في هذه الآية الكريمة يمدح الله سبحانه وتعالى أمَّة الإسلام، أمَّة خاتَم الأنبياء وأفضلِهم محمدٍ(ص)، ويعتبرها خَيْرَ وأفضلَ أمَّةٍ عرفَتْها البَشَريّة؛ لِما تحلَّت به من الصفات الإنسانيّة ومكارم الأخلاق. وقد اختصر ذلك كلَّه بعنوانٍ واحد، يجمع كلَّ صفات الحُسْن والكمال، إنَّه الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر. وقد قدَّمه في الذِّكْر على الإيمان بالله، في إشارةٍ إلى أهمّيّته وضرورته، وأنَّه الأساس المتين الذي يرتكز عليه الإيمان بالله، وإلاّ كان إيماناً هَشّاً متزلزلاً، لا يمتلك مقوِّمات البقاء والاستمرار.
أيُّها الأحبّة، يمثِّل الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر الحَجَر الأساس في بناء المجتمعات البشريّة المتحضِّرة. ولهذا وجدنا الله عزَّ وجلَّ يدعو إليه، ويحثُّ عليه، ويرغِّب فيه، في أكثر من آيةٍ قرآنيّة، ومنها قوله جلَّ وعلا: ﴿وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنْ الْمُنْكَرِ وَأُوْلَئِكَ هُمْ الْمُفْلِحُونَ﴾ (آل عمران: 104).
ومن هذا المنطلق يحقّ لنا أنْ نسأل: ما هو المعروف المطلوب أن نأمر به؟ وما هو المنكَر الذي ينبغي أن ننهى عنه؟ وهذا ما نتعرَّف إليه، ولكنْ بعد أنْ نستمع وإيّاكم، مشاهدينا الكرام، إلى هذا التقرير، فلنتابِعْه معاً. أكمل قراءة بقية الموضوع ←
في حَمْأة التحريض الطائفيّ والمذهبيّ المُتبادَل، والذي توسَّعَتْ دائرتُه، ودخل إلى كلِّ بيتٍ، عبر شاشاتِ قنوات الفتنة وبثّ الفِرْقة بين المواطنين، على اختلاف أديانهم، بل بين المسلمين أنفسِهم، بل رُبَما وصل الأمر إلى تحريض الأخ على أخيه في المذهب الواحد، في مثل هذه الظروف لا يَجِدُ الداعيةُ والمبلِّغ مَفَرّاً من التركيز في كلِّ مناسبةٍ على موضوع الوحدة بين المسلمين، والتعايش بين أهل الأديان السماويّة كافّةً، وصولاً إلى التواصل بين الأمم والشعوب على اختلاف انتماءاتها العَقْديّة والسُّلوكيّة. أكمل قراءة بقية الموضوع ←
ويختلف الناس فيما بينهم، حول كثيرٍ من القضايا الدينيّة والدنيويّة، ويتمظهر هذا الاختلاف بحوارٍ وجدال، ورُبَما وصل الأمرُ إلى الشِّجار.
والاختلافُ في الرأي حقٌّ مشروع، ولكنَّ استمرارَ هذا الاختلاف هو الممنوعُ؛ لأنَّه مكمنُ الخَطَر على حياة الإنسان وسعادته في الدنيا والآخرة.
ونحن نلاحظ أنَّ لكلٍّ من طرفَيْ أو أطراف الاختلاف مرجعيَّتَه، الثقافيّة والفكريّة والاجتماعيّة والسياسيّة والاقتصاديّة. فهل يمكن لهذه المرجعيّة أن تلعب دَوْراً في حلِّ النزاع والخلاف؟
وبعبارةٍ أخرى: هل ينبغي على المتخاصمَيْن أن يتصالحا؟ هذا ما نتعرَّف إليه، ولكنْ بعد أن نستمع وإيّاكم، مشاهدينا الكرام، إلى هذا التقرير، فلنتابِعْه معاً. أكمل قراءة بقية الموضوع ←
فالإنسان بطبعه الأوّليّ يميل إلى مباهج وزخارف هذه الدنيا، فيطلبها، ويطلب الزيادة في كُلِّ ما يُعطاه منها.
