12 فبراير 2016
التصنيف : مقالات سياسية
لا تعليقات
2٬287 مشاهدة

حكمُ تحذير مخالفي النِّظام من رجال الأمن

002-3 - Copy

(الجمعة 12 / 2 / 2016م)

تُتداوَل كثيراً الرسائلُ التحذيريّة، التي ترشد المواطنين اللبنانيّين إلى أماكن تواجد الحواجز الأمنيّة المكلَّفة قمع مخالفات السَّيْر، وحَجْز المَرْكَبات (سيّارات، ودرّاجات) غير المستوفية للشروط اللازمة.

وهذا من مظاهر الفساد الذي تأصَّل في شخصيّة (اللبنانيّ)؛ إذ ما معنى التحذير من الحواجز الأمنية لحَجْز الدرّاجات أو السيّارات المخالفة؟!

أليس هذا تشجيعاً للفساد؟ أليس هذا تشجيعاً لمخالفة النظام والإصرار على المخالفة، وهي ـ أي مخالفة النِّظام ـ حرامٌ عند أبرز الفقهاء المعاصرين، ولو كانت معصيةً صغيرة فالإصرار عليها هو من الكبائر والذنوب العِظام!!

للأسف الشديد هذا نذرٌ يسير من مفاسد ما جرى بعد الحرب الأهليّة من دَمْجٍ للميليشيات في القوى الأمنية. ففضلاً عن كونه مَنْحاً لعفوٍ غير شرعيّ عن قَتَلة وسارقين و…، أصبح لكلّ ميليشيا عيونُها في الأجهزة الأمنيّة الرسميّة، وهي تنقل لها كافّة المقرَّرات والمذكَّرات والإجراءات المُزْمَع اتّخاذها، وهكذا يفرّ المجرمون، وينجو المخالفون للنظام، والمستهترون بحياة الناس وأمنهم، حيث الدرّاجاتُ وسائقوها القاصرون، وأصواتُها العالية المزعجة، وهي تنقل الفحم الملتهب المكشوف فيكاد يحرق مَنْ يمرّ بجانبها…؛ وحيث السياراتُ ذات الزجاج الداكن للتشبيح والتهريب و…، وذاتُ اللوحات المَطْليّة بالأبيض؛ لكي لا يلتقطها رادارُ السُّرْعة، و…

فهل تساءل مَنْ يحذر هؤلاء، ومَنْ يحميهم: ماذا لو صدمَتْه إحدى هذه السيارات المموَّهة ذات اللوحات المخفيّة؟! فكيف سيتمكَّن من التعرُّف على أصحابها، لتحصيل حقِّه منهم؟!

ويتساءل (اللبنانيّون) بعد هذا كلِّه: ما هذا الحال الذي وصلنا إليه من الفساد؟!

إنَّها سُنَّة الله التي ليس لها تبديلٌ أو تحويل: كما تكونون يُولَّى عليكم، ﴿ذَلِكَ بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيكُمْ وَأَنَّ اللهَ لَيْسَ بِظَلاَّمٍ لِلْعَبِيدِ﴾ (آل عمران: 182).



أكتب تعليقك