2 ديسمبر 2016
التصنيف : مقالات حديثية، منبر الجمعة
لا تعليقات
5٬159 مشاهدة

ثواب زيارة الرضا(ع)، بين الحقيقة والمجاز

2016-12-02-%d9%85%d9%86%d8%a8%d8%b1-%d8%a7%d9%84%d8%ac%d9%85%d8%b9%d8%a9%d9%85%d9%82%d8%a7%d9%84%d8%a9-%d8%ab%d9%88%d8%a7%d8%a8-%d8%b2%d9%8a%d8%a7%d8%b1%d8%a9-%d8%a7%d9%84%d8%b1%d8%b6%d8%a7%d8%b9

 (الجمعة 2 / 12 / 2016م)

بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله ربّ العالمين، والصلاة والسلام على سيِّدنا محمّدٍ، وعلى آله الطيِّبين الطاهرين، وأصحابه المنتَجَبين، وعلى جميع الأنبياء والمرسلين.

عظَّم الله أجورنا وأجوركم بمصابنا بسيِّدنا ومولانا، أنيس النفوس، وشمس الشموس، المدفون في أرض طوس، عليّ بن موسى الرضا المرتضى، الذي مرّت بنا ذكرى وفاته في آخر شهر صَفَر الخَيْر.

تمهيد

يعمد بعض الذين يرتقون المنبر الحسينيّ، ويرافقون المؤمنين الزائرين للنبيّ(ص) والأئمّة(عم)، إلى طرح مقولات حول الثواب الجزيل الذي يناله الزائر في زيارته.

وهذا أمرٌ حسنٌ؛ إذ فيه تشجيعٌ للمؤمنين على زيارة مشاهد النبيّ(ص) وأهل بيته(عم)، وذلك أمر مستحبٌّ ومطلوب.

غير أنّ بعض هؤلاء يطرح الموضوع بطريقةٍ بعيدةٍ عن الأمانة العلميّة في النقل والآليّة الصحّية للفهم، ما يوجب الوقوع في بعض المحاذير العقائديّة، فينقلب فعله الحسن إلى قبيحٍ.

ذكر بعضهم أنّه قد ورد في بيان ثواب زوّار الإمام الرضا(ع) أنّه إذا أمطرت عليهم السماء وأصابتهم قطرة من الماء فإنّ الله سبحانه وتعالى يحرِّم أجسادهم عن النار، ويغفر لهم ذنوبهم كلَّها، فيعودون كيوم ولدتهم أمّهاتهم.

فهل هذا صحيحٌ؟

الروايات، عرضٌ وتحليل

جاء في «عيون أخبار الرضا(ع)»، للشيخ الصدوق(381هـ): «حدَّثنا محمد بن أحمد السناني رضي الله عنه[لم تثبت وثاقته]، قال: حدَّثنا أبو الحسين محمد بن جعفر الأسدي[ثقة]، قال: حدَّثني سهل بن زياد الآدمي[ضعيف]، عن عبد العظيم بن عبد الله الحسني[ثقة]، قال: سمعتُ عليّ بن محمد العسكري[الإمام الهادي](ع) يقول: أهل قم وأهل آبة مغفورٌ لهم لزيارتهم لجدي علي بن موسى الرضا(ع) بطوس، ألا ومَنْ زاره فأصابه في طريقه قطرةٌ من السماء حرَّم الله جسده على النار»([1]).

وجاء فيه أيضاً: «حدَّثنا محمد بن علي ماجيلويه رضي الله عنه[لم تثبت وثاقته]، قال: حدَّثنا عليّ بن إبراهيم بن هاشم[ثقة]، عن أبيه[نتوقَّف في رواياته]، عن عبد السلام بن صالح الهروي[أبو الصلت، ثقة]، قال: سمعتُ الرضا(ع) يقول: إني سأقتل بالسمّ مظلوماً، وأقبر إلى جنب هارون، ويجعل الله تربتي مختلف شيعتي وأهل محبَّتي، فمَنْ زارني في غربتي وجبت له زيارتي يوم القيامة. والذي أكرم محمداً(ص) بالنبوّة، واصطفاه على جميع الخليقة، لا يصلّي أحدٌ منكم عند قبري ركعتين إلاّ استحقّ المغفرة من الله عزَّ وجلَّ يوم يلقاه. والذي أكرمنا بعد محمد(ص) بالإمامة، وخصَّنا بالوصية، إنّ زوّار قبري لأكرم الوفود على الله يوم القيامة، وما من مؤمن يزورني فيصيب وجهه قطرة من الماء إلاّ حرَّم الله تعالى جسده على النار»([2]).

