22 سبتمبر 2012
التصنيف : مقالات فكرية
لا تعليقات
5٬529 مشاهدة

«لبيك يا رسول الله»، من نداء إلى فعل وفاء وولاء

يقول الله سبحانه وتعالى في محكم كتابه وبليغ خطابه: (فَاصْدَعْ بِمَا تُؤْمَرُ وَأَعْرِضْ عَنْ الْمُشْرِكِينَ * إِنَّا كَفَيْنَاكَ الْمُسْتَهْزِئِينَ) (الحجر: 94 ـ 95).

تمهيد: سفاهات غربيّة

مرّة جديدة تنكشف الحقيقة، حقيقة أنّ الإساءة إلى مقدّسات الإسلام تدبيرٌ يهوديّ خطير[1].

مرّةً جديدة يعمد البعض للإساءة إلى رموز الإسلام ومقدَّساته، ومنها: المصطفى رسول الله محمّد(صلّى الله عليه وآله وسلّم). فبعد (آيات شيطانية) و(الرسوم الكاريكاتورية) و(حرق المصحف الشريف) و(التبوُّل عليه) يطالعنا سفيهٌ من سفهاء الغرب الحاقد بفيلمٍ سينمائيّ يطعن في طهارة مولده(صلّى الله عليه وآله وسلّم)، ودينه، وسيرته، وأخلاقه، وأزواجه.

لفتتني في هذا الفيلم ـ وأنا القارئ الناقد للروايات والأحاديث المبثوثة في تراثنا الحديثيّ الضخم ـ محاولة  (الطعن في طهارة مولده)، ودعوى (استجابة الحمار له وإيمانه به)، وإظهاره بمظهر (العاشق المتيَّم بالنساء).

نقد «الحديث» واجبٌ شرعيّ وضرورةٌ إسلاميّة

أقول: وأنا القارئ الناقد للروايات والأحاديث المبثوثة في تراثنا الحديثيّ الضخم، حيث إنّه قد استوقفتني فيها ذات يوم بعضُ الروايات التي تصوِّر المجتمع العربيّ الجاهليّ مجتمعاً يعيش السفاح والزنا كحالة شبه يوميّة، حيث روى الشيخ الكلينيّ في (الكافي)، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن عليّ بن الحكم، عن هشام بن سالم، ـ والسند صحيح ـ عن أبي عبد الله(عليه السلام) قال: «إنّ أبا بكر وعمر أتيا أمّ سلمة فقالا لها: يا أمّ سلمة إنكِ قد كنتِ عند رجلٍ قبل رسول الله(صلّى الله عليه وآله وسلّم)، فكيف رسول الله من ذاك في الخلوة؟ فقالت: ما هو إلاّ كسائر الرجال، ثم خرجا عنها، وأقبل النبيّ(صلّى الله عليه وآله وسلّم)، فقامت إليه مبادرةً؛ فرقاً أن ينزل أمرٌ من السماء، فأخبرته الخبر، فغضب رسول الله(صلّى الله عليه وآله وسلّم) حتّى تربّد وجهه، والتوى عرق الغضب بين عينيه، وخرج وهو يجرّ رداءه، حتّى صعد المنبر، وبادرت الأنصار بالسلاح، وأمر بخيلهم أن تحضر، فصعد المنبر، فحمد الله وأثنى عليه، ثم قال: أيّها الناس، ما بال أقوامٍ يتبعون عيبي، ويسألون عن غيبي؟! واللهِ، إنّي لأكرمكم حَسَباً، وأطهركم مولداً، وأنصحكم لله في الغيب، ولا يسألني أحدٌ منكم عن أبيه إلاّ أخبرتُه، فقام إليه رجلٌ، فقال: مَنْ أبي؟ فقال: فلانٌ الراعي، فقام إليه آخر، فقال: مَنْ أبي؟ فقال: غلامُكم الأسود، وقام إليه الثالث، فقال: مَنْ أبي؟ فقال: الذي تُنسَب إليه، فقالت الأنصار: يا رسول الله، اعفُ عنّا عفا الله عنك؛ فإنّ الله بعثك رحمةً، فاعفُ عنا عفا الله عنك، وكان النبيّ(صلّى الله عليه وآله وسلّم) إذا كُلِّم استحيى، وعرق وغضّ طرفه عن الناس حياءً حين كلَّموه، فنزل. فلمّا كان في السحر هبط عليه جبرئيل(عليه السلام) بصحفةٍ من الجنّة فيها هريسة فقال: يا محمّد، هذه عملها لك الحور العين، فكُلْها أنت وعليّ وذريّتكما؛ فإنّه لا يصلح أن يأكلها غيركم، فجلس رسول الله(صلّى الله عليه وآله وسلّم) وعليّ وفاطمة والحسن والحسين(عليهم السلام)، فأكلوا، فأعطي رسول الله(صلّى الله عليه وآله) في المباضعة من تلك الأكلة قوّة أربعين رجلاً، فكان إذا شاء غشي نساءه كلّهنّ في ليلة واحدة»[2].

