تزداد عدداً يوماً بعد يوم، بنظر أهل الفلك، وبنظر خبراء علم النجوم، فلا يمكن أن نقول: إنّ الكواكب هي الأرضين السبع، بل إنّ الأرضين السبع شيءٌ آخر.
أيُّها الأحبّة، إنّه الكون المترامي الأطراف، يدلُّنا على عظمة الله سبحانه وتعالى، وعلى قدرته عزَّ وجلَّ، وعلى أنّه سبحانه وتعالى خلق هذا الكون كلَّه لكي يعيش الإنسان فيه كأفضل ما يكون؛ لكي يستفيد من القمر في حسابه، ولكي يستفيد من الشمس في حياته وزراعته وصناعته. فاللهُ هو المنعم، الله هو الخالق، الله هو القادر، الله هو الذي منحنا كلَّ هذا الكون، وجعله في خدمتنا، وهو يستحقّ منّا شكراً وعبادةً؛ للوصول إلى الهدف الذي أراده لنا، ألا وهو أن نصل بعبادته إلى القُرْب منه، وإلى المرتبة الرفيعة عنده. هذا ما تؤكِّده الآيات القرآنيّة، وهذا ما دلَّتْ عليه الروايات الشريفة عن النبيّ(ص)، وعن أئمّة أهل البيت(عم).
وفي ختام كلامي لا بدّ من قصّةٍ طريفة أنقلها إليكم؛ للتدليل على عظمة الله سبحانه وتعالى في خَلْقه لهذا الكون، بشمسه وقمره، وليله ونهاره، حيث خلق الإنسان في أحسن تقويمٍ، وأودع فيه من الغُدَد ما يستطيع أن ينظِّم حياته. ومن تلك الغُدَد غدّةٌ تُعرَف بالغُدَّة الصنوبريّة، ومهمّتها أنْ تنظِّف الدماغ من السموم التي تتجمّع فيه لكثرة الأعمال والتفكير والبيئة الملوَّثة وما إلى ذلك. إنّ مهمّة هذه الغُدّة أن تنقِّي الدماغ من السموم، ولكنّ هذه الغُدّة لا تعمل في ضوء النهار، بل تعمل بمجرَّد أن يشتدّ الظلام، أي بعد صلاة العشاء تقريباً إلى ما قبل الفجر بقليلٍ. ما يعني أنّ الإنسان أكثر ما يحتاج إلى هذه الفترة؛ لتنظيف هذا العضو المهمّ من جسده، ألا وهو الدماغ، فلا بدّ أن يستفيد منها في اللجوء إلى المكان المظلم المعتم، أي في اللجوء إلى النوم، بدل أن يقضي وقته في سهرٍ وحياة طبيعيّة، وكأنّه في النهار. ﴿هُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمْ اللَّيْلَ لِتَسْكُنُوا فِيهِ وَالنَّهَارَ مُبْصِراً إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَسْمَعُونَ﴾ (يونس: 67)، فمن حقِّ الليل أن نسكن فيه، ومن حقِّ النهار أن نطلب معاشنا فيه، فهل نفعل؟!
نسأل الله سبحانه وتعالى أن يوفِّقنا لأداء حقّه علينا، وأن يوفِّقنا لاستغلال نِعَمْه عندنا كأفضل ما يكون؛ لنجعل من حياتنا حياةً رغيدة، كما أرادها الله سبحانه وتعالى لنا كذلك.
اللهمّ وفِّقْنا لما تحبّ وترضى، قرِّبْنا من طاعتك، جنِّبْنا عن معصيتك، بمحمد وآل محمد، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.