وهكذا نلاحظ أنّ هذه الأحاديث لم ترِدْ سوى في كتابٍ حديثيٍّ واحد، وهو «عيون أخبار الرضا(ع)»، للشيخ الصدوق، ولم يورِدْها غيره من العلماء والمحدِّثين الأوائل في كتبهم، الأمر الذي يجعلنا في مقام الشكّ في صحّتها وصدورها من المعصوم(ع).

ولو لم يكن لما ذكرناه أيّ دلالةٍ على الضعف فإنّ متابعة حال الرواة في كتب الرجال المعتمدة توصلنا إلى أنّ في سند كلٍّ من الروايتين خللاً وضعفاً.

أمّا الرواية الأولى ففي سندها راوٍ لم تثبت وثاقته، وهو محمد بن أحمد السناني، وراوٍ ضعيف، وهو سهل بن زياد الآدمي، فكيف يمكن الاعتماد عليها؟!

وأمّا الرواية الثانية ففي سندها راوٍ لم تثبت وثاقته، وهو محمد بن عليّ ماجيلويه، كما أنّنا نتوقَّف في روايات إبراهيم بن هاشم، فكيف يصحّ الاستدلال بها؟!

النقاش في دلالة هاتين الروايتين على المدَّعى

ولو سلّمنا صدور هاتين الروايتين من المعصوم(ع) فإنّ النقاشَ في دلالتهما على ما ذكره ذلك البعض كبيرٌ جدّاً.

رواياتٌ مشابهةٌ

1ـ روى الكلينيّ(329هـ) في الكافي، عن عليّ بن إبراهيم[ثقة]، عن أبيه[نتوقَّف في رواياته]، عن النوفلي[لم تثبت وثاقته]، عن السكوني[لم تثبت وثاقته]، عن أبي عبد الله(ع) قال: قال رسول الله(ص): أخبرني جبرئيل(ع) بأمر قرّت به عيني وفرح به قلبي، قال: يا محمد، مَنْ غزا من أمّتك في سبيل الله فأصابه قطرةٌ من السماء أو صداعٌ كتب الله عزَّ وجلَّ له شهادة([3]).

ورواه أيضاً عن عدّةٍ من أصحابنا[ثقات]، عن أحمد بن محمد بن خالد[البرقيّ، ثقة]، عن أبي البختري[كذّابٌ ضعيف]، عن أبي عبد الله(ع) قال: قال رسول الله(ص): إن جبرئيل أخبرني بأمر قرّت به عيني وفرح به قلبي، قال: يا محمد، مَنْ غزا غزاة في سبيل الله من أمّتك فما أصابه قطرةٌ من السماء أو صداعٌ إلاّ كانت له شهادة يوم القيامة([4]).

2ـ ورواه الصدوق(381هـ) في الأمالي، عن علي بن عيسى رضي الله عنه[المجاور، لم تثبت وثاقته]، عن عليّ بن محمد ماجيلويه[لم تثبت وثاقته]، عن أحمد بن أبي عبد الله البرقي[البرقيّ، ثقة]، عن أبيه[لم تثبت وثاقته]، عن وهب بن وهب القرشيّ[كذّابٌ ضعيف]، عن الصادق جعفر بن محمد، عن أبيه، عن جده(عم) قال: قال رسول الله(ص): إن جبرئيل(ع) أخبرني بأمر قرّت به عيني وفرح له قلبي، قال: يا محمد، مَنْ غزا غزاة في سبيل الله من أمّتك، فما أصابته قطرةٌ من السماء أو صداعٌ إلاّ كانت له شهادة يوم القيامة([5]).

3ـ ورواه الصدوق(381هـ) في ثواب الأعمال، عن أبيه رحمه الله[ثقة]، عن سعد بن عبد الله[ثقة]، عن أحمد بن أبي عبد الله البرقي[البرقيّ، ثقة]، عن أبيه[لم تثبت وثاقته]، عن وهب بن وهب[كذّابٌ ضعيف]، عن جعفر بن محمد، عن أبيه، عن جده(عم) قال: قال رسول الله(ص): إن جبرئيل(ع) أخبرني بأمر فقرّت به عيني وفرح به قلبي، قال: يا محمد، مَنْ غزا غزوة في سبيل الله من أمّتك فما أصابته قطرةٌ من السماء أو صداعٌ إلاّ كان له شهادة يوم القيامة([6]).

4ـ ورواه الطوسيّ(460هـ) في تهذيب الأحكام، بسنده عن محمد بن أحمد بن يحيى[صحيح: 481]، عن أبي جعفر[البرقيّ، ثقة]، عن أبيه[لم تثبت وثاقته]، عن وهب[كذّابٌ ضعيف]، عن جعفر، عن أبيه(عما) قال: قال رسول الله(ص): إن جبرئيل(ع) أخبرني بأمرٍ قرّت به عيني وفرح به قلبي، قال: يا محمد، مَنْ غزا غزوة في سبيل الله من أمّتك فما أصابته قطرةٌ من السماء أو صداعٌ إلاّ كانت له شهادة يوم القيامة([7]).

