8 ديسمبر 2017
التصنيف : منبر الجمعة
لا تعليقات
4٬546 مشاهدة

«التراث الحديثيّ (المتورِّم)»، حاجةٌ ملحّة للتطهير والاستئصال

(الجمعة 8 / 12 / 2017م)

تمهيدٌ: دعاوى كاذباتٌ

هل نحبُّه صِدْقاً؟ هل نحن من أتباعه وشيعته حَقّاً؟

إنّها مجرَّدُ دعاوى ما لم تؤيِّدها البيِّنات:

والدعاوى إنْ لم تقيموا عليها بيِّناتٍ أصحابُها أدعياءُ

وفي المعطيات:

إنّ كثيراً من المسلمين يرفضون المساس بـ (صحيح البخاري) و(صحيح مسلم)، وقدسيَّتهما، معتبرين كلَّ ما فيهما صحيحٌ مقبول صادرٌ عن رسول الله(ص).

إنّ فئةً عريضة محسوبةً على التشيُّع باتت تعتبر (الكافي)، للكليني، كتاباً شريفاً، ويعبِّرون عنه بـ (الكافي الشريف)، في توصيفٍ مشابِهٍ لكتاب الله جلَّ وعلا، المُسَمّى بـ (المصحف الشريف)، أو (القرآن الكريم). ولذا هم يرفضون المساس به، وحذف بعض أحاديثه الموضوعة والمكذوبة، والتي لا يجوز لعاقلٍ أن يُشكِّك في بطلانها وكذبها.

فحين انبرى المحقِّق الشيخ محمد باقر البهبودي لمثل هذا العمل، وأصدر كتابه (صحيح الكافي) قامت قيامة المؤسّسة الدينية، وعملوا على سحب الكتاب من الأسواق، وصرف الأنظار عنه، وحوَّروا في اسمه إلى (زبدة الكافي)، وغير ذلك([1]).

وحين ألَّف المحقِّق الرجاليّ الشيخ محمد آصف محسني كتابه (مشرعة بحار الأنوار)، وبيَّن فيه ضعف أغلب الروايات المبثوثة في كتاب (بحار الأنوار)، للمجلسي، هاج أولئك المتخلِّفون مجدَّداً، وكالوا له ما فاضت به قلوبهم من التُّهَم الباطلة.

إذن هم لا يرغبون ولا يريدون ولا يسمحون بالمساس بـ (صحيح البخاري)، و(صحيح مسلم)، و(الكافي)، و(بحار الأنوار)، فاسمَعْ أيُّها المسلم، يا مَنْ تدّعي حبّ النبيّ المصطفى(ص)، يا مَنْ تدّعي التشيُّع للنبيّ وآله(عم)، اسمَعْ ماذا في هذه الكتب ـ وغيرها من كتب الحديث (التراث الحديثي للمسلمين) ـ من حديثٍ مسيء للنبيّ الأكرم والأعظم محمد بن عبد الله(ص):

يستمع لضرب الدفّ والمزمار

1ـ في الصحيحين: عن عائشة قالت: «دخل عليَّ رسول الله(ص) وعندي جاريتان تغنّيان بغناءٍ، فاضطجع رسول الله على الفراش، وحوَّل وجهه، ودخل أبو بكر فانتهرني، وقال: مزمار الشيطان عند النبيّ، فأقبل عليه رسول الله، فقال: دعهما، فلمّا غفل غمزتهما فخرجتا»([2]).

وفي سنن الترمذي: روى بريدة أنّ جارية قالت له(ع) بعد رجوعه من غزاة: كنتُ نذرتُ إن رجعتَ سالماً أضرب بين يديك بالدفّ وأتغنّى، فقال: إن كنتِ نذرتِ فاضربي، وإلاّ فلا، فضربتُ، فدخل أبو بكر، ثم عليّ، ثم عثمان، وهي تضرب، فدخل عمر، فوضعت الدفّ تحت استها، وقعدت، فقال النبيّ(ص): إنّ الشيطان ليخاف منك يا عمر([3]).

ولا يخفى أنّ في قوله: «إن الشيطان يخاف منك يا عمر» تصريحٌ بأنّ ضرب الدفّ فعل الشيطان، ومع ذلك كان يسمعه النبيّ(ص)!

إذن هو(ص) يستمع لضرب الدفّ والمزمار، وهو حرامٌ!

