3 يوليو 2013
2٬869 مشاهدة

(الخميس 2 ـ 5 ـ 2013م)
مرّةً جديدة يفعلها بنو أميّة، بنو الطلقاء، بنو الذين لم يدخل الإيمان إلى قلوبهم يوماً ما.
مرّةً جديدة يريدون ليطفئوا نور الله بأفواههم، ويأبى الله إلاّ أنْ يُتِمَّ نوره ولو كره المشركون، ولو كره المجرمون.
سيّدي حِجْرَ بن عديّ الكندي، أيُّها الشهيد البطل، أيُّها التابِع المخلص، أيُّها الشيعي الصادق…
أسلَمْتَ، عقِلْتَ، وعَيْتَ، فوالَيْتَ واقتدَيْتَ، فهاجَهُم ولاؤك لأمير المؤمنين وسيّد الوصيين، واللهُ وليُّ المؤمنين.
لاحَقُوك، وأَسَرُوك، وعذَّبوك، فصبرتَ على الأذى في جنب الله.
وقدَّموكَ للقتل فقُلْتَ: اقتُلوا ابني قبلي؛ فإنّي أخاف أن يترك ولايةَ سيّده ومولاه.
فقتلوه أمام ناظرَيْك، صبراً واحتساباً، فهنيئاً لكم جميعاً مقعدَ صِدْقٍ عند مليك مقتدر.
يظنّون أنّهم بهدم قبرك الشريف، وإخفاء رفاتك الطاهر، يظنّون أنّهم بفعلهم الإجرامي هذا يثأرون لأسيادهم من بني أميّة، معاوية وحزبه، حزب الشيطان، كيف لا وهو الذي طغى وتجبَّر، وقَتَل وشرَّد وأَسَر، ثم ها هو ذليلٌ حقيرٌ يئنّ ممّا يعرفه، ويجحده ظلماً وعلوّاً، ويقول: إنّ يومي من حِجْرٍ لطويلٌ.
فلهؤلاء الأحفاد الأوغاد نقول ما قالته سيِّدتُنا ومولاتُنا لسيِّدهم وزعيمهم وقائدهم إلى جهنّم وبئس المصير، يزيد بن معاوية بن أبي سفيان، شجرةٍ خبيثةٍ اجتُثّت من فوق الأرض ما لها من قرار، نقول لكلِّ فردٍ منهم: «كِدْ كيدَك، وَاسْعَ سعيَك، وناصِبْ جهدَك، فوالله لا تمحو ذكرَنا، ولا تميت وحيَنا، ولا يرحض عنك عارها، وهل رأيُك إلاّ فَنَد؟ وأيامُك إلاّ عَدَد، وجمعُك إلاّ بَدَد، يوم ينادى المنادي: ألا لعنة الله على الظالمين».
ترفَّــــعْ أيــــــها القــــمرُ المنـيرُ ــــــــــ ترفَّــــعْ هـــل ترى حِجْراً يسيرُ
يسير إلى معــاويــــة بـن حـرب ــــــــــ ليقتــله كــــــما زعـــــم الأميرُ
تجبرت الجبــــابر بــــعــد حِـجْــر ــــــــــ وطــاب لها الخـــورنق والسديرُ
وأصبـحـت البــــــلاد لـــه محولاً ــــــــــ كأنْ لم يُحيـــــها يـــــوماً مطيرُ
ألا يــا حـِـجْــر بـــــنـــي عــديّ ــــــــــ تـلقَّتْكَ الســــلامة والســــرورُ
3 يوليو 2013
2٬958 مشاهدة
(24 ـ 3 ـ 2013م)
خافوه فقتلوه. ورحل العلاّمة محمد سعيد رمضان البوطي، شاهداً، وشهيداً، ومشتاقاً إلى لقاء الله. لم يكن رحيله عاديّاً؛ إذ هو رجلٌ غير عاديّ، يعيش في ظروف استثنائيّة.
فالمؤامرة الاستكباريّة على سوريا وأهلها لم تنتهِ فصولُها بعدُ، ولا زال مالُ البترول العربيّ يضخّ في جسم الإرهاب دماً جديداً كلَّ يوم، ويؤلِّب الناس على بعضهم، يؤلِّب الولد على أبيه، والأخ على أخيه، والجار على جاره.
يُعرِّفون أنفسهم بالتيّار السلفي، فعن أيِّ سَلَفٍ يتحدَّثون؟!
إنّها السلفيّة الجاهليّة، سلفيّة القتل، والنهب، والاغتصاب، وهتك الحرمات. فهل هذه هي أفعال السلف يا تُرى؟!
إنّها تَلَفِيّة العقل والفكر، فلا مكانَ بينهم، ولا حرمةَ عندهم، لعالمٍ أو عاقل.
يقولون: إنّنا نحارب الشيعة لأنّهم كفّار، فهل كان العلاّمة البوطي شيعيّاً؟!
قتلوه في بيت الله، وهو يعِظُ ويرشد، ويتلو آيات الكتاب المجيد، ويفسِّرها، لعلَّها تكون بشرى لمَنْ آمن واتَّقى، ونذيراً لمَنْ انحرف وعصى.