وهذه الرواية تفيد أنّ المجتمع الجاهلي كان جنسيّاً إلى حدّ أنّه قلّما نجت امرأةٌ من الزنا (ثلثا نساء المجتمع، وربما أكثر أو أقلّ بقليلٍ، كلّهنّ زانيات)، وبالتالي فإنّ ثلثي المجتمع آنذاك أولاد زنا، ولا يدرون أسماء آبائهم الحقيقيّين، فهل يُعقَل ذلك؟!. ولما حاول أبو بكر وعمر أن يتحرّيا عن وضع النبيّ(صلّى الله عليه وآله وسلّم) الجنسيّ ثارت ثائرته، وبدأ بفضح الناس، وأخذ يخبرهم مَنْ هو أبو فلان، ومَنْ هو أبو فلان، فلما خاف الأنصار الفضيحة طلبوا منه أن يكفّ ويعفو عنهم.

فهل يمكن أن نقبل بهذا الطعن في أخلاق رسول الله(صلّى الله عليه وآله وسلّم) الذي وصفه الله تبارك وتعالى فقال: (وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ) (القلم: 4).

لا أدافع هنا عن مجتمعٍ جاهليّ متخلِّف إلى أبعد الحدود، قد ألف عبادة الأوثان، ووأد البنات، ووراثة الابن لزوجات أبيه، والقتل، والسلب، والنهب، وإنّما أريد أن أقول: لا يمكن الحكم على مجتمعٍ ما بتهمةٍ كهذه لمجرَّد رواية نشكّ في صدورها أصلاً؛ حيث تتضمّن الإساءة للنبيّ(صلّى الله عليه وآله وسلّم)، من حيث كونه فاضحاً لأصحابه والناس من حوله لمجرّد سؤال أحدهم عن شيء من خصوصيّاته، فضلاً عن كونها تتنافى والغيرة العربيّة التي طالما اشتهرت بها العرب والقبائل على نحو الخصوص.

رواية مولد الخليفة عمر بن الخطّاب

ومن الروايات التي تحتاج إلى تأمّل طويل قبل التسليم بها ما جاء في بيان نسب الخليفة عمر بن الخطّاب، حيث قال المجلسيّ في (بحار الأنوار): «وحكى بعض أصحابنا عن محمد بن شهرآشوب وغيره: أن صهاك كانت أمة حبشية لعبد المطلب، وكانت ترعى له الإبل، فوقع عليها نفيل فجاءت بالخطاب، ثم إن الخطاب لما بلغ الحلم رغب في صهاك، فوقع عليها، فجاءت بابنةٍ، فلفتها في خرقة من صوف، ورمتها؛ خوفاً من مولاها، في الطريق، فرآها هاشم بن المغيرة مرميّةً، فأخذها، وربّاها، وسمّاها: حنتمة، فلما بلغت رآها خطاب يوماً فرغب فيها، وخطبها من هاشم، فأنكحها إيّاه، فجاءت بعمر بن الخطّاب، فكان الخطّاب أباً وجدّاً وخالاً لعمر، وكانت حنتمة أمّاً وأختاً وعمّة له، فتدبَّر.

وأقول ـ ولا يزال الكلام للمجلسيّ ـ: وجدتُ في كتاب عقد الدرر لبعض الأصحاب روى بإسناده عن عليّ بن إبراهيم بن هاشم، عن أبيه، عن الحسن بن محبوب، عن ابن الزيّات، عن الصادق(عليه السلام) أنه قال: كانت صهاك جارية لعبد المطلب، وكانت ذات عجز، وكانت ترعى الإبل، وكانت من الحبشة، وكانت تميل إلى النكاح، فنظر إليها نفيل جدّ عمر، فهواها، وعشقها من مرعى الإبل، فوقع عليها، فحملت منه بالخطّاب، فلما أدرك البلوغ نظر إلى أمّه صهاك، فأعجبه عجزها، فوثب عليها، فحملت منه بحنتمة، فلما ولدتها خافت من أهلها، فجعلتها في صوف، وألقتها بين أحشام مكة، فوجدها هشام بن المغيرة بن الوليد، فحملها إلى منزله وربّاها وسمّاها بـ: الحنتمة، وكانت من شيمة العرب من ربى يتيماً يتخذه ولداً، فلما بلغت حنتمة نظر إليها الخطّاب، فمال إليها، وخطبها من هشام، فتزوَّجها، فأولد منها عمر، وكان الخطّاب أباه وجدّه وخاله، وكانت حنتمة أمّه وأخته وعمّته. وينسب إلى الصادق(عليه السلام) في هذا المعنى شعر:

