3 أكتوبر 2014
التصنيف : منبر الجمعة
لا تعليقات
3٬852 مشاهدة

محمد بن عليّ الباقر(ع): مَنْ هم الشيعة حقّاً؟

منبر الجمعة-محمد بن علي الباقر(ع) ـ مَنْ هم الشيعة حقاً؟

يا باقر العلوم

(بتاريخ: الجمعة 3 / 10 / 2014م)

يقول الله سبحانه وتعالى في محكم كتابه وبليغ خطابه: ﴿إِنَّمَا يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمْ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً﴾(الأحزاب: 33).

من أهل البيت هؤلاء الإمامُ الخامس من أئمّة الحقّ والهدى، محمد بن عليّ الباقر(ع)، باقر العلم، كما وصفه جدُّه المصطفى(ص)، حيث روى الصحابيُّ الثقة الجليل جابر بن عبد الله الأنصاري عن النبيّ(ص) أنّه قال له: «إنّك ستدرك رجلاً منّي، اسمه اسمي، وشمائله شمائلي، يبقر العلم بقراً»([1]).

وبالفعل التقى به في مسجد رسول الله(ص) في المدينة، وأبلغه تحيّته وسلامه(ص).

وها نحن نعيش ذكرى وفاة هذا الإمام العظيم، الذي مثَّل امتداداً فعليّاً لثورة الحسين(ع)؛ فإنّ الثورة الحسينية كانت بمثابة الصدمة العنيفة للناس؛ ليستفيقوا من نومتهم ومن غفلتهم، وكان لا بدّ أن يستتبعها ثوراتٌ فكرية وعقائدية تعيد الناس إلى خطّ الإسلام الأصيل، خطّ أهل البيت(عم). وهكذا كانت مهمّة الأئمّة(عم) بعد الحسين(ع)، فلم يعُدْ القيام المسلِّح المحسوم النتائج؛ نتيجة قلّة العدّة والعدد، ضروريّاً، لا بل قد يكون محرَّماً؛ لأنّه من إلقاء النفس في التهلكة، دون تحقيق ما هو أسمى وأهمّ من الحياة الفرديّة، ألا وهو حياة الدين وحياة الأمّة. إذاً لم يعُدْ القيام المسلَّح مباحاً، بل تعيَّن قيامٌ من نوعٍ آخر، قيام علميّ فكريّ يفتح آفاق الناس على دين الله سبحانه وتعالى بالحجّة والبرهان، فقام مولانا عليّ بن الحسين زين العابدين(ع) من خلال أدعيته وكلماته ومناظراه، فمهَّد للأئمّة من بعده الطريق. وكانت الفرصة الذهبيّة مرحلة الفراغ بين حكمين ودولتين؛ واحدة مشغولة بحماية ما بقي من آثارها؛ وواحدة لاهية بإرساء قواعد حكمها. إنّهما دولتا بني أميّة وبني العبّاس، تتصارعان على السلطة. ويستغلّ الإمام الباقر(ع) هذه الفرصة الذهبيّة، فيؤسِّس جامعة أهل البيت(عم)، على نحو حلقاتٍ في المسجد النبويّ الشريف، حلقاتٍ تضمّ كبار العلماء والفقهاء من المذاهب الأخرى، يستمعون إلى الإمام(ع)، فيرَوْن فيه بحر عِلْمٍ لا ينضب، فيُقْبلون عليه، يعظِّمونه، ويرجعون إليه في أحكام الدين، حتّى ورد عن أحد هؤلاء أنّه قال: «ما رأيتُ العلماء عند أحد قطّ أصغر منهم عند أبي جعفر محمد بن عليّ بن الحسين؛ لتواضعهم له؛ ولمعرفتهم لحقّه؛ ولعلمه واقتباسهم منه. ولقد رأيتُ الحَكَم بن عُيَيْنة، على حالته في الناس وسنّه، وهو بين يديه يتعلَّم منه، ويأخذ منه كالصبيّ بين يدي المعلِّم»([2]).

