26 سبتمبر 2014
التصنيف : منبر الجمعة
لا تعليقات
7٬028 مشاهدة

الحجّ: عبادةٌ روحيّة، وجوائزُ فوريّة

(الجمعة 26 / 9 / 2014)

تمهيد

يقول الله سبحانه وتعالى في محكم كتابه وبليغ خطابه: ﴿وَللهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنْ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلاً وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ اللهَ غَنِيٌّ عَنْ الْعَالَمِينَ﴾ (آل عمران: 97).

الحجّ فرعٌ من فروع الدين وواجبٌ من الواجبات التي فرضها اللهُ سبحانه وتعالى على الناس في كلّ زمانٍ ومكان، ولكنّه شرطه بـ «الاستطاعة»، التي تتمثَّل في القدرة على الذهاب والإياب، والمكث هناك لأداء تلك المناسك دون مشقّة ولا حَرَج. ويلخِّص هذه القدرة امتلاك المال اللازم لذلك، وتوفُّر الصحّة البدنيّة التي بدونها لا يستطيع المرءُ أن يقوم بأعمال الحجّ ومناسكه، وتوفُّر الأمن والسلامة على النفس والمال والعيال، وأن لا يمنعه سلطانٌ ظالم من أداء هذه الفريضة. عند توفُّر هذه الأمور الأربعة يجب الحجّ على الإنسان وجوباً عينيّاً، وما عدا هذه الأربعةُ وساوس شيطانيّة، تحول بين المرء وبين امتثاله لأمر الله سبحانه وتعالى، واستجابته لندائه عزَّ وجلَّ.

الحجّ عبادةٌ مميَّزة

والحجّ، أيّها الأحبّة، من العبادات، ولكنّه عبادةٌ مميّزة. فالعبادات تنقسم إلى قسمين: عبادات عمليّة، كالصلاة والصيام والجهاد والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وغير ذلك؛ وعبادات مادّيّة، كالخُمْس والزكاة ونحوها. ولعلّ الحجّ هو العبادة الوحيدة التي تشتمل على القسمين معاً؛ فهو عبادةٌ عمليّة؛ لما فيه من الأعمال، كالطواف والصلاة والسعي ونحوها؛ وهو عبادةٌ مادّيّة؛ لما فيه من نفقات الذهاب والإياب والهَدْي وسواها ممّا يلزم الحاجّ من النفقات. ولذا أجزل الله سبحانه وتعالى عليه الثواب فقال: ﴿وَإِذْ جَعَلْنَا الْبَيْتَ مَثَابَةً لِلنَّاسِ وَأَمْناً﴾(البقرة: 125).

الحجّ كفّارةٌ للذنوب

فالحجّ رغم كونه من الواجبات، ويعود على الحاجّ نفسه بالفائدة؛ حيث يقول تعالى: ﴿وَأَذِّنْ فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالاً وَعَلَى كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِنْ كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ * لِيَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهُمْ﴾(الحجّ: 26 ـ 27)، فقد أجزل الله سبحانه وتعالى عليه الثواب، حتّى رُوي عن رسول الله(ص) أنّه قال: «إنّ الحاج إذا أخذ في جهازه لم يرفع شيئاً ولم يضعه إلاّ كتب الله له عشر حسنات، ومحا عنه عشر سيئات، ورفع له عشر درجات. فإذا ركب بعيره لم يرفع خفّاً ولم يضعه إلاّ كتب الله له مثل ذلك. وإذا طاف بالبيت خرج من ذنوبه. وإذا سعى بين الصفا والمروة خرج من ذنوبه. فإذا وقف بعرفات خرج من ذنوبه. وإذا وقف بالمشعر خرج من ذنوبه. وإذا رمى الجمار خرج من ذنوبه. فعدَّ رسول الله(ص) كذا وكذا موطناً كلّها تخرجه من ذنوبه، ثم قال: فأنّى لك أن تبلغ ما بلغ الحاجّ»([1]).