مَنْ جدُّه خاله ووالده

وأمّه أخته وعمّته

أجدر أن يبغض الوصي وأن

ينكر يوم الغدير بيعته»[3]

وجاء في كتاب الأربعين: «ونقل صاحب كتاب مطالع الأنوار، وهو علي بن عبد النبي الطائي القطيفي، عن كتاب الملل والنحل، قال: كانت صهاك أمّ عمر أمة لهاشم، وقيل: أمة لعبد المطلب، انتقلت إلى هشام بن المغيرة، وكان هشام هذا يتَّهمها بالمسافحة، فيلبسها سراويل من الجلود، ويقفل على تكة السراويل قفلاً من حديد، وكانت ترعى له إبلاً، فنظر إليها نفيل، عبدٌ من عبيد قريش، وراودها عن نفسها، ووقع عليها، فطاوعته، واعتذرت عليه بالسراويل، فخلا بها في مرعى الإبل، وعلقها بشجرةٍ حتى ارتخى لحمها، وجرّ السراويل قليلاً قليلاً بعد مشقّة، وأقام معها مدّة هكذا يفعل ومولاها لا يعلم، فحملت منه الخطاب ووضعته سرّاً. فلما أدرك البلوغ نظر إلى أمه صهاك، فأعجبه عجيزتها، فوثب عليها، وفجر بها مراراً، فحملت منه ووضعت بنتاً، فلمّا ولدتها خافت من مولاها، فلفتها في ثوب وألقتها بين أحشام مكة، فوجدها هشام بن المغيرة، قيل: إنّه مولاه، وقيل غيره، فحملها إلى منزله ورماها عند خدمه، فربّتها وسمّيت حنتمة، فلما بلغت نظر إليها الخطاب، فسافحها، فأولدها عمر، فكان الخطاب أباه وجدّه وخاله، وكانت حنتمة أمّه وأخته وعمّته»[4].

و«يروي محمد بن السائب الكلبي النسّابة وأبو مخنف لوط بن يحيي الأزديّ النسّابة، في كتاب الصلابة في معرفة الصحابة وكتاب التنقيح في النسب الصريح، بإسنادهم إلى ابن سيّابة عبد الله في نسب عمر بن الخطاب قال:…وأما تفصيل نسبه وبيانه وهو أن نفيل كان عبداً لكلب بن لؤي بن غالب القرشي فمات عنه ثم وليه عبد المطلب، وكانت صهاك قد بعثت لعبد المطلب من الحبشة، فكان نفيل يرعى جمال عبد المطلب، وصهاك ترعى غنمه، وكان يفرِّق بينهما في المرعى، فاتفق يوماً اجتماعهما في مراح واحد، فهواها وعشقها نفيل، وكان قد ألبسها عبد المطلب سروالاً من الأديم، وجعل عليه قفلاً، وجعل مفتاحه معه؛ لمنزلتها منه، فلما راودها قالت: ما لي إلى ما تقول سبيل، وقد ألبست هذا الأديم ووضع عليه قفل، فقال: أنا أحتال عليه، فأخذ سمناً من مخيض الغنم، ودهن به الأديم وما حوله من بدنها، حتّى استلّه إلى فخذيها، وواقعها، فحملت منه بالخطّاب، فلمّا ولدته ألقته على بعض المزابل بالليل؛ خيفةً من عبد المطلب، فالتقطت الخطاب امرأة يهودية جنازة وربّته، فلما كبر كان يقطع الحطب، فسمي الحطّاب لذلك، بالحاء المهملة، فصحِّف بالمعجمة، وكانت صهاك ترتاده في الخفية، فرآها ذات يوم وقد تطأطأت عجيزتها، ولم يدرِ مَنْ هي، فوقع عليها، فحملت منه بحنتمة، فلما وضعتها ألقتها على مزابل مكّة خارجها، فالتقطها هشام بن المغيرة بن وليد وربّاها، فنسبت إليه، فلما كبرت، وكان الخطّاب يتردَّد على هشام، فرأى حنتمة، فأعجبته فخطبها إلى هشام، فزوَّجه إيّاها، فولدت عمر، وكان الخطّاب والد عمر؛ لأنّه أولد حنتمة إيّاه، ثم تزوَّجها؛ وجدّه؛ لأنه سافح صهاك قبل فأولدها حنتمة؛ وخاله لأنّ حنتمة والخطّاب من أمّ واحدة وهي صهاك. هذا ملخَّص كلام الكلبيّ»[5].

ومن الواضح ما في هذه الروايات من الاختلاف والتشويش، والغريب المستهجَن، فضلاً عن أنّها جميعها تفتقر إلى سندٍ متّصل صحيح.

وإنني لأختلف ولا أكاد أتّفق مع الخليفة عمر بن الخطّاب في شيء، فمثلنا كمثل السائرَيْن في طريقين متعاكسين، ولا أرى في ذلك ضيراً أو إثماً، غير أني لا أستطيع أن أتجاوز في علاقتي معه الحدود الشرعيّة التي رسمها لي ربّي وألزمتُ نفسي بها من خلال إسلامي لربّ العالمين فأقذف أباه وأمّه بما لم يحصل لي به علمٌ.