مهاجمة الناس وفضحهم

2ـ في الكافي: روى الشيخ الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن عليّ بن الحكم، عن هشام بن سالم، ـ والسندُ صحيحٌ ـ عن أبي عبد الله(ع) قال: «إنّ أبا بكر وعمر أتيا أمّ سلمة فقالا لها: يا أمّ سلمة إنكِ قد كنتِ عند رجلٍ قبل رسول الله(ص)، فكيف رسول الله من ذاك في الخلوة؟ فقالت: ما هو إلاّ كسائر الرجال، ثم خرجا عنها، وأقبل النبيّ(ص)، فقامت إليه مبادرةً؛ فرقاً أن ينزل أمرٌ من السماء، فأخبرته الخبر، فغضب رسول الله(ص) حتّى تربّد وجهه، والتوى عرق الغضب بين عينيه، وخرج وهو يجرّ رداءه، حتّى صعد المنبر، وبادرت الأنصار بالسلاح، وأمر بخيلهم أن تحضر، فصعد المنبر، فحمد الله وأثنى عليه، ثم قال: أيّها الناس، ما بال أقوامٍ يتبعون عيبي، ويسألون عن غيبي؟! واللهِ، إنّي لأكرمكم حَسَباً، وأطهركم مولداً، وأنصحكم لله في الغيب، ولا يسألني أحدٌ منكم عن أبيه إلاّ أخبرتُه، فقام إليه رجلٌ، فقال: مَنْ أبي؟ فقال: فلانٌ الراعي، فقام إليه آخر، فقال: مَنْ أبي؟ فقال: غلامُكم الأسود، وقام إليه الثالث، فقال: مَنْ أبي؟ فقال: الذي تُنسَب إليه، فقالت الأنصار: يا رسول الله، اعفُ عنّا عفا الله عنك؛ فإنّ الله بعثك رحمةً، فاعفُ عنا عفا الله عنك، وكان النبيّ(ص) إذا كُلِّم استحيى، وعرق وغضّ طرفه عن الناس حياءً حين كلَّموه، فنزل. فلمّا كان في السحر هبط عليه جبرئيل(ع) بصحفةٍ من الجنّة فيها هريسة فقال: يا محمّد، هذه عملها لك الحور العين، فكُلْها أنت وعليّ وذريّتكما؛ فإنّه لا يصلح أن يأكلها غيركم، فجلس رسول الله(ص) وعليّ وفاطمة والحسن والحسين(عم)، فأكلوا، فأعطي رسول الله(ص) في المباضعة من تلك الأكلة قوّة أربعين رجلاً، فكان إذا شاء غشي نساءه كلّهنّ في ليلةٍ واحدة»([4]).

وهذه الرواية تصوِّر المجتمع العربيّ الجاهليّ مجتمعاً يعيش السِّفاح والزنا كحالةٍ شبه يوميّة، وأنّه كان جنسيّاً إلى حدّ أنّه قلَّما نجَتْ امرأةٌ من الزنا (ثلثا نساء المجتمع، وربما أكثر أو أقلّ بقليلٍ، كلّهنّ زانيات)، وبالتالي فإنّ ثلثي المجتمع آنذاك أولاد زنا، ولا يدرون أسماء آبائهم الحقيقيّين، فهل يُعقَل ذلك؟!. ولما حاول أبو بكر وعمر أن يتحرَّيا عن وضع النبيّ(ص) الجنسيّ ثارت ثائرته، وبدأ بفضح الناس، وأخذ يخبرهم مَنْ هو أبو فلان، ومَنْ هو أبو فلان، فلما خاف الأنصار الفضيحة طلبوا منه أن يكفّ ويعفو عنهم.

إذن هو(ص) يهجم على الناس هجمة غضبانٍ، فيأخذ بفضحهم على رؤوس الأشهاد!

فهل يمكن أن نقبل بهذا الطعن في أخلاق رسول الله(ص) الذي وصفه الله تبارك وتعالى فقال: ﴿وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ﴾ (القلم: 4).

لا أدافع هنا عن مجتمعٍ جاهليّ متخلِّف إلى أبعد الحدود، قد ألف عبادة الأوثان، ووأد البنات، ووراثة الابن لزوجات أبيه، والقتل، والسلب، والنهب، وإنّما أريد أن أقول: لا يمكن الحكم على مجتمعٍ ما بتهمةٍ كهذه لمجرَّد روايةٍ نشكّ في صدورها أصلاً، بل نقطع بوَضْعها وكذبها؛ حيث تتضمّن الإساءة للنبيّ(ص)، من حيث كونه فاضحاً لأصحابه والناس من حوله لمجرّد سؤال أحدهم عن شيءٍ من خصوصيّاته، فَضْلاً عن كونها تتنافى والغيرة العربيّة التي طالما اشتهرت بها العرب والقبائل على نحو الخصوص.