ورُوي عن أبي عبد الله الصادق(ع) «أنّ رسول الله(ص) لفيه أعرابيٌّ فقال له: يا رسول الله، إني خرجتُ أريد الحجّ، ففاتني، وأنا رجلٌ مميل، فمُرْني أن أصنع في مالي ما أبلغ به مثل أجر الحاجّ، قال: فالتفت إليه رسول الله(ص)، فقال له: انظر إلى أبي قبيس [الجبل المعروف في مكّة]، فلو أن أبا قبيس لك ذهبة حمراء أنفقته في سبيل الله ما بلغت به ما يبلغ الحاجّ […مثل الحديث المتقدِّم]. قال أبو عبد الله(ع): ولا تكتب عليه الذنوب أربعة أشهر، وتكتب له الحسنات، إلاّ أن يأتي بكبيرة»([2]).

وقد رُوي عن الإمام الصادق(ع) أنه قال: «مَنْ مضت له خمس سنين فلم يفِدْ إلى ربِّه وهو موسرٌ إنه لمحروم»([3]).

ورُوي عنه(ع) أيضاً أنّه قال: «الحجّاج يصدرون على ثلاثة أصناف: صنف يعتق من النار؛ وصنف يخرج من ذنوبه كهيئة يوم ولدته أمّه؛ وصنف يحفظ في أهله وماله، فذاك أدنى ما يرجع به الحاجّ»([4]).

هذا على صعيد الآخرة.

جزاء الحجّ في الدنيا

وأمّا في الدنيا فقد رُوي عن مولانا أبي عبد الله الصادق(ع) أنّه قال: «…وما رأيت شيئاً أسرع غنى، ولا أنفى للفقر، من إدمان حجّ هذا البيت…، والحجّة عنده خيرٌ من بيتٍ مملوء ذهباً، لا بل خيرٌ من ملء الدنيا ذهباً وفضّة تنفقه في سبيل الله عزَّ وجلَّ…»([5]).

الحجّ المبرور، والسعي المشكور

ولكنّ السؤال الذي يطرح نفسه هاهنا هل كلّ مَنْ ذهب إلى مكّة، وأدّى مناسك الحجّ على النحو المتعارف فيها كان في عداد حجّاج بيت الله الحرام، المبرور حجّهم، المشكور سعيهم، وخصوصاً إذا سمعنا قول سيِّدنا ومولانا زين العابدين(ع)، وهو ينظر إلى كثرة الناس هناك: «ما أكثر الضجيج وأقلّ الحجيج!»([6])؛ وقوله بعد انتهاء الموسم: «ما حجّ إلاّ أنا، وناقتي، ورجلٌ من البصرة»([7])، فكيف يقول ذلك، والناس قد تكبَّدوا مشقّة الرحلة إلى هناك، وطافوا بالبيت سبعاً، وسعَوْا بين الصفا والمروة سبعاً، ووقفوا بعرفات والمزدلفة، ورمَوْا الشياطين في منى، وضحَّوْا بأكمل البهائم لله، ومن ثمّ قصَّروا أو حلقوا رؤوسهم؟! فكيف لم يُقبل منهم، ولم يُكتب لهم ذلك؟! لأنّه، أيّها الأحبّة، يتقبّل من المتّقين: ﴿إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللهُ مِنْ الْمُتَّقِينَ﴾(المائدة: 27). فالله سبحانه وتعالى غنيٌّ عن هذه الأعمال؛ لأنه «خلق الخلق حين خلقهم غنيّاً عن طاعتهم، آمناً من معصيتهم؛ لأنّه لا تضرّه معصية مَنْ عصاه، ولا تنفعه طاعة مَنْ أطاعه»([8])، وإنّما طلبها منّا، وأوجبها علينا؛ لكي نطهِّر أنفسنا بها، ونصلح ذواتنا من خلالها، فنبتعد عن محرَّماته، ونلتزم أوامره، من خلال ما تؤسِّسه فينا هذه الأعمال من التقوى لله سبحانه وتعالى، والارتباط به، والشعور بسيطرته وهيمنته ورقابته. فقد أراد الطواف بالبيت إعلاناً منّا وعهداً أن لا نطوف ببيتٍ غير بيته، أيّاً كان الذي يدعونا للطواف ببيته؛ والسعي بين الصفا والمروة إظهاراً وإقراراً بأنّ الذي يستحقّ السعيَ إليه إنّما هو وحده لا شريك له، فلا نسعى إلى أحدٍ مهما كان كبيراً أو عظيماً، فالله أكبر وأجلّ وأعظم؛ والوقوف في عرفات والمزدلفة للتفكُّر والتأمُّل في ما قدَّمنا في الماضي، وفي ما نخطِّط له في المستقبل؛ لتركيز فكرة التفكُّر والتأمُّل أمام كلّ حَدَثٍ نواجهه، فلا نُقْدم عليه حتّى نعلم أنّ لله في ذلك رضا؛ ورمي الشيطان في منى لتمرين قلوبنا وعقولنا وكلّ أعضائنا أن ترجم كلَّ شيطان يريد استغلالها والإيقاع بها، سواء كان شيطاناً إنسيّاً أو جنّيّاً؛ لأنّ الشيطان واحدٌ، وخطّه واحد، وهدفه واحد، ونتائج الاستماع إليه واحدة: ﴿إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمْ عَدُوٌّ فَاتَّخِذُوهُ عَدُوّاً﴾(فاطر: 6)؛ وأمّا التضحية والتقصير أو الحلق فإنّها إعلانٌ كامل لله سبحانه وتعالى بأنّك مستعدٌّ لأن تضحّي في سبيله بمالك وبدنك، وهو أعزّ ما تملك، وتسأل الله بعد ذلك كلّه القبول.