وعلى أيّة حال إنّ قبول مثل هذه الروايات، وإثباتها في كتبنا الحديثيّة، دون التعليق عليها بما يؤكِّد رفضنا لها واستنكارنا لمضمونها، سيفتح الباب للمشكِّكين ليقولوا: وهل رموزكم استثناءٌ من هذا المجتمع؟!، فإذا كان اثنان من كلّ ثلاثة لا يُعرَف له أبٌ فلماذا لا يكون بعضُ رموزكم مصداقاً لهذين الاثنين. وهكذا تنفتح لائحة الإساءة والشائعات على مصراعَيْها، وهو أمرٌ خطيرٌ جدّاً.

كي لا نكون أوّل المُدانين

أيّها الأحبّة، إنّنا بحاجة إلى تنقية تراثنا الحديثيّ، وبأقصى سرعةٍ ممكنة، من هذا الكمّ غير القليل من الروايات المزوَّرة والموضوعة، والتي تتضمَّن إساءةً وتشويهاً لصورة الأنبياء والأوصياء والأولياء، وبعدها نتقدَّم بالدعوة إلى صدور قرارٍ أو قانونٍ محليٍّ أو أمميّ يمنع الإساءة للأديان وازدراء رموزها، وإلاّ فقد تكون كتبُنا الحديثية أوّل مدانٍ بهذا القرار ـ على فرض صدوره ـ، أو سيتحوَّل هذا القانون إلى مجرّد حبر على ورق؛ حيث سيكون بإمكان أيِّ مسيءٍ أن يقول: هذا ما وجدتُه في الكتاب الفلاني والكتاب الفلاني، وهي من أمّهات الكتب الدينيّة المعتمدة في المعاهد والمراكز والحوزات العلميّة، فأيّ إساءةٍ وازدراء قد ارتكبتُ يا ترى؟!

هكذا نخطو الخطوة الأولى في طريق النصرة للإسلام وأهله وقادته، هكذا يتحوّل شعار (لبيك يا رسول الله) من نداء إلى فعل وفاء وولاء لرسول الله(صلّى الله عليه وآله وسلّم)، وأهل بيته الطيبين الطاهرين، وأصحابه المنتجبين، وعباد الله الصالحين.

لو عرفوك لأحبّوك

إنّه شعارٌ قرأناه على أكثر من جدارٍ ولافتة؛ تنديداً بالإساءة للنبيّ الأكرم محمّد(صلّى الله عليه وآله وسلّم). ويبقى السؤال: لماذا لم يعرفوه؟! ولماذا قرأوا عنه فما أحبّوه؟!

أليس ذلك من تقصير العلماء والمبلِّغين في نقل سيرته وأخلاقه ومفاهيمه ومبادئه ودينه إلى الناس، فما عرفوه؟!

أليس ذلك من النقل المشوَّه لسيرته وأخلاقه ومفاهيمه ومبادئه ودينه إلى الناس، فعرفوا عنه ما ليس فيه، وما هو براءٌ منه، من قبيل:

1ـ تصويره بأنّه يستمع لضرب الدفّ والمزمار، وهو حرامٌ، إذ روى بريدة أنّ جارية قالت له عليه السلام بعد رجوعه من غزاة: كنتُ نذرتُ إن رجعتَ سالماً أضرب بين يديك بالدفّ وأتغنّى، فقال: إن كنتِ نذرتِ فاضربي، وإلا فلا، فضربتُ، فدخل أبو بكر، ثم عليّ، ثم عثمان، وهي تضرب، فدخل عمر، فوضعت الدفّ تحت استها، وقعدت، فقال النبيّ(صلى الله عليه وآله وسلّم): إنّ الشيطان ليخاف منك يا عمر[6].

ولا يخفى أنّ في قوله: «إن الشيطان يخاف منك يا عمر» تصريحٌ بأنّ ضرب الدفّ فعل الشيطان، ومع ذلك كان يسمعه النبيّ(صلّى الله عليه وآله وسلّم)!!!

وعن عائشة قالت: «دخل عليّ رسول الله(صلّى الله عليه وآله وسلّم) وعندي جاريتان تغنّيان بغناء، فاضطجع رسول الله على الفراش، وحوَّل وجهه، ودخل أبو بكر فانتهرني، وقال: مزمار الشيطان عند النبيّ، فأقبل عليه رسول الله، فقال: دعهما، فلمّا غفل غمزتهما فخرجتا»[7].