5ـ ورواه الفتّال النيسابوريّ(508هـ) في روضة الواعظين، مرسَلاً عنه(ص): إن جبرئيل(ع) أخبرني بأمر قرّت به عيني وفرح له قلبي، فقال: يا محمد، مَنْ غزا غزاة في سبيل الله من أمّتك فما أصابته قطرةٌ من السماء أو صداعٌ إلاّ كانت له شهادة يوم القيامة([8]).

6ـ ورواه ابن أبي جمهور الأحسائيّ(880هـ) في عوالي اللآلي، مرسَلاً عنه(ص): إن جبرئيل أخبرني بأمر قرّت به عيني وفرح به قلبي، قال: يا محمد، مَنْ غزا غزاة في سبيل الله من أمّتك فما أصابته قطرةٌ من السماء أو صداعٌ إلاّ كانت له شهادة يوم القيامة([9]).

وهذه الروايات ـ كما تُلاحِظ ـ ضعيفةٌ كلُّها، غير أنّ مضمونها مقبولٌ ويُحتَمَل صدوره منهم(عم).

المعنى الصحيح لهذه الروايات

ولكن ما هو معنى «أصابته قطرةٌ من السماء أو صداعٌ»؟ وهل هي بمعناها الحقيقيّ أو أنّها تعبير مجازيّ عن شيءٍ ما؟

الصحيح أنّها تعبيرٌ كنائيّ مجازيّ، والمراد أنّ الله عزَّ وجلَّ لمّا كان يعلم ما في الجهاد من المشقّة والتعب، وهي أقصى درجات التعب والنصب، ولمّا كان يحبّ الجهاد في سبيله، ويريد للناس أن يخرجوا إليه، فقد وعدهم الأجر الكبير والثواب الجزيل على أيّ مشقّةٍ زائدة على مشقّة الجهاد الأصليّة، ولو كان ذلك بمقدار قطرةِ ماءٍ من السماء أو وجعٍ في الرأس (الصداع).

المعنى الحقيقيّ = محاذير عقائديّة

ولو لم نحمل هذا التعبير على الكناية والمجاز فإنّه يلزم من هذه الروايات عدّة محاذير، ومنها:

1ـ إنّ ذلك خلاف سياقات الوعد بالجزاء والثواب، فالوعدُ يكون عادةً في مقابل المشقّة والتعب.

وهنا نستطيع أن نتفهَّم الوعد بالثواب الزائد إذا أصابه الصداع، وأمّا إذا أصابته بعض قطراتٍ من السماء، أي من ماء المطر، فما هو التعب والنصب الحاصل له؟!

إنّه على العكس من ذلك، فالمجاهد في تلك الصحراء القاحلة يفرح لهطول بعض قطراتٍ من ماء المطر عليه، حيث يعود إليه نشاطه وحيويّته، وإلى هذا يشير قوله تعالى، في حديثه عن معركة بدر: ﴿إِذْ يُغَشِّيكُمْ النُّعَاسَ أَمَنَةً مِنْهُ وَيُنَزِّلُ عَلَيْكُمْ مِنْ السَّمَاءِ مَاءً لِيُطَهِّرَكُمْ بِهِ وَيُذْهِبَ عَنكُمْ رِجْزَ الشَّيْطَانِ وَلِيَرْبِطَ عَلَى قُلُوبِكُمْ وَيُثَبِّتَ بِهِ الأَقْدَامَ﴾ (الأنفال: 11).

إذن إنّ إصابة بعضٍ من قطرات ماء المطر للمجاهد لا تستلزم أن يكون ثوابه أزيد ممَّنْ لم تُصِبْه تلك القطرات؛ فإنّ تلك القطرات رحمةٌ وفرحٌ وسرورٌ له، وليست مشقّةً ولا تعباً ولا نصباً.

2ـ إنّ الالتزام بأنّ نزول بعض القطرات من السماء ـ وهو أمرٌ غير اختياريّ للإنسان ـ وإصابته للمجاهد في سبيل الله أو للمؤمن الزائر للإمام الرضا(ع) يجعل ثوابه أكبر من ثواب المؤمن الذي رجع إلى بلاده قبل أن تصيبه تلك القطرات ينافي الاعتقاد بالعدل الإلهيّ، فكيف يثيب الله إنساناً على شيءٍ لم يكن له فيه أيّ اختيار في حين يحرم الآخرين منه؟!

