20 سبتمبر 2023
التصنيف : تعليقات لتصحيح الاعتقادات
لا تعليقات
1٬905 مشاهدة

فقدُ الشرط يقلب الحكم، الموقف من الغُلُوّ أنموذجاً

بيانُ الحقّ والحقيقة حَسَنٌ جميل، ولا نقاش في ذلك بين العقلاء،

ولكنْ بشرطه، فما هو هذا الشرط؟

أن يكون في وقته المناسب والملائم، فلا يتقدَّم ولا يتأخَّر،

ولذلك حكموا بقُبْح تأخير البيان عن وقت الحاجة؛ إذ لن تكون لهذا البيان فائدةٌ إذا جاء متأخِّراً، وسينعدم تأثيرُه، ورُبَما كانت له سلبيّاتٌ مشهودة.

وبناءً عليه نقول:

ما شهدناه مؤخَّراً من كلامٍ لفقهاء وعلماء وخطباء في مواجهة ظاهرة الغُلُوّ وما يستلزمه من انحرافٍ عقائديّ حَسَنٌ في ذاته، لو جاء في أوانه ووقته،

أمّا وقد جاء متأخِّراً ـ من هؤلاء الذين لم يستشرفوا يوماً المستقبل، وإنَّما يصلون متأخِّرين دائماً ـ فلم يعُدْ حَسَناً، ولا فاعلاً

نعم، في يومٍ ما، عندما كانت هذه الشجرة الخبيثة (شجرة الغُلُوّ) لا زالت فسيلةً (نبتةً) صغيرةً، انبرى لمواجهتها سيّدٌ عَلَمٌ وعملاقٌ في العقيدة والفقه والفكر وقراءة الواقع واستشراف المستقبل، عنَيْتُ به السيد الأستاذ المرجع محمد حسين فضل الله(ر)، ودعا كافة العلماء للتصدّي لها بكلّ الوسائل المتاحة والممكنة، فلم يستجِبْ منهم إلاّ قليلٌ؛ لأسبابٍ شتّى، فلما تجذَّرَتْ هذه الشجرة الملعونة، وتفرَّعَتْ، وتطاولَتْ، يريدون اليوم مواجهتها والقضاء عليها…

هيهات هيهات… والكلفةُ أضحَتْ كبيرةً جدّاً…

ومع ذلك نتمنّى لهم أن يُوفَّقوا في مَهَمّتهم.

ولأن لمثل هذه المواجهة شروطاً، وقد تقدَّم وتبيَّن ما للشرط من دَوْرٍ وأهمِّية في حُسْن القول أو العمل وعدمه، وفي تأثيرهما وعدمه، نلفت عناية المؤمنين إلى شرطٍ مهمٍّ هاهنا، ألا وهو تطابق القول والفعل، فهو شرطُ حُسْنٍ ونجاحٍ… وقد قال الشاعر:

لا تَنْهَ عن خُلُقٍ وتأتيَ مثلَهُ                عارٌ عليكَ إذا فعلْتَ عظيمُ

وعليه، لا بُدَّ لكلّ مَنْ يتكلَّم في مواجهة الغُلُوّ أن ينظر في ما بين يدَيْه؛ ليرى هل هناك حضورٌ لبعض مظاهر الغُلُوّ أم لا؟

من أبرز مصاديق الغُلُوّ، ولكنّها شائعةٌ ومنتشرةٌ، ذكرُ الشهادة الثالثة في الأذان والإقامة، أي قول (أشهد أن عليّاً وليّ الله) مرّتين في كلٍّ من الأذان والإقامة،

وتصدح بها مآذنُ مساجد الشيعة في كلّ أصقاع الأرض…

مع العلم أن الشيخ الصدوق قد حدَّثنا بوضوحٍ وجَزْم أنها من وضع الغُلاة والمفوِّضة لعنهم الله…

فهل نهاجم الغُلُوّ قولاً ونلتزم بعضَ مصاديقه عملاً؟!

وهل سيبقى لقولنا حينئذٍ من أَثَرٍ؟!

كان لا بُدَّ من لفت النَّظَر، واللهُ من وراء القصد

 

ولمزيدٍ من التعرُّف على حكم الشهادة الثالثة في الأذان والإقامة تُراجَع المقالة التالية:

«أشهد أنّ عليّاً وليُّ الله» ـ في الأذان والإقامة ـ بدعةٌ في الشريعة المقدَّسة

«أشهد أنّ عليّاً وليُّ الله» ـ في الأذان والإقامة ـ بدعةٌ في الشريعة المقدَّسة



أكتب تعليقك