2ـ تساهله في أمر الدين وأحكامه؛ إرضاءً للآخرين، حيث نُقل عنه(عليه السلام) أنّه مرّ بقوم من الزنج وهم يضربون بطبولٍ لهم ويغنّون، فلما رأوه سكتوا، فقال: «خذوا يا بني أرفدة في ما كنتم فيه؛ ليعلم اليهود أنّ في ديننا فسحة»[8].

3ـ حمله لأمّ المؤمنين عائشة على ظهره تنظر إلى لعب الأحباش، حيث جاء عن عائشة قولها: «إنّ رسول الله(صلّى الله عليه وآله وسلّم) رأى السودان يلعبون في مسجده بدرقهم وحرابهم، فقال لها: أتشتهين تنظرين إليهم؟ قالت: نعم، قالت: فأقامني وراءه وخدّي على خدّه، وهو يقول: دونكم يا بني أرفدة، قالت: حتى إذا مللتُ، قال: حسبك؟ قلت: نعم، قال: فاذهبي»[9].

وفي رواية أنها قالت: «مرّ رسول الله(صلّى الله عليه وآله وسلّم) بالذين يدوكون بالمدينة، فقام عليهم، وكنت أنظر في ما بين أذنيه، وهو يقول: خذوا يا بني أرفدة؛ حتّى تعلم اليهود والنصارى أن في ديننا فسحة، فجعلوا يقولون: أبو القاسم الطيّب، فجاء عمر فارتدعوا»[10].

وفي روايةٍ: فقال: «يا عائشة تعالي فانظري، فجئت فوضعت لحيي على منكب رسول الله(صلّى الله عليه وآله وسلّم)، فجعلت أنظر إليها ما بين المنكب إلى رأسه، فقال لي: أما شبعتِ؟ أما شبعتِ؟ قالت: فجعلت أقول: لا؛ لأنظر منزلتي عنده، إذ طلع عمر، قال: فارفضّ الناس عنها، قالت: فقال رسول الله: إني لأنظر إلى شياطين الإنس والجن قد فرّوا من عمر»[11]. وفي صحيح البخاري عن أبي هريرة: «إذ دخل عمر بن الخطاب، فأهوى إلى الحصباء يحصبهم بها، فقال رسول الله(صلّى الله عليه وآله وسلّم): دعهم يا عمر»[12].

4ـ أنّه يهجم على الناس هجمة غضبانٍ، فيأخذ بفضحهم على رؤوس الأشهاد، كما في الرواية التي تقدّم ذكرها في مطلع البحث.

5ـ أنّه متيَّمٌ بالنساء إلى درجة أنّه يطوف على نسائه التسعة كلّهنّ في ليلةٍ واحدةٍ، وبغسلٍ واحدٍ، حيث روى أنس أنّ النبيّ(صلّى الله عليه وآله وسلّم) كان يطوف على جميع نسائه في ليلةٍ واحدةٍ، بغسلٍ واحدٍ، وله تسع نسوة[13].

وعن أبي رافع أنّ رسول الله(صلّى الله عليه وآله وسلّم) طاف على نسائه في ليلةٍ، فاغتسل عند كلّ امرأة منهنّ غسلاً، فقلتُ: يا رسول الله، لو اغتسلت غسلاً واحداً، فقال: هذا أطهر وأطيب[14].

وقد نسب ذلك إلى نبيّ الله سليمان(عليه السلام) أيضاً، حيث صوّروه يطوف على ألفٍ من نسائه في ليلةٍ واحدة، وفي أقلّ الأحوال يطوف بمئةٍ منهنّ فقط.

جاء في الكافي ـ بسندٍ ضعيف؛ لعدم ثبوت وثاقة محمد بن خالد البرقيّ ـ عن أبي الحسن(عليه السلام) [الكاظم أو الرضا] أنّه قال: «من أخلاق الأنبياء التنظُّف والتطيُّب وحلق الشعر وكثرة الطروقة، ثم قال: كان لسليمان بن داوود(عليه السلام) ألف امرأة في قصر واحد: ثلاثمائة مهيرة؛ وسبعمائة سريّة. وكان رسول الله(صلّى الله عليه وآله وسلّم) له بضع أربعين رجلاً، وكان عنده تسع نسوة، وكان يطوف عليهنّ في كلّ يوم وليلة»[15].

وعن أبي هريرة قال: «قال سليمان بن داوود(عليهما السلام): لأطوفنّ الليلة بمائة امرأةٍ، تلد كلّ امرأة غلاماً يقاتل في سبيل الله، فقال له الملك: قُلْ شاء الله، فلم يقُلْ، ونسي، فأطاف بهنّ، ولم تلد منهنّ إلاّ امرأةٌ نصف إنسان، قال النبيّ(صلّى الله عليه وآله وسلّم): لو قال: إنْ شاء الله لم يحنث، وكان أرجى لحاجته»[16].