فكم من الناس يفكِّرون بهذا؟! وكم من الناس يُقبل حجُّهم؟!

وإذا لم يقبل حجّك فأنت كمَنْ لم يحجّ، فما هو جزاء مَنْ استطاع الحجّ ولم يحجّ؟

جزاء تارك الحجّ

مَنْ نظر وتأمّل في الأحاديث الواردة عنهم(عم) في عقوبة تارك الحجّ لم يجد نظيراً لها في الشدّة والتهديد والتخويف لمَنْ ترك وأهمل غيره من الواجبات الإسلاميّة الأخرى، فقد رُوي عن النبيّ(ص)، في وصيّته لأمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب(ع)، قوله: «يا عليّ، تارك الحجّ وهو مستطيعٌ كافرٌ، يقول الله تبارك وتعالى: ﴿وَللهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنْ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلاً وَمَنْ كَفَرَ [كفر العمل، لا كفر الاعتقاد، وإنْ أدّى إليه أحياناً] فَإِنَّ اللهَ غَنِيٌّ عَنْ الْعَالَمِينَ﴾. يا عليّ، مَنْ سوَّف الحجّ حتّى يموت بعثه الله يوم القيامة يهوديّاً أو نصرانيّاً»([9]).

ورُوي عن مولانا الكاظم(ع)، في تفسير قوله تعالى: ﴿وَمَنْ كَانَ فِي هَذِهِ أَعْمَى فَهُوَ فِي الآخِرَةِ أَعْمَى وَأَضَلُّ سَبِيلاً﴾(الإسراء: 72)، أنّه قال: «نزلت في مَنْ سوَّف الحجّ ـ حجّة الإسلام ـ وعنده ما يحجّ به، فقال: العام أحجّ، العام أحجّ، حتّى يموت قبل أن يحجّ»([10]).

لا حجّ مع السكوت عن الظالمين

وبالرغم من أهمّيّة الحجّ إلى هذه الدرجة فإنّ سيِّدَ الشهداء مولانا أبا عبد الله الحسين(ع) وقف لينادي في الجموع المحتشدة في مكّة، المستعدّة للصعود إلى عرفات للحجّ: «مَنْ كان فينا باذلاً مهجته، موطِّناً على لقاء الله نفسه، فليرحَلْ معنا، فإنّي راحلٌ مُصْبحاً إنْ شاء الله»([11])، أي اقطعوا حجَّكم؛ لأنه لا حجّ مع الرضا بالظالم، ولا قيمة لحجٍّ لا يحصِّل في نفس الإنسان تقوى تحجزه عن معصية الله، وتبعده عن المحرَّمات، ومن المحرَّمات والكبائر الركونُ إلى الظالمين، وخدمتُهم، ومحبّتُهم، وحبُّ بقائهم، والسكوتُ عن قبيح فعالهم.