إذن في هذه الروايات ـ إذا حملنا عبارة «أصابته قطرةٌ من السماء أو صداعٌ» على معناها الحقيقي ـ ما ينافي اعتقادنا بالعدل الإلهيّ، فحريٌّ بنا أن نحذر أمثالَ هذه التفسيرات الخاطئة والمغلوطة، والتي ربما ذهبَتْ بديننا.

معنى الروايتين ـ محلّ البحث

وبالعودة إلى محلّ البحث، وهو ثواب الزائر المؤمن للإمام الرضا(ع)، نقول:

إنّ قوله(ع): «فأصابه في طريقه قطرةٌ من السماء»، أو «فيصيب وجهه قطرةٌ من الماء»، لا بدّ أن يُحمَل على المعنى المجازيّ الذي ذكرناه في ما تقدّم.

وإنّ في متن الروايتين ما يدلّ ويؤيِّد هذا الحمل.

ففي الرواية الأولى: «أهل قم وأهل آبة مغفورٌ لهم لزيارتهم لجدي علي بن موسى الرضا(ع) بطوس، ألا ومَنْ زاره فأصابه في طريقه قطرةٌ من السماء حرَّم الله جسده على النار». فكأنّه يريد الإشارة إلى أنّ السفر إلى طوس، ذلك البلد البعيد في أقاصي العالم الإسلاميّ آنذاك، فيه من المشقّة والتعب ما لا يعلم حقيقته وقَدْره إلاّ الله عزَّ وجلَّ، ومن هنا فقد وعد الله مَنْ سافر إليه للزيارة بالثواب الجزيل والأجر الكبير، واعتبر أنّ أيّ زيادة في المشقّة الأصليّة تستوجب رحمة مفتوحةً بلا حساب، وثواباً عظيماً لا حدود له. وبالتالي لا يكون لقطرات المطر خصوصيّةٌ في هذا المقام، وإنّما هي كنايةٌ عن أدنى درجات المشقّة الزائدة.

وفي الرواية الثانية: «فمن زارني في غربتي وجبت له زيارتي…، إن زوّار قبري لأكرم الوفود على الله يوم القيامة، وما من مؤمنٍ يزورني فيصيب وجهه قطرةٌ من الماء إلاّ حرَّم الله تعالى جسده على النار». وفيها من الإشارة إلى الغربة وبُعْد المكان ما لا يخفى على ذي مِسْكةٍ، والكلام فيها هو الكلام المتقدِّم في الرواية الأولى.

النتيجة

وخلاصة القول: إنّ على المؤمن الكيِّس الفطن أن يسمع لما يُقال هنا وهناك بعقلٍ واعٍ، ويعرض ما يسمعه على عقله وعقائده الأساسيّة الثابتة، فما وافقها أخذ به، وما خالفها تركه لصاحبه. وهذا هو الطريق الوحيد لكي يأمن الإنسان المؤمن على نفسه من الوقوع في مزالق الخرافات والغلوّ، فيكون مصداقاً لقوله تعالى: ﴿وَلَقَدْ ذَرَأْنَا لِجَهَنَّمَ كَثِيراً مِنْ الْجِنِّ وَالإِنسِ لَهُمْ قُلُوبٌ لاَ يَفْقَهُونَ بِهَا وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لاَ يُبْصِرُونَ بِهَا وَلَهُمْ آذَانٌ لاَ يَسْمَعُونَ بِهَا أُوْلَئِكَ كَالأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ أُوْلَئِكَ هُمْ الْغَافِلُونَ﴾ (الأعراف: 179).

﴿رَبَّنَا لاَ تُؤَاخِذْنَا إِنْ نَسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا رَبَّنَا وَلاَ تَحْمِلْ عَلَيْنَا إِصْراً كَمَا حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِنَا رَبَّنَا وَلاَ تُحَمِّلْنَا مَا لاَ طَاقَةَ لَنَا بِهِ وَاعْفُ عَنَّا وَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا أَنْتَ مَوْلاَنَا فَانصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ﴾ (البقرة: 286). وآخرُ دعوانا أن الحمدُ لله ربِّ العالَمين.

**********

الهوامش

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

([1]) الصدوق، عيون أخبار الرضا(ع) 1: 291.

([2]) عيون أخبار الرضا(ع) 1: 249.

([3]) الكلينيّ، الكافي 5: 3.

([4]) الكلينيّ، الكافي 5: 8.

([5]) الصدوق، الأمالي: 673.

([6]) الصدوق، ثواب الأعمال: 189.

([7]) الطوسيّ، تهذيب الأحكام 6: 121.

([8]) الفتّال النيسابوريّ، روضة الواعظين: 362.

([9]) ابن أبي جمهور الأحسائيّ، عوالي اللآلي 3: 182.



أكتب تعليقك