6ـ يُؤتَى بزوجته إليه وتُرمَى في حجره، على مرأىً ومسمعٍ من الرجال والنساء من أصحابه، فلا يعترض ولا يستنكر، وإنّما يتقبَّل ذلك ببساطة، فينسحب أصحابه بسرعةٍ من المجلس؛ ليخلو له الجوّ مع زوجته، فيسارع إلى غشيانها في بيت أهلها.

جاء في  مسند أحمد: حدّثنا عبد الله: حدّثني أبي: حدّثنا محمد بن بشر قال: حدّثنا محمد بن عمرو قال: حدّثنا أبو سلمة ويحيى قالا:…قالت عائشة: «فقدمنا المدينة، فنزلنا في بني الحرث بن الخزرج في السنح، قالت: فجاء رسول الله(صلّى الله عليه وسلّم) فدخل بيتنا، واجتمع إليه رجالٌ من الأنصار ونساء، فجاءتني أمّي وإنّي لفي أرجوحة بين عذقين ترجح بي، فأنزلتني من الأرجوحة، ولي جميمة ففرَّقتها، ومسحت وجهي بشيء من ماء، ثم أقبلت تقودني حتّى وقفت بي عند الباب، وإنّي لأنهج حتّى سكن نفسي، ثم دخلت بي، فإذا رسول الله(صلّى الله عليه وسلّم) جالس على سرير في بيتنا، وعنده رجال ونساء من الأنصار، فأجلستني في حجره، ثم قالت: هؤلاء أهلك، فبارك الله لك فيهم، وبارك لهم فيك، فوثب الرجال والنساء فخرجوا، وبنى بي رسول الله(صلّى الله عليه وسلّم) في بيتنا…»[17].

7ـ قلّة صبره عن النساء حتّى إنّه ليواقع جاريته لمجرّد غياب زوجته عن البيت.

فقد روى البيهقي عن أبي نصر عمر بن عبد العزيز بن قتادة: أنبأنا أبو منصور النضروي الهروي: أخبرنا أحمد بن نجدة: أخبرنا سعيد بن منصور: أخبرنا هشيم: أنبأنا عبيدة، عن إبراهيم وجويبر، عن الضحّاك، «أنّ حفصة أمّ المؤمنين(رضي الله عنها) زارت أباها ذات يوم، وكان يومها، فلما جاء النبي(صلّى الله عليه وسلّم) لم يرها في المنزل، فأرسل إلى أمته مارية القبطيّة، فأصاب منها في بيت حفصة، فجاءت حفصة على تلك الحالة، فقالت: يا رسول الله، أتفعل هذا في بيتي، وفي يومي؟! قال: فإنّها عليّ حرام، لا تخبري بذلك أحداً، فانطلقت حفصة إلى عائشة، فأخبرتها بذلك….

وروى أبو داوود في المراسيل، عن محمد بن الصباح بن سفيان، عن سفيان، عن ابن أبي عروبة، عن قتادة قال: كان رسول الله(صلّى الله عليه وسلّم) في بيت حفصة، فدخلت، فرأت فتاته معه، فقالت: في بيتي ويومي؟! فقال: اسكتي، فواللهِ لا أقربها، وهي عليّ حرامٌ»[18].

وروى الدارقطني عن الحسين بن إسماعيل: أخبرنا عبد الله بن شبيب: حدّثني إسحاق بن محمد: أخبرنا عبد الله بن عمر: حدّثني أبو النصر مولى عمر بن عبيد الله، عن عليّ بن الحسين، عن ابن عبّاس، عن عمر قال: «دخل رسول الله(صلّى الله عليه وسلّم) بأمّ ولده مارية في بيت حفصة، فوجدته حفصة معها، فقالت له: تدخلها بيتي، ما صنعت بي هذا من بين نسائك إلاّ من هواني عليك، فقال: لا تذكري هذا لعائشة، فهي عليّ حرام إنْ قربتها، قالت حفصة: وكيف تحرم عليك وهي جاريتك، فحلف لها لا يقربها، فقال النبيّ(صلّى الله عليه وسلّم): لا تذكريه لأحد، فذكرته لعائشة…

وعن الحسين بن إسماعيل: أخبرنا عبد الله بن شبيب: حدّثني أحمد بن محمد بن عبد العزيز قال: وجدتُ في كتاب أبي، عن الزهري، عن عبيد الله بن عبد الله، عن ابن عبّاس قال: وَجَدَتْ حفصة رسول الله(صلّى الله عليه وسلّم) مع أمّ إبراهيم في يوم عائشة، فقالت: لأخبرنَّها، فقال رسول الله(صلّى الله عليه وسلّم): هي عليّ حرام إنْ قربتها، فأخبرت عائشة بذلك…»[19].

8ـ حديث حماره(صلّى الله عليه وآله وسلّم) له بأنّه من سلالة الحمار الذي كان مع نوح في السفينة، ثمّ يحمد الله أن جعله ذلك الحمار، ما يكشف عن إيمانه به(صلّى الله عليه وآله وسلّم).