ولكنْ لا بُدَّ للعاقل والحكيم، وكلٌّ يدَّعي العَقْل والحِكْمة، أنْ يلحظ أنّ الناس غير متساوين في الإنتاج والدَّخْل؛ وذلك لحِكْمة إلهيّة، بما فيه مصلحةُ المجتمع البشريّ: ﴿نَحْنُ قَسَمْنَا بَيْنَهُمْ مَعِيشَتَهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَرَفَعْنَا بَعْضَهُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجَاتٍ لِيَتَّخِذَ بَعْضُهُمْ بَعْضاً سُخْرِيّاً﴾ (الزخرف: 32). فلو كان الناس كلُّهم طبقةً واحدة، وفي مستوى مادِّيٍّ ومعيشيّ واحد لأنِف كلٌّ منهم أنْ يعمل شيئاً للآخر، في حين أنّ النظام الاجتماعيّ لا يستمرّ إلاّ بذاك التعاون:
الناسُ للناسِ من بَدْوٍ ومن حَضَرٍ
بعضٌ لبعضٍ وإنْ لم يشعُروا خَدَمُ
فعلى الفقير الذي يملك مقوِّمات الكفاف أن يقنع بما أعطاه الله.
وعلى الغنيّ أيضاً، وهو الذي أنعم الله عليه بما يستطيع به أن يُوجِد أزيد من حاجته، أنْ يلتفت إلى قُبْح الإسراف والتبذير عَقْلاً، وبالتالي حُرْمَتُهما شَرْعاً. أكمل قراءة بقية الموضوع ←
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله ربّ العالمين، والصلاة والسلام على سيِّدنا محمّد، وعلى آله الطيّبين الطاهرين.
مشاهدينا الكرام، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
يقول الله سبحانه وتعالى في كتابه المجيد:﴿يَمْحُو اللهُ مَا يَشَاءُ وَيُثْبِتُ وَعِنْدَهُ أُمُّ الْكِتَابِ﴾ (الرعد: 39) (صدق الله العليّ العظيم).
لهذه الآية الكريمة علاقةٌ وثيقة بـ (القضاء) و(القَدَر). وهما من المفاهيم الغامضة والملتبِسة على كثير من الناس، فلا يميِّزون بين (القَدَر) و(القضاء). ومن هنا ينسبون كلَّ مجهولٍ ومَخوف ومُصيبة إلى (القَدَر)؛ بينما ينسبون الخَيْر إلى الحظّ والنصيب.
فما هو (القضاء)؟ وما هو (القَدَر)؟ وما هو الفرق بينهما؟ وما هي علاقة القضاء والقَدَر بهذه الآية الكريمة التي افتتحنا بها هذه الحَلقة؟ أسئلةٌ كثيرةٌ نتعرَّف على أجوبتها، ولكنْ بعد أنْ نستمع وإيّاكم، مشاهدينا الكرام، إلى ما جاء في هذا التقرير، فلنتابِعْه. أكمل قراءة بقية الموضوع ←
ورُوي عن النبيّ(ص) أنّه قال: «حُبِّب إليَّ من الدنيا: النساءُ؛ والطِّيبُ؛ وقُرَّةُ عيني في الصلاة»([1]).
فأيُّ هذه الملذّات أفضلُ من الآخر؟ هذا ما نجيب عنه، ولكنْ بعد أن نستمع وإيّاكم، مشاهدينا الكرام، إلى هذا التقرير، فلنتابِعْه. أكمل قراءة بقية الموضوع ←
سلام عليكم موﻻنا، عندي طلب. ممكن آية ورواية تتكلَّم عن عدم التوتُّر والانفعال، وليس العصبيّة بمعنى القبليّة.
لقد حثَّ الإسلام في أكثر من موردٍ على ضرورة أن يمسك الإنسان نفسه عن الانفعال والعصبيّة والتوتُّر عندما يواجه بعض المشاكل والمصائب والفِتَن والمِحَن، أو عندما يعتدي عليه نَفَرٌ من الجُهّال، الذين لا يقيمون وَزْناً لحوارٍ عقلانيّ مسؤول، ولا يعيرون اهتماماً بدليلٍ علميّ حول أيِّ مسألةٍ تواجههم.
في ذكرى اتّفاق الذلّ والخيانة، اتّفاق السابع عشر من أيّار،
نفتقده داعيةً صادِقاً إلى الوحدة بين المسلمين،
في زمنٍ يتاجر فيه الكثيرون بهذا المبدأ،
ويتَّخذونه وسيلةً لتحقيق مآربهم الخبيثة.