ألا فليتمثَّل كلُّ مؤمنٍ قولَ نبيّ الله وكليمه موسى(ع)، حيث ﴿قَالَ رَبِّ بِمَا أَنْعَمْتَ عَلَيَّ فَلَنْ أَكُونَ ظَهِيراً لِلْمُجْرِمِينَ﴾(القصص: 17).

أيُّها الأحبّة، هي أعمارنا قصيرةٌ مهما طالَتْ، وسرعان ما سنفِدُ على الله تبارك وتعالى، حيث السؤال عن كلِّ موقفٍ وتكليف ووظيفة ومسؤوليّة، فهل أعدَدْنا لذلك اليوم جواباً وافياً، جوابٌ من خلال العمل الصالح، والالتزام بكلّ ما شرَّعه وأراده الله جلَّ وعلا، وأداء الحقوق كلِّها ـ حقّ الله وحقّ النفس وحقّ الناس ـ، فهناك لا ينفع لسانٌ طَلِقٌ فصيح؛ إذ يقول جلَّ ذكرُه: ﴿الْيَوْمَ نَخْتِمُ عَلَى أَفْوَاهِهِمْ وَتُكَلِّمُنَا أَيْدِيهِمْ وَتَشْهَدُ أَرْجُلُهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ﴾ (يس: 65). اللهُمَّ عفوَكَ عفوَكَ عفوَكَ، يا أرحم الراحمين. وآخرُ دعوانا أن الحمد لله ربِّ العالَمين.

**********

الهوامش

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

([1]) رواه الصدوق في ثواب الأعمال: 47، عن أبيه، عن سعد بن عبد الله [، عن] البرقي، عن أبيه، عن محمد بن أبي عمير، عن جميل، عن أبي عبد الله الصادق، عن آبائه(عم)، مرفوعاً.

([2]) رواه الطوسي في تهذيب الأحكام 5: 19 ـ 20، عن أبي عبد الله [المفيد]، عن أبي جعفر محمد بن عليّ بن الحسين بن بابويه، عن محمد بن الحسن بن الوليد، عن محمد بن الحسن الصفّار وسعد بن عبد الله، عن الفضل بن غانم وأحمد بن محمد، عن موسى بن القاسم [بن معاوية بن وهب]، عن صفوان وابن أبي عمير، عن معاوية بن عمّار، عن أبي عبد الله(ع)، عن أبيه، عن آبائه(عم). وهذا الإسناد صحيحٌ.

ورواه الصدوق في ثواب الأعمال: 48، عن حمزة بن محمد، عن عليّ بن إبراهيم، عن أبيه، عن صفوان بن يحيى ومحمد بن أبي عمير، عن معاوية بن عمّار، عن أبي عبد الله(ع)، قال: «لمّا أفاض رسول الله(ص) تلقّاه أعرابي في أفطح، فقال: يا رسول الله، إني خرجتُ أريد الحجّ، فعاقني عائقٌ، وأنا رجل مليّ كثير المال، فمُرْني ما أصنع في مالي ما أبلغ ما بلغ الحاجّ؟ قال: فالتفت رسول الله(ص) إلى أبي قبيس [الجبل المعروف في مكّة]، فقال: لو أنّ أبا قبيس لك زنة ذهبة حمراء أنفقته في سبيل الله ما بلغت ما بلغ الحاجّ».

([3]) رواه الكليني في الكافي 4: 278، عن [عدّة من أصحابنا، عن] أحمد بن محمد، عن محمد بن أحمد النهدي، عن محمد بن الوليد، عن أبان، عن ذريح، عن أبي عبد الله(ع).

([4]) رواه الكليني في الكافي 4: 253، عن عليّ، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن معاوية بن عمّار ، عن أبي عبد الله(ع).

([5]) رواه الطوسي في الأمالي: 694 ـ 695، عن الحسين بن إبراهيم القزويني، عن محمد بن وهبان، عن محمد بن أحمد بن زكريا، عن الحسن بن فضّال، عن عليّ بن عقبة، عن أبي كهمس، قال:؛ وبالإسناد الأول عن زرعة [أي: الطوسي، عن الحسين بن عبيد الله، عن أحمد بن محمد بن يحيى، عن أبيه محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن الحسين بن سعيد، عن الحسن أخيه، عن زرعة، عن سماعة]، عن أبي عبد الله(ع).