متيَّمٌ بالنساء

3ـ في صحيح البخاري: روى أنس أنّ النبيّ(ص) كان يطوف على جميع نسائه في ليلةٍ واحدةٍ، بغسلٍ واحدٍ، وله تسع نسوة([5]).

إذن هو(ص) متيَّمٌ بالنساء، إلى درجة أنّه يطوف على نسائه التسعة كلِّهنّ، في ليلةٍ واحدة، وبغسلٍ واحد!

وفي الكافي ـ بسندٍ ضعيف؛ لعدم ثبوت وثاقة محمد بن خالد البرقي ـ عن أبي الحسن(ع) [الكاظم أو الرضا] أنّه قال: «من أخلاق الأنبياء التنظُّف والتطيُّب وحلق الشعر وكثرة الطروقة، ثمّ قال: …وكان رسول الله(ص) له بضع أربعين رجلاً، وكان عنده تسع نسوةٍ، وكان يطوف عليهنَّ في كلّ يومٍ وليلة»([6]).

وفي مسند أحمد بن حنبل: عن أبي رافع، أنّ رسول الله(ص) طاف على نسائه في ليلةٍ، فاغتسل عند كلّ امرأةٍ منهنَّ غسلاً، فقلتُ: يا رسول الله، لو اغتسلْتَ غسلاً واحداً، فقال: هذا أطهر وأطيب([7]).

وقد نُسب ذلك إلى نبيّ الله سليمان(ع) أيضاً، حيث صوَّروه يطوف على ألفٍ من نسائه في ليلةٍ واحدة، وفي أقلّ الأحوال يطوف بمئةٍ منهنّ فقط.

ففي الكافي ـ بسندٍ ضعيف؛ لعدم ثبوت وثاقة محمد بن خالد البرقي عندنا، وإنْ كان ثقةً عند كثيرين ـ عن أبي الحسن(ع) [الكاظم أو الرضا] أنّه قال: «من أخلاق الأنبياء التنظُّف والتطيُّب وحلق الشعر وكثرة الطروقة، ثمّ قال: كان لسليمان بن داوود(ع) ألف امرأة في قصرٍ واحد: ثلاثمائة مهيرة؛ وسبعمائة سريّة. وكان رسول الله(ص) له بضع أربعين رجلاً، وكان عنده تسع نسوة، وكان يطوف عليهنّ في كلّ يومٍ وليلة»([8]).

وفي عمدة القاري: عن أبي هريرة قال: «قال سليمان بن داوود(عما): لأطوفنّ الليلة بمائة امرأةٍ، تلد كلّ امرأة غلاماً يقاتل في سبيل الله، فقال له الملك: قُلْ شاء الله، فلم يقُلْ، ونسي، فأطاف بهنّ، ولم تلد منهنّ إلاّ امرأةٌ نصف إنسان، قال النبيّ(ص): لو قال: إنْ شاء الله لم يحنث، وكان أرجى لحاجته»([9]).

4ـ في مسند أحمد بن حنبل: عن محمد بن بشر، عن محمد بن عمرو، عن أبي سلمة ويحيى قالا: …قالت عائشة: «فقدمنا المدينة، فنزلنا في بني الحرث بن الخزرج في السنح، قالت: فجاء رسول الله(ص) فدخل بيتنا، واجتمع إليه رجالٌ من الأنصار ونساء، فجاءتني أمّي وإنّي لفي أرجوحة بين عذقين ترجح بي، فأنزلتني من الأرجوحة، ولي جميمةٌ ففرَّقتها، ومسحت وجهي بشيءٍ من ماءٍ، ثم أقبلت تقودني حتّى وقفت بي عند الباب، وإنّي لأنهج حتّى سكن نفسي، ثم دخلَتْ بي، فإذا رسول الله(ص) جالسٌ على سرير في بيتنا، وعنده رجالٌ ونساء من الأنصار، فأجلسَتْني في حجره، ثمّ قالت: هؤلاء أهلك، فبارك الله لك فيهم، وبارك لهم فيك، فوثب الرجال والنساء فخرجوا، وبنى بي رسول الله(ص) في بيتنا…»([10]).

