26 يوليو 2013
التصنيف : تعليقات لتصحيح الاعتقادات
لا تعليقات
3٬645 مشاهدة
الحسن بن عليّ المجتبى(ع)، تاريخٌ مجيد لن يطاله التشويه

مولد الحسن

(بتاريخ: الجمعة 26 ـ 7 ـ 2013م)

مرّت بنا في الخامس عشر من شهر رمضان المبارك ذكرى ولادة سبط رسول الله(ص) وريحانته، ثاني أئمّة أهل البيت(ع)، الحسن بن عليّ المجتبى(ع)، ذاك الإمام المظلوم من بعض شيعته كما من عدوّه. فتعالَوْا نتعرَّف على بعض جوانب حياته وصفاته وأسرار مظلوميّته:

أمّا نسبه فإنّه(ع) أغنى عن التعريف؛ لأنه ابن رسول الله(ص)، وذلك يجعله أشهر من نارٍ على عَلَم.

وأمّا صفاته فقد كان(ع) أحلم أهل عصره وأهيبهم وأزهدهم وأعبدهم.

فقد التقى في المدينة المنوَّرة رجلاً شاميّاً ممَّنْ عبّأهم معاوية بغضاً وحقداً وكرهاً لأمير المؤمنين عليٍّ وأهل بيته(ع)، فجعل الشاميّ يسبّه، والإمام ملتفتٌ عنه، كأنّه لا يسمع ما يقول، فواجهه الرجل، وقال: إيّاك أعني، فقال(ع): وعنك أعرض.

وكان(ع) إذا حجّ بيت الله الحرام حجَّ ماشياً، وربما مشى حافياً؛ تواضعاً لله سبحانه وتعالى، وكان الناس ينزلون عن مراكبهم؛ استحياءً منه، حتّى سلك طريقاً آخر؛ ليتمكّن الناس من الركوب.

وكان(ع) يعيش الخوفَ من الله سبحانه وتعالى ـ وهو المعصوم ـ كأشدّ ما يكون الخوف، فكان إذا ذكر الموت بكى، وإذا ذكر القبر بكى، وإذا ذكر البعث والنشور بكى، وإذا ذكر الممرّ على الصراط بكى، وإذا ذكر العَرْض على الله تعالى ذكرُه شهق شهقةً يُغشى عليه منها، وإذا قام في صلاته ترتعد فرائصه بين يدي ربّه عزَّ وجلَّ.

وكان إذا توضّأ ارتعدت مفاصله، واصفرّ لونه، فقيل له في ذلك، فقال: حقٌّ على كلٍّ مَنْ وقف بين يدي ربِّ العرش أن يصفرّ لونه، وترتعد مفاصله.

وكان إذا بلغ باب المسجد رفع رأسه، وهو يقول: إلهي ضيفُك ببابك، يا محسنُ، قد أتاك المسيء، فتجاوَزْ عن قبيح ما عندي بجميل ما عندك، يا كريم.

وقد حيَّتْه جاريةٌ له(ع) بطاقة رَيْحان، فقال لها: أنتِ حرّةٌ لوجه الله، فقيل له في ذلك، فقال: أدَّبنا الله تعالى، فقال (وَإِذَا حُيِّيتُمْ بِتَحِيَّةٍ فَحَيُّوا بِأَحْسَنَ مِنْهَا أَوْ رُدُّوهَا)، وكان أحسن منها اعتاقها.

وما هذا إلاّ غيضٌ من فيض من صفاته وأخلاقه سلام الله عليه.


أكمل قراءة بقية الموضوع ←

15 يوليو 2013
التصنيف : تعليقات لتصحيح الاعتقادات
لا تعليقات
345٬336 مشاهدة
الصحابيّ الجليل أبو طالب الهاشميّ، بين الإنصاف والتطاول

1005175_207638472725131_499150340_n

أحرُّ التعازي نرفعها إلى رسول الله الأكرم محمد(ص) وآله الميامين،

وجميع المؤمنين والمؤمنات في مشارق الأرض ومغاربها،

في ذكرة وفاة الحامي والكفيل، الصحابيّ الجليل، أبي طالب الهاشمي رضوان الله تعالى عليه.

(بتاريخ: الاثنين 15 ـ 7 ـ 2013م)

إنّه عمّ النبيّ(ص) أبو طالب الهاشميّ، إنّه المحامي والكفيل.

ويتَّهمونه حسداً وحقداً، وزوراً وبهتاناً، أنّه مات كافراً، وأنّه يوم القيامة في ضحضاحٍ من نار.

وتناسَوْا أنّ أبا طالب كان في بداية الدعوة الحامي الوحيد لرسول الله(ص)، يمنع عنه كلّ أذىً، ويقف بقوّة وشراسة في وجه كلِّ الذين يتربَّصون به سوءاً، فهل كان يدافع عن دينٍ لا يعتقد به، ولا يؤمن بشرعيّته وحقّانيّته؟!

أليس هو الذي افتقد النبيّ(ص) يوماً، فخاف أن تكون قريش قد تعرَّضت له بسوء، فجمع بني هاشم، وقلّدهم السيوف والقضبان، حتّى أحاطوا بأشراف مكّة وزعمائها، وهم حول الكعبة، حتّى إذا لم يأتِ رسول الله(ص) يضرب أعناقَهم جميعاً؟!

أليس بينما النبيّ(ص) في المسجد الحرام، وعليه ثيابٌ له جُدَدٌ، إذ ألقى المشركون عليه سلا ناقةٍ، فملأوا ثيابه بها، فدخله من ذلك ما شاء الله [غمّاً وحزناً]، فذهب إلى أبي طالب، فقال له: يا عمّ، كيف ترى حَسبي فيكم؟ فقال له: وما ذا يا ابنَ أخي؟ فأخبره الخبر، فدعا أبو طالب حمزةَ، وأخذ السيف، وقال لحمزة: خُذْ السلا، ثمّ توجَّه إلى القوم، والنبيُّ معه، فأتى قريشاً وهم حول الكعبة، فلمّا رأَوْه عرفوا الشرَّ في وجهه، ثم قال لحمزة: أَمِرَّ السلا على سِبالِهم، ففعل ذلك، حتّى أتى على آخرهم، ثمّ التفت أبو طالب إلى النبيّ(ص)، فقال: يا ابن أخي، هذا حسبُك فينا؟!

أليس هو الذي اشتكَتْ إليه قريشٌ ما فعله النبيّ(ص) بها وبآلهتها، قائلةً: ماذا يريد ابن اخيك؟! إنْ أراد مُلْكاً ملّكناه، وإنْ أراد مالاً أغنيناه، وإنْ أراد زَوْجاً فليختَرْ مَنْ يشاء من النساء، ولكنْ ليدَعْ ذكر آلهتنا بسوءٍ، فذهب أبو طالب إلى النبيّ(ص) يخبره بعرضِ قريش، فقال(ص): واللهِ يا عمّ، لو وضعوا الشمس في يميني، والقمر في يساري، على أن أترك هذا الأمر، ما فعلتُ حتّى يُظهره الله أو أهلك دونه؟!


أكمل قراءة بقية الموضوع ←

Pages: Prev 1 2 3