فقد قال الكليني في الكافي: «وروي أنّ أمير المؤمنين(عليه السلام) قال: إنّ ذلك الحمار كلَّم رسول الله(صلّى الله عليه وآله) فقال: بأبي أنت وأمّي إنّ أبي حدّثني، عن أبيه، عن جدّه، عن أبيه، أنه كان مع نوح في السفينة، فقام إليه نوحٌ، فمسح على كفله، ثم قال: يخرج من صلب هذا الحمار حمارٌ يركبه سيّد النبيّين وخاتمهم، فالحمد لله الذي جعلني ذلك الحمار»[20].

وقال الصدوق في علل الشرائع: «ثم قال أبو عبد الله(عليه السلام): إنّ أوّل شيء مات من الدواب حماره اليعفور، توفّي ساعة قبض رسول الله(صلّى الله عليه وآله)، قطع خطامه، ثم مرّ يركض حتّى وافى بئر بني خطمة بقبا، فرمى بنفسه فيها، فكانت قبره، ثم قال أبو عبد الله(عليه السلام): إنّ يعفور كلَّم رسول الله(صلّى الله عليه وآله) فقال: بأبي أنت وأمّي، إنّ أبي حدّثني عن أبيه، عن جدّه، أنّه كان مع نوح في السفينة، فنظر إليه يوماً نوحٌ(عليه السلام)، ومسح يده على وجهه، ثم قال: يخرج من صلب هذا الحمار حمارٌ يركبه سيّد النبيّين وخاتمهم، والحمد لله الذي جعلني ذلك الحمار».

9ـ أنّه إنّما بُعث بالسيف والقتال وإراقة الدماء، وأنّه يؤمِّن رزقه ممّا يحصل عليه من غنائم الحروب، قاهراً للمخالفين له.

فعن ابن عمر قال: قال رسول الله(صلّى الله عليه وآله وسلّم): «بُعثتُ بالسيف حتّى يعبد الله لا شريك له، وجُعل رزقي تحت ظلّ رمحي، وجُعل الذلّة والصغار على مَنْ خالف أمري، ومَنْ تشبَّه بقومٍ فهو منهم»[21].

للتعاون من أجل النجاح

أيّها الأحبّة، قالوا: إنّ المسيء هذه المرّة يهوديٌّ، وقالوا: إنّه مسيحيٌّ قبطيّ من مصر، وقالوا: إنّه فلسطينيٌّ من عرب الـ 48، وحاملٌ للجنسيّة الإسرائيليّة الصهيونيّة، ومهما كان الصحيح من هذه الأقوال فإنّ وقوف المسيحيّين إلى جانب رفض هذه الإساءة إلى الإسلام ـ كما رفض كلّ إساءة إلى الأديان وازدراء رموزها ـ يقوّي موقف المسلمين، ويجعلهم قادرين على الضغط أكثر في هذا المجال، فأين الأصوات العالية والمواقف الضاغطة على رأس الكنيسة المسيحية البابا بنديكتوس السادس عشر، الذي زار لبنان مؤخَّراً؛ للمساعدة في استصدار قرار وقانون حظر ازدراء الأديان؟! ماذا فعل رؤساء الطوائف الإسلاميّة في لقائهم مع البابا؟! وبماذا خرجوا من عنده؟!

أسئلةٌ لا جواب لها حتّى هذه الساعة.

العهد المسؤول

أيّها الأحبّة، إنّ مشكلتنا الكبرى تتمثَّل في:

1ـ الروايات الموضوعة والمزوَّرة، التي لا يمكننا أن نقبل مضمونها بحالٍ، والتي يجب علينا أن نضرب بها عرض الجدار، كما أوصانا مولانا الصادقُ(عليه السلام).

2ـ في الفهم الخاطئ لبعض الروايات الصحيحة والصادرة عن أهل بيت العصمة والطهارة، محمّد وآله الخيار البررة(عليهم السلام)، ما قد يجعلنا في موقع الإساءة والطعن في الذات الإلهيّة نفسها، فضلاً عن الأنبياء والأوصياء والأولياء وعباد الله الصالحين.

وقد أشرتُ في إحدى مقالاتي[22] إلى تبعات مثل هذه الفهوم الخاطئة، فلتُراجع.

أيّها الأحبّة، إنّ تقصيرنا وسوء تصرّفنا أوصل الأمور إلى ما هي عليه اليوم. ولا نبرّئ هنا الغرب الحاقد من فعلته الشنيعة، ولكن ليس هو وحده مَنْ يتحمَّل المسؤوليّة، وإنّما هي شِرْكةٌ بيننا، فلنتَّقِ الله في ديننا، وفي نبيّنا، وفي قادتنا وولاة أمرنا أهل بيت رسول الله(صلّى الله عليه وآله وسلّم) الهداة المهديّين وسادة الخلق أجمعين.