إذن يُؤتَى بزوجته(ص) إليه، وتُرمَى في حِجْره، على مرأىً ومسمعٍ من الرجال والنساء من أصحابه، فلا يعترض ولا يستنكر، وإنّما يتقبَّل ذلك ببساطةٍ، فينسحب أصحابُه بسرعةٍ من المجلس؛ ليخلو له الجوّ مع زوجته، فيسارع إلى غشيانها في بيت أهلها، وهي بنت تسع سنين، كما ذكروا ذلك في روايات أخرى، وكما توحي هذه الرواية ـ (في أرجوحةٍ)، (أقبلَتْ تقودني)، (أجلسَتْني في حجره) ـ!

5ـ في السنن الكبرى، للبيهقي، عن أبي نصر عمر بن عبد العزيز بن قتادة، عن أبي منصور النضروي الهروي، عن أحمد بن نجدة، عن سعيد بن منصور، عن هشيم، عن عبيدة، عن إبراهيم وجويبر، عن الضحّاك، «أنّ حفصة أمّ المؤمنين(رضا) زارت أباها ذات يوم، وكان يومها، فلما جاء النبي(ص) لم يَرَها في المنزل، فأرسل إلى أَمَته مارية القبطيّة، فأصاب منها في بيت حفصة، فجاءت حفصة على تلك الحالة، فقالت: يا رسول الله، أتفعل هذا في بيتي، وفي يومي؟! قال: فإنّها عليَّ حرامٌ، لا تخبري بذلك أحداً، فانطلقت حفصة إلى عائشة، فأخبرتها بذلك….

وروى أبو داوود في المراسيل، عن محمد بن الصباح بن سفيان، عن سفيان، عن ابن أبي عروبة، عن قتادة قال: كان رسول الله(ص) في بيت حفصة، فدخلَتْ، فرأَتْ فتاتَه معه، فقالت: في بيتي ويومي؟! فقال: اسكتي، فواللهِ لا أقربها، وهي عليَّ حرامٌ»([11]).

وفي سنن الدارقطني، عن الحسين بن إسماعيل، عن عبد الله بن شبيب، عن إسحاق بن محمد، عن عبد الله بن عمر، عن أبي النصر مولى عمر بن عبيد الله، عن عليّ بن الحسين، عن ابن عبّاس، عن عمر قال: «دخل رسول الله(ص) بأمِّ وَلَده مارية في بيت حفصة، فوجدَتْه حفصة معها، فقالت له: تدخلها بيتي، ما صنعت بي هذا من بين نسائك إلاّ من هواني عليك، فقال: لا تذكري هذا لعائشة، فهي عليَّ حرامٌ إنْ قربتها، قالت حفصة: وكيف تَحْرُم عليك وهي جاريتك، فحلف لها لا يقربها، فقال النبيّ(ص): لا تذكريه لأحدٍ، فذكرَتْه لعائشة…

وعن الحسين بن إسماعيل، عن عبد الله بن شبيب، عن أحمد بن محمد بن عبد العزيز قال: وجدتُ في كتاب أبي، عن الزُّهْري، عن عبيد الله بن عبد الله، عن ابن عبّاس قال: وَجَدَتْ حفصة رسول الله(ص) مع أمّ إبراهيم في يوم عائشة، فقالت: لأخبرنَّها، فقال رسول الله(ص): هي عليَّ حرامٌ إنْ قربتها، فأخبرَتْ عائشة بذلك…»([12]).

إذن هو(ص) قليل الصَّبْر عن النساء، حتّى إنّه ليواقع جاريته لمجرّد غياب زوجته عن البيت!

بُعث(ص) بالسيف والقتال وإراقة الدماء

6ـ في صحيح البخاري: عن ابن عمر قال: قال رسول الله(ص): «بُعثتُ بالسيف حتّى يعبد الله لا شريك له، وجُعل رزقي تحت ظلّ رمحي، وجُعل الذلّة والصغار على مَنْ خالف أمري، ومَنْ تشبَّه بقومٍ فهو منهم»([13]).

إذن إنّما بُعث(ص) بالسيف والقتال وإراقة الدماء، وإنّه يؤمِّن رزقه ممّا يحصل عليه من غنائم الحروب، قاهراً للمخالفين له.

هذه نماذج يسيرةٌ ممّا هو مبثوثٌ في التراث الحديثيّ (المتورِّم) للمسلمين، يسيئون فيه للنبيّ(ص)، وأهل بيته(عم)، وأصحابه، ومع ذلك يدَّعون أنّهم يحبّونه، وأنّهم من أتباعه وشيعته!

هم كاذبون، مخادعون، يقدِّسون كتباً تسيء إليه، ويرفضون تعديلها وتهذيبها وتطهيرها من أمثال هذه القاذورات الفكرية والعقائدية والشرعية.