ولقد كان(ع)، كبقيّة الأئمّة(عم)؛ اقتداءً برسول الله(ص)، يعبدون الله عبادةً منقطعة النظير، يعيشون فيها الخوف من الله سبحانه وتعالى، فيبكون من خشيته، ويرتجفون من خيفته، وكلُّ ذلك شكراً لله، فإنَّهم المعصومون الذين لا ذنوب لهم، ولكنْ كما قال رسولُ الله(ص): «أفلا أكون عبداً شكوراً»([3]).

ومن هنا نفهم ما حكاه مولىً للإمام الباقر(ع)، يُقال له: (أفلح)، بقوله: «خرجتُ مع محمد بن عليّ حاجّاً، فلما دخل المسجد نظر إلى البيت، فبكى حتّى علا صوته، فقلتُ: بأبي أنت وأمي، إن الناس ينظرون إليك، فلو رفقت بصوتك قليلاً، فقال لي: ويحك يا أفلح، ولم لا أبكي؛ لعلّ الله تعالى أن ينظر إليَّ منه برحمةٍ فأفوز بها عنده غداً. قال: ثمّ طاف بالبيت، ثم جاء حتّى ركع عند المقام، فرفع رأسه من سجوده فإذا موضع سجوده مبتلٌّ من كثرة دموع عينَيْه»([4]).

ونعود إلى علمه، فقد كان يجلس في المسجد تاركاً للناس الحرية كلّ الحرّية في أن يسألوه ما شاؤوا، فكانوا يسألونه في الفكر والعقيدة والسيرة والتفسير وسواها من العلوم، متعلِّمين وممتحنين.

وقد سأله أحدهم ممتحناً فقال: جُعلتُ فداك، ما معنى قوله عزَّ اسمه: ﴿أَوَلَمْ يَرَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ كَانَتَا رَتْقاً فَفَتَقْنَاهُمَا﴾(الأنبياء: 30)، ما هذا الرتق والفتق؟ فقال له أبو جعفر(ع): «كانت السماء رتقاً لا تنزل القطر، وكانت الأرض رتقاً لا تخرج النبات»، فانقطع عمرو، ولم يجد اعتراضاً. ومضى، ثم عاد إليه، فقال له: أخبرني ـ جُعلتُ فداك ـ عن قوله جلَّ ذكره: ﴿وَمَنْ يَحْلِلْ عَلَيْهِ غَضَبِي فَقَدْ هَوَى﴾(طه: 81)، ما غضب الله؟ فقال أبو جعفر(ع): «غضب الله عقابُه، يا عمرو، ومَنْ ظنَّ أنّ الله يغيِّره شيءٌ فقد كفر»([5]).

وقد رُوي عنه(ع)، من قصير الكلام في الوعظ والتربية والإرشاد، قوله: «عالمٌ يُنْتَفع بعلمه أفضل من عبادة سبعين ألف عابد»([6]).

وقوله: «واللهِ، لموت عالمٍ أحبُّ إلى إبليس من موت سبعين عابداً»([7]).

وقوله: «مَنْ علَّم باب هدى كان له أجر مَنْ عمل به، ولا ينقص أولئك من أجورهم؛ ومَنْ علَّم باب ضلال كان عليه مثل وزر مَنْ عمل به، ولا ينقص أولئك من أوزارهم»([8]).

وكان(ع) يحدِّث منبِّهاً ومحذِّراً، فيقول: «في كتاب عليٍّ(ع): ثلاث خصال لا يموت صاحبهنّ أبداً حتى يرى وبالهنّ: البغي؛ وقطيعة الرحم؛ واليمين الكاذبة يبارز الله بها. وإن أعجل الطاعة ثواباً لصلة الرحم، وإنّ القوم ليكونون فجّاراً، فيتواصلون، فتنمى أموالهم ويثرون. وإنّ اليمين الكاذبة وقطيعة الرحم لتذران الديار بلاقع من أهلها، وتنقل [وتثقل] الرحم، وإنّ نقل [ثقل] الرحم انقطاع النسل»([9]).