نتذكَّر أستاذنا الجليل السيد المرجع محمد حسين فضل الله (رحمه الله)
يوم دعا للاعتصام في «مسجد الإمام الرضا عليه السلام» في بئر العبد،
لإسقاط ذاك الاتّفاق المشؤوم،
وكان في مقدِّمة الحضور لفيفٌ من علماء السنّة والشيعة على السواء،
حيث شَبَكوا أياديهم المرتفعة إلى السماء، مردِّدين دعاء الوحدة،
وهكذا خرجوا من «المسجد» ـ بما لـ «المسجد» من رمزيّة في وعي المسلمين، وهو ما أشار إليه الإمام الخميني رحمه الله بقوله: «مساجدكم متاريسكم، فاملأوا متاريسكم» ـ إلى المواجهة،
فكان الانتصار على الغُدّة السرطانيّة إسرائيل، بعد أعوامٍ طويلة من الجهاد والمقاومة الباسلة.
هي زينب بنت أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب(ع) وبنت سيّدة نساء العالمين فاطمة الزهراء(ع)، فهي حفيدة النبيّ الأكرم محمد(ص)، وأخت سيدَيْ شباب أهل الجنّة الحسن والحسين(عما).
ويكفيها ذلك فخراً، وإنْ لم يكن للنسب في الإسلام قيمةٌ ذاتيّة؛ لأنّه ليس باختيار المرء، وإنّما هو وضعٌ يجد نفسَه فيه فجأةً، وإنّما القيمة كلُّ القيمة للإيمان والعمل الصالح الذي يعكس مستوى ذلك الإيمان. أكمل قراءة بقية الموضوع ←
سلام عليكم سماحة الشيخ، حفظكم الله تعالى ورعاكم. هل يجب أن نطلب من الطبيب أن يرتدي القفازات الطبّية حتّى لا يلمس المريضة مباشرة؛ مراعاة للحدود الشرعيّة، عندما يلمس الأنف والأذن وما إلى ذلك؛ لأنّني لاحظتُ أنّهم بشكلٍ عام لا يفعلون ذلك، وكذلك بالنسبة للطبيبة والمريض؟
في علاقة الرجل بالمرأة الأجنبيّة عنه، أي التي ليست بذي محرَمٍ عليه؛ وكذا علاقة المرأة بالرجل الأجنبيّ عنها، هناك حدودٌ وضوابط قرَّرتها الشريعة المقدَّسة؛ منعاً للافتتان، والسقوط في شِرْك الشهوة والغريزة الجامحة. أكمل قراءة بقية الموضوع ←
هو باحث إسلامي من لبنان،
وأستاذ في الحوزة العلمية،
ومن خطباء المنبر الحسيني.
حائز على:
1ـ ماجستير في علوم القرآن والحديث.
2ـ دبلوم الدراسات العليا في الأدب العربي.
يشغل حالياً منصب:
1ـ رئيس تحرير (مجلة نصوص معاصرة).
2ـ رئيس تحرير (مجلة الاجتهاد والتجديد).
3ـ المساعد الخاص لرئيس القسم الشيعي الإمامي في مؤسسة خدمة علوم القرآن والسنة الشريفة في القاهرة، والمكلفة كتابة موسوعة الحديث النبوي الصحيح عند المسلمين.
4ـ أستاذ مواد (علوم القرآن)، (تفسير القرآن)، (الأخلاق)، (العقائد)، (المنطق)، (أصول الفقه)، (أصول الحديث)، (أصول الفقه المقارن)، (الرجال والدراية)، (الفقه على المذاهب الخمسة)، (اللمعة الدمشقية)، (الفقه الاستدلالي)، (القواعد الفقهية)، في مرحلتي (الإجازة) و(الدراسات العليا)، في الحوزة العلمية في لبنان وإيران (المعهد الشرعي الإسلامي وجامعة المصطفى(ص) العالمية).
له عشرات المقالات والمقابلات التلفزيونية المتنوعة.
وقد حلَّ ضيفاً في أكثر من برنامج ديني تلفزيوني، على أكثر من قناة فضائية.
هدف الموقع وضوابطه
أخي الكريم، أختي الكريمة،
أيها القراء المتصفحون لما ينشر في هذا الموقع.
أهلاً وسهلاً بكم،
ونأمل أن ينال ما ينشره هذا الموقع إعجابكم،
وتحصل منه الفائدة المرجوة.
