لا عذر للعازفين عن الصلاة على الميت
وكتب عدي الموسوي:
ظاهرةٌ مزعجة:
تتراصف الصفوف لأداء صلاة الميّت،
وخلفهم تتراصف صفوف المثرثرين بصوتٍ عال، ولا يخلو الأمر من قهقهة هنا وقفشة هناك وآخر يختار حل مشاكله التجارية عبر اتصال هاتفي على هامش زحمة المشهد…
فيكاد يغيب صوت إمام الصلاة عن المشاركين فيها…
مشهد سريالي يبعث على الامتعاض…
التعليق
علماً أن صلاة الميت:
١ـ لا يشترط فيها الطهارة من الخَبَث، فلو كان بدنه أو ثيابه متنجِّسين جاز له الاصطفاف مع المصلِّين والدخول في الصلاة.
٢ـ ولا يشترط فيها الطهارة من الحَدَث، فلو كان على غير وضوءٍ، بل لو كان جُنُباً (على جنابةٍ)، وكذا لو كانت المرأة حائضاً، يجوز لهما الانضمام إلى المصلِّين (ما لم تكن الصلاة في مسجدٍ، ونِعْمَ ما يفعله بعض العلماء من عدم الصلاة على الجنائز في المسجد؛ لكي يتمكَّن الجميع من الصلاة).
٣ـ ولا يشترط فيها أن يكون الإمام عادلاً، فتصحّ ولو خلف الفاسق.
٤ـ ولا يشترط فيها المعرفة التامّة بالميت، ولا صلاح الميت وعدالته، فتجب الصلاة على كلّ مسلمٍ من أهل التوحيد، ويدعو له أثناءها بالمغفرة والعفو والرحمة…
وعليه، فما هو عذر الذين لا يلتحقون بجمع المصلِّين؟!
إلاّ أن لا يكونوا من أهل الصلاة (المصلِّين)، فيتوجَّسون منها خيفةً ورهبةً…
وهذا عذرٌ غير مقبولٍ؛ فلعلّ الله يهديهم، ويشرح صدورهم، ويفتح قلوبهم، وينير بصائرهم، ويصيروا من (المصلِّين)…
نسأل الله الهداية والصلاح لكلّ إنسانٍ… فلا زالت الفرصة سانحةً… وما لم تبلغ الروح الحلقوم فالتوبةُ مقبولةٌ، والهدايةُ مرجوّةٌ…