ويتوجَّه(ع) إلى شيعته أو مَنْ يدَّعون أنّهم شيعتُه؛ لأنّ للتشيُّع شروطاً، وللشيعة الحقيقيّين صفاتٍ، فليس كلُّ إنسان يدَّعي التشيُّع والولاء والحبّ لأهل البيت(عم) يقبله أهل البيت(عم) في شيعتهم.

فما هي هذه الصفات التي اشترطها أهل البيت(عم) في الإنسان ليقبلوه شيعةً لهم؟

يروي جابر بن يزيد الجعفي، عن مولانا الباقر(ع) أنّه قال له: «يا جابر، أيكتفي مَنْ ينتحل التشيُّع أن يقول بحبِّنا أهل البيت، فواللهِ، ما شيعتنا إلاّ مَنْ اتَّقى الله وأطاعه، وما كانوا يُعْرَفون، يا جابر، إلاّ بالتواضع، والتخشُّع، والأمانة، وكثرة ذكر الله، والصوم، والصلاة، والبرّ بالوالدين، والتعاهد للجيران من الفقراء وأهل المسكنة والغارمين والأيتام، وصدق الحديث، وتلاوة القرآن، وكفّ الألسن عن الناس إلاّ من خير، وكانوا أمناء عشائرهم في الأشياء. قال جابر: فقلتُ: يا بن رسول الله، ما نعرف اليوم أحداً بهذه الصفة! فقال: يا جابر، لا تذهبنَّ بك المذاهب، حسب الرجل أن يقول: أحبُّ عليّاً وأتولاّه ثمّ لا يكون مع ذلك فعّالاً؟ فلو قال: إنّي أحبُّ رسول الله، فرسولُ الله(ص) خيرٌ من عليٍّ(ع)، ثمّ لا يتبع سيرته، ولا يعمل بسنّته، ما نفعه حبُّه إيّاه شيئاً، فاتَّقوا الله، واعملوا لما عند الله. ليس بين الله وبين أحد قرابة. أحبُّ العباد إلى الله عزَّ وجلَّ، وأكرمهم عليه، أتقاهم، وأعملهم بطاعته. يا جابر، واللهِ، ما يُتقرَّب إلى الله تبارك وتعالى إلاّ بالطاعة، وما معنا براءةٌ من النار، ولا على الله لأحد من حجّة. مَنْ كان لله مطيعاً فهو لنا وليٌّ، ومَنْ كان لله عاصياً فهو لنا عدوٌّ، وما تنال ولايتنا إلاّ بالعمل والوَرَع»([10]).

فكَمْ ممَّنْ يدَّعون التشيُّع يبقى شيعيّاً حقّاً بعد هذا؟!

وجاء في إحدى وصاياه: «إنّ الله خبّأ ثلاثة في ثلاثة: خبّأ رضاه في طاعته، فلا تحقرنّ من الطاعة شيئاً؛ فلعلّ رضاه فيه؛ وخبّأ سخطه في معصيته، فلا تحقرنّ من المعصية شيئاً؛ فلعلّ سخطه فيه؛ وخبّأ أولياءه في خلقه، فلا تحقرنّ أحداً؛ فلعلّه الوليّ»([11]).

فكيف إذا كان هذا الوليّ ظاهراً معروفاً، قد نصَّ عليه رسول الله(ص) صراحةً؟! ولكنْ تعساً لهذه الأمّة التي هتكت حرمة أوليائها وقادتها، بعدما سمعَتْ وصيّة رسول الله(ص) فيهم، بقوله: «أيُّها الناس، إنّي تاركٌ فيكم الثقلين، أما إنْ تمسَّكتم بهما لن تضلّوا: كتاب الله؛ وعترتي أهل بيتي، فإنّهما لن يفترقا حتّى يردا عليَّ الحوض، ثم قال: أيُّها الناس، إنّي تاركٌ فيكم حرمات الله: كتاب الله؛ وعترتي؛ والكعبة البيت الحرام».