اللهم إنّا نبرأ إليك من كلّ تقصير في بيان فضائلهم.

اللهم إنّا نبرأ إليك من كلّ نصٍّ أو كلمة تُشينُهم.

اللهم إنّا نعاهدك ـ و(إِنَّ الْعَهْدَ كَانَ مَسْؤُولاً) (الإسراء: 34) ـ أن نبقى في خطّ الدفاع عن دينك وكتابك ونبيّك وأهل بيته أجمعين، بعيداً عن العصبيّة، والمذهبيّة، والطائفيّة، ومظاهر التخلُّف والتعلُّق بالخرافات والأساطير، وعن محاباة ومداراة العوام والجهلة من الناس، فلا يُتعرَّض لعاداتهم وتقاليدهم ومعتقداتهم الشعبيّة بنقدٍ أو رفضٍ.

سننقد، وسنرفض، وسيعلو صوتنا بالحقّ وإنْ كان مرّاً، وسنصدح بالحقيقة وإنْ كانت على خلاف مصالحنا الشخصية الضيِّقة.

وكما كنتَ يا سيّدي ومولاي يا رسول الله محمّد بن عبد الله(صلّى الله عليه وآله وسلّم) في مسيرة حياتك، من الحقّ ومع الحقّ وإلى الحقّ، عازماً على المضيّ قدماً، صابراً على الأذى في جنب الله، نردِّدُها معك قَسَماً وعَهْداً لا نخلفه ولو قطعوا منّا  الوتين: «واللهِ، لو وضعوا الشمس في يميني والقمر في يساري على أن أترك هذا الأمر ما فعلتُه حتّى يظهره الله أو أهلك دونه».

ومع وصيّك وخليفتك أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب(ع) نردّدُها صرخةَ تحدٍّ وكرامة ـ في زمن عزّ فيه الكرام ـ: «إنّي واللهِ لو لقيتُهم فرداً، وهُم مِلءُ الأرض، ما باليتُ ولا استوحشت، وإنّي من ضلالتهم التي هم فيها، والهدى الذي نحن عليه، لعلى ثقةٍ وبيِّنةٍ ويقينٍ وصبر، وإنّي إلى لقاء ربّي لمشتاقٌ، ولحسن ثواب ربي لمنتظرٌ».

الهوامش


[1] ـ راجع مقالتنا بعنوان: «الإساءة إلى مقدسات الإسلام تدبير يهوديّ خطير» على العنوان التالي:

dohani.com/?p=156

[2] ـ الكافي 5 : 565 ـ 566.

[3] ـ بحار الأنوار31 : 99 ـ 100.

[4] ـ محمد طاهر القمي الشيرازي، كتاب الأربعين : 576 ـ 577.

[5] ـ راجع: إدريس الحسيني المغربي، لقد شيَّعني الحسين(عليه السلام) : 176 ـ 177.

[6] ـ سنن الترمذيّ 13: 147، كتاب المناقب، باب مناقب عمر.

[7] ـ صحيح البخاريّ 3: 228؛ صحيح مسلم 2: 608 ـ 609.

[8] ـ دعائم الإسلام 2: 205.

[9] ـ صحيح البخاريّ 1: 116، أوائل كتاب العيدين.

[10] ـ مسند أحمد بن حنبل 6: 116، 233؛ كنز العمّال 19: 162 ـ 163، 153.

[11] ـ سنن الترمذيّ 13: 148، كتاب المناقب، باب مناقب عمر.

[12] ـ صحيح البخاريّ 2: 103، كتاب الجهاد والسير، باب اللهو بالحراب؛ صحيح مسلم 2: 610.

[13] ـ مسند أحمد بن حنبل 3: 99، 166، 189؛ صحيح البخاريّ 6: 117.

[14] ـ مسند أحمد بن حنبل 6: 391.

[15] ـ الكافي 5: 567.

[16] ـ عمدة القاري 20: 219.

[17] ـ مسند أحمد بن حنبل 6: 210 ـ 211.

[18] ـ البيهقي، السنن الكبرى 7 : 353.

[19] ـ سنن الدارقطني 4 : 28 ـ 29.

[20] ـ الكافي 1 : 236 ـ 237.

[21] ـ صحيح البخاريّ 3: 230؛ مسند أحمد بن حنبل 2: 50؛ مجمع الزوائد 5: 267، حيث قال: «وفيه عبد الرحمن بن ثابت بن ثوبان: وثَّقه ابن المديني وأبو حاتم وغيرهما، وضعَّفه أحمد وغيره، وبقيّة رجاله ثقات».

[22] ـ مقالة بعنوان: «مَنْ زار الرضا(عليه السلام) فأصابه في طريقه قطرةٌ من السماء حرّم الله جسده على النار، دراسة تحقيقية». تُراجع على الرابط التالي:

www.nosos.net/main/pages/news.php?nid=418



أكتب تعليقك