عهدٌ مع الله ورسوله

ليس لدينا نحن الشيعة كتاباً صحيحاً بتمامه إلاّ القرآن الكريم. هو وحده كتابٌ كريم، وهو وحده مصحفٌ شريف. وما عداه ـ كلّ ما عداه دون استثناء ـ يحتاج لتمحيصٍ وغربلة؛ فما وافق القرآن أخذنا به؛ وما خالفه تركناه.

كَمْ وكَمْ في (الكافي) و(بحار الأنوار) وغيرهما من كتب الحديث والتفسير الروائي من أحاديث تخالف العقيدة الحقّة والشريعة الثابتة؟!

ليس لدينا صحاحٌ، وإنّما هي كتبٌ نحترم جهود أصحابها، ولكنّنا نُخضع ما فيها للتدقيق والتحقيق، ونتعامل مع كلّ روايةٍ منها على حِدَةٍ. ونسأل الله العفو والعافية.

اللهُمّ إنّا نبرأ إليك من كلّ نصٍّ أو كلمةٍ تُشينُهم.

اللهُمّ إنّا نعاهدك أن نبقى في خطّ الدفاع عن دينك وكتابك ونبيّك وأهل بيته أجمعين، بعيداً عن محاباة ومداراة العوامّ والجهلة من الناس، فلا يُتعرَّض لمعتقداتهم الشعبيّة بنقدٍ أو رفض.

سننقد، وسنرفض، وسيعلو صوتنا بالحقّ وإنْ كان مرّاً، وسنصدح بالحقيقة وإنْ كانت على خلاف مصالحنا الشخصية الضيِّقة.

ونعاهدك يا رسول الله(ص)، أيُّها البشيرُ النذير، أيُّها السراجُ المنير، أيُّها المبعوثُ رحمةً للعالمين، أيُّها المتيَّمُ بالصلاة والصوم وسائر الفرائض والعبادات، يا صاحب الخُلُق العظيم، أن نحميك من كلّ إساءةٍ، وأن ندافع عنك حتّى الرَّمَق الأخير من حياتنا، ولو كان ذلك على حساب كلّ هذه الكتب والأحاديث المختَلَقة؛ فكرامتُكَ عندنا أجلُّ وأرفع من كرامة كتابٍ أو عالم هنا وهناك، وأنتَ أنتَ لدينا أغلى وأعزّ وأنفع، وأنتَ أنتَ وهم في ما جَنَوهُ هُمُ.

**********

الهوامش

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

([1]) الجدير بالذكر أن البهبودي عندما أصدر النسخة الفارسية من كتاب (صحيح الكافي) قام صاحب المطبعة ـ وبضغطٍ من مراجع دينية ـ بتغيير عنوان الكتاب إلى (زبدة الكافي). كما قام المرجع الشيخ حسين علي المنتظري ـ وكان نائب الإمام الخميني وقتها ـ باستدعاء البهبودي، وأمره بسحب جميع النسخ من الأسواق، بما فيها النسخة العربية ـ حسب ما ذكره المرجع الشيخ جعفر السبحاني، في حوارٍ مع صحيفة كيهان ـ.

https://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A7%D9%84%D8%A8%D9%87%D8%A8%D9%88%D8%AF%D9%8A.

([2]) صحيح البخاريّ 3: 228؛ صحيح مسلم 2: 608 ـ 609.

([3]) سنن الترمذيّ 13: 147، كتاب المناقب، باب مناقب عمر.

([4]) الكافي 5 : 565 ـ 566.

([5]) مسند أحمد بن حنبل 3: 99، 166، 189؛ صحيح البخاريّ 6: 117.

([6]) الكافي 5: 567.

([7]) مسند أحمد بن حنبل 6: 391.

([8]) الكافي 5: 567.

([9]) عمدة القاري 20: 219.

([10]) مسند أحمد بن حنبل 6: 210 ـ 211.

([11]) البيهقي، السنن الكبرى 7 : 353.

([12]) سنن الدارقطني 4 : 28 ـ 29.

([13]) صحيح البخاريّ 3: 230؛ مسند أحمد بن حنبل 2: 50؛ مجمع الزوائد 5: 267، حيث قال: «وفيه عبد الرحمن بن ثابت بن ثوبان: وثَّقه ابن المديني وأبو حاتم وغيرهما، وضعَّفه أحمد وغيره، وبقيّة رجاله ثقات».



أكتب تعليقك