ثم قال أبو جعفر [الباقر(ع)]: «أما كتاب الله فحرَّفوا، وأمّا الكعبة فهدموا، وأمّا العترة فقتلوا. وكلُّ ودايع الله فقد تبروا [بتروا]»([12]).

وها نحن اليوم نفتقد الوليّ والقائد(عج) الذي غاب عنّا؛ امتحاناً من الله، وبما كسَبَتْ أيدينا، فلنتضرَّع إلى الله سائلين الفَرَج لنا وله: اللهمّ كن لوليّك الحجّة بن الحسن، صلواتك عليه وعلى آبائه، في هذه الساعة وفي كلّ ساعة، وليّاً وحافظاً، وقائداً وناصراً، ودليلاً وعَيْناً، حتّى تسكنه أرضك طَوْعاً، و تمتِّعه فيها طويلاً، واجعلنا من أنصاره وأعوانه، ومقوِّية سلطانه، وارزقنا رؤيته ورضاه، والشهادة بين يدَيْه في طاعتك وسبيلك، إنّك أنتَ السميع العليم. وآخر دعوانا أن الحمد لله ربّ العالمين.

**********

الهوامش

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

([1]) رواه الكليني في الكافي 1: 469 ـ 470، عن عدّة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد، عن محمد بن سنان، عن أبان بن تغلب، عن أبي عبد الله(ع) قال: «إنّ جابر بن عبد الله الأنصاري كان آخر مَنْ بقي من أصحاب رسول الله، وكان رجلاً منقطعاً إلينا أهل البيت، وكان يقعد في مسجد رسول الله(ص) وهو معتجر بعمامة سوداء وكان ينادي: يا باقر العلم، يا باقر العلم، فكان أهل المدينة يقولون: جابر يهجر، فكان يقول: لا والله ما أهجر، ولكنّي سمعتُ رسول الله(ص) يقول: إنك ستدرك رجلاً مني، اسمه اسمي، وشمائله شمائلي، يبقر العلم بقراً، فذاك الذي دعاني إلى ما أقول. قال: فبينا جابر يتردَّد ذات يومٍ في بعض طرق المدينة إذ مرَّ بطريقٍ في ذاك الطريق كتّاب فيه محمد بن عليّ، فلما نظر إليه قال: يا غلام، أقبِلْ، فأقبل، ثم قال له: أدبِرْ، فأدبر، ثم قال: شمائل رسول الله(ص) والذي نفسي بيده، يا غلام، ما اسمك؟ قال: اسمي محمد بن عليّ بن الحسين، فأقبل عليه يقبِّل رأسه ويقول: بأبي أنت وأمي، أبوك رسول الله(ص) يقرئك السلام، ويقول ذلك، قال: فرجع محمد بن عليّ بن الحسين إلى أبيه، وهو ذَعِرٌ، فأخبره الخبر، فقال له: يا بنيّ، وقد فعلها جابر! قال نعم، قال: الزم بيتك يا بنيّ، فكان جابر يأتيه طرفَيْ النهار، وكان أهل المدينة يقولون: واعجباه لجابر يأتي هذا الغلام طرفَيْ النهار وهو آخر مَنْ بقي من أصحاب رسول الله(ص)، فلم يلبث أن مضى عليّ بن الحسين(عما)، فكان محمد بن عليّ يأتيه على وجه الكرامة؛ لصحبته لرسول الله(ص). قال: فجلس(ع) يحدِّثهم عن الله تبارك وتعالى، فقال أهل المدينة: ما رأينا أحداً أجرأ من هذا، فلما رأى ما يقولون حدَّثهم عن رسول الله(ص)، فقال أهل المدينة: ما رأينا أحداً قطّ أكذب من هذا، يحدِّثنا عمَّنْ لم يَرَه، فلما رأى ما يقولون حدَّثهم عن جابر بن عبد الله، قال: فصدَّقوه، وكان جابر بن عبد الله يأتيه فيتعلَّم منه».