هذا الموقع منبر لنشر الفكر الإسلامي الأصيل،
في خط الوعي والتعقل،
بعيداً عن الخرافات والأساطير،
ومظاهر الغلو والانحراف والتخلف.
والهدف من ذلك كله رضا الله عز وجل،
والإصلاح في أمة رسول الله محمد صلى الله عليه وآله، والنأي بمحمد وآله عليهم السلام عن كل ما يبغضهم إلى الناس؛ امتثالاً لأمرهم: كونوا زيناً لنا، ولا تكونوا شيناً علينا. فمن قبلنا بقبول الحقّ فالله أوْلى بالحقّ، ومن لم يقبلنا فالله يحكم بيننا، وهو خير الحاكمين.
وإننا في هذا الموقع الثقافي نرحب بأية مشاركة،
أو تعليق أو نقد علمي لأي موضوع ينشر فيه.
ولكننا في الوقت عينه نعتذر عن نشر أي رد أو تعليق يتضمن إساءةً أو تهديداً أو ما شابه ذلك.
سؤال: هل صحيحٌ أن عمر بن الخطّاب هو الذي عصر السيّدة فاطمة(ع)، وأسقط جنينها، وماتَتْ بعد ذلك بأيّامٍ؟ إذ نلاحظ أن أغلب الشيعة يقولون ذلك؛ وهناك مَنْ ينفي صحّة ذلك. فكيف نستطيع أن نعرف ما هو الصحيح؟ وما هي الكتب والأحاديث التي يمكن الرجوع إليها؛ للتأكُّد من الواقعة الحقيقيّة التي جَرَتْ؟
الجواب: هذه الحادثة قضيّةٌ تاريخيّة، وإنْ كان يمكن أن يُستفاد منها في بعض المباحث العقائديّة، ولكنْ لا بُدَّ في مقام إثباتها من الاعتماد على المنهج الذي تُقارَب به الحوادث التاريخيّة، نَفْياً أو إثباتاً.
وهذه الحادثة (حرق الباب وكسر الضلع وإسقاط الجنين “محسن”) اختلف العلماء فيها بين مَنْ يعتقد حصولها ومَنْ يتوقَّف في إثباتها ـ كالسيّد فضل الله ـ، فلا يرى أدلّة الإثبات كافيةً، وأيضاً لا يجد دليلاً تامّاً للنفي…
وفي مثل هذه الأمور لا يوجد كتابٌ يمكن من خلاله وحده الوصول إلى الحقيقة، بل لا بُدَّ من تجميع القرائن والشواهد، وضربها ببعضها، تحقيقاً وتأويلاً؛ للوصول إلى قناعةٍ معيَّنة…
وأنا أنفي هذه الحادثة؛ استناداً إلى القرائن والشواهد التاريخيّة والعقليّة والعُرْفيّة…
فالصحيحُ عندي أنهم جاؤوا بالحَطَب؛ ليحرقوا الدار، ولو كانت فيها فاطمة(ع)…
فلمّا عرف أمير المؤمنين(ع) قَصْدَهم خرج إليهم، وذهب معهم إلى المسجد، ماشياً على قدمَيْه، لا مسحوباً بنجائد سيفه، وبايع أبا بكر، لا عن إرادةٍ تامّة، ورضا قلبيّ، وإنما بايعه كُرْهاً واضطراراً؛ دَرْءاً للفتنة، وحَفِظ دارَه وعيالَه، وهدأت الأمور نسبيّاً. وهذا هو تصرُّف العاقل الحكيم في مثل هذه المواقف.
وعليه، لم يحترق الباب، ولا الدار، ولم تُعْصَر الزهراء(ع)، ولم ينكسر ضلعُها، ولم يسقُطْ لها جنينٌ…
نعم، كانت المقدّمات مهيّأةً لكلّ ذلك…
وأسقط ذلك كلَّه وَعْيُ الإمام(ع) وحكمتُه…
وماتَتْ(ع) بعد ذلك بشهرين ونصف (75 يوماً)؛ حُزْناً وكَمَداً على أبيها، وعلى مظلوميّة زوجها (غَصْب الخلافة)، وعلى مظلوميّتها (غَصْب فَدَك)، وكانت أوّل اللاحقين بأبيها النبيّ الأكرم(ص)…
وتلك ظلاماتٌ لا نظير لها في التاريخ… وليس هناك داعٍ لزيادةٍ في الأحداث لإثبات المظلوميّة ووقوع العدوان...