([6]) رُوي في تفسير العسكري(ع): 608 ـ 609، معلَّقاً عن عليّ بن الحسين(عما) أنّه قاله للزهري.

ورواه ابن شهرآشوب في مناقب آل أبي طالب 3: 318، معلَّقاً عن الباقر(ع) أنّه قاله لأبي بصير.

ورواه الصفّار في بصائر الدرجات: 378، عن أحمد بن الحسين، عن أحمد بن إبراهيم، عن الحسن بن البراء، عن عليّ بن حسّان، عن عبد الكريم يعني ابن كثير، عن أبي عبد الله [الصادق](ع).

([7]) لم نجدْه إلاّ في ما ذكره الشيخ محمد جواد مغنية في كتابه «هذي هي الوهابية»: 18، حيث قال: «أما ما نسب إلى الإمام زين العابدين(ع) من أنه قال: ما أكثر الضجيج، وأقلّ الحجيج!، ما حجّ إلاّ أنا، وناقتي، ورجلٌ من البصرة، فإنّه محلّ النظر والتأمّل؛ أوّلاً: إنّه لا يتّفق مع دعائه في يوم عرفة، الذي جاء فيه: اللهمّ وهذا يوم شرَّفته وكرَّمته وعظَّمته، نشرت فيه رحمتك، ومننت فيه بعفوك، وأجزلت فيه عطيّتك، وتفضَّلت به على عبادك. وبديهة أن معنى انتشار الرحمة شمولها للجميع، لا للرجل والناقة فقط لا غير. وقال أيضاً: يا مَنْ عفوه أكثر من نقمته، ويا مَنْ رضاه أوفر من سخطه، ويا مَنْ تحمَّد إلى خلقه بحسن التجاوز؛ ثانياً: أيّ فرق بين هذا القول: «ما حجّ…إلخ» وبين قول الأعرابيّ: اللهمّ ارحمني، وارحم محمداً، ولا ترحم أحداً معنا. ومعلومٌ أن النبيّ(ص) أنكر عليه، وقال: يا هذا، ضيَّقتَ واسعاً؛ ثالثاً: فهمنا حجّ الإنسان، أما حجّ الناقة فلم ندرك له معنى، وإنْ كان المراد أنّ ناقة الإمام حملت حاجّاً فإنّ ناقة البصري كذلك، اللهمّ إلاّ أن يكون البصري حجّ ماشياً».

([8]) نهج البلاغة 2: 160، خطبةٌ لأمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب(ع) في وصف المتّقين.

([9]) رواه الصدوق في مَنْ لا يحضره الفقيه 4: 368، في وصيّة النبيّ(ص) لعليّ(ع)، عن محمد بن عليّ الشاه، عن أبي حامد أحمد بن محمد بن أحمد بن الحسين، عن أبي يزيد أحمد بن خالد الخالدي، عن محمد بن أحمد بن صالح التميمي، عن أبيه أحمد بن صالح التميمي، عن محمد بن حاتم القطّان، عن حمّاد بن عمرو، عن جعفر بن محمد، عن أبيه، عن جدّه، عن عليّ بن أبي طالب(عم)، مرفوعاً.

وكذلك رواه عن محمد بن عليّ الشاه، عن أبي حامد، عن أبي يزيد، عن محمد بن أحمد بن صالح التميمي، عن أبيه، عن أنس بن محمد أبي مالك، عن أبيه، عن جعفر بن محمد، عن أبيه، عن جدّه، عن عليّ بن أبي طالب(عم)، مرفوعاً.

([10]) رواه الصدوق في مَنْ لا يحضره الفقيه 2: 447، معلَّقاً عن محمد بن الفضيل [الأزدي]، عن أبي الحسن [الكاظم](ع).

([11]) رواه المجلسي في بحار الأنوار 44: 367، معلَّقاً عن الحسين(ع). ثمّ قال: «أقول: روى هذه الخطبة في (كشف الغمّة) عن كمال الدين ابن طلحة».



أكتب تعليقك