([2]) رواه القاضي النعمان في شرح الأخبار 3: 277 ـ 278، معلَّقاً عن عبد الرحمان بن صالح الأزدي، عن أبي مالك الحسني، عن عبد الله بن العطاء المكّي.

ورواه المفيد في الإرشاد 2: 160، عن الشريف أبي محمد الحسن بن محمد، عن جدّه، عن محمد بن القاسم الشيباني، عن عبد الرحمن بن صالح الأزدي، عن أبي مالك الجنبي، عن عبد الله بن عطاء المكّي.

([3]) روى الطوسي في الأمالي: 403 ـ 404، عن حمويه، عن أبي الحسين، عن أبي خليفة، عن مسلم، عن أبي هلال، عن بكر بن عبد الله، أن عمر بن الخطاب دخل على النبيّ(ص)، وهو موقوذ ـ أو قال: محموم ـ فقال له عمر: يا رسول الله، ما أشدّ وعكك! فقال: «ما منعني ذلك أن قرأتُ الليلة ثلاثين سورة فيهنّ السبع الطوال». فقال عمر: يا رسول الله، غفر الله لك ما تقدَّم من ذنبك وما تأخَّر، وأنت تجهد هذا الاجتهاد؟ فقال: «يا عمر، أفلا أكون عبداً شكوراً» .

وروى أحمد بن حنبل في المسند 4: 255، عن عبد الرحمن، عن سفيان، عن زياد بن علاقة قال: سمعتُ المغيرة بن شعبة يقول: كان النبيّ(ص) يصلّي حتى ترم قدماه، فقيل له: أليس قد غفر الله لك ما تقدَّم من ذنبك وما تأخَّر؟ قال: «أفلا أكون عبداً شكوراً».

وروى ابن حنبل أيضاً في المسند 6: 115، عن هارون بن معروف، عن ابن وهب، عن أبي صخر، عن أبي قسيط، عن عروة بن الزبير، عن عائشة، قالت: كان رسول الله(ص) إذا صلّى قام حتّى تتفطَّر رجلاه، قالت عائشة: يا رسول الله، أتصنع هذا وقد غفر لك ما تقدَّم من ذنبك وما تأخَّر؟ فقال «يا عائشة، أفلا أكون عبداً شكوراً».

ورواه البخاري في الصحيح 2: 44، عن أبي نعيم، عن مسعر، عن زياد، قال: سمعتُ المغيرة [بن شعبة] يقول: إن كان النبيّ(ص) ليقوم ليصلّي حتّى ترم قدماه أو ساقاه، فيُقال له، فيقول: «أفلا أكون عبداً شكوراً».

وروى البخاري أيضاً في الصحيح 6: 44، عن صدقة بن الفضل، عن ابن عيينة، عن زياد، أنه سمع المغيرة يقول: قام النبيّ(ص) حتّى تورَّمت قدماه، فقيل له: غفر الله لك ما تقدَّم من ذنبك وما تأخَّر، قال: «أفلا أكون عبداً شكوراً».

وروى مسلم في الصحيح 8: 141، عن قتيبة بن سعيد ، عن أبي عوانة، عن زياد بن علاقة، عن المغيرة بن شعبة، أن النبيّ(ص) صلّى حتّى انتفخت قدماه، فقيل له: أتكلف هذا وقد غفر الله لك ما تقدَّم من ذنبك وما تأخَّر؟ فقال «أفلا أكون عبداً شكوراً».

وروى مسلم أيضاً في الصحيح 8: 141، عن أبي بكر بن أبي شيبة وابن نمير، عن سفيان، عن زياد بن علاقة، [أنّه] سمع المغيرة بن شعبة يقول: قام النبيّ(ص) حتّى ورمت قدماه، قالوا: قد غفر الله لك ما تقدَّم من ذنبك وما تأخَّر، قال «أفلا أكون عبداً شكوراً».