أرادوا إسكاته بأيّ ثمنٍ، فهدَّدوه وتوعَّدوه، ولمّا لم يستجِبْ لطلبهم بالسكوت عن نصرة الحقّ، والدعوة إلى السلام والمحبّة، قرَّروا قتله.
هكذا هم هؤلاء المرتزقة، من السلفيِّين السنّة والشيعة على السواء، لا يعرفون سوى التكفير والتضليل والتخوين، ولا يراعون في مؤمنٍ إلاًّ ولا ذِمّةً، لا يحترمون عالماً ولا شيخاً كبيراً. فبمجرّد أن تختلف معهم في فكرةٍ أو رأيٍ أو اجتهادٍ أو تحليلٍ فأنتَ كافرٌ، ويجب أن تُقتَل.
إنّه فكرٌ…، بل هي شيطنةٌ، فقد استحوذ عليهم الشيطان، فأنساهم ذكر الله، وذكر اليوم الموعود.
قال أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب عليه السلام : الراضي بفعل قومٍ كالداخل فيه معهم، وعلى كلّ داخلٍ في باطلٍ إثمان: إثم العمل به؛ وإثم الرضا به. (نهج البلاغة 4: 40، الحكمة 154).
فيا أيّها الساكتون عن هذا العمل الإجرامي نذكِّركم أنّ هناك يوماً سترجعون فيه إلى الله، وتوفَّى كلُّ نفسٍ ما كسبَتْ، وتُسألون عمّا كنتم تعملون.
فمَنْ رضي بفعل قومٍ أُشرك فيه معهم، ونال نصيبه من فعلهم. وهكذا ستحاسبون على كلّ دمٍ مسفوكٍ في بلاد المسلمين شاركتم بسكوتكم في سفكه، وكلّ عرضٍ منتهَكٍ ساهمتم في هتكه، وكلّ مال مغصوب شهدتم غصبَه وسرقته وسكتُّم.
3 يوليو 2013
4٬124 مشاهدة
(26 ـ 1 ـ 2013م)
حال المسلمين في التاريخ واحدٌ بالإجمال، وعندما نريد مقاربة منهج النبيّ(ص) في معالجة ما شهدته ساحة المسلمين في عصره لا يَسَعُنا إلاّ أن نتذكَّر أنّ أوّل خطوةٍ قام بها بعد دخوله المدينة المنوَّرة أنْ آخى بين المهاجرين والأنصار، في إشارةٍ ودلالةٍ على كون التآخي والوحدة واللُّحْمة مدماكاً أساسيّاً في حفظ قوام المجتمع الإسلاميّ، وبدونه يكون المجتمع عرضةً للخطر المتربِّص على الدوام. إذاً هو يريد أن يشعرهم أنّهم جسدٌ واحد، إذا اشتكى منه عضوٌ تأثَّرت بقيّة الأعضاء حتماً.
لا يَسَعُنا إلاّ أن نتذكَّر أنّه(ص) وقف في مِنَى في حِجّة الوداع ليطلق وصيّةً تاريخيّة للمسلمين جميعاً، فقال: (إنّ دماءَكم وأموالَكم عليكم حرامٌ كحرمة يومكم هذا في شهركم هذا في بلدكم هذا إلى يوم تلقَوْنه…، لا يحلّ دم امرئ مسلمٍ ولا ماله إلاّ بطيبة نفسه، ولا تظلموا أنفسكم، ولا ترجعوا بعدي كفاراً). إذاً التناحر والخلاف وسفك الدم يعود بالمسلم إلى الكفر، هكذا قال رسول الله، وأشهد عليه الله، فهل نلتفت؟
وقد وصفه ربُّ العزّة والجلال فقال: (وما أرسلناك إلا رحمةً للعالمين)، فهل التنافر والتباغض وتكفير المسلم أخاه المسلم، مظهرٌ لهذه الرحمة الموعودة؟!
أيها الأحبّة، أيها المسلمون جميعاً، اختلافُكم في الرأي رحمةٌ، لكنّ خلافَكم واقتتالكم نقمةٌ، فهَلُمُّوا إلى رحمة الله، وتعوَّذوا به من نقمته.
اللهمّ اكشف الغمّة عن هذه الأمّة، اللهمّ أصلح كل فاسدٍ من أمور المسلمين، اللهمّ غيِّر سوء حالنا يا ربّ العالمين. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
7 نوفمبر 2012
3٬364 مشاهدة
(بتاريخ: 7 ـ 11 ـ 2012م)
ها قد وضعت حرب الرئاسة أوزارها بين (أوباما) و(رومني)، وفاز (باراك أوباما)، وفرح المتخلِّفون من الأعراب بهذا النصر المؤزَّر.
ويُسأل بعض حاملي الجنسيّة الأمريكية، من ساسة هذا الدهر النَّكِد، عمَّنْ سينتخب فأجاب بكلّ صراحةٍ ووقاحة: طبعاً (باراك أوباما)؛ إذ تعجبه سياساتُه الخارجيّة.
ولا أدري ما الذي يُعجبه فيها؟!
هل يظنّ أنّ خروجه من العراق كان طوعاً، وحبّاً منه للعرب والمسلمين، واحتراماً منه لحرّيّتهم وإنسانيّتهم؟!
أكمل قراءة بقية الموضوع ←