وروى مسلم أيضاً في الصحيح 8: 141 ـ 142، عن هارون بن معروف وهارون بن سعيد الأيلي، عن ابن وهب، عن أبي صخر، عن ابن قسيط، عن عروة بن الزبير، عن عائشة، قالت: كان رسول الله(ص) إذا صلّى قام حتّى تفطر رجلاه، قالت عائشة: يا رسول الله، أتصنع هذا وقد غفر لك ما تقدَّم من ذنبك وما تأخَّر؟ فقال: «يا عائشة، أفلا أكون عبداً شكوراً».

([4]) رواه ابن أبي الفتح الإربلي في كشف الغمّة في معرفة الأئمّة 2: 329، معلَّقاً.

([5]) رواه المفيد في الإرشاد 2: 165 ـ 166، بقوله: «وروى العلماء أنّ عمرو بن عبيد وفد على محمد بن عليّ بن الحسين(عم)؛ ليمتحنه بالسؤال، فقال له:…».

([6]) رواه الصفار في بصائر الدرجات: 26، عن يعقوب بن يزيد وإبراهيم بن هاشم، عن ابن أبي عمير، عن سيف بن عميرة، عن أبي حمزة الثُّمالي، عن أبي جعفر(ع).

ورواه الكليني في الكافي 1: 33، عن عليّ بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير؛ ومحمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن ابن أبي عمير، عن سيف بن عميرة، عن أبي حمزة، عن أبي جعفر(ع) قال: «عالمٌ يُنْتَفع بعلمه أفضل من سبعين ألف عابد».

([7]) رواه ابن أبي الفتح الإربلي في كشف الغمّة في معرفة الأئمّة 2: 345، معلَّقاً عن سعد الإسكاف، عن أبي جعفر(ع).

([8]) رواه أحمد بن محمد البرقي في المحاسن: 27، عن أحمد بن محمد بن أبي نصر، عن أبان بن محمد البجلي، عن العلاء بن رزين، عن محمد بن مسلم، عن أبي جعفر(ع).

ورواه الكليني في الكافي 1: 35، فقال: وبهذا الإسناد عن محمد بن عبد الحميد، عن العلاء بن رزين، عن أبي عبيدة الحذاء، عن أبي جعفر(ع) قال: «مَنْ علَّم باب هدى فله مثل أجر مَنْ عمل به، ولا ينقص أولئك من أجورهم شيئاً؛ ومَنْ علَّم باب ضلال كان عليه مثل أوزار مَنْ عمل به، ولا ينقص أولئك من أوزارهم شيئاً».

ولكنْ لم يتّضح حال هذا الإسناد إلى محمد بن عبد الحميد؛ إذ لم يذكره قبل ذلك.

([9]) رواه الكليني في الكافي 2: 347، عن محمد بن يحيى، عن أحمد [بن محمد بن عيسى]، عن الحسن بن محبوب، عن مالك بن عطيّة، عن أبي عبيدة، عن أبي جعفر(ع)؛ ورواه الصدوق في الخصال: 124؛ وفي ثواب الأعمال: 220.

([10]) رواه الكليني في الكافي 2: 74 ـ 75، عن أبي عليّ الأشعري، عن محمد بن سالم وأحمد بن أبي عبد الله، عن أبيه، جميعاً، عن أحمد بن النضر، عن عمرو بن شمر، عن جابر، عن أبي جعفر(ع)؛ ورواه الصدوق في الأمالي: 725.

([11]) نقله المجلسي في بحار الأنوار 75: 188 عن كتاب الدرّة الباهرة.

([12]) رواه الصفار في بصائر الدرجات: 433 ـ 434، عن عليّ بن محمد، عن القاسم بن محمد، عن سليمان بن داوود، عن يحيى بن أديم، عن شريك، عن جابر، قال: قال أبو جعفر(ع): دعا رسول الله أصحابه بمِنى، قال: يا أيُّها الناس….



أكتب تعليقك